متحف أثري يوناني يستضيف معرضا يحتفي بالمرأة
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
قال عبد الستار بركات، مراسل "القاهرة الإخبارية" ، من العاصمة اليونانية أثينا، إن الصحف اليونانية أبرزت افتتاح المتحف الأثري في مدينة فيرا بجزيرة سانتوريني، باعتباره خطوة ثقافية تعكس التزام اليونان بإعادة قراءة تراثها الحضاري برؤية معاصرة.
وأوضح بركات، خلال مداخلة عبر القاهرة الإخبارية، أن المتحف خضع لأعمال ترميم شاملة شملت تدعيم البنية التحتية، وتحديث أنظمة الإضاءة والطاقة، وتسهيل الوصول إليه، إلى جانب إعادة تصميم قاعات العرض لتكون فضاءات تفاعلية تمزج بين الجمال البصري وإثراء المعلومات، ما يجعله مركزًا للتعلم والتأمل.
وفي سياق موازٍ، تابع: “استضافت العاصمة اليونانية ندوة اقتصادية بعنوان “اكتشف مصر” هدفت إلى تعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين، بمشاركة نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين وصناع القرار من القطاعين العام والخاص”.
وأكد أن الفعالية، التي نظمها اتحاد الصناعات اليوناني، عكست تزايد اهتمام أوروبا واليونان تحديدًا بالسوق المصرية، في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها مصر مؤخرًا، ومن بينها تبسيط الإجراءات، وتوسيع المناطق الحرة، وتقديم حوافز لجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
وأشار إلى أن المشاركين سلطوا الضوء على القطاعات الأكثر جذبًا للاستثمار، مثل الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والنقل، والتصنيع، والعقارات، لافتا إلى أن اليونان تحتل حاليًا المرتبة الرابعة بين الدول المستثمرة في مصر، بوجود أكثر من 200 شركة يونانية، وبتضاعف حجم الاستثمارات من 5.8 مليون يورو في 2023 إلى 12.1 مليون يورو في 2024، ما يعكس تنامي ثقة المستثمرين في السوق المصرية.
وذكر بركات ، أن اليونان باتت وجهة سياحية مفضلة للوافدين من مصر، مشيرًا إلى تكرار زيارات مشاهير مصريين مثل اللاعب محمد صلاح، إلى الجزر اليونانية، لافتا إلى أن حركة التبادل السياحي والثقافي بين الشعبين في تصاعد مستمر، وهو ما يتجلى أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العاصمة اليونانية أثينا المتحف الأثري اليونان
إقرأ أيضاً:
العثور على حوض أثري يعود إلى عام 250 قبل الميلاد.. شاهد من بدايات العمارة الرومانية
اكتشف علماء آثار حوضًا حجريًا ضخمًا في غابيي شرق روما يعود إلى نحو 250 قبل الميلاد، ويوفّر رؤية نادرة لتخطيط المدن الرومانية في بداياتها.
اكتشف فريق من علماء الآثار بقيادة البروفيسور مارشيلو موجيتا من جامعة ميسوري حوضاً ضخماً مبنياً بالحجارة في قلب مدينة غابيي القديمة، الواقعة على بُعد 18 كيلومتراً شرق روما. الحوض محفور جزئياً في الصخر الطبيعي ويعود تاريخه إلى نحو عام 250 قبل الميلاد، أي منذ أكثر من ألفي عام، وربما تكون بعض أجزائه أقدم من ذلك، ما يجعله واحداً من أقدم الأمثلة على العمارة الرومانية الضخمة خارج إطار المعابد والجدران الدفاعية.
نافذة نادرة على تخطيط المدن في بدايات رومايشير موجيتا، رئيس قسم الكلاسيكيات والآثار والدين في جامعة ميسوري، إلى أن أهمية هذا الاكتشاف تتعدى قيمته المعمارية المباشرة. فموقع الحوض في مركز المدينة القديمة عند تقاطع طرق رئيسية يلمح إلى أنه ربما كان حوضاً عاماً أو تذكاريّاً ضمن منطقة الفوروم التي شكّلت قلب الحياة العامة في المدن الرومانية. ويؤكد أن غابيي تمنح الباحثين فرصة نادرة لفهم ما كان عليه الفوروم الروماني المبكر، والذي ما يزال شكله الحقيقي غير معروف حتى اليوم.
اكتشاف يكمّل صورة مدينة رومانية مهجورةيأتي هذا الاكتشاف بعد نتائج سابقة للفريق نفسه، من بينها مبنى "المنطقة F"، وهو مجمع مدرّج محفور في جانب فوهة بركانية قديمة ساهمت في تشكيل تخطيط المدينة. وتشير هذه الاكتشافات مجتمعة إلى تأثير واضح للهندسة الإغريقية في العمارة الرومانية المبكرة، حيث تظهر السمات الإغريقية في المساحات المرصوفة والمدرجات والساحات العامة ذات الحضور البصري اللافت والتي تجمع بين الوظيفة العملية والرمزية المعمارية.
Related علماء آثار مصريون وبريطانيون يهتدون إلى مدينة إيميت المفقودة في دلتا النيلشاهد اللحظات الأولى لآثار القصف الإسرائيلي لمقرّ التلفزيون الرسمي في طهرانمن هم الفينيقيون؟ علماء الآثار يكشفون أسرارهم غابيي**… مدينة حفظها الهجران**تحتل غابيي مكانة خاصة في تاريخ روما، إذ إنها كانت جارة قوية ومنافسة لها، واستُوطنت منذ العصر الحديدي المبكر. لكن المدينة هُجرت إلى حد كبير بحلول عام 50 قبل الميلاد، ثم أُعيد استيطانها على نطاق صغير في ما بعد. هذا الهجران ساعد على الحفاظ على شوارع غابيي الأصلية وأسُس مبانيها بعيداً عن طبقات البناء المتراكمة التي طمست ملامح روما الأولى، وهو ما يوفر للباحثين لمحة نادرة عن الحياة الرومانية في بداياتها.
موقع أثري محميأدركت وزارة الثقافة الإيطالية قيمة هذا الإرث التاريخي، فأعلنت غابيي حديقة أثرية ضمن مؤسسة “متاحف وحدائق برينيستي وغابيي الأثرية”. وقد أتاح هذا التصنيف للباحثين في “مشروع غابيي” الدولي، الذي تولى موجيتا إدارته العام الماضي، فرصة لمتابعة التنقيب والدراسة في موقع يتمتع بحماية رسمية ويُعد من أندر المواقع الرومانية المحفوظة بهذه الدرجة.
خطط جديدة للتنقيب خلال الصيف المقبلفي صيف العام المقبل، وبدعم من المديرية العامة للمتاحف في إيطاليا، سيواصل فريق "مشروع غابيي" أعمال التنقيب في المواد المتراكمة داخل الحوض والمنطقة المرصوفة المحيطة به. ويستعد الباحثون أيضاً لدراسة “شذوذ” معماري غامض كشفت عنه عمليات التصوير الحراري بالقرب من الموقع، قد يكون معبداً أو مبنى عاماً كبيراً، ما قد يعيد تشكيل فهمنا لتاريخ المدينة ووظائف مبانيها.
مؤشرات على طقوس دينية قديمةيشير موجيتا إلى أن بعض القطع الأثرية المكتشفة في طبقات إهمال الحوض، مثل الأوعية السليمة والمصابيح وحاويات العطور والأكواب ذات النقوش غير المألوفة، قد تكون وُضعت عمداً كقرابين أو جرى التخلص منها خلال عملية إغلاق طقسية للحوض نحو عام 50 ميلادية. وهذا يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي لعبته إدارة المياه في المدن القديمة وعلى احتمال أن يكون الحوض قد ارتبط بطقوس دينية أو مدنية مهمة.
يبقى سؤال أساسي يواجه الباحثين: هل ظهرت الفضاءات المدنية في غابيي قبل إنشاء المراكز الدينية أم العكس؟ والإجابة عن هذا السؤال قد تساعد في تحديد ما إذا كانت السياسة أو العبادة هي القوة التي شكّلت أول المعالم العمرانية الكبرى في العالم الروماني.
من خلال تراكم هذه الاكتشافات، يسعى فريق موجيتا إلى إعادة بناء قصة غابيي، وكيف نشأت وازدهرت ثم اختفت، إلى جانب فهم أعمق لكيفية تشكل العمارة الرومانية المبكرة التي تركت بصمتها الواضحة على التطور العمراني في أنحاء العالم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة