أفرد الإعلام الإسرائيلي مساحة واسعة للحديث عن تفاقم المجاعة في قطاع غزة، وعجز تل أبيب التام في التصدي للرواية الفلسطينية عن هذه المأساة، والتي تبنتها وسائل إعلام دولية بعضها يعتبر داعما لإسرائيل.

وأظهرت صور أغلفة كبرى الصحف في العالم -بما فيها صحف داعمة لإسرائيل- أطفالا غزيين يعانون من سوء التغذية، كما أضافت قنوات إخبارية دولية تحذيرا بأن الصور المقبلة من غزة "قاسية على المشاهدين".

وأكد الإعلام الإسرائيلي بأنه لا يمكن الادعاء بأن هذه القنوات مدفوعة بأجندة، إذ كتبت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، وهي صحيفة يمينية مناهضة للمهاجرين، بخط بارز على غلافها "باسم الرحمة، أوقفوا هذا فورا" مع صورة طفل غزي يحتضر جوعا.

وأقر أوهاد حمو، مراسل الشؤون العربية في القناة الـ12، بوجود مجاعة في غزة، "فهناك أشخاص أيضا لم يأكلوا لأيام كاملة، إلى جانب حالات وهن ودوار"، كما خسر سكان غزة عشرات الكيلوغرامات من وزنهم.

وحسب حمو، فإن سكان غزة منشغلون فقط بالبحث عن الطعام، وبعضهم لا يتمكنون من الحصول عليه.

بدوره، أقر رامي إيغرا، رئيس شعبة الأسرى والمفقودين في جهاز الموساد سابقا، بأن إسرائيل تغرق حاليا في غزة على كل الأصعدة، مشيرا إلى أن الصور المقبلة من غزة لا يمكن تبريرها.

ووفق إيغرا، فإن العالم يتحول ويصبح معاديا لإسرائيل بشكل شديد التطرف.

وأعربت موريا أسرف وولبيرغ، محللة الشؤون السياسية في القناة الـ13، عن قناعتها بأن الرواية الإسرائيلية تشكل فشلا ذريعا، مؤكدة أن الأمر لا يتعلق فقط بالرواية بل سياسيا أيضا.

أما أساف شريف، وهو مستشار سابق لرؤساء حكومات إسرائيليين سابقين، فقال إنه سيطالب بإنهاء الحرب فورا إذا كان لا يزال في موقع المسؤولية، مؤكدا أن هذه الصور تظهر عجزا إسرائيليا هائلا في السنة الأخيرة لدرجة لا يمكن إصلاح الوضع.

إعلان

يشار إلى أن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أفاد باستشهاد 116 شخصا بسبب المجاعة وسوء التغذية حتى الآن.

وأحصت وزارة الصحة في القطاع 1083 شهيدا وأكثر من 7275 إصابة بنيران جيش الاحتلال منذ بدء المشروع الأميركي الإسرائيلي للسيطرة على توزيع المساعدات أواخر مايو/أيار الماضي، الذي وصفته وكالات الأمم المتحدة بأنه مصيدة لقتل الفلسطينيين وأداة لتهجيرهم.

بدورها، قالت الدكتورة حنان بلخي المديرة الإقليمية في منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إن الوضع بغزة كارثي، وقرابة 2.1 مليون من سكانه يواجهون المجاعة، معربة عن خشيتها في الوقت نفسه من زيادة الوفيات بسبب المجاعة.

وأكدت بلخي -في تصريحات للجزيرة- أن الأطفال في غزة يعانون بشكل كبير جدا بسبب المجاعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

"الفاو": المساعدات لا تكفي سوى 5 ‎%‎ من احتياجات غزة

لندن - صفا

قال خبير الأمن الغذائي ومستشار السياسات الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأدنى في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فاضل الزعبي، إن المساعدات الغذائية التي تصل إلى غزة لا تغطي سوى أقل من 5% من الاحتياجات الفعلية للسكان، رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار.

وأوضح الزعبي في تصريح لموقع "عربي21"،  أن "حجم التدفق الحالي لا يوازي الانهيار الواسع في القدرة الإنتاجية وارتفاع معدلات الفقر والنزوح، ما يُبقي الوضع في دائرة الطوارئ الإنسانية الحرجة".

وأشار إلى أن "وقف إطلاق النار أتاح بعض الانفراج الهزيل في دخول المساعدات، لكنه لم يغيّر حقيقة أن الأمن الغذائي في غزة ما زال هشا للغاية، ويعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية، مع استمرار خطر المجاعة إذا لم تُرفع القيود ويُعزّز التمويل الدولي.

وذكر أن "مؤشرات التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) تُظهر أن غزة تواجه فعليا خطر المجاعة؛ إذ يحصل الفرد في كثير من الأحيان على أقل من 1,350 سعرة حرارية يوميا، مقابل حدّ أدنى يبلغ 2,200 سعرة"،.

ولفت إلى "غياب أصناف أساسية عن الأسواق، وتسجيل حالات متزايدة من سوء التغذية بين الأطفال والنساء في ظل محدودية البدائل المحلية".

وأكد الزعبي أنه "بعد الحرب، ومع تدمير البنية التحتية وارتفاع معدلات النزوح والفقر، ارتفع احتياج أهالي غزة للمساعدات إلى أكثر من 600 شاحنة يوميا، لأن السكان فقدوا القدرة على الإنتاج المحلي وأصبحوا يعتمدون بالكامل على المساعدات".

وشدد على ضرورة "وقف استخدام الغذاء كسلاح، وتحويل الإغاثة من تدفق متقطع إلى منظومة ثابتة تضمن الوصول العادل للفقراء والأكثر هشاشة".

مقالات مشابهة

  • محللون: قرار ترامب ضد فنزويلا مغامرة كبيرة وهذه أهدافه الحقيقية
  • الفاو: العالم ما زال عاجزًا عن إنهاء المجاعة رغم تراجع أعداد الجياع مؤخرًا
  • عاجل | نتنياهو: ترامب طلب إنهاء محاكمتي فورا لأستطيع معه التقدم نحو مصالح مهمة ومشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة
  • برنامج الأغذية العالمي: السودان يواجه إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم
  • قطر: يجب عدم السماح لإسرائيل بعرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • كارثة طبيعية.. كيف تحركت وزارة التضامن بسبب مسلسل؟
  • بسبب "كارثة طبيعية".. وزيرة التضامن تكشف خطة الحكومة لحل أزمة محمد وشروق (تفاصيل)
  • أمسية «ذاكرة العقيلات» في الحمراء.. حين تتحوّل الرواية إلى رحلة هوية
  • بالفيديو.. إسرائيليون يعبرون الحدود لإنشاء «مستوطنة» في سوريا!
  • "الفاو": المساعدات لا تكفي سوى 5 ‎%‎ من احتياجات غزة