سواليف:
2025-12-14@23:25:34 GMT

بلا مجاملة

تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT

#بلا_مجاملة

د. #هاشم_غرايبه

في أحدث الأنباء، وبعد تزايد حدة الانتقادات حول العالم لممارسات العدو اللقيط الإجرامية التجويعية والتدميرية بحق أهل القطاع، بهدف كسر صمودهم، جاء قرار سماح هذا الكيان بإسقاط المساعدات الغذائية من الجو، لتجاوز عقبة اغلاق المعبر من الجانب المصري.
من المضحك تصديق أن الكيان اللقيط ليس هو من أوحى للنظام المصري بتشديد الخناق، لكن من المحزن أن نرى نظاما يحكم قطرا مسلما عربيا متصهين أكثر من الصهاينة أنفسهم.


وهذا ليس بمستغرب عندما يسقط العربي في حمأة العمالة للمستعمر، فيحافظ على مصالحه أكثر من المستعمر ذاته، ورأينا ذلك تاريخيا مرات كثيرة، فالملك شرحبيل بن عمرو الغساني العميل للروم، اعترض رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى هرقل، ولم يكتفِ بمنعه من ايصال رسالته، بل قتله في سابقة تاريخية خطيره، حيث أنه يحرم قتل الرسول، ولم يكن هرقل ذاته ليقدم عل هذا الفعل الشائن، أما الخائن لأمته والعميل لعدوها فقد تجاوز كثيرا القيم والأخلاق فيمكنه الإتيان بأشنع الأفعال وأقذرها.
من المهم أن نعلم ان الحصار العربي المفروض على القطاع لم يكن عقوبة على عملية السابع من اوكتوبر، رغم أن هذه العملية البطولية أرعبت الأنظمة العربية أكثر مما أرعبت الغرب الحامي للكيان اللقيط، لأنها عرّتها وكشفت عورة التخاذل المشينة لديها.
بل هي بسبب وصول إسلاميين للسلطة في القطاع منذ عام 2006، مما أفشل مساعي سلطة أوسلو المكملة لدور الأنظمة العربية في القضاء نهائيا على مطلب استعادة فلسطين، فوجود نظام ما زال يقف ضد هذا المشروع الذي أسس الكيان اللقيط، ينذر بإفشاله تماما، ورغم أنه أصغر الأنظمة وأقلها امكانية بشرية واقتصادية، إلا أنه يحظى بتأييد شامل من كل الجماهير العربية، ويحيي آمالها التي حاولت الأنظمة عبر سلسلة من الهزائم المصنوعة أن تميتها، وتقنع شعوبها بأن للعدو قوة لا تقهر، وأنه لا جدوى من مجابهته عسكريا، فلا خيار الا القبول بما يفرضه بالتفاوض.
هكذا نفهم أن حرص الأنظمة العربية على القضاء عل المشروع الجهادي التحريري، لا يقل عن حرص الغرب على القضاء على الروح الجهادية في الأمة أصلا التي عمادها الإسلام.
من هنا رأينا انخراط تلك الأنظمة في الحرب الصليبية الأخيرة التي أطلق عليها للتمويه الحرب على الإرهاب، وكان دورها حيويا، فأجهزتها الاستخبارية متفرغة لرصد نشاطات الإسلاميين، بعد خروج القوى القومية واليسارية إثر موجة الثورات العربية، من معارضة الأنظمة الى دعمها في قمعها التيار الإسلامي المنافس لها، كما رأينا الطائرات الحربية العربية الرابضة في قواعدها منذ 1973، لا تتصدى لطائرات العدو ولا ترد على عدوانها، بل تقصف أهدافا أرضية عربية بتوجيه من القيادة الأمريكية، اعتبرتها ارهابية.
هكذا نفهم أن حصار الأنظمة العربية لمنابع الروح الجهادية، ليس جميعه انقيادا لأمريكا، بل هو أيضا التقاء مصالح معها، فهذه الأنظمة مثل باقي العلمانيين، يعلمون الحقيقة التي تؤرقهم، وهي أنه لن يكون لها نصيب في تولي السلطة، في حال جرت انتخابات نزيهة أو قيام دولة الإسلام، لذلك يرغبون في إبقاء الحال القائم على ما هو، ويبذلون قصارى جهدهم في إعاقة المشروع النهضوي للأمة.
على أن كافة معادي منهج الله، سواء الغرب المستعمر أو الأنظمة أو منافقو العصر (العلمانيون العرب)، جاهلون بطبيعة شعوب الأمة، فهم يعتقدونها ساذجة لا تعلم جوهر عقيدتها، فيظنون أن المسيسين يقودونها ويوجهونها، ولما كان هؤلاء المسيسون غالبيتهم من المنتمين للإخوان المسلمين، فهم يعتقدون أنهم ببطشهم بهذه الجماعة سوف يقضون على الإسلام الجهادي.
جهلهم هذا هو ما أفشل كل خططهم، فتأثير الإخوان المجتمعي ضئيل جدا، لأن الثقة بهم ضعيفة، كونهم لم ينجحوا الى الآن بتشكيل تنظيم سياسي يرتقي فوق الأنانيات التنظيمية، وذي أيديولوجية برامجية قادرة على اثبات وجودها.
ولأن عمى البصيرة صفة عامة لكل معادي منهج الله، لذلك فجهود الأنظمة الحالية في محاربة الإخوان، استباقا لقرار غربي وشيك باعتبارهم جماعة ارهابية، ستصب في مصلحة الإخوان، لأنها سترفع كثيرا من شعبيتهم المتهاوية، وستسقط كل ادعاءات اليساريين بأنهم عملاء للإستعمار.
لو كانوا يعقلون، لكان في فشلهم في القضاء على الروح الجهادية في القطاع عبرة.
“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” [يوسف:21].

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2025/07/24

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه الأنظمة العربیة

إقرأ أيضاً:

هل يؤثر النظام النباتي على نمو الأطفال؟ دراسة تكشف فروقًا في الطول والوزن

كشفت أكبر دراسة من نوعها أن الأطفال والمراهقين الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية صارمة يكونون، في المتوسط، أنحف وأقصر قامة مقارنة بأقرانهم الذين يتناولون اللحوم.

وشارك في الدراسة باحثون من الولايات المتحدة وإيطاليا وأستراليا، حيث حللوا بيانات مستخلصة من 59 دراسة أُجريت في 18 دولة، شملت نحو 48 ألف طفل ومراهق بمراحل عمرية مختلفة، بدءًا من مرحلة الرضاعة وحتى أواخر المراهقة حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

بـ 10 حيل مجرّبة.. كيف تزيد من شغف الأطفال بالمذاكرة؟سؤال عاجل بشأن واقعة التحرش بأطفال داخل مدارس بالقاهرة الجديدة

وأظهرت النتائج أن الأطفال النباتيين كانوا أقصر في المتوسط بنحو 1.19 سم وأخف وزنًا بنحو 0.69 كيلوجرام مقارنة بآكلي اللحوم، في حين كان الأطفال النباتيون الصرف أقصر بنحو 3.64 سم وأخف وزنًا بنحو 1.17 كيلوجرام.

 كما سجلت هذه الفئات مؤشر كتلة جسم أقل، ما يشير إلى انخفاض نسبة الدهون في الجسم واقتراب بعضهم من نقص الوزن.

وأوضح الباحثون أن الأنظمة الغذائية النباتية قد تفتقر إلى بعض العناصر الغذائية الأساسية المهمة لنمو الأطفال، مثل الكالسيوم والحديد وفيتامين B12 واليود والزنك والسيلينيوم، خاصة خلال فترات النمو السريع. 

ورغم أن الأطفال النباتيين يستهلكون كميات أكبر من الألياف والحديد وحمض الفوليك وفيتامين C والمغنيسيوم، إلا أن مدخولهم من الطاقة والبروتين والدهون وفيتامين B12 والزنك يكون أقل مقارنة بآكلي اللحوم.

وقال الدكتور وولفجانج ماركس، مؤلف الدراسة من جامعة ديكين الأسترالية: إن الأنظمة الغذائية النباتية المخطط لها بعناية يمكن أن تكون كافية ومفيدة للبالغين، إلا أن مدى ملاءمتها للأطفال لا يزال أقل وضوحًا، ما يؤدي إلى توصيات متباينة للأهالي وأكد أن اتباع نهج متوازن، مع الاهتمام بتعويض العناصر الغذائية الأساسية من خلال المكملات الغذائية، أمر ضروري لدعم نمو الأطفال بشكل صحي.

ورغم هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية والنباتية الصرفة تتمتع ببعض الفوائد الصحية، أبرزها تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، حيث سجل الأطفال النباتيون مستويات أقل من الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL).

وفي الختام، شدد الباحثون على أهمية وعي الآباء وطلب المشورة الطبية المتخصصة عند اختيار نظام غذائي نباتي لأطفالهم، مؤكدين أن هذه الأنظمة يمكن أن تدعم النمو الصحي إذا تم التخطيط لها جيدًا وتدعيمها بالمكملات الغذائية المناسبة.

طباعة شارك الأطفال النظام الغذائي للاطفال طول الاطفال غذاء الاطفال

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأسبق: مجاملة النخب أوصلت اليمن إلى الكوارث والأوطان لا تُبنى بالمجاملات ولا تُحمى بالصمت وهم سبب تدهور الأوضاع ..عاجل
  • مجلس القضاء والمحكمة العليا تنعيان القاضي عبد الله الحمزي
  • هل يؤثر النظام النباتي على نمو الأطفال؟ دراسة تكشف فروقًا في الطول والوزن
  • فوائد غير متوقعة للأنظمة الغذائية النباتية للأطفال
  • دفعة جديدة تقود التحول الرقمي في القطاع المالي تتخرج من الأكاديمية العربية
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم قرية المغير شرق رام الله
  • جيش الاحتلال: هاجمنا مجمع تدريب لقوة الرضوان جنوب لبنان
  • اختيار مدينة العين عاصمةً للسياحة العربية لعام 2026
  • إصابة فلسطينيين برصاص الاحتلال جنوب رام الله