اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالجدل بين المغردين عقب قيام الأزهر الشريف بحذف بيانه المطول الذي وجه فيه شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب نداء عالميا للتحرك الفوري لإنقاذ غزة من المجاعة القاتلة.

وأكد بيان الأزهر أن الضمير الإنساني بات على المحك في ظل استمرار قتل الفلسطينيين في غزة، محذرا من أن كل من يدعم إسرائيل بالسلاح أو يساندها بالقرارات يعد شريكا مباشرا في الإبادة.

لكن هذا البيان لم يظل منشورا سوى دقائق معدودة قبل أن يتم حذفه من حسابات الأزهر على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار دهشة واسعة بين رواد العالم الافتراضي.

وتساءل مغردون عن سبب حذف الأزهر منشور النداء العالمي لنصرة أهل غزة في مواجهة المجاعة، بعد دقائق فقط من نشره.

وبدأ المدونون بالتفاعل مع الحادثة، إذ كتب أحدهم يقول
"حذف بيان الأزهر الشريف، الذي استصرخ الضمائر لإنقاذ غزة، عمل غير مبرور، ومسعى غير مأجور، بل محاولة يائسة لحجب صوت الضمير الإنساني والديني في زمن الصمت والتواطؤ. ولكن بعون الله تعالى ستبقى كلمة الحق أرفع من أن تُحذف، وسيظل صوت الأزهر الحق منبرا للأمة مهما حاولوا إسكاته".

حذف بيان #الأزهر_الشريف الناري عن تجويع غزة خلال دقائق من نشره، ليس مجرد حذف منشور فقط بل طمس متعمد لكلمة الحق ولصوت الضمير في الدفاع عن فلسطين، ومحاولة لإخراس منارة الإسلام ومنبر الكفاح أهم مرجع ديني. أبدا لن يُسكت صوت غزة وأبداً لن يُسكت أحد صوت الأزهر الشريف #غزة_تموت_جوعا

— هاني سالم _ Hany Salim (@hanysalem372) July 23, 2025

كما كتب آخرون تعليقا على الأمر "بيان #الأزهر_الشريف حول المجاعة القاتلة في غزة حمل في سطوره كلمة الحق، وبين واجب الوقت وأدى بعض الفرض. لكننا فوجئنا بحذفه، فهل يمكننا معرفة سبب الحذف، ومن يقف وراء هذا الحجب؟".

#الأزهر_الشريف يحذف منشور النّداء العالمي لنصرة أهل #غزة في إبادتهم ومجاعتهم…

حرفيًا، بعد دقائق مِن إصداره!!!

ليه، يا ترَى، يا هالترَى؟ ????

— Reem Kelani @reemkelani.bsky.social ???????? ???? ۞ ???? (@ReemKelani) July 23, 2025

إعلان

وعلق ناشطون بأن حذف نداء الأزهر الشريف خلال دقائق "ليس مجرد حذف منشور، بل طمس متعمد لصوت الضمير في لحظة تحتاج فيها الأمة إلى ما تبقى من نور".

ورأى آخرون أن حذف بيان شيخ الأزهر بعد وقت قصير من نشره يكشف حقيقة مؤسفة هي أن الأزهر الشريف لم يعد مؤسسة مستقلة.

الأزهر كانت بتخرج منه مواقف أنضج وأكثر إحترام من كده …. تانى بياخد موقف حيادى وسطى فى وقت شر الأمور فيه الوسط

— ????Dorian Grace???? (@DorianGrace86) July 22, 2025

وأشار مدونون إلى أن البيان استقطب عددا غير معتاد من التعليقات على صفحة الأزهر، معظمها ينتقد موقف شيخ الأزهر، بحجة أنه بحكم موقعه يستطيع قول وفعل أكثر بكثير من الاكتفاء بهذا البيان.

بل إن بعض المعلقين اعتبروا أنه كان لا بد للأزهر من حذف البيان، إذ إن مثل هذه العبارات يمكن أن تصدر عن بابا الفاتيكان وليس عن شيخ الأزهر.

وأضافوا أن الأزهر مطالب بقول الرأي الشرعي بصراحة ودون مواربة في هذه القضية، لا بالاكتفاء بمناشدة القوى العالمية لمساعدة غزة ونصرة المستضعفين، وتحذير الآخرين بأن الدور سيأتي عليهم بعد غزة.

"تحركوا قبل أن يسجل التاريخ خيانتكم للإنسانية".. وكيل #الأزهر محمد الضويني يقول إن #الأزهر يجدد نداءه لأصحاب القرار في العالم لنجدة #غزة pic.twitter.com/UNAWDJEnvE

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) July 22, 2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

شرعية القوة ضد شرعية الحق

في الوقت الذي نتفيأ فيه ظلال بيوتنا، وبرودة تكييفها وراحتنا فيها؛ ظللنا نتابع وثائقيات الحرب العالمية الثانية، قصص الحلفاء والصينيين والروس الذين قضوا جوعًا، والفلاحون الفرنسيون وما عانوه، فضلا عن البولنديين والألمان الذين لم يكونوا مع الحكومة الهتلرية وتبعات ذلك على حياتهم وعائلاتهم.

وظلت مشاهد الأجساد الشاحبة كما لو كانت ظلالا لما نسميه إنسانا، والهياكل العظمية المغطاة بالجلد المهترئ، ظلت جميعها في عقولنا وذاكرتنا كما لو كانت كابوسا لن يتكرر. وبعد أقل من قرن، صرنا نشاهد المجزرة والمجاعة مباشرة وبالألوان، وصار للضحية صوت وهو يخاطبنا في لحظاته الأخيرة، فكيف يمكن لهذا أن يحدث؟ وما المغزى من استمرار حرب الإبادة رغم اعتبار قطاع غزة منطقة منكوبة؟ وكيف يمكن لهذا أن يكون مبررا للتطبيع؟

ما يُمارَس على غزة والغزيين من إبادة وتجويع وتدمير شامل للبنية الأساسية ومقومات الحياة ليس شيئا عشوائيا بهدف «القضاء على المقاومة» كما يدّعي قادة الكيان، بل هي صورة من صور الردع الاستراتيجية والأنموذج والمثال لبقية شعوب المنطقة والعالم.

يتعدى الأمر هذا السياق ليتم توظيفه بصورة مباشرة وحية -كما في جزء من لبنان وسوريا- لتوسيع رقعة الاحتلال، في صورة مستفزة ورسالة مضمونها، إما الخضوع أو الإبادة.

فالكيان الصهيوني وراعيه الأول -أمريكا- يدركان أن شعوب المنطقة لا ترحب بهما، وهو ما كان جليا في دراسات علمائهما والإحصائيات التي توالت قبل وبعد فترة الربيع العربي.

وهو ما دق ناقوس الخطر لدى الكيان وأمريكا على السواء، فتتالت المشروعات التي تهيئ الناس لقبول الكيان باعتباره حقيقة واقعة ومفروضة، ومن منطلق شرعية القوة لا شرعية الحق كما عند الفلسطينيين.

فما يحدث في غزة من دعم غربي واضح وصريح للإبادة البيِّنة والتدمير الشامل، ليس المقصود به غزة وحدها -كما صرح بذلك عدد من وزراء الاحتلال علنا- بل هو رسالة ضمنية للجميع مفادها «تأملوا ما يحدث لمن يقاومنا، هذا ما ستلقونه إذا فكرتم بالمثل».

لينتقل الأمر من الردع الخفي أو اللاواعي، إلى الردع المباشر والحي، باعتقال كل من يتبنى خطاب المقاومة وتخويفه وترهيبه حتى لو كان ذلك الخطاب ثقافيا أو معنويا.

كما أنه لا يمكن بحال نسيان الرسالة المبطنة الموجهة نحو الوعي العربي بأجمعه والمحيط به كذلك، وهي أن مقاومتكم تؤدي في نهاية المطاف إلى الدمار والشتات والانهيار، ولن تحققوا النصر.

إنّ تجاوز الكيان لكل الخطوط الحمراء، والمحرمات، والألغام المخيفة للأفعال المتهورة عسكريا؛ ليس تجاوزا بريئا، بل هو شيء متعمد لردع كل من يفكر بالوقوف ضدها من الأفراد والأنظمة.

والأدهى من ذلك، أن لهذا الكيان حصانة من العدالة الدولية -أو ما يسمونها كذلك- فغزة والحال هذه أنموذج لكل العالم. لأجل ذلك تحديدا تصمت وتتردد كثير من الأنظمة تجاه الإبادة والجرائم الواضحة وضوح الشمس.

هناك معادلة جديدة تتم صياغتها من خلال الحرب الحالية، وهي معادلة ليست منبتة عن السياق الذي شرع كثير من المتحدثين بالعربية يرددونه؛ وهو شرعنة الاحتلال وتوسيع رقعته.

فكثرت الأفواه التي تدعو إلى الكف عن المقاومة والقتال إلى أن تتيسر ظروف النصر ومعادلتها، وإلى الخنوع للاحتلال وقبوله باعتباره واقعًا خيِّرًا أجد من المقاومة.

إننا أمام سابقة سياسية وعسكرية تبعث الذعر، فمنطق العقاب الجماعي الذي يتبناه الكيان يثبت سردية مفادها «من لا يُسلّمنا رقبته طوعا، نعرّض شعبه وأرضه للتدمير الشامل دون تمييز بين جنس أو عرق أو عمر محدد».

كما أن مفهوم الأمن القومي الذي كانت -ولا تزال- تتبناه أمريكا حين أرادت اجتياح العراق، تستعمله إسرائيل اليوم في قصف لبنان، واليمن، وسوريا، وإيران حتى! فيتعدى الأمر انتظار الفعل الذي يستدعي التحرك -تصنيع أسلحة، ابتداء بالمواجهة- إلى اعتبار المدارس، والمستشفيات، والمخيمات وحتى الفكر المقاوم كلها تصبح مسوغات سخيفة للقصف والهجوم. ليتحول مسؤولو تلك الدول -المنقادة- إلى ما يشبه الشرطة والحاجز الأول للكيان ذاته، لترسيخ فكرة أن الاحتلال ليس مصدر اضطراب وخراب وتدمير؛ بل هو ضامن للسلام والاستقرار، فمن يُسالم الاحتلال وينقاد له، يَسلَم منه -عسكريا بالطبع.

وهذا ما يحول مشهد غزة وأنموذجها إلى وسيلة ابتزاز؛ فتصبح الدول المحيطة رهينة لمشيئة الاحتلال وابتزازاته اللانهائية «فإما أن تفعل كذا، أو تكون مثل غزة».

الأمر الخطير هو أنه بعد فترة من الزمن، سيتم تجريم ومحاسبة أو تصفية من يتحدث عن الاحتلال بسوء، باعتباره مهددا للسلام مع الكيان.

وستستمر الابتزازات التي تبدأ بالتلويح بأنموذج غزة، ولا تنتهي إلا باعتبار واقعها الحالي أنموذجا لأي رفضٍ للانصياع لطلبات المُبتز اللانهائية. ولا يوجد مبتز يكتفي بالابتزاز لمرة واحدة فحسب، بل يصبح الأمر سلسلة ودوامة لا تنتهي، وإذا كان هذا الحال عند الأفراد؛ فللقارئ أن يطلق خياله لما يمكن أن يفعله الاحتلال والخطوط التي سيتجاوزها بابتزازاته لا محالة.

من المعلوم أن مفهوم الردع في العقيدة العسكرية الصهيونية يتجلى في ألا يستطيع العدو ولا يجرؤ على تكرار ابتدائه أو مقاومته، ولكن الردع في غزة يتعدى ذلك ويتجاوزه إلى التمثيل بغزة كما لو كانت حقلا سينمائيا -توجد منصة في سديروت لرؤية الضربات الجوية والمدفعية على المدنيين والمنازل معروفة بسينما سديروت- واستعراضيا للقوة والحدود التي يجرؤ الصهاينة على تجاوزها.

فهو ردع ليس المقصود بل شلَّ المقاومة أو التغلب عليها فحسب؛ بل أن يكون ردعا لذاكرة أي مقاومة مقبلة في فلسطين أو في أي مكان يقرر الكيان اجتياحه مستقبلا. فهو ردع للذاكرة، وللتفكير، وللشجاعة، ولأي ذكرى أو صورة أو فكرة أو كلمة يمكن استلهامها من المقاومة.

النموذج الغزي وغزة ليست ضحية فحسب، بل هي رسالة واضحة وعلى الملأ «تريدون الحرية؟ فكروا مرتين، فهذه كلفة مجرد الحلم بالحرية والتحرر ولو جزئيا». ومن يتابع الاحتلال عن كثب، يدرك أن السكوت عن هذه السابقة التاريخية المسخ هي جريمة قابلة للاستنساخ والتكرار والتطبيق في المستقبل القريب، بل إن فكرة التوسع فيها مطروحة منذ زمن وخصوصا بعدما تيقن الصهاينة ألا أحد يحاسبهم حقا أو يقف في طريقهم.

الردع هو الكفُّ عن الشيء، وردع الرجل فلانا بمعنى مَنَعَهُ وأوقفه، فكيف يكون ردع المقاومة في هذا السياق؟ إن التاريخ هو الحكاية التي تشعلنا وتحرك فينا كوامن الفعل، وتاريخ المقاومة للشعوب الرازحة تحت الاحتلال ليس حكايةً فحسب، بل هو واقع معيش يوما بيوم.

فإن تردع الذاكرة وتمحو سردية المقاومة، فكأنما تقطعُ السلسلة المتوارثة للحق والحقيقة في الأرض والشرف والذود عن حياض الوطن. والوحشية اللامسبوقة والقتل لأجل القتل ذاته، وسيلة إضافية لبث الذعر والرعب والخوف من المحتل باعتباره الوحش المحمي وغير القابل للمس، فتموت فكرة المقاومة بداخل المقهور قبل أن تولد حتى.

أما ردع الإلهام، فإنه يتلخص في تصريح سابق لمسؤول الاستخبارات الأمريكي بريت هولمغرين الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الاستخبارات والبحث في إدارة بايدن «الغضب يتصاعد ضدنا بسبب دعم إسرائيل عسكريا.

الحرب التي تخوضها حماس تُلهم الكثيرين»، وهو شيء يثير رعب الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القوة المهيمنة على العالم والمتحكمة في رقاب الأشهاد، لذلك ينبغي -وفق رؤية الصهاينة ومموليهم- أن تكون غزة عبرة لا لهذا الوقت فحسب، بل للقادم من الوقت والأجيال.

فهل سنشهد رضوخ مزيد من الأنظمة لمشيئة الاحتلال؟ أم هل يمكن أن تستخدم الدول العربية نفوذها وسلطتها في فرض واقع جديد؟ أم ستظل دوامة «التفاوض لأجل التفاوض» هي الواقع المأمول إلى أن تتم إبادة الحياة من على أرض غزة ولا يبقى فيها حجر ولا بشر؟ رغم كل الآلام والأفق الذي لا يبشر بخير، إلا أن المرء يردد تلك العبارة الخالدة «للبيت ربٌّ يحميه»، ولغزة ربٌّ وينصرها لا محالة.

مقالات مشابهة

  • الآن.. إتاحة نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 على بوابة الأزهر الشريف
  • ندفع الضرائب والماء يهدر.. سكان تشيشمي التركية يتساءلون: أين تختفي مياه الأمطار؟
  • برقم الجلوس عبر بوابة الأزهر الشريف.. رابط وخطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية الأزهرية 2025
  • مغردون يحتفون بعملية كفار يونا ويؤكدون: المقاومة حق لأي شعب محتل
  • هل أغلق حذف بيان إنقاذ غزة ما تبقّى من معابر بين السيسي والأزهر؟
  • مغردون: تجويع غزة أكبر جريمة حرب وعار على الإنسانية
  • طريقة عمل الحواوشي فى دقائق
  • شرعية القوة ضد شرعية الحق
  • اختفى بعد دقائق من نشره .. الأزهر يوضح سبب حذف بيانه حول غزة
  • الأزهر يبرر حذف بيانه بشأن إغاثة غزة.. نخشى على المفاوضات