سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .. خطيب المسجد النبوي: أعظم نعم الله
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
قال الشيخ عبدالمحسن القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن إرسال الرسل من أعظم نعم الله فهم سبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ولا يعرف الطيب من الخبيث إلا من جهتهم ولا ينال رضا الله إلا على أيديهم.
سبيل السعادةوأوضح “ القاسم ” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من المحرم اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن الضرورة إليهم أعظم من حاجة البدن إلى الروح، مشيرًا إلى بقاء أهل الأرض لا يكون إلا بآثار الرسالة الموجودة فيهم، منوهًا بأن الله تعالى أيد رسله بآيات وبراهين تدل على صدق رسالتهم.
واستشهد بما قال تعالى: (أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ)، مشيرًا إلى أن الآيات الدالة على نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثيرة ومتنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء.
ودلل بما قال عز من قائل:(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ)، موضحًا أنه بعد ظهور نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثرت طلبات المشركين .
تنوعت اعتراضاتهموتابع: وتنوعت اعتراضاتهم فاقترحوا عليه آياتٍ يأتيهم بها تكبرًا وعنادًا وقالوا لو أنزل علينا كتاب لأخلصنا العبادة لله قال تعالى:(وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرٗا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ).
وأفاد بأن المشركين بعد نزول القرآن ورؤيتهم ما فيه من المعجزات قالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل مكة والطائف قال تعالى:(وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ).
ونبه إلى أن المشركين لما عجزوا عن تحدي الله بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو ببعضه طلبوا من النبي- صلى الله عليه وسلم- استبدال القرآن بغيره قال تعالى:(وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ ).
لو أجاب المشركينوأضاف أن الله تعالى لو أجاب المشركين بما طلبوا لطلبوا المزيد استكبارًا وعنادًا، مبينًا أنهم من عتوهم إذا تأخرت الاستجابة لمطلبهم في آيةٍ من الآيات استهزأوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأن ينشأ آيةً من عنده.
وأردف: فقال تعالى:(وَإِذَا لَمۡ تَأۡتِهِم بِـَٔايَةٖ قَالُواْ لَوۡلَا ٱجۡتَبَيۡتَهَاۚ قُلۡ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ مِن رَّبِّيۚ)، مبينًا أن الله تعالى بيّن أنه القادر على إنزال الآيات ولا شأن لرسله ولا لأحد من خلقه فيها قال جل من قائل:(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ).
ولفت إلى أنه لجهل المشركين بحكمة الله لم يحقق الله لهم ما يقترحونه ولأن ما طلبوه من الآيات لا يوجب إيمانًا فقد سألها الأولون وأُعْطُوْهَا ولم يؤمنوا فكان هلاكهم واستئصالهم .
واستند لما قال الله تعالى عنهم:(بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ)، مشيرًا إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يضيق صدره بما يقولون قال تعالى: (وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ).
ونوه بأن الله لم يجر العادة بإظهار الآيات إلا للأمة التي حتم بعذابها واستئصالها محذرًا من الاستهانة بجناب الربوبية أو الرسالة فمن لم يعظمهما هلك، لافتًا إلى أن الإسلام مبنيٌ على أصلين تحقيق شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فباتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- يكون توحيد الله وهو من خير البرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي سبيل السعادة صلى الله علیه وسلم المسجد النبوی الله تعالى قال تعالى أن الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
مقومات السعادة
السعادة ضد الشقاوة، وتدل على الخير والسرور، والسعادة هي كذلك التوفيق الإلهي للإنسان في نيل الخير والعمل به، وهي القناعة بحالة الإنسان الموافقة لإرادته وآماله المنبعثة في حدود الفضيلة، وهي كذلك شعور داخلي بالإحساس الدائم بسكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير.
وللسعادة عدة تعريفات ومفاهيم وأنواع تختلف باختلاف أحوال الناس ومطالبهم وأهدافهم وفروقهم الفردية، فالسعادة شعور وتدريب وتطبيق وبحث عن مقوماتها وأسبابها، فمثلًا الرضا والفرح والسرور وقرة العين واللذة والبهجة والهناء والبشرى والرَوح والطمأنينة والسكينة و الانشراح والحياة الطيبة والعطاء والبذل والصدقة والأمن من الخوف؛ كلمات وردت في القرآن الكريم، وهي تقرب المعنى الحقيقي للسعادة، وتصل إلي النفس السعيدة المطمئنة.
ومن أسباب السعادة أيضًا الصبر عامةً في كل الحياة، والثبات على أداء العبادات وعلى مكاره الدنيا وملذاتها، والتصبر عن المعاصي وعلى الأذى والمصائب وعن مشتهَيات النفس والهوى، واليقين بحسن الجزاء من عند الله، وكذلك الصبر على ما فات، فرزق اليوم غير الأمس، ومن السعادة طرد الحسد من نفسك والنظر إلى ماعندك من خير، ولا تنظر وتمد عينك إلى ما عند غيرك، فهذه أرزاق يوزعها الله على عباده من فضله، وكذلك من أسباب السعادة عدم الالتفات لصغائر الأمور والسلبيات والانشغال بالنفس عما يقول عنك الناس.
فلا تقلق تجاه أفعال الآخرين، وثق بنفسك، وكن قنوعًا ولا تيأس وسامح ولا تنهزم في الأزمات، وعش ساعتك التي أنت فيها وجدد ذهنك يوميًا، وكن إيجابيًا دائمًا وحدد أهدافك الأساسية في الحياة، وكن معتدلًا في كل شيء، واحذر التفكير السلبي في كافة الأمور، وتجنب الرثاء والشكوى عن حالك للآخرين.
وبعد، وفي الختام هذه قراءات باختصار في مقومات السعادة، أعجبت بها وارتقت بتفكيري إلى درجات عليا في البحث واليقين بمقومات السعادة؛ من أجل ذلك كتبت ماكتبت، من أجل أن تكون السعادة شامله للكل. فالشعور بالسعادة سعادة وفضل من الله، وتدريب وتحديات كبيرة في حياة مليئة بالضجيج والضغوطات والأحداث الإيجابية والسلبية.
lewefe@