هل يواجه الاقتصاد الأوروبي خريفًا قاتمًا؟
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
في الوقت الذي تنشغل فيه دول أوروبا بترميم ما خلفته الأزمات المتتالية - من تداعيات الحرب في أوكرانيا إلى أزمات الطاقة والتضخم - تتصاعد التحذيرات من دخول القارة العجوز مرحلة جديدة من الانكماش الاقتصادي، قد تكون الأعنف منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
يحذر الخبير في الاقتصاد الدولي، الدكتور بيير موران، من «خريف اقتصادي» وشيك، مستندًا إلى مؤشرات عديدة تشير إلى تباطؤ حاد في النمو، وتدهور الثقة في الأسواق، وارتفاع كلفة الاقتراض نتيجة تشديد السياسات النقدية من قبل البنك المركزي الأوروبي.
يستند التحليل الاقتصادي إلى مجموعة من المؤشرات: تراجع معدلات النمو في دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مع تسجيل انكماش في الناتج المحلي الإجمالي في بعض الربعيات الأخيرة. وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والخدمات، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن الأوروبي، ما يهدد بانفجار اجتماعي في عدد من الدول.
إلى جانب ذلك، هناك ارتفاع مقلق في الديون السيادية، خاصة في دول جنوب أوروبا، مما يزيد من هشاشة النظام المالي الأوروبي، وانكماش الصناعات التحويلية والطاقية، بعد تقليص الإمدادات الروسية والاعتماد المكلف على مصادر بديلة.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن اعتماد الحكومات الأوروبية على سياسات تقشفية أو رفع الضرائب لمواجهة العجز قد يؤدي إلى نتائج عكس دول الشرق الأوسطية، ويزيد من حدة الركود، ويقوّض شبكات الأمان الاجتماعي.
تداعيات تتجاوز حدود القارةلا تقتصر آثار هذه الأزمة على الداخل الأوروبي، بل ستطال الاقتصاد العالمي أيضًا. فأوروبا، التي تُعد ثاني أكبر كتلة اقتصادية في العالم، ترتبط بشبكات تصدير واستيراد مع آسيا وأفريقيا والعالم العربي، وأي تباطؤ فيها يعني خلخلة سلاسل التوريد، وركودًا في قطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة والسيارات.
اللاجئون والمهاجرون أول من يدفع الثمنفي ظل هذه الظروف، سيكون المهاجرون - خصوصًا أولئك القادمين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - الحلقة الأضعف. فقد بدأت بعض الحكومات الأوروبية بالفعل في مراجعة سياسات الرعاية الاجتماعية، وفرض قيود على تحويلات الدعم والسكن، وسط تصاعد خطاب شعبوي يحمّل الأجانب مسؤولية الأزمة.
كما أن أسواق العمل في الدول الأوروبية تشهد جمودًا متزايدًا، ما يعني صعوبة إيجاد فرص عمل للمهاجرين الجدد، وتدهور أوضاع العمالة غير الرسمية، التي يشكل اللاجئون جزءًا كبيرًا منها:
تراجع الدور الجيوسياسي الأوروبيفي موازاة الأزمة الاقتصادية، يشهد الدور الجيوسياسي الأوروبي انكماشًا واضحًا، فمشاركتها في الحرب الأوكرانية جعلت منها طرفًا مباشرًا في نزاع يستنزف مواردها السياسية والاقتصادية.
كما أن غيابها الملحوظ عن موازين القوى في الشرق الأوسط، وخاصة في ملفات مثل سوريا وليبيا وفلسطين، أضعف من تأثيرها في منطقة كانت تقليديًا مجالًا لنفوذها التاريخي. وفي قارة أمريكا الجنوبية، تراجعت مكانة الاتحاد الأوروبي لصالح قوى صاعدة مثل الصين وروسيا، وظهرت فجوة واضحة في الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية.
رؤية ختاميةأوروبا تقف عند مفترق طرق إما أن تنجح في إدارة التحديات المتراكمة بما يجنّبها الانهيار، أو تسير نحو خريف اقتصادي قد لا يقتصر على أوراق المال، بل يمتد إلى مجتمعاتها المتعددة، ويعيد تشكيل صورتها في النظام العالمي.
اقرأ أيضاًمقال «الأسبوع» يزلزل الاحتلال.. مرصد إسرائيلي يتهم الدكتور محمد عمارة بالتحريض ضد إسرائيل
ليس بمقال.. بل فضفضة عامة وبحث عن شغف الحياة المفقود في ثنايا أرواحنا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أوكرانيا دول الشرق الأوسط الاقتصاد الأوروبي النظام المالي الأوروبي
إقرأ أيضاً:
منال عوض تستعرض إجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف 2025
استعرضت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، خلال اجتماع مجلس الوزراء، المُنعقد اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، مجهودات الوزارة وإجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال فصل الخريف 2025.
وأوضحت الوزيرة، في أنه في إطار تعزيز منظومة التعامل مع السحابة السوداء، وتكثيف التعاون مع المحافظات والجهات المعنية للحد من التلوث ومواجهة الحرق المكشوف تم تنسيق الجهود وتنفيذ عدد من الإجراءات بهدف (بناء الوعي المجتمعي، والتنسيق المؤسسي ودعم القرار، والرقابة والمتابعة الميدانية).
ولفتت الدكتورة منال عوض إلى أنه في سياق بناء الوعي المجتمعي؛ تم تنفيذ ندوات توعية للمزارعين بعدة محافظات حول مخاطر حرق مخلفات قش الأرز وحطب الذرة وطرق الاستفادة منها كعلف وسماد عضوي، كما تم عقد العديد من الندوات والفعاليات التوعوية الموسعة بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية. فضلا عن عقد 198 ندوة و1100 حملة توعية خلال المرحلة الأولى من قبل الفروع الإقليمية لجهاز شئون البيئة.
ونوّهت الوزيرة إلى أنه فيما يتعلق بالتنسيق المؤسسي ودعم القرار؛ تم عقد اجتماعات تنسيقية برئاسة المحافظين وبمشاركة مختلف الجهات المعنية؛ لتعزيز الجهود المشتركة في مواجهة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والصلبة. بالإضافة إلى إصدار قرارات بإيقاف عمل الصناعات المتوسطة والصغيرة الملوِّثة للبيئة خلال فترات نوبات تلوث الهواء.
وحول الرقابة والمتابعة الميدانية، أوضحت القائم بأعمال وزير البيئة أنه تم تشكيل 69 محورا ولجنة مرور مسائية على الأراضي الزراعية لمتابعة ومنع عمليات الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والصلبة، والتي تعمل بشكل يومي بالتعاون مع مديريات الزراعة والمحافظات.
واستعرضت الدكتورة منال عوض، أبرز نتائج ومؤشرات منظومة مواجهة أزمة تلوث الهواء الحادة خلال فصل الخريف (الفترة من 1 سبتمبر وحتى 3 نوفمبر 2025)، مشيرة إلى أنه من خلال منظومة الإنذار المبكر، تم رصد نقاط حرق في نطاق محافظات القاهرة الكبرى والدلتا ووسط الصعيد، والتي بلغت نحو 1116 خلال هذا العام، مقارنة بـ 3490 للعام الماضي.
وعن جهود الوزارة في إحكام السيطرة على المنشآت الصناعية؛ فقد تم رصد 198 مخالفة للحدود القصوى المسموح بها لانبعاثات مداخن المنشآت من خلال الشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، فضلا عن التفتيش على 108 منشآت بالمناطق الصناعية بالقاهرة الكبرى والتوصية بضرورة تقديم المنشآت المخالفة خطط للإصحاح البيئي من خلال الهيئة العامة للتنمية الصناعية.
كما لفتت الوزيرة إلى الإجراءات والنتائج الخاصة بفحص عادم المركبات -في إطار منظومة مواجهة أزمة تلوث الهواء- والذي يتم بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور والإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات، موضحة أنه تم تنفيذ 168 حملة فحص على الطريق داخل إقليم القاهرة الكبرى، و155 حملة بمحافظات الدلتا وأسيوط. بالإضافة إلى فحص أسطول أتوبيسات هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى لعدد 1078 أتوبيسا.
اتصالًا، أشارت الدكتورة منال عوض إلى نتائج مواجهة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، منوهة إلى أنه في إطار التعاون بين وزارة البيئة والمحافظات المعنية قام المحافظون بالتواصل المستمر مع فروع جهاز شئون البيئة لمتابعة موقف جمع قش الأرز فضلا عن القيام بالمرور لمتابعة الموقف. وفي هذا الإطار ذكرت الوزيرة وجود 655 موقعا لجمع قش الأرز، في هذا العام، مقارنة بـ 398 موقعا في العام السابق، بالإضافة إلى معدات تصل إلى 125 مكبسا وجرارا في العام الحالي، مقارنة بـ 73 في العام السابق.
وأضافت الوزيرة أنه قد تم إصدار 107 تراخيص مزاولة نشاط جمع ونقل المخلفات الزراعية من خلال جهاز تنظيم إدارة المخلفات. ولفتت إلى أن كمية قش الأرز التي تم تجميعها بلغت 2.7 مليون طن خلال هذا العام، مقارنة بـ 2.1 مليون طن في العام الماضي.
كما تحدثت الدكتورة منال عوض عن موقف محاضر حرق المخلفات الزراعية والتعامل مع مكامير الفحم المخالفة، منوهة إلى تحرير 781 محضر مخالفة للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، وإزالة 342 مكمورة فحم عشوائي، وغلق 12 مكمورة مطورة.
وتطرقت الوزيرة إلى التنسيق بين غرفة الأزمات والكوارث البيئية المركزية وغرف الأزمات بالمحافظات، موضحة أنه من خلال التنسيق مع إدارة الأزمات بوزارتي البيئة والتنمية المحلية وغرف الأزمات بالمحافظات المعنية بمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، تمت متابعة 69 محورا ميدانيا بشكل يومي لعدد 7 محافظات، ورصد 24 بلاغ حرق مخلفات زراعية وصلبة. كما تم رصد بلاغات عبر منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، وتوجيه الفروع الإقليمية المعنية لاتخاذ اللازم بشأنها.