محمد سلماوي: 3 شخصيات محسوبة على الفكر الإسلامي تقربوا من نجيب محفوظ
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
قال الأديب الكبير محمد سلماوي، إنه عند قراءته لخبر تنفيذ حكم الإعدام في الشاب الذي حاول اغتيال الأديب نجيب محفوظ، لم يشعر بأي مشاعر تجاهه.
وأضاف "سلماوي"، خلال حواره ببرنامج "الشاهد"، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أنه خلال لقائه مع هذا الشاب حاول إثارة مشاعره ولكنه وجد لديه إصرارًا على تنفيذ الأوامر حول اغتيال نجيب محفوظ.
وأكد خلال اللقاء أنه يوجد ثلاثة شخصيات محسبوين على الفكر الإسلامي بدرجات مختلفة وقد تقربوا من نجيب محفوظ وكل وحدًا منهم كان له ظروفه الخاصة ولا يمثل الجماعات للتقارب وأولهم عبدالمنعم أبو الفتوح كان يحاول أن يتمايز عن الإخوان حتى عمل اتجاه خاص لنفسه ، مشيرًا إلى أن ما كان يقوم به "أبو الفتوح"، غير معبر عن سياسة رسمية للإخوان وإنما كان تلميع لشخصيته وأنه متفتح وقريب للثقافة والأدب في وقت كان يتهم هذا المجال بأنه معادي للفكر والثقافة والأدب.
وتابع،"سلماوي"، أن الشيخ محمد الغزالي طول الوقت شيخ مستنير وابنته كانت متزوجة من نجل إحسان عبدالقدوس، ولا نستطيع حساب تصرفاته على الإخوان لأنه زار نجيب بعد الحادث بعد أن اتصل محمد عبدالقدوس به، وقال له إنه يريد زيارته وأحضر سلماوي مصور الأهرام و ونشرت في الصفحة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الثالث هو أحمد كمال أبو المجد، وهو من كتب له مقدمة "أولاد حارتنا" لنجيب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاديب نجيب محفوظ الدكتور محمد الباز برنامج الشاهد محمد سلماوى نجيب محفوظ محمد سلماوی نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاته.. نجيب الريحاني "الضاحك الباكي" الذي غيّر وجه الكوميديا وبقيت بصمته خالدة
تمر اليوم ذكرى وفاة أحد أعمدة المسرح والسينما المصرية، الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذي رحل عن عالمنا في 8 يونيو 1949، بعد مسيرة فنية فريدة ترك خلالها إرثًا لا يُنسى من المسرحيات والأفلام الكوميدية التي لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور العربي، لم يكن الريحاني مجرد ممثل، بل كان مدرسة متكاملة في فن الأداء، عبّر من خلالها عن هموم المجتمع وسخريته من الواقع، حتى لُقّب عن جدارة بـ "الضاحك الباكي".
النشأة والبدايات:
وُلد نجيب إلياس ريحانة في 21 يناير 1889 في حي باب الشعرية بالقاهرة، لأب عراقي من مدينة الموصل وأم مصرية قبطية، نشأ وسط أجواء شعبية وثقافية متنوعة، وانتقل مع عائلته لاحقًا إلى حي "الظاهر". تلقى تعليمه في مدرسة "الفرير" الفرنسية، حيث ظهرت ملامح موهبته المبكرة، خصوصًا في اللغات والأدب. تأثر الريحاني بأعمال المسرحي الفرنسي "موليير"، وهو ما مهّد لرحلته الطويلة مع المسرح.
الريحاني والمسرح:
يُعتبر نجيب الريحاني رائد المسرح الكوميدي في مصر، وقدّم خلال مشواره نحو 80 مسرحية، مزج فيها بين الكوميديا الراقية والنقد الاجتماعي الذكي، من أشهر مسرحياته:
"خلي بالك من إبليس" (1916)، "ريا وسكينة" (1921)، "الجنيه المصري" و"الدنيا لما تضحك" (1931)، "الدلوعة" (1939)، "إلا خمسة" (1943)،"حسن ومرقص وكوهين" (1945).
كان الريحاني يعكس في أعماله واقع المجتمع المصري بشكل ساخر، ويطرح قضاياه بأسلوب بسيط وعميق في آنٍ واحد، مما جعله قريبًا من قلوب الجماهير.
الريحاني والسينما من كشكش بك إلى "غزل البنات"
رغم أن الريحاني كان نجم المسرح بلا منازع، إلا أن حضوره في السينما كان لا يقل بريقًا. قدّم ما يقارب 10 أفلام، أبرزها:
"صاحب السعادة كشكش بك" (1931)، "ياقوت أفندي" (1934)، "بسلامته عايز يتجوز" (1936)، "سلامة في خير" (1937)، "سي عمر" (1941)، "لعبة الست" و"أحمر شفايف" (1946)، "أبو حلموس" (1947)، وأخيرًا "غزل البنات" (1949)، الذي لم يُكمل تصويره بالكامل بسبب وفاته
امتاز الريحاني بأسلوب تمثيلي واقعي، يخلو من المبالغة، وهو ما جعله مختلفًا عن أقرانه، وسبّب في جعله أيقونة للضحك والدراما في آنٍ واحد.
حياة شخصية مليئة بالتقلبات
عرفت حياة نجيب الريحاني العاطفية العديد من المحطات. تزوّج من الفنانة الشهيرة بديعة مصابني عام 1924، وكانت بينهما علاقة فنية وعاطفية قوية، أنجبا خلالها ابنة تُدعى "جولييت"، قبل أن ينفصلا لاحقًا.
لاحقًا، ارتبط الريحاني براقصة ألمانية تُدعى لوسي دي فرناي، وأنجب منها ابنة ثانية تُدعى "جينا". إلا أن العلاقة لم تدم طويلًا، وواجهت العديد من التحديات الثقافية والقانونية، خاصة بعد أن هاجر الريحاني دون أن يتم تسجيل زواجه رسميًا في بعض الوثائق.
كما يُذكر أنه أحب فتاة تُدعى صالحة قاصين في بداية حياته، لكن علاقتهما لم تُكلل بالزواج رغم التأثير العميق الذي تركته في نفسه، وكانت تشجعه دومًا على المضيّ في طريق الفن.
رحيله المفاجئ: نهاية حزينة لـ "الضاحك الباكي"
في يوم 8 يونيو 1949، رحل نجيب الريحاني عن عمر يناهز 60 عامًا، بعد إصابته بمرض التيفود الذي تطوّر إلى مضاعفات خطيرة في القلب والرئة. توفي أثناء تصوير مشاهده الأخيرة في فيلم غزل البنات، وشيّعت جنازته وسط حزن بالغ من جمهوره ومحبيه وزملائه في الوسط الفني.
تعددت الروايات حول أسباب وفاته، فبين من يقول إنها بسبب خطأ طبي في المستشفى اليوناني، ومن يزعم أنها جرعة دواء خاطئة، إلا أن المؤكد هو أن الفن المصري فقد أحد أهم أعمدته في هذا اليوم.
إرث فني خالد وتأثير ممتد
حتى اليوم، لا تزال أعمال نجيب الريحاني تُعرض على الشاشات وتحظى بمتابعة واسعة، بل وتُدرّس شخصيته في المعاهد المسرحية كنموذج للفنان الذي قدّم كوميديا تحمل مضمونًا.
يُعدّ الريحاني من أوائل من مزجوا بين الفن والرسالة، وتركوا أثرًا يتجاوز جدران المسارح وشاشات السينما، ليتحوّل إلى رمز ثقافي في الوجدان المصري والعربي.