ويهدف المخيم، الذي يستمر خمسة أيام، إلى تقديم خدمات طبية مجانية في مجال تشخيص وعلاج أمراض العمود الفقري، تشمل الفحوصات السريرية والتشخيصية، والجراحات الدقيقة باستخدام المناظير، وصرف الأدوية للحالات المحتاجة.

وفي التدشين، أوضح وكيل المحافظة لشؤون الخدمات محمد حليصي، أن المخيم يمثل خطوة نوعية في تعزيز الرعاية الصحية المجانية، وخاصة في التخصصات الدقيقة التي يصعب على كثير من المرضى تحمّل تكاليفها، مؤكداً دعم قيادة المحافظة المستمر لمثل هذه المبادرات الإنسانية.



وأشار إلى أهمية التكامل بين القطاع الصحي والسلطة المحلية في تبني البرامج العلاجية النوعية التي تستهدف الفئات الأكثر احتياجا، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي فرضها العدوان والحصار.

وأشاد الوكيل حليصي، بجهود هيئة مستشفى الثورة وكوادرها الطبية في تقديم الخدمات الصحية النوعية، مؤكداً أن حرص الهيئة على إقامة مثل هذه المخيمات التخصصية يجسد التزاماً مستمراً بتخفيف معاناة المرضى، وتوسيع نطاق الرعاية المجانية للفئات المحتاجة.

من جانبه، أوضح رئيس هيئة مستشفى الثورة الدكتور خالد أحمد سهيل، أن تنظيم هذا المخيم يأتي ضمن التوجه الاستراتيجي للهيئة في توسيع نطاق الخدمات التخصصية المجانية، واستقطاب الكوادر الطبية المؤهلة من الداخل والخارج.

وأشار إلى أن المخيم يستضيف فريقاً طبياً متخصصاً في جراحة ومناظير العمود الفقري، يتولى تنفيذ الفحوصات الدقيقة والعمليات الجراحية النوعية، بما يلبّي احتياجات المرضى ويسهم في تخفيف الضغط على العيادات التخصصية بالمستشفى.

ولفت الدكتور سهيل، إلى أن الهيئة حرصت على توفير التجهيزات اللازمة لإنجاح المخيم، بما في ذلك وحدات التصوير التشخيصي الحديثة، وغرف العمليات المتطورة، وكادر طبي وتمريضي مدرّب على التعامل مع الحالات المعقدة.

وأكد أن هذه المبادرات تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية والوطنية للهيئة، وانطلاقاً من توجه الدولة نحو تعزيز مبدأ التكافل والرعاية الصحية المجانية للمواطنين.

يشار إلى أن برنامج "الطبيب الزائر" يُعد من البرامج الرائدة التي أسهمت في التخفيف من معاناة المرضى، من خلال استقدام نخبة من الأطباء الاستشاريين، وتنفيذ مخيمات طبية في عدد من التخصصات الدقيقة بالمجان.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

بين دواء مفقود ومرضى يصارعون الانتظار

الثورة  / متابعات

لا تزال أزمة الدواء في قطاع غزة تتصاعد إلى مستويات غير مسبوقة، مهددة حياة آلاف المرضى الذين يقفون في طوابير طويلة على أبواب المستشفيات على أمل أن يصل الدواء قبل أن تسبقهم مضاعفات المرض.

الصورة قاتمة، كما يصفها مدير دائرة صيدلة المستشفيات في وزارة الصحة بغزة علاء عدنان حلس، الذي يرى أن “القطاع الصحي يعيش واحدة من أقسى لحظاته”.

أرقام صادمة

يقول حلس: “نحن أمام انهيار فعلي. أكثر من 55% من قائمة الأدوية الأساسية غير متوفرة، وأكثر من 71% من المستهلكات الطبية وصلت إلى صفر. مخازن الوزارة شبه فارغة، والمرضى يدفعون الثمن يوميًا”.

ويضيف، أن خدمات رئيسية توقفت تمامًا، أهمها جراحة القلب المفتوح، بينما خدمات جراحة العظام والأورام “تتآكل يومًا بعد يوم”.

كما أكد مدير مجمع الشفاء الطبي في تصريح سابق أنه من بين 170 ألف جريح، هناك 42 ألفا بحاجة لعمليات عاجلة، وسط نقص حاد في المستلزمات والأدوية.

آلام لا تُشفى بالانتظار

في قسم علاج الأورام بمستشفى الشفاء، يجلس سامي محمد قنديل (47 عامًا)، وهو معلم رياضيات من حي التفاح، ينتظر جرعته الخامسة من العلاج الكيماوي، لكن الجرعة لم تصل.

يقول سامي بصوت هادئ رغم ملامح القلق: “بدأت العلاج قبل أربعة أشهر، وكان الوضع مستقرًا. قبل أسابيع، قالوا لي: الدواء غير موجود. أنا لا أخشى المرض، لكني أخشى أن يصل إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها بسبب التأخير”.

زوجته سلوى ناصر، التي ترافقه يوميًا، تضيف: “نحن لا نطلب معجزة. فقط نريد استكمال العلاج بدأناه. المرض لا ينتظر… والوقت ليس في صالحنا”.

كسر بسيط تحول إلى أزمة

في مستشفى ناصر بخان يونس، يرقد ليث عماد أبو رمّالة (13 عامًا)، الذي تعرض لكسر في ساقه أثناء لعب كرة القدم.

الحالة كانت بسيطة، لكن العملية توقفت لعدم توفر المثبتات المعدنية اللازمة.

يقول والده عماد أبو رمّالة: “أخبرونا أن العملية جاهزة، لكن الأدوات غير موجودة. ليث يعاني من الألم والانتظار، ونحن عاجزون. كسر مثل هذا يعالج بسرعة في أي مكان في العالم… إلا هنا”.

طبيب العظام حماد شعث، يؤكد: “المثبتات العظمية نفدت تمامًا. نحن نضطر أحيانًا لإعادة استخدام بعض الأدوات بعد تعقيمها، لكن ذلك غير مناسب لكل الحالات، خاصة للأطفال”.

قلبٌ ينتظر نبض الحياة

تجلس منار حسام أبو كويك (32 عامًا)، وهي أم لطفلين من مخيم النصيرات، أمام غرفة القسطرة القلبية التي توقفت خدماتها قبل أسابيع.

كانت منار تستعد لإجراء عملية ضرورية بعد توصية الأطباء بضرورة التدخل السريع.

تقول منار: “كان موعد العملية قبل 12 يومًا. جئت وأنا مستعدة نفسيًا، لكنهم قالوا إن المستلزمات غير متوفرة. أشعر أحيانًا بخفقان قوي وصعوبة، لكن لا يوجد بديل… أنتظر فقط”.

وتضيف: “الخوف ليس مني، بل على أطفالي. لا أريد لهم أن يعيشوا أي لحظة فقدان”.

الدكتور رباح ازريق، استشاري أمراض القلب، وصف الوضع بكلمات واضحة: “توقف جراحة القلب المفتوح ليس حدثًا عابرًا. نحن نتحدث عن عمليات تنقذ حياة المرضى مباشرة. اليوم نقف مكتوفي الأيدي لأننا لا نملك أبسط المستلزمات”.

ويشير إلى أن بعض المرضى كانوا “في الفترة الحرجة التي لا يمكن فيها تأجيل العمليات”.

طبيب الأورام خالد ثابت، يقول: “أصعب ما نواجهه الآن هو أننا نخبر مريضًا حضر لتلقي جرعته أن الدواء غير موجود. هذا الموقف لا يُنسى… ولا نحبه أن يتكرر”.

نداء أخير للمؤسسات الدولية

يختتم علاء حلس حديثه برسالة واضحة: “نتوجه لمنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة الإنساني، والصليب الأحمر والهلال الأحمر، وكل مؤسسة قادرة على التدخل… المرضى لا يملكون وقتًا أطول. نحن بحاجة إلى توريد عاجل للأدوية والمستهلكات”.

مقالات مشابهة

  • النقلات النوعية السبع في مشروع النهوض الحضاري
  • عقوبة التعدي على الأطباء وإتلاف المنشآت الصحية أثناء تأدية الخدمة الطبية
  • تدشين برنامج التوعية الصحية بمدارس مديرية الحصن في محافظة صنعاء
  • بين دواء مفقود ومرضى يصارعون الانتظار
  • العراق ينفق 617 مليون دينار في الدقيقة على موظفيه دون إنتاج
  • تدشين العمل بالميازين الإلكترونية في مراكز الإنزال السمكي بالحديدة
  • إشادة دولية بتقدم سلطنة عُمان في الصناعات النوعية والتقنيات المتقدمة
  • يوم طبي مجاني في اربد غداً السبت
  • 229عملية جراحية خلال المخيم الـ69 لطب العيون في الدريهمي بالحديدة
  • غلق 18 مركزًا لعلاج الإدمان في المقطم للعمل بدون ترخيص ومخالفة الاشتراطات الصحية والقانونية