وزير خارجية إسبانيا: أدعو لتعليق اتفاقيات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس إلى تعليق اتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، مشددا على أن استمرار التعامل معها بشكل طبيعي لم يعد ممكنا في ظل ما وصفه بالكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، والحرب التي قال إنها فقدت أي مبرر عسكري أو أخلاقي.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، أعرب الباريس عن صدمته من الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع، قائلا إن المجاعة والقصف والتهجير القسري للمدنيين وصلت إلى مستويات لا توصف، وإن ما يحدث تجاوز كل الحدود.
وطالب الوزير الإسباني بوقف فوري للحرب وضمان دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بشكل آمن وحيادي، مؤكدا أن حكومة بلاده تتابع عن كثب ما يجري، وأنها تبذل كل ما في وسعها من أجل الضغط لوقف هذه الانتهاكات.
وأوضح أن بلاده وقّعت، إلى جانب 24 دولة أخرى، على بيان مشترك يدعو إلى فتح الممرات الإنسانية دون تأخير، محذرا من أن منع دخول الطعام والماء والدواء يمثل خرقا سافرا للقانون الدولي الإنساني.
وشدد على أن إسرائيل هي الجهة التي تحول دون وصول المساعدات إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها، معتبرا ذلك سلوكا مخزيا وغير مقبول.
وأضاف: "نحن نتحدث عن نساء وأطفال ومدنيين، وهذه المعاناة يجب أن تنتهي فورا. إذا لم ندافع عن المبادئ الإنسانية، فإننا بذلك نعود إلى قانون الغاب".
لا مجال للتباطؤوفي رده على سؤال بشأن منح مهلة لإسرائيل لتنفيذ اتفاق إدخال المساعدات، أعرب الباريس عن رفضه لهذا التباطؤ، وقال إن الوضع لم يعد يحتمل التأخير، مؤكدا أن سكان غزة يعيشون منذ شهور دون تدفق طبيعي للغذاء والوقود والدواء، وهو أمر يستوجب التحرك العاجل لا الانتظار.
وأشار إلى أن إسبانيا ترى في العمليات العسكرية الجارية داخل القطاع انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ولا تجد لها أي مبرر منطقي. وأضاف أن نقل المدنيين قسرا من منطقة إلى أخرى لا يمكن قبوله بأي حال، وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جماعية لوقف هذه الانتهاكات.
إعلانوحول الخطوات العملية التي تتخذها بلاده، أوضح وزير الخارجية الإسباني أن مدريد فرضت بالفعل عقوبات على المستوطنين العنيفين، وحظرت تصدير السلاح إلى إسرائيل، كما منعت رسو السفن المحملة بالأسلحة الموجهة إلى إسرائيل في موانئها، وواصلت دعمها المالي والسياسي لوكالة "أونروا".
كما أشار إلى دعم بلاده القوي للدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، مؤكدا أن التزام إسبانيا بهذه الإجراءات ينبع من احترامها العميق للقانون الدولي، وسعيها للحفاظ على المبادئ التي تنظم العلاقات بين الدول وتحمي المدنيين في زمن النزاعات.
وأكد أن إسبانيا تسعى من خلال الاتحاد الأوروبي إلى الضغط من أجل تعليق اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، وقال إن اتساع رقعة التأييد لهذا التوجه بين دول الاتحاد من شأنه أن يعزز فرص فرض ضغوط حقيقية على تل أبيب لإنهاء الحرب ورفع الحصار عن غزة.
وأوضح أن بلاده ترى أن الوقت مناسب أكثر من أي وقت مضى لاستئناف الجهود السياسية لحل الدولتين، مشيرا إلى عقد مؤتمر دولي مرتقب يبحث هذا المسار، الذي اعتبره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.
وشدد الباريس على ضرورة ألا يُسمح لإسرائيل بمواصلة سياساتها وكأن شيئا لم يحدث، مطالبا المجتمع الدولي بإجراءات فورية وحاسمة.
وقال: "إذا لم نوقف هذه الحرب الآن، فسنكون جميعا مسؤولين عن استمرار المعاناة. علينا أن نطبّق القانون الدولي ونحترم قرارات محكمة العدل الدولية. هذا هو الحد الأدنى من واجبنا الإنساني".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية والهجرة يناقش سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع وزير خارجية مالي في باماكو
التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، يوم الخميس، مع عبد الله ديوب، وزير الخارجية والتعاون الدولي المالي في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جمهورية مالي.
أكد الوزير عبد العاطي أن الزيارة تأتي استمراراً للزخم الذي تشهده العلاقات المصرية المالية، وامتداداً لوتيرة اللقاءات رفيعة المستوى بين مسئولي البلدين خلال المرحلة الأخيرة، وسعيًا إلى دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وأكثر شمولًا.
وزير الخارجية والهجرة يلتقي بأعضاء جمعية مالي لخريجي الجامعات المصرية بمشاركة وزير الخارجية المالى، ووزير الماليين بالخارج والاندماج الأفريقي
وزير الخارجية الإيطالي يدعو لـ"إضعاف" سعر صرف اليورو لمواجهة رسوم ترامب
وأعرب عن تقدير مصر للزيارة التي قام بها وزير خارجية مالي إلى القاهرة في ديسمبر ٢٠٢٤، والتي تمخضت عن نتائج تنفيذية ملموسة يجري العمل على متابعتها واستكمالها، بما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار الوزير عبد العاطي إلى اصطحابه وفدًا كبيرًا من رجال الأعمال وممثلي كبرى الشركات المصرية من القطاعين العام والخاص، للمشاركة في منتدى الأعمال المصري المالي، وهو ما يُعد دليلاً عمليًا على ما توليه مصر من اهتمام خاص بتعزيز التعاون الاقتصادي، والتجاري، والاستثماري مع مالي، مؤكداً على رغبة مصر في زيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع الشركات المصرية الرائدة على التوسع في السوق المالي.
كما تناول الوزير جهود مصر في دعم مالي في مجال مكافحة الفكر المتطرف، وعلى رأسها الدور البارز الذي يضطلع به الأزهر الشريف، من خلال تواجد مبعوثيه في المعاهد والجامعات الدينية في مالي، إضافة إلى ورش العمل الميدانية التي ينظمها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في باماكو، بالتعاون مع وزارة الشئون الدينية المالية، وبمشاركة واسعة من الأئمة والوعاظ الماليين. وأضاف الوزير أن أكثر من ١٠٠ مسئول وكادر مالي قد استفادوا خلال هذا العام من الدورات التدريبية المقدمة من مصر، والتي شملت مجالات متنوعة.
كما شهد اللقاء تبادلًا للرؤى حول مختلف التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مُستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الساحل وغرب افريقيا، وتصاعد أعمال العنف واتساع رقعة أنشطة الجماعات الإرهابية، حيث أكد الوزير عبد العاطي على استمرار الجهود المصرية لتعزيز الاستقرار في منطقة الساحل، مستعرضاً رؤية مصر الشاملة في التعامل مع التحديات التي تواجه دول المنطقة، ودعم جهود الحكومات الوطنية ومؤسسات الدولة، وبما يمكنها من الاضطلاع بمهامها في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار.
من جانبه، أشاد الوزير عبد الله ديوب بمستوى العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين مالي ومصر، مؤكدًا على ما تتسم به هذه العلاقات من عمق ومتانة تستند إلى تاريخ طويل من التضامن والتعاون المشترك.
وأعرب عن تطلع بلاده إلى تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أرحب، خاصة في ظل الرغبة المشتركة في دفع التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
وفي الختام، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتدشين آلية للتشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين، بما يُسهم في تعزيز التنسيق المؤسسي ودفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب، ويُعزز من مسار التعاون بين القاهرة وباماكو.