متبقيات المبيدات يستقبل العينات ويصدر النتائج لأكثر من 800 عينة خلال إجازة ثورة يوليو
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
واصل المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، العمل منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس الذي يتزامن مع الإجازة الرسمية لثورة يوليو المجيدة، لاستلام عينات المنتجات الغذائية والتصديرية من عملاءها وإصدار شهادات النتائج لهم.
وقالت الدكتورة هند عبداللاه مدير المعمل، أن ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات وتعليمات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، بمواصلة العمل في أيام الإجازات، وضمان عدم تأثر الخدمات المقدمة للمواطنين، حرصا على مصالحهم، إضافة الى دعم حركة الصادرات الزراعية المصرية وتنافسية المنتجات.
واضافت مدير المعمل إلى أنه تم على مدار اليوم استقبال العينات من عملاءه وإصدار النتائج لأكثر من 800 عينة، من المنتجات والسلع الغذائية والتصديرية المختلفة، وذلك في إطار دور المعمل وحرصه على المساهمة في منظومة دعم الصادرات الزراعية المصرية، وضمان سلامة الغذاء وصحة المستهلكين، فضلا عن حرصه على عدم توقف جهود الفحص والتحليل لضمان عدم تعطل مصالح عملاءه.
الرقابة على المنتجات الزراعية
وأكدت عبداللاه على الدور المحوري الذي يلعبه المعمل في منظومة الرقابة على المنتجات الزراعية والغذائية الموجهة للتصدير أو للسوق المحلي، مشيرة إلى أنه خلال أيام العطلات الرسمية تتواجد أطقم العمل المختلفة من باحثين وفنيين وإداريين كل في تخصصه وذلك حتى لا يتم التسبب في تعطيل عمليات التصدير ومساعدة الجهات الرقابية بمواصلة أعمالها أثناء الاجازات، مشيرة الى أن المعمل يقوم بتحليل أكثر من 680 ملوث بمختلف الأقسام، كما يعتبر هو أول معمل معتمد في مصر والشرق الأوسط في مجال فحص ملوثات الأغذية من الإتحاد الأوروبي في الأيزو 17025 منذ أكثر من 28 عام كما أنه حاصل على الإعتماد من جهة الإعتماد الوطنية الإيجاك ومن جهة الإعتماد الأمريكية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المعمل المركزي متبقيات المبيدات العناصر الثقيلة الأغذية الزراعة متبقیات المبیدات
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: 23 يوليو..الثورة التنويرية
ثورة يوليو كانت نقطة تحول في مسار التاريخ الحديث ،وهي الحدث الأهم في التاريخ المصري اتفقنا أو اختلفنا معها، فقد ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وكان الفن والأدب انعكاسا لإرهاصاتها ومرسخا لها.
كانت المهمة التنويرية هي أحد مقاصد الثورة التي آمن بها الزعيم جمال عبد الناصر،وفي صدارة الأولويات وكان الاتجاه لإعادة صياغة الهوية الثقافية المجتمعية،وبناء الإنسان وتشكيل وجدانه الجمعي وإخراج الثقافة من دائرة النخبة إلى دائرة العامة،لتصل بمفهومها الواسع إلى قلب الشارع المصري والعربي.
وأصبح الهدف الأول للزعيم جمال عبد الناصر إرساء دعائم البنية التحتية للمؤسسات الثقافية،وكانت البداية إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة بمختلف أنحاء الجمهورية الوليدة، لتعويض محافظات همشت وطال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته العاصمة، وتغيير التركيبة الثقافية بحيث تشمل جميع أطياف المجتمع.
وكان إدراك الدولة حاضرا بأهمية صناعة السينما في إعادة بلورة المجتمع،فتدخلت لدعمها وخصصت لها لأول مرة بند في الميزانية العامة للدولة،فانطلقت المؤسسة العامة للسينما كأحد أهم الروافد الناعمة والداعمة لمصر،لتكون صورة ذهنية تتماشى مع إستراتجية الدولة داخليا وخارجيا.
فأنتج خلال الحقبة الناصرية عددا من الأفلام التي جعلت العامة علي مقربة من مؤسساتها عما ذي قبل،منها سلسلة أفلام للفنان إسماعيل يس تحمل اسمه منها إسماعيل يس في الجيش،في البوليس الحربي،في الأسطول،في الطيران،والتي استعرضت في إطار مجتمعي جوانب من حياة الجيش والعسكرية المصرية،لتغيير الصورة النمطية تجاه الجندية والحياة العسكرية قبل ثورة يوليو،والتي كانت تدفع بعض المصريين للتهرب من التجنيد بدفع مقابل مادي ،لتغرس قيما جديدة عن شرف الجندية والخدمة العسكرية، وولاء وانتماء صمد أمام كل محاولات النيل من المكانة التي غرسها ناصر في نفوس المصريين تجاه مؤسساته العسكرية الوطنية.
كما اهتمت صناعة السينما بتعزيز كافة مخرجات يوليو ،منها الاجتماعي والذي حمل مفهوم العدالة،واقتصاديا بدعم المشروعات القومية العملاقة التي تم تدشينها مثل مشروع السد العالي ،وسياسيا بالتأكيد علي إتجاه مصر العروبي متمثلة في عدد من الأعمال أبرزها الناصر صلاح الدين، وجميلة بوحريد.
وكانت الأغنية الوطنية رفدا آخر في ترسيخ مفهوم الدولة ودعم مشروعاتها،من خلال العمالقة علي رأسهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم،وعبد الحليم حافظ الذي لقب بمطرب الثورة ،وعشرات الأغنيات الثورية والأوبريتات والوطنية.
وكان لا بد من إستكمال المنظمومة الثقافية ،بإنشاء أكاديمية الفنون التي ضمت المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية.
وجاء إنشاء التليفزيون العربي أبوالشاشات العربية،ليضيف بعدا أكثر أهمية في إطار السياسة التنويرية التي تبناها ناصر،ليضئ كل بيت العربي من المحيط للخليج ويقود قاطرة الوطن لتشكيل الوعي الجمعي للأمة ويصبح اسمه التليفزيون العربي.
وكما كان عصر ناصر هو العصر الذهبي للسينما والإعلام كان العصر الذهبي للمسرح أيضا حيث شهد المسرح المصري نهضة حقيقية بإنشاء مسرح التلفزيون الذي ساهم في خلق مناخ مسرحي غير مسبوق في مصر، وتأسست العديد من الفرق المسرحية، ونجحت الثورة في تفريخ كوكبة من كتاب المسرح المصري الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ الفن المسرحي العربي ،أمثال عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور ونعمان عاشور وألفريد فرج.
الثراء الإبداعي التنويري وحدا من لآلئ ثورة يوليو التي حفظتها، ووضعت الأجيال علي مقربة من تاريخها،وجعلت لها قاعدة جماهيرية بركيزة الوصل لفلسفتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ،وهو ما سطر لها الخلود في الوجدان قبل صفحات التاريخ، وظلت الصورة الذهنية للمصريين علي مدار أكثر من سنة73 تتذكرها بكل العرفان.