هل تقبل صدقة المديون وهل عليه زكاة.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو منشور على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن الشخص المُدان يُفضل له سداد ديونه أولًا قبل إخراج الصدقات، مشيرة إلى أن سداد الدين عبادة واجبة لا يجوز تأجيلها من أجل عبادة تطوعية كالصدقة.
وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، ردًا على سؤال أحد المتابعين حول جواز التصدق في حال وجود ديون على الإنسان: إن الصدقة فضلها عظيم ولا خلاف على أجرها، ولكن لا ينبغي تقديمها على حقوق العباد.
وأضاف أن من أخذ أموال الناس وهو ينوي ردها، أعانه الله على ذلك، أما من أخذها بنية التلاعب أو الإهمال، فإن الله سيتولى أمره.
وبيّن أن الصدقة تنقسم إلى نوعين: الزكاة المفروضة، وهي واجبة، وصدقة التطوع، وهي مستحبة.
وفي حالة كون الشخص مديونًا، فلا تجب عليه الزكاة إذا كان الدين يستهلك كامل ماله بحيث لا يبقى نصاب يخرج منه الزكاة.
أما صدقة التطوع، فلا يجوز إخراجها إن كانت تضر بسداد الدين، لأن الواجب مقدم على التطوع شرعًا.
هل المديون عليه زكاة
وفي سياق متصل، أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على سؤال حول زكاة المال بالنسبة للمُقرض والمُقترض، موضحًا أن شروط الزكاة الأساسية تشمل: بلوغ المال النصاب، مرور الحول، خلوه من الدين، وكونه زائدًا عن الحاجات الأساسية للمُزكي وأسرته.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن جمهور الفقهاء يرون أن الزكاة على الدائن في حالة الدين المرجو سداده، ويزكي المال حين استلامه لسنة واحدة فقط، وهو الرأي الراجح الذي تعتمد عليه الفتوى الرسمية. أما الدين غير المرجو سداده، فيُزكى حال قبضه بحسب المذهب المتبع، والأرجح أن يُزكى لسنة واحدة فقط أيضًا.
وختم الدكتور الطيب بالقول إن الزكاة لا تجب على المُقترض بسبب انشغاله بسداد الدين، بينما يُزكي الدائن ماله بعد استعادته، ما يحقق التوازن بين حفظ الحقوق وأداء العبادات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء سداد الديون الصدقة الزكاة المدين دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
ما الفرق بين ابتلاء الرضا والغضب؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: سمعت بعض الناس يقولون: إن الابتلاء كما يكون بسبب غضب المولى سبحانه وتعالى على العبد يكون كذلك بسبب رضا المولى سبحانه؛ فنرجو منكم بيان ذلك وهل هناك فرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب؟ وما هي علامة كلٍّ منهما؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة إن الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكلُّ ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب] اهـ.
ونوهت ان الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك ما رواه ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن حبان في "المجروحين"، والديلمي في "المسند"، وابن أبي الدنيا في "الصبر والثواب" و"المرض والكفارات".
وفي رواية أخرى أخرجها الإمام الترمذي في "سننه" عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السَّخَطُ».
الفرق بين ابتلاء الرضا والغضب
وأوضحت أن هناك فرقٌ بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وهو: أن ابتلاء الرضا هو الذي يُقَابَلُ من العبد بالصبر على البلاء؛ لِيَحْصُل العبد على رضا الله ورحمته؛ فهو علامة لحبِّ الله تعالى له، وليس دليلًا على غضب الله سبحانه وتعالى عليه، أما ابتلاء الغضب فهو الجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى.
قال الإمام ابن الملك في "شرح المصابيح" (2/ 324، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [«وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي»؛ أي: بالبلاء وصبر عليه فله الرضا؛ أي: يحصل له رضاء الله ورحمته، «وَمَنْ سَخِطَ»؛ أي: كره البلاء وجزع ولم يرضَ بحكم الله، فعليه السخط من الله والغضب عليه، والرضاء والسخط يتعلقان بالقلب لا باللسان، فكثير ممَّن له أنينٌ من وجعٍ وشدةِ مرضٍ مع أن في قلبه الرضاءَ والتسليم بأمر الله تعالى] اهـ.
وقال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 1142، ط. دار الفكر): [نزول البلاء علامة المحبة، فمن رضي بالبلاء صار محبوبًا حقيقيًّا له تعالى، ومن سخط صار مسخوطًا عليه] اهـ.
الفرق بين ابتلاء الرضا والغضب
واشارت الى انه يفترق ابتلاء الرضا عن ابتلاء الغضب بوجه آخر، وهو أنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والجزع والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات؛ وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات؛ وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله.
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني في "فتوح الغيب" (ص: 113، ط. دار الكتب العلمية): [علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة: عدم الصبر عند وجوده، والجزع والشكوى إلى الخليقة والبريات.
علامة ابتلاء الرضا
وعلامة الابتلاء تكفيرًا وتمحيصًا للخطيات: وجود الصبر الجميل من غير شكوى وإظهار الجزع إلى الأصدقاء والجيران والتضجر بأداء الأوامر والطاعات.
وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون بفعل إله الأرض والسماوات، والفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام والساعات] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.