ملوحة شط العرب تهدد الحياة المائية في البصرة.. فيديو
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
بغداد
تشهد محافظة البصرة جنوب العراق أزمة بيئية حادة تهدد مصادر الحياة المائية، مع تصاعد مستويات الملوحة في مياه شط العرب واختفاء أنواع عديدة من الأسماك النهرية التي كانت تشكّل مصدرًا غذائيًا ورزقًا لمئات الصيادين والأسر.
وبحسب ما أعلنته مديرية الزراعة في البصرة، فإن ارتفاع اللسان الملحي في مجرى الشط أسفر عن تراجع كبير في أعداد الأسماك النهرية مثل الكارب والبني والكتان، فيما اختفت بعض الأنواع كليًا من المشهد، نتيجة الملوحة العالية، شح المياه، ودرجات الحرارة القياسية التي تضرب المنطقة.
مصادر حقوقية، من بينها مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، أطلقت تحذيرات جدية بشأن تداعيات هذه الأزمة، مشيرة إلى أنها لا تقتصر على الأسماك فحسب، بل تمتد إلى الزراعة وتربية المواشي، وتهدد بتفاقم الأوضاع المعيشية في ظل غياب المعالجات الحقيقية وتأخر مشاريع تحلية المياه.
وتعود جذور الأزمة إلى عدة أسباب متراكمة، على رأسها الانخفاض الحاد في حصة العراق من نهري دجلة والفرات، نتيجة تقليص الإطلاقات من دول المنبع كتركيا وإيران، إلى جانب تصريف كميات من المياه المالحة من نهر الكارون الإيراني في مجرى شط العرب، ما يُفاقم من تغلغل اللسان الملحي في عمق المدينة.
كما لعبت الظروف المناخية دورًا سلبيًا إضافيًا، حيث أدت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المتكرر إلى تبخر المياه العذبة، وزيادة تركيز الأملاح، ما ضاعف من صعوبة بقاء الأسماك النهرية وتكاثرها في بيئة لم تعد صالحة للحياة.
هذه التغيرات أدت إلى توقف عمليات الصيد في عدة مناطق من البصرة، وظهور أنواع بحرية أو دخيلة على حساب الأنواع النهرية المحلية، في مؤشر واضح على تحول بيئي خطير في النظام المائي لشط العرب، ما يُنذر بتبعات طويلة الأمد إذا لم تُتخذ خطوات فعلية.
وفي إطار الجهود الرسمية، بدأت وزارة الموارد المائية بزيادة الإطلاقات المائية من ناظم قلعة صالح، بينما أطلقت وزارة الزراعة دفعات من أصبعيات الأسماك لتعويض ما تم فقده، إلا أن هذه الإجراءات تُعد مؤقتة ولا تعالج الجذور الحقيقية للأزمة.
وفي هذا السياق، طالب مسؤولون محليون ببناء سد قاطع أو هويس مائي لحماية مياه شط العرب من التمدد الملحي، إلى جانب الإسراع بإنشاء محطات تحلية في مناطق مثل الفاو وأبي الخصيب، لضمان استمرار إمدادات المياه العذبة للسكان والمزارعين.
من جهتهم، عبر الأهالي عن إحباطهم من تكرار الأزمة سنويًا، دون حلول جذرية. وتُظهر التقديرات أن العراق يواجه تحديًا كبيرًا في ملف المياه، حيث لا يتجاوز احتياطه المائي 20 مليار متر مكعب، في مقابل احتياج سنوي يصل إلى 48 مليار، ما يجعل من أزمة البصرة جزءًا من أزمة أوسع تهدد أمن البلاد المائي والبيئي.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/y-Rbya4TotckYS89.mp4المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: البصرة العراق شط العرب ملوحة المياه شط العرب
إقرأ أيضاً:
«توتر متصاعد ونهاية تقترب».. صحيفة بيلد تكشف تفاصيل أزمة صلاح مع ليفربول
كشفت صحيفة بيلد الألمانية عن كواليس الأزمة التي اشتعلت داخل ليفربول في الأيام الأخيرة، عقب التصريحات القوية التي أدلى بها النجم المصري محمد صلاح، والتي تسببت في حالة من التوتر بين اللاعب والمدرب آرني سلوت وإدارة النادي، وانتهت باستبعاده من المشاركة في عدد من المباريات المهمة.
وكان صلاح قد أثار جدلًا واسعًا بعد تصريحاته عقب التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد، حيث حمل النادي والمدير الفني مسؤولية التراجع الفني للفريق، ملمحًا إلى أنه أصبح شماعة تعلق عليها أسباب الإخفاق. كما تحدث عن تدهور علاقته مع سلوت، وهو ما ظهر جليًا باستبعاده من مواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا التي انتهت بفوز الريدز 1-0.
وبحسب التقرير، فإن الأزمة لم تكن مفاجئة داخل ليفربول، إذ ترى الإدارة أن صلاح يمتلك شخصية قوية قد تُفهم أحيانًا على أنها غرور، إلا أن الأمر كان يُتقبل طالما يقدم اللاعب مستويات كبيرة، كما حدث في الموسم الماضي حين سجل 29 هدفًا وقاد الفريق للتتويج بالدوري. لكن تراجع معدله التهديفي هذا الموسم جعل النادي أقل تسامحًا مع تصرفاته.
وأوضحت الصحيفة أن صلاح لم يتقبل قرار جلوسه على دكة البدلاء لثلاث مباريات متتالية، واعتبر الأمر تقليلًا من قيمته داخل الفريق، خاصة في ظل اعتماد سلوت بشكل أكبر على فلوريان فيرتز في الخط الأمامي، الأمر الذي جعل الدولي المصري يشعر بأنه أصبح خارج الحسابات تدريجيًا.
وأضاف التقرير أن صلاح لم يُظهر دعمًا علنيًا لفيرتز أو لسلوت خلال فترة الانتقادات، ما أوجد فجوة داخل غرفة الملابس، وجعل علاقته ببعض اللاعبين متوترة، حتى وصفت الصحيفة الوضع بأنه "بداية التحول إلى لاعب غير مرغوب فيه داخل المجموعة".
واختتمت بيلد تقريرها بالإشارة إلى أن الحل الأقرب لإنهاء الأزمة هو رحيل محمد صلاح عن ليفربول في أقرب وقت، رغم مرور ثمانية أشهر فقط على توقيعه عقدًا جديدًا يمتد حتى 2027. كما لفتت إلى أن إنفاق النادي أكثر من 450 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات الأخير كان بهدف بناء فريق هجومي قوي حول صلاح، لكن التراجع الملحوظ في أداء التعاقدات الجديدة مثل فيرتز وألكسندر إسحاق زاد من تعقيد المشهد داخل النادي.