تقدم .. المعبر والمستقر لحلفاء الميليشيا!
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
*كم كنت حسن الظن بتقدم وبمنشقي العدل والمساواة حين كتبت ذات يوم: (عندما أراد منشقو “العدل والمساواة” الاقتراب من الميليشيا والتنسيق معها، سلكوا أقصر الطرق: انضموا إلى تنسيقية “تقدم”!) … فقد تصورت أن قصد المنشقين لا يتعدى “الاقتراب” من الميليشيا و”التنسيق” معها، وأن “تقدم” مجرد كيان قريب ومنسق!*
* *لكن الأيام كشفت أن المسألة أبعد من ذلك: لقد كانت “تقدّم” هي المعبر، والمستقر أيضاً، لكل من أرادوا الارتماء في حضن الميليشيا.
* *أكثر من جسدوا هذه الحقيقة بوضوح تام هم قيادات حزب الأمة القومي، ذلك حين استخدموا “تقدم” كمستقر، وكمعبر إلى تحالف الميليشيا، فبقي بعضهم في “تقدم”، وذهب بعضهم إلى “تأسيس”، الأمر الذي يؤكد أنهم تعاملوا مع ما سُمِّي بـ “فك الارتباط” باعتباره حيلة لفظية ليس لها أثر غير ذلك الوهمي الذي حملته تصريحات “الوداع/الانتداب” الحميم!*
* *الآن لا تستطيع “تقدم” أن تقطع بأن الحزب قد فك ارتباطه بها، أم لم يفكه. وليس في تصريحاتها ما يدل على أنها تطالبه بالاختيار بينهما، ولا ما يدل على أنها ترى في وضعه ما يحتاج إلى معالجةٍ ما، ثم إن العلاقة بين قيادات الحزب في التحالفين تبدو في كامل صفائها: لا خلافات، ولا تحفظات، ولا محاولات متبادلة للجذب تجاه هذا التحالف أو ذاك، وكأنهما في كيان واحد، فلا تناقض ليُرفَع، ولا اختلاف مواقف ليُعالج!*
* *بهذا الاستقرار والعبور، مارس الحزب قمة “الشفافية العملية”، إذ تصرف برمة ناصر والواثق البرير وصديق الصادق وآخرون بافتراض أن المسافة بين “تقدم” و”تأسيس” غير موجودة أصلاً، وأن بإمكانهم الجمع بين عضويتهما بلا أي تناقض، وبلا أي تحفظ من تلقاء أي من التحالفين، وبلا أي تبرير سياسي!*
* *هذه القدرة على الجمع بين الكيانين ليست سوى تأكيد لحقيقة واحدة يعبر عنها موقف قادة حزب الأمة القومي: لا فرق بين ماضي تظاهرهم بالحياد، وحاضر جمعهم بين التظاهر به والاصطفاف المعلن مع الميليشيا، سوى في مستوى الشفافية. فالفرق بين تقدم وتأسيس، في جوهره ليس فرق مواقف، بل فرق استعداد للمجاهرة بمحالفة الميليشيا: “تقدم” تقر بأفعالها، وتنكر بأقوالها، و”تأسيس” تقر بالأفعال، والأقوال، وحزب الأمة القومي يجمع كل هذا!*
* *الغريب في الأمر أن الحزب كان قد رفع مذكرة إلى “تقدم”، حملت اعتراضه على الانحياز الإعلامي للميليشيا، وعلى الصمت عن الإمارات. لكن النتيجة الفعلية كانت هي أن الانحياز للميليشيا زاد وضوحاً بعد المذكرة، و”الصمت” عن الإمارات تحول إلى “حديث” دفاعي. ومع ذلك استمرت عضوية الحزب في “تقدم”، بل وجاهر جزء معتبر من قياداته بالتحالف مع الميليشيا/ الإمارات!*
* *ببقائه في “تقدم”, وعضويته في “تأسيس”، أثبت حزب الأمة القومي أن ما سمِّي “فك الارتباط” لم يكن لازماً لأي من الكيانات التي جاهرت بمحالفة الميليشيا، إذ كان يسعها أن تفعل مثله وتجمع بين “الكيانين” إن أرادت. فالفك ــ كما أثبت الحزب ــ وهمي وغير لازم، والمسافة بين الكيانين هي فقط مسافة لفظية لحفظ ماء وجه المصرين على دعوى عدم الانحياز!*
* *تعديل تسمية “تقدم” لتكون “صمود”، بعد ما سُمِّي بـ”فك الارتباط”، بدت وكأن الهدف منها القول بأن “صمود” كيان جديد، وليس ذلك الذي شكل المعبر والمستقر لحلفاء الميليشيا، لكن تطابق مواقف “صمود” مع مواقف “تقدم”, وعضوية حزب الأمة في “صمود” وفي “تأسيس”، يجعل الأمر وكأنه “فك ارتباط” وهمي آخر بين “تقدم” و”صمود”، ومحاولة اغتسال لا تغسل شيئاً بقدر ما تكشف سذاجة التفكير!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حزب الأمة القومی
إقرأ أيضاً:
فعاليتان ووقفتان للهيئة النسائية في حجة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
الثورة نت /..
نظمّت الهيئة النسائية بمركز محافظة حجة ومديرية كشر، اليوم، فعاليتين ووقفتين بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء عليها السلام- اليوم العالمي للمرأة المسلمة.
وفي الفعالتين، أُلقيت كلمات، أكدت أهمية إحياء ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، التي منحت للكلمة وزنها وأهميتها، وللموقف أثره البالغ، وجسّدت بأفعالها وأقوالها أسمى درجات الثبات على الحق والصبر في مواجهة الظلم والطغيان الأمريكي، الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن كلمات فاطمة الزهراء عليها السلام كانت نبراسًا يضيء الطريق للأمة، وسلاحًا معنويًا يرفع الهمم، ويثبت القلوب، ويذكّر البشرية بالواجب والحق، لتصبح بذلك قدوةً لكل مؤمنة تسعى إلى الحق والعدل.
وبينت المتحدثات، أن الزهراء عليها السلام كانت موقفًا حيًّا يتجسّد في الصبر والجهاد والعمل الصالح، وكانت أيضًا مثالًا يُحتذى به، يجمع بين الحكمة، والوعي، والصبر، والعزيمة على مواجهة الظلم بكل قوة.
وأكدت، أهمية استحضار سيرة الزهراء عليها السلام العطرة، واستلهام القوة منها في الكلمة والموقف والصمود والرسوخ على الحق وتحمل أمانة الرسالة، بالاعتماد على الله في نصرة المظلومين ودعم المستضعفين، والدفاع عن المقدسات.
وأوضحت الكلمات، أنّ استمرار العدو الصهيوني، الأمريكي في ارتكاب المجازر الوحشية بحق الأشقاء في فلسطين، والإعدامات الجماعية، وقتلٍ النساء الحوامل، والأطفال، والنساء، والتجويعٍ والتشريد، يكشف زيف ادعاءاتهم بالإنسانية والحقوق والحريات، ويُظهر للعالم حقيقة اللوبي الصهيوني المجرم.
أفادت المشاركات في الفعاليتين، أنه وانطلاقًا من الهوية الإيمانية، والمبادئ القرآنية، وتعاليم الإسلام السامية، يتحرّك الشعب اليمني رجالًا ونساءً معتمدًا على الله، واثقًا بنصره، مستجيبًا لنداء الحق، وناصرًا للمستضعفين في الأرض، بموقف وقيادة موحدة، يتصدر المواقف المشرفة دفاعًا عن قضايا الأمة ومقدساتها ومصممًا على استمرار موقفه حتى تحقيق النصر.
عقب ذلك نُظمت وقفتان، بمركز المحافظة ومديرية كشر، بذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام – اليوم العالمي للمرأة المسلمة.
ورددّت المشاركات في الوقفتين، هتافات مؤكدة السير على نهج الزهراء عليها السلام، واستلهام الدروس والعبر من سيرتها العطرة وأخلاقها، باعتبارها الأسوة والقدوة الحسنة.
وأشارت حرائر حجة وكشر، إلى أن قيم الزهراء عليها السلام تتجلّى اليوم في المرأة اليمنية المجاهدة، التي تقدّم نفسها ومالها وأبنائها دفاعًا عن الحق، وتدافع عن المقدسات الإسلامية، وتساند المظلومين، متمسكة بالإيمان والجهاد، وحاملة لراية الحق كما حملت الزهراء عليها السلام رسالتها بشجاعة.
وأكد بيان صادر عن الوقفتين، الاستمرار في السير على نهج السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، والتمسك بمبادئها الأصيلة في نصرة الحق والعدالة والدفاع عن المظلومين، ومواصلة المواقف الثابتة التي تخدم الأمة وقضاياها العادلة.
وأعلن التفويض الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مهما كانت التداعيات والنتائج، مؤكدًا استعداد حرائر حجة بذل الغالي والنفيس حتى تحرير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة.
وجددّ البيان، تأكيد الموقف الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية محورية مركزية تعبر عن ضمير الأمة وهويتها، والوقوف مع فلسطين يأتي انطلاقًا من الواجب الديني، والإيمان بالعدالة والإنسانية، والإحساس بالمسؤولية تجاه الشعوب المظلومة.
كما أكد دفع الأبناء والأزواج والرجال للالتحاق بدورات التعبئة، للجهوزية العالية والاستعداد الكامل لخوض أي معركة قادمة، وبذل الأموال والرجال في سبيل الله ضد العدو الصهيوني، الأمريكي أو أي طرف يقف في خط المواجهة.
وأدان بيان الوقفتين، بشدة الاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والعدوان الصهيوني الوحشي على غزة والضفة الغربية، مؤكدًا على الموقف الثابت في الدفاع عن مقدسات الأمة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لمواجهة الإجرام الصهيوني المتصاعد.
واستنكر صمت وخذلان الأنظمة العربية والإسلامية، داعيًا نساء العالم إلى الخروج في مسيرات ومظاهرات ووقفات، للتعبير عن السخط العالمي تجاه الجرائم والمجازر المتواصلة في فلسطين المحتلة من قبل إسرائيل وأمريكا.
وجدد البيان، التأكيد على ثبات الموقف المناصر والمساند للمجاهدين في حزب الله، والوقوف الكامل والدائم معهم في مواجهة الطغيان الإسرائيلي.
وأشار إلى مواصلة حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لها، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تفعيل هذا السلاح، الذي بدأت آثاره تظهر في التراجع والانهيار الاقتصادي الذي اعترف به خبراء وإعلام صهيوني.
وأكدت حرائر حجة التمسك بنهج السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، الذي يمنح المرأة قوةً واتزانًا وبصيرة، وهو السد الذي يحفظ الجميع من كل محاولات الإفساد.
تخللت الفعاليتان والوقفتان، فقرات وأناشيد وقصائد شعرية معبرة.