اعتراضات عسكرية إسرائيلية على استمرار الحرب.. ويتكوف يطرح «خطة بديلة» تتضمن 4 محاور متناقضة
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
- القاهرة تواصل تقديم المساعدات برًّا وجوًّا لأهالي القطاع رغم الشائعات الإخوانية
- رئيس السلطة الفلسطينية يتحدث عن دولة مستقبلية منزوعة السلاح في الضفة والقطاع
- «زامير» يحذّر من «فخ استراتيجي» حال بقاء الجيش.. و«سموتريتش» مع الاحتلال الكامل
في وقت تتعمق فيه مأساة قطاع غزة، مع دخول الحرب شهرها الثالث والعشرين وسط حصار خانق وتدمير ممنهج ومجاعة تهدد الحياة، جاءت زيارة المبعوث الأمريكي «ستيف ويتكوف» للقطاع كحدث لافت في خضم الجمود السياسي والميداني.
ورغم فشل جولاته السابقة في إحياء مفاوضات الهدنة، عاد ويتكوف إلى المنطقة حاملاً ما وُصف بـ«خطة بديلة» ترتكز على الإفراج عن جميع الرهائن (تحتجز الفصائل الفلسطينية في غزة نحو 50 رهينة، ويُعتقد أن من بينهم حوالي 20 شخصًا ما زالوا على قيد الحياة) دفعة واحدة، وليس عن جزء منهم كما كان مطروحًا سابقًا.
تشمل الخطة أيضًا بنودًا تتعلق بنزع سلاح «حماس» وتحويل قطاع غزة إلى منطقة منزوعة السلاح بالكامل، إلى جانب إقامة إدارة بديلة تتولى إدارة شؤون القطاع بدلاً من «حماس»، كما تتضمن الخطة مقترحًا يمنع الحركة من التحكم في المساعدات الغذائية والطبية التي تدخل القطاع، ويهدف إلى إنهاء ما تعتبره واشنطن وإسرائيل «احتكارًا» من قبل حماس لتوزيع تلك المساعدات الإنسانية.
وتتضمن الخطة العمل على رفع وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في محاولة لمعالجة الكارثة المتفاقمة، وإنهاء ما يُوصف داخل الدوائر الإسرائيلية بـ«صداع غزة» الذي طال أمده واستنزف جيش الاحتلال على مستوى الأفراد والعتاد.
كما تتضمن الخطة مقترحًا بقيام جهات عربية بتدريب قوات أمنية وشرطية تتولى مسؤولية حفظ الأمن داخل قطاع غزة في المرحلة المقبلة. ويبدو أن تل أبيب تسعى لإسناد هذه المهام الأمنية إلى عناصر موالية لها (كمجموعة ياسر أبوشباب) الذين أعلنوا استعدادهم لتولي مسئولية ضبط الأمن في القطاع. وتشير المعطيات إلى أن جيش الاحتلال قام مسبقًا بتدريب عدد من هذه العناصر، وزوّدهم بكميات من الأسلحة، بما يسمح لهم بفرض سيطرة أمنية على الأرض، خاصة في ظل القيود المشددة المفروضة على تسليح «المقاومة الفلسطينية»، ومحاولات إجبار الحركة على تسليم سلاحها ضمن تفاهمات ما بعد الحرب.
زيارة استعراضية لـ ويتكوفوبعد أن أعلن «ويتكوف» سحب وفد المفاوضات الأمريكي من محادثات وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، عاد مجددًا إلى المنطقة عبر زيارة استعراضية بذريعة إنقاذ مسار الهدنة واستئناف المفاوضات، وخلال زيارته الحالية التقى «نتنياهو» في تل أبيب، ثم توجّه إلى قطاع غزة حيث زار مركزًا لتوزيع المساعدات في رفح برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، وسط إجراءات أمنية مشددة.
رافق الزيارة انتشار واسع للدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق جنوب ووسط القطاع، ما عكس حجم التوتر الميداني والإجراءات الاحترازية المحيطة بالتحرك الأمريكي، فيما أعلن «ويتكوف» (أول مسئول غير إسرائيلي يدخل القطاع منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023) أن الهدف منها تقديم تقرير شامل للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول الوضع الإنساني المتدهور، والمساهمة في صياغة خطة فعالة لتوصيل الغذاء والمساعدات الطبية إلى سكان غزة.
وأوضح أنه أمضى أكثر من خمس ساعات داخل القطاع حيث عمل على رصد الحقائق ميدانيًا، وتقييم الظروف الإنسانية، إلى جانب لقائه بممثلي ما يُعرف بـ«مؤسسة غزة الإنسانية» (المشبوهة، بحكم تشكيلها بمعرفة إسرائيل والولايات المتحدة) ووكالات أخرى معنية بتوزيع المساعدات. كما أشار إلى أنه يواصل العمل على إعداد خطة جديدة لتسهيل إيصال المساعدات إلى القطاع المنكوب.
جاءت عودة «ويتكوف» إلى المنطقة في ظل تصاعد الانتقادات والضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية، نتيجة التدمير الواسع الذي لحق بقطاع غزة، حيث طالت الحرب نحو 90% من المباني والمنشآت، وأسفرت عن سقوط أكثر من 60 ألف قتيل فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتُشير المعطيات إلى أن ويتكوف عاد هذه المرة محملًا بخطة بديلة تختلف عن تلك التي كانت مطروحة خلال هدنة الستين يومًا، والتي انهارت بفعل تبادل الاتهامات بين الجانبين (إسرائيل وحماس) بتحمل مسئولية إفشالها.
مساعدات مصريةوبينما تكثف القاهرة جهودها لإدخال المساعدات (برًّا وجوًّا) وتخفيف المجاعة، تتصاعد الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، وتتضارب التصريحات حول فرص نجاح المفاوضات، في ظل رفض حكومة «نتنياهو» إنهاء العمليات، ومساعٍ معلنة لإقصاء «حماس» وفرض واقع جديد على القطاع المحاصر.
وفي الوقت الذي تمكنت فيه القاهرة قبل أيام من ممارسة ضغوط فاعلة على الجانب الإسرائيلي، أسفرت عن إدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية إلى قطاع غزة المحاصر، نجحت كذلك في إيصال كميات كبيرة من المواد الغذائية والدوائية إلى المناطق التي يتعذر وصول الشاحنات إليها، في محاولة جادة للتخفيف من حدة المجاعة المتفاقمة التي تهدد السكان.
تأتي هذه الجهود المصرية المكثفة في ظل حملة مغرضة من الشائعات يقودها «الإخوان» وحلفاؤهم، يروّجون زورًا أن القاهرة هي من تعرقل دخول المساعدات عبر معبر رفح، إلا أن هذه الادعاءات كُذِّبت مرارًا من قبل زيارات رسمية دولية رفيعة المستوى، من بينها زيارة رئيس وزراء فرنسا والأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، اللذين أكدا أن المعبر من الجهة المصرية مفتوح بشكل دائم، وأن الإغلاق الفعلي يتم من الجانب الإسرائيلي.
خلافات إسرائيليةبينما يترقب أبناء قطاع غزة نهاية المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشونها منذ قرابة عامين، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمسكها بخيار الحرب، مدفوعة بأجندات شخصية ومصالح حزبية ضيقة لإرضاء الأحزاب المتطرفة المتحالفة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
هذا الإصرار السياسي على استمرار العمليات العسكرية، رغم الكلفة البشرية والميدانية المتصاعدة، أدى إلى تفاقم التوتر داخل المؤسسة الإسرائيلية، خاصة في ظل تباين واضح بين القيادة السياسية والعسكرية، إذ تؤكد قيادات الجيش أن الحرب في غزة استنفدت أهدافها، وأن استمرار التوغل العسكري بات يشكل عبئاً استراتيجياً يهدد بتراكم الخسائر دون جدوى حقيقية.
ويطالب وزير المالية الإسرائيلي «بتسلئيل سموتريتش»، إلى جانب عدد من الوزراء المتطرفين، بتكثيف الضغط العسكري على قطاع غزة والمضي نحو احتلاله بشكل كامل، في تجاهل للتحذيرات العسكرية من العواقب الاستراتيجية لهذا الخيار، واستنادًا إلى رؤية أيديولوجية تهدف إلى فرض سيطرة دائمة على القطاع دون اعتبار للكلفة البشرية أو السياسية المترتبة على ذلك.
وحذّر «إيال زامير» رئيس أركان جيش الاحتلال من أن الجيش يعتزم توسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة «بلا هوادة» في حال فشل المفاوضات الجارية حاليًا، مشيرًا إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير تلك المحادثات. وقد فُسّرت تصريحاته على نطاق واسع بأنها محاولة للضغط على مفاوضي «حماس»، عبر التلويح بالخيار العسكري كأداة ابتزاز سياسي لدفع الحركة نحو القبول بالشروط الإسرائيلية.
اقرأ أيضاًعاجل.. قوات الاحتلال تستهدف الفلسطينيين أثناء توجههم لمراكز تقديم المساعدات
إشادات واسعة بدور مصر في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
أوتشا: تقديم المساعدات لغزة بأسرع ما يمكن بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة المساعدات الإنسانية تقديم المساعدات إدخال المساعدات الإنسانية ستيف ويتكوف الشائعات الإخوانية زيارة المبعوث الأمريكي تقدیم المساعدات المساعدات ا قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
17 شهيدًا وعشرات المصابين بنيران الاحتلال في قطاع غزة
غزة - صفا استشهد 17 مواطنًا، وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الأحد، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة في اليوم الـ667 للعدوان، بينهم 13 من منتظري المساعدات. وأفاد مراسل وكالة "صفا" باستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين، قرب مركز توزيع المساعدات في محور نتساريم وسط القطاع. وذكر أن المواطنين رأفت حسين العرجا (34 عامًا)، ومهند على محمد أبو حسن استشهدا، وأصيب العشرات بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز المساعدات شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع. وأشار إلى استشهاد عمر منصور إسليم أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إثر قصف إسرائيلي مبنى الجمعية غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. بدوره، أفاد الإسعاف والطوارئ بغزة بارتقاء 9 شهداء، بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمالي رفح. وفي سياق متصل، استشهدت الطفلة رزان أحمد سامي الخروبي(4 سنوات) متأثرة بإصابتها، في قصف منزل مخيم البريج وسط القطاع. وفجر اليوم، استشهد عيد بشير محمود المصري وإبراهيم فرج محمود المصري، جراء قصف إسرائيلي على مدرسة فيصل في منطقة الحي الياباني غربي مدينة خان يونس. ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، بعدما شددت من إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.