عادل ايت بوعزة .

في زمن الصمت السياسي وتواطؤ “السكوت مقابل المقعد”، يصبح من يمارس المعارضة الحقيقية هدفًا للاتهام والتشويش.

هذا بالضبط ما حدث مع المؤتمر الإقليمي الأخير الذي نظمته الحركة الشعبية بإقليم الحوز، حيث سارعت بعض الأصوات المحسوبة على أحزاب الأغلبية لاتهام المنظمين بـ”الركوب على معاناة الساكنة”.


لكن، علينا ان نطرح السؤال بوضوح: من يركب على من؟
هل “الركوب” يكون بتنظيم مؤتمر سياسي إقليمي، يفتح النقاش حول مشاكل الصحة والبنية التحتية والتهميش و اعادة الإعمار ؟ أم يكون في استغلال معاناة الحوز في البلاغات الوزارية، ثم طيّ الملف بمجرد أن تنطفئ كاميرات الإعلام؟
الحقيقة أن هذه الحملة لم تكن موجهة فقط ضد المؤتمر، بل ضد الحركي محمد أوزين بالدرجة الأولى، الذي تحوّل في الشهور الماضية إلى صوت مرتفع داخل البرلمان، يُربك الحكومة بأسئلته ويفضح بطء تنفيذ الوعود، خاصة تلك المتعلقة بزلزال الحوز.
لقد كان أوزين من أوائل السياسيين الذين حذّروا من ترك الساكنة لمصيرها بعد انتهاء “الصورة الرسمية”، وألحّ على ضرورة المرور من مرحلة التضامن إلى مرحلة الدولة الاجتماعية الفعلية، لا الشعارات. هو من كشف أن الحكومة تعِد على الورق أكثر مما تنجز في الميدان.
وهنا مكمن الإزعاج.فالحكومة التي اعتادت على برلمان صامت، وعلى معارضة شكلية، فوجئت بنائب يجرّ الملفات من رفوف التجاهل إلى واجهة النقاش. نائب لا يخشى أن يقول: “فشلتم”، حين يكون الفشل واضحًا، ولا يجامل باسم “الوطنية” حين تكون الوطنية في قول الحقيقة.
اتهام المعارضة بـ”الركوب على المعاناة” ليس جديدًا. إنها الذريعة القديمة التي تستخدمها كل سلطة كلما افتضح تقصيرها. فمن الأسهل دائمًا مهاجمة من يُنبه، من التوقف لمراجعة السياسات. لكن ما يُقلق فعلًا، هو أن هذه الاتهامات صدرت عن أطراف من داخل الأغلبية، وكأنهم نسوا أنهم في موقع المسؤولية، لا التعليق.
من حق أي حزب أن يعقد مؤتمره في الحوز أو غيره، ومن واجبه أن يُسمع صوت المواطن، خاصة حين يصمت من يُفترض بهم أن يُدافعوا عنه. فالديمقراطية لا تكتمل إذا حوّلنا المعارضة إلى متهم دائم، وكل من ينتقد إلى مزايد أو شعبوي.
المؤتمر الأخير لم يكن عرضًا مسرحيًا، بل لحظة سياسية، حمل فيها الحركيون رسائل واضحة: كفى صمتًا، كفى تهميشًا، وكفى تسويقًا لإنجازات غير مرئية.وإذا كان ذلك يُزعج من يفضلون الصمت الجماعي، فليكن. لأن دور السياسي ليس تقليم الحقائق لتناسب المزاج الرسمي، بل فضح التقصير وتذكير الجميع بأن المواطن في الحوز لا يعيش بالشعارات، بل ينتظر فعلًا حقيقيًا، لا مزايدات لفظية
لكن الغريب – والمقلق في آن – هو أن تُتهم الأصوات التي تنتقد وتُنبّه وتحمل همّ المواطن، بأنها تُهيّج الناس وتُغذي الاحتقان. وكأن المطلوب من السياسي اليوم، أن يُجامل الفشل، ويصمت أمام المعاناة، ويصفق للحكومة كي لا يُتهم بالشعبوية أو “الركوب”.
في الحقيقة، هذا النوع من الخطاب – أي النقد السياسي الصريح – ليس تهييجًا، بل ممارسة ديمقراطية مسؤولة، ما دامت تستند إلى الوقائع، وتخاطب المؤسسات، وتطالب بالإصلاح، لا بالفوضى. فدور المعارضة ليس نشر الطمأنينة الكاذبة، بل تنبيه الرأي العام، ودق ناقوس الخطر حين تتراكم الاختلالات. أما الخطر الحقيقي، فهو أن يسود الصمت، ويغيب السؤال، ويُترك المواطن ليواجه مصيره وحده تحت خيام الزلزال أو في هوامش النسيان.
في بلد يُفترض أنه اختار الديمقراطية طريقًا، لا يمكن اعتبار كل خطاب صادق ومزعج بمثابة تهييج، بل هو ضمانة لليقظة الجماعية، ورافعة لإصلاح السياسات، إن كانت هناك إرادة حقيقية للإصلاح. أما من يخشى هذا النوع من الخطاب، فربما لأنه يخاف الحقيقة أكثر مما يخاف من “الركوب” عليها.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

سليمان وهدان يرد على المشككين: حزب الجبهة الوطنية جاء ليُحرك الجمود السياسي

كتب- عمرو صالح:

كشف النائب سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب السابق، وأمين الشؤون البرلمانية بحزب الجبهة الوطنية، عن قراره بالعودة إلى مقاعد الدراسة بعد أن ترك وكالة البرلمان، حيث التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة انتسابًا، موضحًا أن الدافع وراء ذلك كان مناقشة تلفزيونية بينه وبين النقيب سامح عاشور حول مشروع قانون المحاماة.

وأشار "وهدان"، خلال حواره ببودكاست "ناس مننا"، مع الإعلامية أسماء البطريق، إلى أنه كان يحضر المحاضرات خفية، ويرتدي الجينز والكاسكيت والنظارة السوداء، حتى لا يتعرف عليه أحد، وقد نجح في دراسته الحقوق، ويعتبرها من "أعظم الدراسات" التي تُساعد الفرد في فهم الحياة والقوانين والواجبات، معقبًا: كنت بدخل لجنة الامتحان متخفي ولابس كاب علشان محدش يعرفني وكنت خايف اسقط في كلية الحقوق علشان أولادي ميتريقوش عليا، ولما نجحت في كلية حقوق عزمت نفسي على 5 أيام في أحد الفنادق، منوهًا بأنه يواصل حاليًا دراسة الماجستير في إدارة الأعمال، ويدعو الشباب إلى الاهتمام بالتعليم المستمر والقراءة لتوسيع مداركهم.

ونوه وهدان بأنه عقب فصله من حزب الوفد للمرة الثالثة، والذي أكد أنه لا يعرف سببه حتى الآن، انتقل إلى حزب الجبهة الوطنية، وعن الانتقادات الموجهة للحزب بأنه "أنشئ لغرض معين وفترة قصيرة وخلاص هينتهي"، رد وهدان بأن هذا الكلام "لا يُسأل"، مؤكدًا أن حزب الجبهة الوطنية يحمل طموحات مجموعة من الناس ويحرك الجمود في الحياة السياسية.

وأشار إلى أن الحزب يضم تركيبة مختلفة من الأعضاء، والقرارات تُتخذ بشكل مؤسسي بعد نقاشات مستفيضة.

اقرأ أيضًا:

الأعلى للإعلام يوافق على 21 ترخيصًا جديدًا لمواقع إلكترونية وتطبيقات

37 فرصة عمل برواتب تصل إلى 500 دينار - التخصصات والتقديم

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

النائب سليمان وهدان مجلس النواب حزب الجبهة الوطنية النقيب سامح عاشور

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة "شباب النواب": مصر قدمت لفلسطين ما لم تقدمه أي دولة أخرى أخبار برلماني: دعم صناعة السكر خطوة حاسمة نحو الاكتفاء الذاتي أخبار سؤال برلماني بشأن إجبار طلاب مدارس خاصة على الالتحاق بنظام البكالوريا أخبار برلماني يتهم "التعليم" بالتقصير في الترويج لنظام البكالوريا أخبار

إعلان

أخبار

المزيد أخبار مصر سعاد صالح: النقاب ليس فرضًا أو سنة والزواج بين السنة والشيعة جائز رغم اختلاف أخبار المحافظات طبيب أطفال المنيا: واجهنا قاتلًا كيميائيًا لا يظهر بالتحاليل (فيديو وصور) أخبار المحافظات محافظ الإسكندرية يبحث استعدادات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل (صور) شئون عربية و دولية "تشويش وطائرات مسيرة".. تحالف الحرية يستغيث لإنقاذ السفينة حنظلة أخبار مصر د.سعد الهلالي: الصحابة لم يكونوا علماء.. والنبي نصحنا بـ"استفت قلبك"

الثانوية العامة

المزيد الأزهر موعد نتيجة الثانوية الأزهريّة ٢٠٢٥ مدارس 300 جنيه لكل مادة.. بدء استقبال تظلمات الثانوية العامة 2025 الأسبوع المقبل مدارس التعليم تخطر المديريات بقائمة كتب اللغة الإنجليزية للمستوى الرفيع المعتمدة مدارس حلم محمد تحقق في سن 42 .. أكبر طالب ثانوية عامة بالإسكندرية يروي حكايته الأزهر خطوات التسجيل لاختبارات القدرات بجامعة الأزهر 2025

إعلان

أخبار

سليمان وهدان يرد على المشككين: حزب الجبهة الوطنية جاء ليُحرك الجمود السياسي

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

مجدي الجلاد ينتقد ارتفاع أسعار الإسكان الاجتماعي.. ويطالب بالتدخل الرئاسي 41

القاهرة - مصر

41 29 الرطوبة: 18% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • تعديل نظام لوحات المركبات الحكومية واعتماد الترميز بالحروف
  • مجلس الوزراء يعتمد تعديل نظام لوحات المركبات الحكومية والدبلوماسية
  • جلطة دماغية تنهي حياة ممثل الغجر في اقليم كوردستان
  • أغواطيم :نافذون ورجال قانون يجزّئون بنايات عشوائية سرّية داخل أرض فلاحية بدوار الدشيرة والمواطنون يشتكون من ازدواجية في تطبيق القانون :
  • «التعليم العالي» تنشر فيديو وانفوجرافات توضيحية للتوعية بكيفية تنسيق القبول بالجامعات الحكومية
  • سؤال وجواب.. التعليم العالي تنشر دليلا إرشاديا لتنسيق القبول بالجامعات الحكومية
  • الخارجية ترحب بالحراك السياسي الذي تقوده بريطانيا لوقف العدوان على غزة
  • سليمان وهدان يرد على المشككين: حزب الجبهة الوطنية جاء ليُحرك الجمود السياسي
  • مدبولي يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025
  • الشكاوى الحكومية تتلقي 936 ألف استغاثة في النصف الأول من 2025