فرنسا تُلغي منحة طالبة غزية وتُعلق برامج الدعم الدراسي لغزة
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أنّ طالبة فلسطينية من غزة قد وصلت إلى فرنسا بمنحة دراسية، غادرتها إلى قطر، الأحد الماضي، وذلك عقب الكشف عن منشورات سابقة لها، وصفت بكونها "معادية للسامية" على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت الخارجية الفرنسية، عبر بيان، أنّ: "وزير أوروبا والشؤون الخارجية، جان نويل بارو، شدّد على الطبيعة غير المقبولة للتعليقات التي أدلت بها السيدة نور عطا الله، الطالبة الغزية، قبل دخولها الأراضي الفرنسية".
وبحسب ما أورده البيان: "ونظرا لخطورتها لم تكن السيدة عطاالله قادرة على البقاء في الأراضي الفرنسية. غادرت فرنسا اليوم إلى قطر لمواصلة دراستها"، فيما شكرت الوزارة الفرنسية، السلطات القطرية، على: "تعاونها الحاسم".
وفي السياق نفسه، قال بارو على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "غادرت نور عطا الله الأراضي الوطنية. لم يكن لها مكان هنا. قلتها وفعلناها". فيما أوضحت مصادر دبلوماسية، وفقا لتقارير إعلامية، أنّ: "الشابة قد وصلت إلى فرنسا في 11 تموز/ يوليو، بعدما حصلت على تأشيرة دراسة ومنحة حكومية لتدرس في معهد العلوم السياسية في ليل بشمال فرنسا اعتبارا من أيلول/ سبتمبر، في إطار برنامج منح موجه للطلاب من غزة أطلق قبل عام".
واسترسل: "لكن العثور على منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من حساب نسبه مستخدمون إلى الطالبة وأُغلق لاحقا، تدعو إلى قتل اليهود على مدار العامين الماضيين، أدى إلى إلغاء تسجيلها، وفتح تحقيق قضائي بحقها بتهمة تمجيد الإرهاب، وآخر لتحديد سبب عدم رصد المنشورات مسبقا".
إلى ذلك، لم تتمكن وكالة "فرانس برس" من تأكيد صحة لقطات شاشة منسوبة للطالبة من قِبل مستخدمي الإنترنت ووسائل الإعلام. بينما أعلن معهد العلوم السياسية، الأربعاء، أنّ: "تعليقات الشابة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدة"، وذلك دون تقديم أي تفاصيل إضافية.
تجدر الإشارة إلى أنّ بارو أعلن الجمعة الماضية، عن تجميد فرنسا كل برامج الإجلاء من غزة في انتظار نتائج تحقيق في الثغرات التي حالت دون العثور على هذه المنشورات. ولم تحدد الخارجية الفرنسية عدد الأشخاص المتأثرين بهذا القرار، مشيرة إلى أسباب تتعلق بالسرية.
وتابعت: "جميع ملفات الأشخاص الذين دخلوا إلى فرنسا ستخضع لدرس جديد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات غزة فرنسا قطر فرنسا غزة قطر وسائل الإعلام المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
وسائل التواصل الاجتماعي والحرب الناعمة.. من أداة للتواصل إلى سلاح للتأثير
في عالمٍ تتسارع فيه التقنية وتتزايد فيه ارتباطات البشر عبر الفضاء الرقمي، لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أدوات للتعارف أو تبادل الأخبار، بل تحولت إلى ساحات معارك غير مرئية تخوضها الدول والشعوب فيما يُعرف بـ»الحرب الناعمة».
الحرب الناعمة ليست إطلاق الصواريخ ولا زحف الدبابات، لكنها زحف من نوع آخر؛ زحف في العقول والقلوب، يهدف إلى إعادة تشكيل الوعي، وإضعاف الخصم من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة. وهي حرب تعتمد على الإعلام، والثقافة، والفكر، ووسائل التأثير النفسي والاجتماعي، بحيث يُحدث العدو تغييرات في سلوك المجتمعات وتوجهاتها وقيمها، دون أن يشعر الناس بأنهم يتعرضون لهجوم.
في هذا السياق، ظهرت منصات التواصل الاجتماعي كأخطر أدوات هذه الحرب. فقد ألغت الحدود، وتجاوزت الرقابة، وساوت بين المؤثر والدولة، وأصبحت المنبر الأول لتوجيه الرأي العام. ومن خلال هذه المنصات، يُضخ كمٌّ هائل من المعلومات المضللة، والأفكار الهدامة، والمحتويات المشوهة للهوية، والتي تستهدف القيم الوطنية والدينية والثقافية للشعوب.
لم يعد المواطن محصنًا وهو يطالع هاتفه المحمول. فكل نقرة قد تقوده إلى حملات موجهة، وكل منشور قد يحمل خلفه أجهزة استخبارات، وكل «ترند» ربما صيغ بعناية في غرف الحرب الإعلامية. إن ما يُبث عبر «الناعم» من الصور والأخبار والمقاطع القصيرة، أخطر أحيانًا من الرصاص، لأنه يصيب العقل ويغير القناعات.
وتكمن الخطورة الأكبر في أن الحرب الناعمة لا تُشهر نفسها كعدو، بل تتسلل في زيّ المحتوى الترفيهي، أو الرأي «الحر»، أو الدفاع عن «حقوق الإنسان»، لكنها في جوهرها قد تكون أدوات اختراق ثقافي وأخلاقي، وتجريف للهُوية.
إن مسؤولية التصدي لهذه الحرب الناعمة لا تقع فقط على عاتق الحكومات، بل هي معركة وعي جماعي، تحتاج إلى إعلام وطني ذكي، وتربية إعلامية للأجيال، واستثمار إيجابي لوسائل التواصل ذاتها في بناء الوعي وتعزيز الانتماء، بدلاً من تركها لقوى الاستلاب والتفكيك.
وإذا كانت الدول قد بنت جيوشًا للحروب التقليدية، فقد آن الأوان لبناء جيوش الوعي، التي تحرس العقول من التضليل، وتحمي القيم من التشويه، وتواجه الحرب الناعمة بإعلام صادق، وفكر أصيل، وثقافة مقاومة.