فتوى للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: كسر الحصار عن غزة واجب شرعي
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
الدوحة- أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ممثلا بلجنة الاجتهاد والفتوى فتوى شرعية بشأن "جريمة الإبادة الجماعية بالتجويع" التي يتعرض لها أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، مطالبا الدول الإسلامية وشعوب الأمة والمؤسسات الدينية والإنسانية بالتحرك الفوري لفك الحصار وفتح المعابر وإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين.
وأكدت الفتوى أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من منع ممنهج للغذاء والدواء عن المدنيين في غزة -خاصة النساء والأطفال وكبار السن- يعد جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، ويشكّل "سابقة وحشية تخرج عن نطاق القيم الإنسانية والدينية والقوانين الدولية"، مطالبة الشعوب والأنظمة على حد سواء بالتحرك العاجل نصرة للمستضعفين.
واستندت اللجنة في فتواها إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ومقاصد شرعية وأصول فقهية توجب نصرة المظلومين ودفع العدوان وإنقاذ المحاصرين والمحتاجين، مشيرة إلى أن من يتقاعس عن ذلك "يشارك في وزر القتل والإبادة"، بحسب نص البيان.
الحمد لله بما يليق به من المحامد القائل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71]،
والقائل: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} [الأنفال: 73]،… pic.twitter.com/Dy0TK8nScX
— الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (@iumsonline) July 22, 2025
فرض شرعيوطالبت اللجنة الدول الإسلامية بتحرك سياسي ودبلوماسي وقانوني فوري، واعتبرت أن فتح المعابر وإيصال الغذاء والدواء بات "فرضا شرعيا لا يسقط بالتقاعس أو الصمت".
كما دعت اللجنة الشعوب والمنظمات إلى الخروج في مظاهرات واعتصامات سلمية أمام سفارات الدول المؤثرة -من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا– للضغط من أجل فك الحصار.
إعلانوخصت الفتوى مصر بنداء مباشر، داعية إياها إلى "تحمّل مسؤوليتها التاريخية والدينية" وفتح معبر رفح أمام المساعدات والاحتياجات الإنسانية، مؤكدة أن ذلك من حقوق الجوار وواجبات الأخوة الإسلامية.
كما وجهت اللجنة نداء إلى شيخ الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي للقيام بواجباتها تجاه أهل غزة، معتبرة أن "السكوت في هذه النازلة خذلان لا يليق بمقام أهل العلم والديانة".
وشملت الفتوى دعوة خاصة إلى القبائل العربية والإسلامية -ولا سيما في دول الجوار- للتحرك الشعبي والمدني والإغاثي بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك تشكيل قوافل برية وبحرية لكسر الحصار، مؤكدة أن "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
كما دعت اللجنة الخطباء والعلماء والمفكرين والإعلاميين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبني حملة إعلامية مستمرة للضغط على المجتمع الدولي وتحريك الوعي العام تجاه الكارثة الجارية، مشددة على أن هذا "تكليف شرعي لا يسقط عن أحد".
وفي ختام فتواها، ناشدت اللجنة المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم لرفع دعاوى دولية ضد الاحتلال الإسرائيلي على خلفية جرائمه في غزة، خصوصا جريمة "الإبادة الجماعية بالتجويع" التي تنفذ أمام أعين العالم، مطالبة بتوثيق الانتهاكات والضغط القانوني والحقوقي وفق ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية.
وأكدت الفتوى أن واجب النصرة لا يقتصر على الحكومات بل يشمل كل قادر، وأن "الوقوف مع غزة اليوم ليس مجرد موقف إنساني أو تضامني، بل هو فرض شرعي وأمر إلهي ومسؤولية تاريخية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد هدوء المعارك.. برنامج الأغذية العالمي يوزع مساعدات بالسويداء ودعوات لفك الحصار
استجابةً للتطورات الأخيرة في محافظة السويداء جنوب سوريا، يوزّع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مساعدات غذائية عاجلة على العائلات التي نزحت جراء الاشتباكات، في وقت دعا شيخ عقل الموحدين الدروز في لبنان سامي أبو المنى لفكّ الحصار عن المحافظة. اعلان
وشملت المساعدات في السويداء إرسال حصص غذائية جاهزة للأكل، وبسكويت عالي الطاقة، و80 طنًا من طحين القمح للمخابز، بهدف استئناف إنتاج الخبز الطازج وضمان حصول العائلات النازحة عليه يوميًا. وقد تمكن البرنامج حتى الآن من تلبية احتياجات 20,000 نازح عبر حصص جاهزة للأكل تكفي لأسبوع، إضافة إلى دعم 5,000 نازح وعائلاتهم المُضيفة بحصص غذائية كاملة. ومن المقرر إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية في الأيام المقبلة.
توسيع العمليات الإغاثية في جميع أنحاء سورياقالت ماريان وارد، مديرة برنامج الأغذية العالمي في سوريا: "نوسّع عملياتنا بسرعة لتشمل جميع المتضررين من هذه الأحداث الأخيرة، بغض النظر عن موقعهم أو خلفيتهم". وأضافت: "ما لم نستثمر بشكل عاجل في إحداث تغيير ملموس، فقد نفقد المكاسب الهشّة التي تحققت مؤخرًا. نحن بحاجة ماسّة إلى دعم المانحين لضمان استمرار هذا الاستجابة الحيوية ومواصلة العمليات الأساسية في جميع أنحاء سوريا".
وتابعت وارد قائلة: "العائدون إلى سوريا يواجهون بنية تحتية مدمّرة، وجفافًا شديدًا، وألغامًا في الحقول، ووضعًا أمنيًا صعبًا، لكن هناك أيضًا فرصًا واعدة أمام سوريا. فالشعب متعلم بدرجة عالية، ويمتلك روحًا ريادية قوية، وهناك استثمارات تتدفّق مجددًا إلى البلاد. هذه اللحظة قد تكون حاسمة، ويمكن لسوريا أن تعود بلدًا مستقرًا ومزدهرًا كما كانت، مع قليل من الدعم فقط".
أكثر من 145 ألف نازحبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة في سوريا، فقد نزح أكثر من 145 ألف شخص بسبب الأعمال العدائية في محافظة السويداء. ويشمل ذلك الأشخاص الذين فروا داخل السويداء وإلى محافظتي درعا وريف دمشق المجاورتين.
وأفاد المكتب عن وصول قافلة ثانية من الهلال الأحمر العربي السوري إلى السويداء أمس الأربعاء حاملة مساعدات حيوية شملت الغذاء والمياه ودقيق القمح والوقود والأدوية واللوازم الصحية.
Related "جئناكم بالذبح".. جولة في السويداء توثق حال المدينة عقب وقف إطلاق النار دخول قوافل إغاثية إلى السويداء.. وتوم باراك يتحدث عن "المرحلة الثانية" بعد وقف إطلاق الناربدء خروج عائلات البدو المحتجزة في السويداء بعد الاتفاق على إخراج المدنيين لحين عودتهم نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائيبحسب برنامج الأغذية العالمي، يواجه السوريون أزمة غذائية خانقة، حيث يُعاني نحو 50% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 3 ملايين في حالة انعدام حاد. وتشير وارد إلى أن "برنامج الأغذية العالمي يعتمد نهجًا مزدوجًا يشمل المساعدات الطارئة، سواء عبر القسائم النقدية أو السلال الغذائية، إلى جانب العمل على توسيع جهود إعادة بناء سبل العيش في سوريا".
تصاعد مقلق في معدلات سوء التغذيةيحذّر برنامج الأغذية العالمي من ارتفاع مقلق في معدلات سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. فمنذ عام 2023، بلغت معدلات سوء التغذية الحاد في صفوف هذه الفئات مستويات خطيرة، حيث ارتفعت من 4.2% في عام 2019 إلى 6.6% في 2023، مع تسجيل نسب تصل إلى 19% في بعض المناطق. ويؤكد البرنامج أن هذه الأزمة المتفاقمة تُهدد مستقبل الأطفال وتُعرّض الأمهات لمخاطر جسيمة، ما يجعل التدخل الفوري ضرورة ملحّة.
دعوات لفك الحصارمن جهته، طالب شيخ عقل الموحدين الدروز في لبنان سامي أبو المنى، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، "الدول العربية الراعية للثورة في سوريا أن ترعى مسيرة بناء الدولة"، داعيا الحكومة السورية "لفك الحصار عن السويداء وإتاحة إدخال المساعدات والقيام بتحقيق عادل ومحاسبة المسؤولين".
وقال أبي المنى إن "ما حصل في السويداء لم نكن نتمناه ولا أحد يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه"، مشددا على أن "المسؤولية تقع على الجميع ولكن نحمل رئيس طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت المسؤولية أيضا لأنه يجب أن يكون هناك تجاوب ومرونة في التعاطي".
ارتفاع في حصيلة ضحايا العنفوأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، عن ارتفاع عدد قتلى المواجهات خلال سبعة أيام في السويداء إلى 1339 قتيلاً بينهم 196 أعدموا ميدانيا نتيجة الاشتباكات بين مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة، وعناصر من وزارتي الدفاع والداخلية وعشائر البدو من جهة أخرى.
وبحسب المرصد، فقد توزْعت حصيلة القتلى على 657 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 124 مدنيين، منهم 10 أطفال و24 سيدة، إضافة إلى 464 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، بينهم 40 من أبناء العشائر البدوية ومسلح لبناني الجنسية.
وتزامن ارتفاع عدد قتلى اشتباكات السويداء مع صدور تقرير لجنة التحقيق الحكومية في أحداث الساحل السوري التي جرت في مارس/ آذار الماضي وقتل فيها نحو 1400 مدني.
وخلال مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء في دمشق، قال المتحدث باسم اللجنة ياسر الفرحان إن "الانتهاكات كانت واسعة إلا أنها لم تكن متعمدة، وإن الدوافع كانت ذات خلفية ثأرية وليست أيديولوجية"، مشيراً إلى إحالة لائحتين تضمّان أسماء "المشتبه بتورطهم" في الانتهاكات إلى القضاء المختص.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة