سوريا تكشف عن نتائج تحقيقات أحداث الساحل.. أرقام مثيرة للقتلى والمتهمين
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
كشفت لجنة التحقيق السورية، الثلاثاء، عن نتائج مثيرة بشأن الأحداث التي شهدتها منطقة الساحل في آذار/مارس الماضي.
ووثقت اللجنة مقتل 1426 شخصاً وفقدان 20 آخرين بين مدني وعسكري، في واحدة من أعنف الفصول التي أعقبت سقوط النظام السابق.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس اللجنة جمعة العنزي والمتحدث باسمها ياسر الفرحان في العاصمة دمشق، حيث أكدا أن التحقيق شمل مدنيين وعسكريين، بعضهم من الذين أجروا تسويات مع الحكومة، وبينهم 90 امرأة.
وقالت اللجنة إن الأحداث اندلعت مع تدفق 200 ألف مسلح إلى الساحل بهدف استعادته من قبضة ما سمّته "فلول النظام البائد"، في إشارة إلى بقايا حزب البعث. وأوضحت أن العمليات شهدت "انتهاكات واسعة" من قبل بعض المسلحين، لا سيما الذين لم يكونوا تابعين بشكل رسمي للحكومة، وشملت تلك الانتهاكات "القتل، النهب، واستخدام شتائم طائفية".
وفيما يتعلق بالمسؤولين عن العنف والانتهاكات، أعلنت اللجنة أنها حددت 298 مشتبهاً به، لكنها شددت على أن الإفصاح عن هوياتهم يبقى من اختصاص القضاء. وذكرت أنها قامت بزيارة معظم المقابر في المنطقة، ودونت أسماء الضحايا قبل تسليم المهمة إلى السلطات القضائية.
وأكدت اللجنة أن "سيطرة الدولة كانت جزئية خلال الأحداث"، وهو ما فتح الباب لحدوث تجاوزات من جماعات خارجة عن السلطة الرسمية، بينها "فلول النظام السابق الذين حاولوا إقامة دويلة في الساحل، مستخدمين بعض المناطق كنقاط انطلاق لهجمات على قوات الأمن".
وأشارت إلى أن ضحايا الانتهاكات لم يقتصروا على طائفة دون غيرها، بل توزعت المآسي بين عائلات علوية وسنية وأخرى من طوائف متعددة، موضحة أن ما جرى كان نتيجة استغلال فراغ أمني وعسكري، إلى جانب خروج بعض الأفراد عن الأوامر العسكرية الرسمية.
وقالت اللجنة إن الفلول "ورثوا عن النظام البائد سلوكاً إجرامياً امتد لـ14 عاماً"، مؤكدة أن "أي سلاح خارج نطاق الدولة مرفوض". وأضافت أنها التقت بكافة المستويات الرسمية خلال فترة التحقيق، التي اعتبرتها مستقلة، فيما قدمت الحكومة كل التسهيلات اللازمة لإنجاح عمل اللجنة.
ودعت اللجنة كل من يمتلك معلومات عن الانتهاكات إلى التوجه بها للقضاء، مشددة على أن المحاسبة القانونية هي السبيل الوحيد لوقف دوامة الثأر، وأن السلطات بدأت فعلياً إجراءات لملاحقة المتورطين.
وفي ختام تقريرها، أوصت اللجنة السلطات المختصة بمتابعة تنفيذ نتائج التحقيق، والإسراع في خطوات العدالة الانتقالية، مع ملاحقة قيادات النظام السابق الفارين من العدالة، معتبرة أنهم "يشكلون خطراً مستمراً على المجتمع".
تأتي هذه التطورات فيما لا تزال السويداء تشهد اضطرابات أمنية منذ 13 تموز/يوليو الجاري، إثر اشتباكات بين مجموعات مسلحة من الدروز والبدو، دفعت الحكومة لإعادة نشر قواتها الأمنية وإجلاء مئات العائلات النازحة من وسط المدينة.
يُشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة تبذل جهوداً حثيثة لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد، بعد إسقاط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، وإنهاء أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث.
مؤتمر صحفي للجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق بأحداث الساحل للإحاطة بمنهجية وآليات عمل اللجنة والنتائج والتوصيات التي خلصت إليها#الإخبارية_السورية pic.twitter.com/IvHMIuLDqV
— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) July 22, 2025المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الساحل الدروز سوريا الساحل الدروز العلويين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل تنهي اشتباكات حلب اتفاق الحكومة السورية مع “قسد”؟
#سواليف
اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الليلة الماضية، في حيي “الشيخ مقصود” و”الأشرفية”، الذين تسكنهما أغلبية كردية -بمدينة #حلب شمال البلاد- وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 28 شخصا بين مدنيين وعناصر أمن، وفق حصيلة أولية.
وفيما أعلنت الحكومة السورية -عبر إعلامها الرسمي- عن اتفاق لوقف إطلاق النار بعد ساعات من #الاشتباكات، أكدت وزارة الدفاع على أن تحركات #الجيش جاءت ضمن إعادة انتشار في مناطق شمال وشمال شرق #سوريا ردا على “اعتداءات قسد”، مع التأكيد على الالتزام باتفاق 10 مارس/آذار 2025.
في المقابل، نفى مصدر أمني في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” للجزيرة نت، قيامها بأي هجوم، معتبرا أن الجيش السوري استخدم “عنفا مفرطا” ضد مظاهرة مدنية، محذرا من أن “التصعيد قد يلغي الاتفاق”.
لماذا اندلعت الاشتباكات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية الآن؟
قال نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، أن الاشتباكات “نجمت عن خرق قسد لاتفاق 10 مارس/آذار، حيث لم تنفذ بنوده وواصلت أعمالا عدائية مثل حفر الأنفاق وبناء تحصينات (في أحياء المدينة)، واستقطبت عناصر من النظام السابق لتدريبهم في منطقة الجزيرة (شمال) للصراع مع الحكومة.
وأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن قسد نظمت مظاهرات استفزازية، ألبست فيها عناصرها ملابس مدنية وحرضت مدنيين على الاقتراب من نقاط الجيش لإثارة الفوضى.
في حين أكد المحلل العسكري العميد محمد الخالد، للجزيرة نت، أن الاشتباكات اندلعت بسبب تصعيد “قسد”، التي تسببت بمقتل مدنيين بعمليات قنص، “إضافة إلى كشف نفق للتسلل أشعل التوترات”.
بدوره، نفى مصدر عسكري في “قسد” للجزيرة نت، هجوم قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش)، موضحا أن “الاشتباكات بدأت برد عنيف من الجيش على مظاهرة مدنية، حيث شن هجوما مفاجئا بالآليات الثقيلة، شمل قصفا بالرشاشات والمدفعية، مما تسبب بتوتر واسع”.
إعلان
لكن الباحث في العلاقات الدولية فراس علاوي، فقد أوضح -للجزيرة نت- أن الاشتباكات تعود لأسباب إستراتيجية وديمغرافية تتعلق بحيي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافة إلى أن ضغوطا أميركية لتسريع تنفيذ الاتفاق أثارت انقساما داخل “قسد” وأدت إلى تصاعد التوتر.
هل تكون الاشتباكات نهاية لاتفاق 10 مارس/آذار بين حكومة دمشق وقسد؟
حذّر العميد محمد الخالد من أن الاشتباكات قد تهدد “اتفاق 10 مارس/آذار” بسبب تآكل الثقة نتيجة انتهاكات قسد، مثل القنص وحفر الأنفاق، داعيا إلى تدخل دبلوماسي دولي لإنقاذ الاتفاق.
وقال مصدر أمني في “قسد” للجزيرة نت إن أي توغل للجيش السوري في الحيين سيُعد إلغاءً للاتفاق بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي، موضحا أن الجانب الحكومي أُبلغ بذلك مسبقا، ولاحقا تم التوصل إلى اتفاق تهدئة للحفاظ على التفاهم القائم.
أما فراس علاوي فقد أوضح أن فشل تطبيق الاتفاق بالكامل بسبب تمسك قسد بالسيطرة على الحيين وحرص الحكومة على تجنب اتهامات باستهداف المدنيين يزيد المخاطر، لكنه يعتقد أن الحكومة تفضل الحلول الدبلوماسية لتجنب التصعيد.
في حين شدد نور الدين البابا على التزام الحكومة بالاتفاق والحلول السلمية، رافضا أية “كيانات تقسيمية”، ومؤكدا أن سوريا تعمل مع شركاء إقليميين ودوليين لضمان الأمن، لكن الانتهاكات المستمرة تهدد استمرار الاتفاق.
هل هناك علاقة بين الاشتباكات واللقاء بين قائد قسد والمبعوث الأميركي توم باراك وقائد القيادة الوسطى؟
أشار العميد محمد الخالد إلى أن لقاء مظلوم عبدي مع توم باراك وقائد “سنتكوم” أثار مخاوف دمشق من تعزيز نفوذ “قسد” في الشمال السوري، مما ساهم في تأجيج التوترات ودفع الجيش للرد عسكريا.
في حين رأى فراس علاوي أن زيارة باراك حملت ضغوطا أميركية لتسريع تطبيق الاتفاق، مما أثار تيارا رافضا داخل “قسد”، فتصاعدت التوترات في الحيين كمحاولة لخلط الأوراق، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في الضغط على “قسد” بترغيب وترهيب.
ما قصة الأنفاق في حيي الأشرفية والشيخ مقصود؟
يقول العميد محمد الخالد إن “قسد” أنشأت منذ عام 2012 شبكة أنفاق بطول نحو 5 كيلومترات تستخدمها في حرب استنزاف ضد الجيش السوري، مشيرا إلى أن الكشف عن نفق رئيسي مؤخرا كان الشرارة التي أشعلت الاشتباكات، لافتا إلى أن تدمير هذه الشبكة يتطلب عمليات معقدة قد تؤدي إلى خسائر مدنية.
وأكد نور الدين البابا المتحدث باسم الداخلية السورية أن الجيش اكتشف نفقا تحفره قسد نحو نقاطه الخلفية، فقام بتفجيره وأعاد نشر قواته لتعزيز المراقبة ومنع تهريب الأسلحة والمطلوبين.
وقال فراس علاوي إن الأنفاق تشكل تهديدا إستراتيجيا لمدينة حلب وللأراضي السورية خارج سيطرة الحكومة، مما يعقد جهود استعادة الحيين.
ما قصة الحيين اللذين يسيطر عليهما الأكراد منذ سنوات؟ ولماذا ما يزالان خارج سيطرة الحكومة؟
يشير الباحث فراس علاوي إلى أن الخصوصية الكردية والثقافية لحيي “الشيخ مقصود” و”الأشرفية” جعلتهما قاعدة لقسد، التي تستخدمهما كذريعة للدفاع عن السكان المحليين وكورقة ضغط عسكرية على حلب.
وأضاف أن الحكومة تتجنب اقتحامهما لتفادي اتهامات باستهداف المدنيين، مفضّلة الحلول الدبلوماسية، وربما الوساطة الأميركية، لاستعادة السيطرة دون تصعيد.