آخر تحديث: 30 يوليوز 2025 - 10:40 صبقلم : سعد الكناني تعود أزمة خور عبد الله بين العراق والكويت إلى ما بعد حرب الخليج الثانية، عندما تم ترسيم الحدود بموجب القرار الأممي 833 لسنة 1993. وقد فرض هذا القرار على العراق، في ظروف الاحتلال الأمريكي والضعف السياسي الكامل، تنازلات حدودية اعتُبرت مهينة، منها اعتبار جزء من خور عبد الله ضمن المياه الكويتية، رغم أن العراق تاريخياً ووثائقيا كان المتحكم الفعلي في الممر المائي لكونه عراقي 100%.

في عام 2013، صادق البرلمان العراقي على اتفاقية “تنظيم الملاحة” في قناة خور عبد الله، وهي الاتفاقية التي تم استخدامها كذريعة لاحقة لبناء ميناء مبارك الكبير الكويتي، الذي يعرقل الملاحة العراقية ويخنق منفذنا البحري الحيوي. لكن ما لم يُكشف علنًا إلا لاحقًا هو أن هذه المصادقة لم تكن نزيهة ولا وطنية. إذ تؤكد مصادر موثوقة وتقارير إعلامية أن الوفد العراقي الذي فاوض على الاتفاقية وقام بالتوقيع عليها قد تلقى رشى من الجانب الكويتي، شملت امتيازات مالية وسفريات ومنافع شخصية، بهدف تمرير الاتفاقية على حساب السيادة العراقية. إننا هنا لا نتحدث عن دبلوماسية، بل عن بيع للوطن مقابل المال، وهي جريمة مزدوجة: خيانة وطنية وفساد موثق. هذا ما دفع المحكمة الاتحادية العليا في العراق، عام 2023، إلى إصدار حكم ببطلان الاتفاقية، مستندة إلى خلل دستوري في آلية التصويت البرلماني، لكنه في الجوهر، يعكس الرفض الشعبي والسياسي العميق لأي اتفاقية وقّعت في ظروف غامضة ومشبوهة، خارج إرادة الشعب. في المقابل، رأت الكويت في الحكم العراقي انقلابًا على اتفاق دولي، وطالبت بتدويل القضية، مستندة إلى دعم من مجلس التعاون الخليجي وبعض الأطراف في الجامعة العربية، التي أثبتت مجددًا أنها لا تنظر لقضايا السيادة العراقية إلا من زاوية المصالح الخليجية، وليس من مبدأ العدالة. السؤال الجوهري هنا: هل ما زالت السيادة العراقية قابلة للبيع؟ وهل يمكن الوثوق بأي اتفاق دولي يتم التوقيع عليه في ظل حكومات تابعة وضعيفة ومخترقة من الخارج؟ إن هذه الأزمة تكشف مجددًا حقيقة أن جزءاً من النخب السياسية العراقية ليست فقط غير مؤهلة للدفاع عن الوطن، بل مستعدة للمساومة عليه مقابل منافع تافهة. وهي أزمة ليست مع الكويت فحسب، بل مع الذات السياسية العراقية، التي لم تعد تعرف معنى الكرامة الوطنية. لذلك لا يمكن لأي تسوية دبلوماسية أن تصمد إذا لم تكن مبنية على شرعية وطنية نابعة من الإرادة الشعبية، وليس على مصالح شخصية وولاءات خارجية. يجب إعادة فتح ملف خور عبد الله ضمن إطار وطني شامل وإيداع قرار المحكمة الاتحادية إلى الأمم المتحدة ولدى المنظمة البحرية الدولية مع ايداع خارطة المجالات البحرية العراقية لدى الامم المتحدة أيضاً، ومراجعة كل الاتفاقيات الموقعة سواء كانت تحت الضغط أو الرشوة، وإخضاع المسؤولين عنها للمحاسبة القضائية والشعبية. خور عبد الله ليس مجرد ممر مائي، بل رمز لكرامة العراق البحرية والسيادية. والتنازل عنه، بأي شكل، هو خيانة تاريخية لن تُنسى.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: خور عبد الله

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية:العراق تحت حكم الأذرع الإيرانية

آخر تحديث: 6 دجنبر 2025 - 1:12 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم السبت ( 6 كانون الأول 2025 )، إن واشنطن “تشعر بخيبة أمل” من تراجع العراق عن قراره بتجميد أصول حزب الله اللبناني والجماعة اليمنية (أنصار الله).وأوضح المتحدث في تصريح لقناة mtv اللبنانية،أن “كلا الجماعتين تشكلان تهديداً للمنطقة والعالم”، مشدداً على ضرورة أن “تمنع الدول استخدام أراضيها من قبل وكلاء تدعمهم إيران لأغراض التدريب أو جمع الأموال أو الحصول على السلاح أو تنفيذ الهجمات”.وأضاف أن “الولايات المتحدة ستواصل الضغط على العراق لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد الجماعات التابعة لإيران التي تهدد المصالح الأمريكية والعراقية”.وكان العراق قد نشر في جريدة الوقائع العراقية قراراً يقضي بتجميد أصول عدد من الكيانات، بينهم حزب الله والحوثيون، قبل أن تتراجع لجنة تجميد الأموال وتوضّح أن اعتماد تلك الأسماء جاء بطلب خارجي، وأن العراق وافق فقط على إدراج المرتبطين بتنظيمي داعش والقاعدة.

مقالات مشابهة

  • مرصد: أنقرة تبحث في بغداد تطبيق الاتفاقية المائية من طرف واحد
  • قبلان: لبنان يمرّ بأخطر مرحلة داخلية والحلّ بوحدة وطنية شاملة
  • الخارجية الأمريكية:العراق تحت حكم الأذرع الإيرانية
  • وزارة الاتصالات العراقية تنأى بنفسها عن جلسة تجميد أموال حزب الله والحوثيين
  • السفارة العراقية في القاهرة تحتفل بيوم النصر بحضور دبلوماسي رفيع
  • مركز بحثي: العراق يواجه انهياراً اقتصادياً يتعدى أزمة الرواتب
  • الرئاسة العراقية تنفي علمها أو مصادقتها على إدراج أنصار الله وحزب الله ضمن قوائم الإرهاب
  • هل صادقت رئاسة الجمهورية العراقية على قرار تجميد أموال حزب الله والحوثيين؟
  • الرئاسة العراقية تنفي علمها أو مصادقتها على قرار اعتبار الحوثيين وحزب الله جماعة إرهابية
  • قبلان: لبنان على حافة أزمة وطنية كبرى والتخلّي السياسي خيانة عظمى