شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، انطلاق أعمال المؤتمر التأسيسي الأول لـ”التحالف العالمي من أجل فلسطين” (Global Alliance for Palestine – GAFP)، بمشاركة نخبة من الشخصيات البرلمانية والحقوقية والنقابية والثقافية من مختلف القارات، في خطوة وُصفت بأنها “لحظة مفصلية” في مسار حركة التضامن العالمي مع فلسطين.



وجاء إطلاق التحالف بعد تصاعد غير مسبوق في الحراك الشعبي العالمي منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتكشّف الانتهاكات الواسعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وسط اتهامات متزايدة بتكريس نظام فصل عنصري واستهداف ممنهج للعمل التضامني حول العالم.

ما هو التحالف العالمي من أجل فلسطين؟

التحالف هو مبادرة دولية تهدف إلى توحيد جهود التضامن مع فلسطين ضمن جبهة استراتيجية منظمة، تجمع بين النقابات ومنظمات المجتمع المدني والحركات الطلابية والمبادرات الإعلامية والثقافية، إلى جانب برلمانيين ومفكرين ونشطاء من مختلف دول العالم، خاصة خارج المنطقة العربية.



ويقوم المشروع على قناعة مفادها أن “التضامن مع فلسطين يجب أن يكون مؤسسيًا، منظمًا، ومؤثرًا”، وفق ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر، الذي دعا إلى “بلورة قوة عالمية رادعة لسياسات الاحتلال، ومجابهة حملات التشويه والتضليل التي تستهدف القضية الفلسطينية وأنصارها”.

كوربن، البرغوثي، فاروفاكيس… قامات بارزة في الواجهة

ترأس المؤتمر الدكتور أنس التكريتي، رئيس اللجنة التحضيرية، وشارك في الجلسات عدد من الشخصيات الدولية البارزة، في مقدمتهم: النائب البريطاني جيريمي كوربن، الذي يتولى رئاسة اللجنة التوجيهية للتحالف، الدكتور مصطفى البرغوثي من فلسطين، الزعيم الإيرلندي جيري آدامز (عبر الفيديو)، وزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس (عبر الفيديو)، المناضل الجنوب إفريقي روني كاسريلز، النائب الإيطالي أنجيلو بونيلي.

من الجلسات الحوارية إلى الهيكلة التنظيمية

وشمل المؤتمر ثلاث جلسات رئيسية، تناولت: تأطير اللحظة الدولية في ضوء الزخم التضامني الأخير مع فلسطين، دروس من تجارب الحركات العالمية، لا سيما BDS، و”أوقفوا الحرب”، و”CODEPINK”، بناء الهيكل التنظيمي للتحالف، ووضع خطة عمل استراتيجية و”ميثاق تأسيسي”، بإشراف شخصيات أكاديمية ونقابية من أوروبا وأمريكا اللاتينية ونيوزيلندا.

خارطة طريق لمواجهة الاحتلال

واختتم المؤتمر بإعلان بيان تأسيسي أكد على: دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، رفض نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي، الدفاع عن الحق في التضامن والعمل المدني اللاعنفي، بناء تحالف دولي متعدد المستويات والقطاعات.

ودعا البيان إلى تكثيف العمل البرلماني والإعلامي والقانوني في دول الشمال العالمي، وتوسيع حملات المقاطعة، وتعزيز أدوات المقاومة الشعبية السلمية حول العالم.

كوربن: “نقطة تحوّل في النضال العالمي”

وفي كلمته خلال الجلسة الختامية، قال النائب البريطاني جيريمي كوربن: "نحن لا نؤسس لتحالف عابر، بل نُطلق حركة عالمية دائمة تتحدى الظلم، وتُعيد لفلسطين مكانتها في ضمير الإنسانية. هذه لحظة تاريخية ونقطة تحوّل في النضال من أجل العدالة.”

ما بعد لندن.. خارطة تحرك دولية

أعلن المنظمون أن المؤتمر القادم سيُعقد في 2026، في دولة سيتم الإعلان عنها لاحقًا، مؤكدين أن الخطوة التالية تشمل: تشكيل لجان عمل دولية متخصصة، تعزيز شبكات الإعلام البديل، دعم التعليم الشعبي حول القضية الفلسطينية، إطلاق حملات ضغط سياسي وتشريعي في العواصم المؤثرة عالميًا.

يمثل إطلاق التحالف العالمي من أجل فلسطين نقلة نوعية في العمل التضامني المنظم، وسط ما يصفه منظموه بـ”فراغ دولي أخلاقي وسياسي تجاه الجرائم المرتكبة في فلسطين”. كما يعكس رغبة متجددة في بناء حركة مقاومة مدنية عالمية تُواجه الفصل العنصري، وتنحاز إلى القيم الإنسانية والعدالة.



وقال زياد العالول، المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في تصريح خاص لـ”عربي21”، إن “انعقاد هذا المؤتمر في قلب العاصمة البريطانية لندن، وبهذا الزخم الدولي، يعكس حجم التعاطف العالمي المتنامي مع قضية فلسطين، وضرورة الارتقاء به إلى مستوى تنسيق فعّال ومستدام للجهود الدولية المناصرة لحقوق شعبنا”.

وأضاف العالول أن “الحاجة لمثل هذا التحالف باتت أكثر إلحاحًا في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، والتي لم تكتف بالقصف والقتل، بل لجأت إلى أحد أقذر الأسلحة وهو سلاح التجويع، على مرأى ومسمع العالم كله”.

وأكد أن “الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة غير مسبوق في العصر الحديث، وهو ثمن لا بد أن يقابل ليس فقط بدعم نضاله من أجل نيل حقوقه، بل بملاحقة قادة الاحتلال أمام القضاء الدولي على الجرائم التي ارتكبوها بحق المدنيين، والنساء، والأطفال، والبنية التحتية للحياة”.

وختم العالول تصريحه بالقول: “نحن هنا لنقول إن التضامن مع فلسطين لم يعد رفاهًا أخلاقيًا، بل مسؤولية دولية سياسية وإنسانية، يجب أن تتحول إلى قوة منظمة تُحدث فرقًا حقيقيًا على الأرض”، وفق تعبيره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية لندن فلسطين فلسطين لندن كوربين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالمی من مع فلسطین من أجل

إقرأ أيضاً:

300 شخصية من 30 دولة يلتقون في مؤتمر العهد للقدس لمواجهة التصفية والإبادة

شهدت مدينة إسطنبول صباح السبت انطلاق أعمال مؤتمر "العهد للقدس" بمشاركة أكثر من 300 شخصية عربية وإسلامية ودولية قدموا من أكثر من 30 دولة، في تجمع يعدّ الأوسع من نوعه خلال العامين الماضيين، بهدف توحيد الموقف الشعبي تجاه ما تشهده القضية الفلسطينية من تطورات مصيرية، وفي مقدمتها جرائم الإبادة في قطاع غزة ومحاولات فرض مسارات سياسية تستهدف عزل المقاومة وتصفية الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

ويأتي انعقاد المؤتمر، الذي تواصل جلساته على مدى يومين، وسط حراك سياسي تقوده الولايات المتحدة لدفع دول عربية وإسلامية إلى تبني المبادرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة شرم الشيخ، والتي جرى تمريرها لاحقًا في قرار مجلس الأمن رقم 2803. القرار، وتجاهل جذور الصراع وتغاضى تماما عن مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي، كما لم يشر إلى حق الفلسطينيين في التحرر وتقرير المصير، ما اعتبر محاولة لفرض واقع سياسي جديد يهدف إلى إخماد المقاومة وإعادة تنشيط مسارات التطبيع رغم استمرار المجازر في غزة.




ويعقد المؤتمر بدعوة من مؤسسة القدس الدولية، وبشراكة مع مجموعة من الهيئات الشعبية والأهلية، بينها: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المؤتمر القومي–الإسلامي، المنتدى العالمي للوسطية، رابطة برلمانيون من أجل القدس، منتدى مسلمي أوروبا، هيئة علماء فلسطين، جمعية البركة الجزائرية، إضافة إلى الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين. ويعكس هذا التنوع، وفق القائمين عليه، اصطفافًا شعبيًا عابرًا للحدود في مواجهة الضغوط الرسمية الهادفة إلى تطويق المقاومة وتصفية القضية عبر ترتيبات سياسية أحادية.

ويحمل مؤتمر هذا العام شعار "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة"، في إشارة إلى رؤية منظميه بأن المرحلة الراهنة تمثل لحظة تاريخية حرجة، يسعى خلالها الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه إلى استثمار الجرائم المرتكبة في غزة لإعادة صياغة وضع سياسي جديد ينزع الشرعية عن المقاومة ويحاول فرض وقائع دائمة على الأرض، خصوصًا في القدس.





ومن المقرر أن يصدر المؤتمر خلال جلساته عددًا من المبادرات، أبرزها:
"عهد تجريم الإبادة" الذي يهدف إلى تفعيل التحركات الشعبية والمؤسسية لملاحقة المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، إضافة إلى الجهات الدولية المتواطئة في الجرائم المرتكبة بغزة.

"عهد مناهضة التطبيع" وهي وثيقة تجدد الرفض الشعبي الواسع لأي علاقات رسمية مع الاحتلال، وتدعو إلى توحيد الجهود لإسقاط مبادرات التطبيع القائمة أو المتوقع التوسع فيها.

ويستحضر المؤتمر في خطابه سلسلة من المؤتمرات التاريخية التي شكّلت محطات فارقة في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية، بدءًا من المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس عام 1931، مرورًا بـ مؤتمر عمّان 1997 و مؤتمر بيروت 2001، وصولًا إلى ملتقى القدس الدولي في إسطنبول عام 2007، الذي أكّد حينها رفض مسار أنابوليس وما رافقه من محاولات لتجاوز الحقوق الفلسطينية.

وتختتم أعمال المؤتمر مساء غد الأحد بإعلان "وثيقة العهد للقدس"، التي تتزامن مع الذكرى 94 لأول مؤتمر عربي وإسلامي جامع لنصرة القدس المنعقد بتاريخ 7 كانون الأول  / ديسمبر 1931، في تأكيد رمزي على استمرارية الموقف الشعبي تجاه القدس وحقوق الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • احتفالا باليوم العالمي لذوي الإعاقة.. التضامن تنظم معرضا للحرف اليدوية والتراثية
  • ما لم يستوعبه التحالف الصهيوأمريكي
  • جامعتا إربد الأهلية وجدارا تعززان التعليم والابتكار عبر فعاليات دولية ومحلية
  • البنك الدولي يدخل في شراكة مع التحالف العالمي للقاحات لتمويل بقيمة 2 مليار دولار
  • مكتبة الاسكندرية تحتفل بيوم التطوع العالمي
  • بريطانيا تنهي جلسات الاستماع بشأن حظر "فلسطين أكشن"
  • 300 شخصية من 30 دولة يلتقون في مؤتمر العهد للقدس لمواجهة التصفية والإبادة
  • بريطانيا تنهي جلسات الاستماع بشأن حظر حركة "فلسطين أكشن"
  • التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي يحتفل بيوم التطوع العالمي
  • مصر تحتفي بمئوية أسطورة الغناء العالمي شارل أزنافور بحفلين موسيقيين ضخمين بدار الأوبرا