جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-09@12:24:10 GMT

المجاعة العربية

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

المجاعة العربية

سارة البريكية

[email protected]

 

أدرك تمامًا أن الحرب ستنتهي كما تنتهي الكثير من المواقف والمصائب الصعبة، فكل هذا له آلامه وأحزانه وشدّته، ولكن لكل حدث مقدار وحيّز من المشاعر والأحاسيس والمواقف، لكن لكل شيءٍ... شيء.

لقد جعنا لمدة طويلة، ولم نجد شيئًا نأكله، وجاع الكثيرون من حولنا لدرجة أنهم ماتوا من الجوع.

كنت دائمًا أسمع أمي وهي تُعد إفطارنا الصباحي قبل الذهاب إلى المدرسة تقول: "كُل، أو ستموت من الجوع".

كنت آكل، رغم أنني أحيانًا لم تكن لديّ رغبة في تناول الطعام.
هذه الكلمة التي كنت أسمعها سابقًا، باتت واقعًا... فقد ماتت جارتنا من الجوع، ومات رجل مسنّ أعزل على كرسيه المتحرك وهو ذاهب ليبحث عن شيء يأكله، ومات طفل آخر في خيمة ذويه من الجوع، ومتنا نحن من القهر.

الجوع الذي يُحلّق في سماء غزة الآن أشبه بانتقام آخر، يختلف عن الحرب ذاتها، فالحرب قصة، وهذا الجوع قصة أخرى.
لم نتوقع أن يمرّ علينا وقت، في هذا الزمن من التقدم والعصر الحديث، نشعر فيه بالجوع...

في زمن تتوفر فيه وسائل الحياة العصرية من طعام وشراب وملبس لأغلب شعوب العالم، لماذا إذن هذا الحصار الذي طال؟!

إننا نتناقص كثيرًا...

فأحلامنا التي رسمناها سابقًا، وأمنياتنا، تتعلق بشخوصٍ حولنا: سواء أخت، أم، أب، أخ، زوجة، أبناء، أصدقاء، أحباب...

أو حتى طموحات كبيرة كانت على أرض الواقع: كمحل، أو عيادة، أو مستشفى، أو مدرسة، أو جامعة...

كل ما صنعناه بحب فقدناه بألم بالغ، وكل من رافقنا بحب مسيرة الحياة... ها نحن نخسرهم واحدًا تلو الآخر.

ولكن إلى متى؟!

هل الدور القادم علينا؟!

نحن مسلمون، نؤمن أن الموت لا محالة منه في أي زمان ومكان، وكلنا راحلون...

لكن الطريقة التي يتم فيها تجويع الأطفال والنساء والشباب والكبار، وحتى الحيوانات، هي طريقة لا تمتّ للإنسانية بصلة.
ويجب محاسبة كل من كانت له يد في ذلك، فالتجويع نوع من أنواع العقاب الجماعي الذي يؤدي إلى أضرار كبيرة في المجتمع.
فلماذا؟!

لماذا لا نرى مظاهرات كبيرة في الشوارع العربية والإسلامية؟
لماذا لا يتم الاعتراض على المجاعة التي تحدث الآن في غزة؟
لماذا العرب في حالة من الجمود التام؟!

إن المشاهد التي ترونها عبر القنوات ليست قصة، أو فيلمًا، أو مسلسلًا، أو مجرد تمثيلية...

بل هذا واقعٌ أليم، واقعٌ قاسٍ، واقعٌ مؤلمٌ جدًا، وأنتم لن تتمكنوا مطلقًا من التعايش معه.

فنحن هنا في غزة نموت كل يوم، ليس بسبب الحرب، وليس بسبب الجوع، وإنما بسبب الخذلان...

نحن كلنا عرب... مسلمون... نعبد الله.

نحن كلنا أبناء أمّنا حواء، وأبينا آدم، وربنا الله، ورسولنا محمد، وكتابنا القرآن.

نحن كلنا نعلم أن المسلم للمسلم كالبنيان، يشدّ بعضه بعضًا.
فهيا... هيا بنا إلى المكان الذي سيجمعنا جميعًا...

لكن أيها العرب...

سؤالي الوحيد فقط: هل ستسعنا الجنة كلنا؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: من الجوع

إقرأ أيضاً:

المغرب يستقبل جولة “كلنا نغني” .. ليلة فنية تعبر بالأنغام حدود العالم العربي

يستعد المغرب هذا الشهر لاستضافة محطة مميزة من جولة “كلنا نغني” التي يقودها المايسترو التونسي جهاد جبارة، المعروف بمشاريعه الموسيقية التي تمزج بين الأصالة والابتكار.
 

وتحمل السهرة المرتقبة بعدًا فنيًا وثقافيًا لافتًا، يعكس مكانة المغرب كأحد أهم فضاءات الإبداع في المنطقة.

وتقدّم الأمسية توليفة موسيقية تجمع بين التراث العربي الكلاسيكي والأساليب العصرية، بمشاركة موسيقيين من عدة دول عربية، إلى جانب حضور لافت للفنانين المغاربة الذين يقدمون أعمالًا تعكس تنوع وغنى الموروث الغنائي المحلي.

ولا تقتصر خصوصية الحدث على العروض الفنية، بل تمتد إلى طابعه التفاعلي الذي يشرك الجمهور في بعض الفقرات، في تجربة يسعى من خلالها جبارة إلى تعزيز دور الموسيقى كجسر للتواصل الإنساني.

وتأتي سهرة المغرب ضمن جولة عربية وأوروبية واسعة تهدف إلى توسيع الحضور العربي على الساحة الموسيقية العالمية، وإعادة تقديم العروض الحية بروح تجمع بين الاحترافية والمشاركة

مقالات مشابهة

  • الجوع والانتخابات
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • تخفيضات الملابس الشتوية.. مواصلة فعاليات مبادرة «كلنا واحد»
  • الداخلية تواصل فعاليات المرحلة الـ 27 من كلنا واحد لتوفير مستلزمات الأسرة بأسعار مخفضة
  • المغرب يستقبل جولة “كلنا نغني” .. ليلة فنية تعبر بالأنغام حدود العالم العربي
  • لماذا سميت صلاة المغرب بهذا الإسم؟.. بسبب صلاة سيدنا جبريل بالنبي
  • ثوران براكين في القرن 14 ساهم في انتقال الطاعون إلى أوروبا
  • خبيرة للجزيرة نت: أهم التحديات التي تواجه المرأة في القدس
  • تواجه خطر المجاعة.. مخاوف من هطول الأمطار الغزيرة على إندونيسيا
  • أديب عبد المسيح: هبة إنارة شمسية من جمعية كلنا أهل إلى بكفتين