شركات الطيران.. التحالفات وثقافة العالم الواحد
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
هل يمكن لتحالف دولي في قطاع الطيران أن يُعيد رسم موقع شركة طيران وطنية على خريطة النقل الجوي العالمية؟
نطرح هذا التساؤل في ظل ما شهدناه خلال الأسابيع الماضية من انضمام الطيران العماني إلى تحالف «oneworld» وهو واحد من 3 تحالفات عالمية في مجال الطيران تستهدف تعزيز تجارب السفر للمسافرين؛ بما يتيح لهم الاستفادة من شبكة متكاملة من الوجهات الدولية التي تمنح المسافرين خيارات أوسع للسفر حول العالم.
بدأت هذه التحالفات في الظهور في أواخر التسعينيات نتيجة للتحولات الاقتصادية العالمية وارتفاع الطلب العالمي على السفر، وقد واجهت شركات الطيران قبل ذلك العديد من التحديات المتعلقة بمحدودية شبكاتها الخاصة ووجود قوانين سيادية للدول تحد من افتتاح خطوط جديدة بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التوسع العالمي، وخلال تلك الفترة لجأت شركات الطيران إلى توقيع اتفاقيات الرمز المشترك وهي اتفاقيات ثنائية لم تلبِّ -بمرور الوقت- تطلعات شركات الطيران إلى التوسع فظهرت الحاجة إلى تأسيس تحالفات استراتيجية طويلة المدى تتيح للشركات توسيع شبكاتها دون الحاجة إلى افتتاح خطوط جديدة وما يعنيه ذلك من شراء طائرات جديدة وتكبد مصاريف إضافية، وقد شهد عام 1997 تأسيس أول تحالف عالمي بين شركات الطيران وهو تحالف «Star Alliance» بقيادة لوفتهانزا ويونايتد، وفي عام 1999 تم تأسيس تحالف «oneworld» بقيادة الخطوط الجوية البريطانية وأمريكان ايرلاينز، وفي عام 2000 ظهر تحالف «SkyTeem» بقيادة الخطوط الفرنسية ودلتا.
وبالعودة إلى انضمام الطيران العماني إلى تحالف «oneworld» فإن هناك الكثير من المزايا التي يتيحها هذا التحالف للطيران العماني، وللمسافرين عبره، ولقطاع السياحة في سلطنة عُمان بشكل عام، وكما نعلم فإن هذا التحالف يضم 15 شركة طيران عالمية، فضلًا عن أكثر من 20 شركة طيران تابعة، وبما أن هذا التحالف يتيح الوصول إلى 900 وجهة في 170 دولة حول العالم بحجز واحد واستلام الحقائب في الوجهة النهائية فإنه بالتالي يتيح للمسافرين مزيدا من المرونة خاصة إذا تعلق الأمر برحلات الترانزيت التي قد تتطلب في حالة وجود أكثر من حجز دخول الدولة والحصول على تأشيرة السفر واستلام الحقائب ثم بدء إجراءات السفر مرة أخرى إلى الوجهة التالية وهو أمرٌ يرهق المسافرين ويهدر وقتهم دون أي داعٍ، كما أن المسافرين الذين لديهم برامج الولاء -مثل برنامج السندباد في الطيران العماني على سبيل المثال- يستطيعون الحصول على مزايا أخرى تتعلق بالوصول إلى أكثر من 700 صالة لدرجة رجال الأعمال، والأولوية في إجراءات السفر والصعود إلى الطائرة وتسليم الأمتعة، وكسب واستبدال الأميال والنقاط عبر جميع شركات التحالف.
وهناك مكاسب أخرى لانضمام الطيران العماني لتحالف «oneworld» تتعلق بتسهيل وصول المسافرين من أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا إلى سلطنة عُمان وهو ما يُسهم في تنشيط قطاع السياحة ويعزّز مكانة سلطنة عُمان على خريطة السفر العالمية.
وفي حقيقة الأمر -وكما ذكرنا سابقا- أصبحت هذه التحالفات مهمة جدا لشركات الطيران لتوسيع وجودها العالمي؛ فبدلا من شراء طائرات جديدة للرحلات الطويلة وتكبُّد مصاريف التشغيل والصيانة وحقوق عبور الأجواء وغيرها من المصاريف الأخرى فإن شركات الطيران تستطيع زيادة عدد الوجهات التي يستطيع مسافروها الوصول إليها من خلال الانضمام لهذه التحالفات دون الحاجة لتسيير رحلات مباشرة، كما أن هذه التحالفات ترفع القدرة التنافسية لشركات الطيران، وتُسهم بتقليل التكاليف من خلال تشارك الرحلات والخدمات، بالإضافة إلى تعزيز برامج الولاء من خلال دمجها مع شركات أخرى، وتقديم خدمات متكاملة للمسافرين تشمل صالات مشتركة ومزايا موحدة.
وفي ظل ما أشرنا إليه سابقا فإننا نتوقع أن ينعكس هذا الانضمام على أداء الطيران العُماني وإيراداته وحصته السوقية في قطاع الطيران، ومع الأهمية التي يمثلها تحالف «oneworld» لزيادة عدد القادمين إلى سلطنة عُمان سواء للسياحة أو الاستثمار فإننا نتطلع إلى أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الترويج لانضمام الطيران العماني لهذا التحالف خاصة في المعارض الخارجية وأسواق السفر العالمية نظرا لأهمية وجود تحالف يتيح للمسافرين من 900 وجهة حول العالم الوصول إلى سلطنة عُمان بكل سهولة ويسر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الطیران العمانی شرکات الطیران هذا التحالف
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يشهد مراسم توقيع البروتوكولات التنفيذية للتحالفات التسعة
شهد صباح اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع البروتوكولات التنفيذية للتحالفات التسعة المتأهلة للمرحلة النهائية من المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، وذلك خلال مشاركته ـ نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ـ بفعاليات الجمعيـة العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP) والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO 2025)، بالعاصمة الجديدة، المقامة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وحضر التوقيع الدكتور/ أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
يأتي توقيع اليوم تتويجاً لمراحل من العمل منذ أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدعوة التنافسية للمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" في 17 فبراير 2025 ، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 والسياسة الوطنية للابتكار المستدام؛ حيث تستهدف المبادرة تعظيم القدرات لمنظومة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدولة المصرية من خلال إنشاء وتفعيل تحالفات إقليمية تخصصية تضم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، والصناعة، ورواد الأعمال والمستثمرين، والجهات الحكومية في أقاليم الدولة المصرية؛ لتحفيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع عمل محدد واعد وذي نمو اقتصادي مرتفع، مما يعظم الفائدة ويضاعف الأثر ليصبح كل تحالف محرك للتنمية الاقتصادية ومهد للابتكار والشركات الناجحة ورائد في خلق فرص العمل.
وبلغ عدد التحالفات المتقدمة 104 تحالفات، قدمت رؤى تطبيقية واعدة في العديد من المجالات، حيث تم تقييم التحالفات المتقدمة على ثلاث مراحل؛ من خلال لجنة فنية متخصصة مع الاستعانة بالمجالس النوعية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالاستعانة بخبراء دوليين، واجتازت تسعة تحالفات مراحل التقييم الثلاث المشار إليها ليتم قبولها مبدئيًا وتصل إلى المرحلة النهائية للتقييم.
وتمثل المرحلة النهائية للتقييم خطوة حاسمة في تحويل هذه الرؤى إلى خطط تنفيذية دقيقة؛ حيث تتضمن هذه المرحلة توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة والتحالف؛ بهدف وضع التصور النهائي لقطاع عمل التحالف وهيكل العضوية والموازنة وخطة التنفيذ التفصيلية لأول 6 أشهر ومؤشرات الأداء والإنجاز، وفي حال اجتياز التحالفات لمهام البروتوكول المطلوبة بنجاح سيتم قبولها النهائي وتوقيع عقد اتفاق مع الوزارة لبدء تنفيذ أنشطة التحالفات المتفق عليها على مدار ثلاث سنوات.
وأكد الدكتور/ أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" تمثل نموذجًا متقدمًا للتطبيق العملي للسياسة الوطنية للابتكار المستدام 2030، مشيرًا إلى أن التحالفات المتأهلة للمرحلة النهائية تعكس قدرة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والمؤسسات الحكومية على خلق شراكات قوية قادرة على قيادة التنمية الإقليمية.
وأضاف الوزير أن هذه المبادرة تستهدف بناء بيئة محفزة للابتكار وريادة الأعمال في مختلف الأقاليم، وتحويل كل تحالف إلى محرك للتنمية الاقتصادية قائم على المعرفة، ومساهم رئيسي في خلق فرص العمل، وتأسيس شركات ناجحة تعتمد على مخرجات البحث العلمي والتكنولوجيا.
تجدر الإشارة إلى أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" هي إحدى مبادرات السياسة الوطنية للابتكار المستدام 2030 والتي أعلنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بداية عام 2025؛ بهدف تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر مستدام من خلال توظيف الابتكار استنادًا إلى مخرجات البحث العلمي لخلق القيمة وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، بما يعزز جودة الحياة والنمو الشمولي وتنافسية الدولة إقليميًا وعالميًا.