منتجع «كيم كونج أون».. كوريا الشمالية تستقبل الروس بهدايا صاروخية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
افتتحت كوريا الشمالية مؤخرا منتجع «وونسان-كالما» الساحلي أمام السياح الأجانب، لكنه مخصص حصرًا للروس، في خطوة ترمي إلى جذب العملة الصعبة وتحسين صورة البلاد كوجهة سياحية رغم العقوبات الدولية المشددة.
ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال، المكان بأنه فخم ومجهز بالكامل، لكنه بدا شبه خالٍ من الزوار.
وقالت إحدى السائحات الروسيات: «كنا الوحيدين في المكان، كل شيء بدا جديدًا، وكانت الخدمة ممتازة»، مضيفة أنها غادرت المنتجع بهدية تذكارية على شكل رأس نووي مصغر.
وبحسب التقرير ذاته، فإن الرحلة، التي نظمتها وكالة روسية، بلغت كلفتها الإجمالية قرابة 2000 دولار، شملت الإقامة والنقل وبعض الأنشطة، من بينها جولات على الدراجات المائية، قُدمت مجانًا بعد أن فشل الطاقم المحلي في تحديد السعر.
وافتتح الزعيم الكوري الشمالي، كيم كونج أون، المنتجع رسميًا نهاية يونيو الماضي، بحضور ابنته وعدد من المسؤولين، كما استضاف لاحقًا وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، الذي أقام في أفخم فنادق المنتجع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المجمع قادر نظريًا على استيعاب 20 ألف زائر، لكن الصور الفضائية تُظهر أن أجزاء كبيرة منه لا تزال غير مكتملة.
وأفادت الصحيفة أن السياح الروس استخدموا أساور إلكترونية للدفع مقابل خدمات مختلفة، لكنها لا تدعم الروبل الروسي، بل تتطلب عملات صعبة مثل الدولار الأمريكي أو اليورو أو اليوان الصيني.
من بين الهدايا المعروضة للبيع نموذج بلاستيكي لصاروخ «هواسونج-17» العابر للقارات، بسعر 465 دولارًا.
وأكدت وول ستريت جورنال أن المنتجع يضم شواطئ مخصصة للسياح الأجانب وأخرى للسكان المحليين، مع منع الزوار من استخدام بعض المرافق مثل المتنزهات المائية.
وأضافت أن زيارات السياح الروس تتزامن أحيانًا مع ظهور نادر للزوار الكوريين الشماليين، يُرجح أنهم من النخبة الحزبية، ويُمنحون ملابس سباحة لاستخدام الشاطئ تحت إشراف صارم.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الرحلة، رغم التحديات التنظيمية مثل إلغاء رحلة جوية واستبدالها بقطار بطيء، انتهت بمنح كل سائح روسي تعويضًا نقديًا قدره 200 دولار.
اقرأ أيضاًعاجل| كوريا الشمالية تدين الهجمات الإسرائيلية على إيران: "جريمة ضد الإنسانية"
زعيم كوريا الشمالية: ندعم روسيا في جميع مواقفها بما فيها القضية الأوكرانية
زعيم كوريا الشمالية: الأسلحة دون عقيدة مجرد قطع حديدية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير الخارجية الروسي كوريا الشمالية الزعيم الكوري الشمالي كيم كونج أون کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
من موقع سري في الحرب الباردة إلى وجهة سياحية.. اكتشف قاعدة صاروخية في ليتوانيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أعماق منتزه "Žemaitija" الوطني غرب ليتوانيا، وهي منطقة تتخللها بحيرات خلابة وأراضٍ رطبة وقرى قديمة وغابات تبعد نحو 50 كيلومترًا عن بحر البلطيق، كان مشغلو الصواريخ السوفييت ينتظرون في الخفاء، مستعدين لتدمير أوروبا الغربية.
اليوم، أصبح المجمع السري سابقًا، والمعروف باسم قاعدة "بلوكشتيني" الصاروخية، الوجهة الأكثر زيارة في المنتزه، وهو يُعرف الآن بـ"متحف الحرب الباردة".
وفي عام 2024، زار هذا العالم السفلي الغامض 35 ألف شخص من جميع أنحاء العالم، واستكشفوا الغرف والممرات وصومعة الصواريخ المتواجدة على عمق 30 مترًا تحت سطح الأرض.
يستقبل الزوار خطوط الأسلاك الشائكة عند الوصول إلى المنشأة. ثم تظهر أربع قباب بيضاء في الأفق، متباينة مع خضرة الغابة، وهي المخابئ التي كانت تضم يومًا ما أسلحة دمار شامل.
وتعكس قصة القاعدة منطق الحرب الباردة وسباق التسلح النووي.
كانت ليتوانيا الغربية، والتي كانت آنذاك جزءًا من جمهورية ليتوانيا السوفييتية الاشتراكية التابعة للاتحاد السوفييتي، موقعًا مثاليًا لتخزين الرؤوس الحربية التي تستهدف دول حلف الناتو.
وبموقعها المواجه لدول اسكندنافيا عبر بحر البلطيق، تحولت ليتوانيا إلى منطقة عسكرية شديدة التحصين.
قدّمت غابة "بلوكشتيني"، الواقعة في مكان ناءٍ تمامًا، ظروفًا مثالية لبناء مجمع سري تحت الأرض إذ وفّرت بحيرة "بلاتلياي" القريبة، التي تبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترًا مربعًا، مصدرًا للمياه اللازمة لأنظمة التبريد، كما أن عدد سكان القرى المحيطة كان قليلاً.
السرية التامةتم الانتهاء من بناء قاعدة صواريخ "بلوكشتيني" في عام 1962 بعد عامين من العمل، شارك فيها أكثر من 10 آلاف عامل من مختلف أنحاء الاتحاد السوفييتي. ولم يمر هذا المشروع الضخم دون أن يلاحظه السكان المحليون.
قالت المرشدة في "متحف الحرب الباردة"، أوشرا برازديكيت: "لم لكن الأشخاص يعرفون نوع الأسلحة التي كانت مخزّنة هناك، لكننا كنا نعرف بوجود هذا المكان".
وُلدت برازديكيت في قرية قريبة من القاعدة، وقضت حياتها كلها في تلك المنطقة.
أصبح الجنود جزءًا من الحياة اليومية للسكان، وأصبح سماع صوت الآليات الثقيلة التي تنقل المعدات العسكرية أمرًا معتادًا.
أوضحت برازديكيت: "كنا نعمل بجانب جنود من جمهوريات سوفييتية مختلفة في المزارع الجماعية، لكننا لم نتحدث أبدًا عن المواضيع العسكرية".
كان المجمع محاطًا بإجراءات أمنية مشددة، حيث امتد سياج كهربائي لمسافة 3 كيلومترات تقريبًا حول القاعدة. وجعلت الغابة الكثيفة الوصول إليها أكثر صعوبة، لذلك لم يحاول السكان المحليون الاقتراب منها.
كانت السرية مفيدة، إذ لم تكتشف الاستخبارات الأمريكية القاعدة إلا في عام 1978 من خلال عمليات استطلاع بالأقمار الصناعية.
وبحلول ذلك الوقت، كان السوفييت قد أخرجوا المنشأة من الخدمة كجزء من اتفاقيات نزع الصواريخ بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.
تحت أعماق الأرضشكّلت فتحة في الأرض مدخل المنشأة.
وكانت قاعدة الصواريخ مشروعًا عسكريًا معقدًا ومثالاً نموذجيًا لمنشآت من هذا النوع في الاتحاد السوفييتي.
وتمحورت القاعدة حول مركز قيادة تحت الأرض متصل بشبكة من الممرات، وكانت تضم أربع فتحات بعمق 30 مترًا تحتوي على صواريخ أرض-أرض من طراز "R-12 Dvina".
وكانت هناك محطة كهرباء تحت الأرض لتوليد الطاقة في حالات الطوارئ.
بعد أن أعلنت ليتوانيا استقلالها عن الاتحاد السوفييتي عام 1990، وسقوط الستار الحديدي لاحقًا، تم التخلي تمامًا عن القاعدة ونهبها بحثًا عن المعادن.
وبفضل تمويل من الاتحاد الأوروبي، تمكن المسؤولون المحليون من إنشاء متحف مثير، افتُتح في عام 2012، ما أتاح للجمهور الوصول إلى مركز القيادة، ومحطة الكهرباء، وإحدى الصوامع.
ويمنحك السير عبر هذا المتاهة المظلمة تحت الأرض شعورًا غريبًا، ليس فقط بسبب الأجواء، بل لما تحتويه من مقتنيات سوفييتية مثل تماثيل للينين وستالين، وأعلام تحمل رمز المطرقة والمنجل.
تشمل أكثر المعالم إثارة للإعجاب بقايا التكنولوجيا العسكرية المهجورة.
وتبدو هياكل محطة الكهرباء السابقة وكأنها خلفية مثالية لألعاب الحاسوب.
تُعد بحيرة "بلاتيلياي" بحد ذاتها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة، مع توفر مسارات للدراجات الهوائية والمشي لمسافات طويلة، ومواقع تخييم على ضفاف البحيرة، ومطاعم ذات إطلالات خلابة.
كانت قاعدة "بلوكشتيني" للصواريخ السر الأكبر في منتزه "Žemaitija". أما اليوم، فإن المنطقة نفسها تُعد جوهرة مخفية للسفر الأوروبي البطيء.