خطة أمريكية لنزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
في تطور لافت قد يشكل نقطة تحول في الصراع الممتد على الساحة اللبنانية، كشفت وكالة "رويترز" عن مقترح أمريكي قدمته إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الحكومة اللبنانية، يقضي بنزع سلاح "حزب الله" بشكل كامل قبل نهاية العام الجاري، مقابل وقف العدوان الإسرائيلي علي لبنان وانسحاب قوات الاحتلال من خمسة مواقع جنوبية رئيسية.
وبحسب نسخة من جدول أعمال مجلس الوزراء اللبناني، اطلعت عليها "رويترز"، فإن المقترح الذي تقدم به المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، توم باراك، يتضمن:
نزع سلاح حزب الله بالكامل بحلول ديسمبر 2025، بما في ذلك سحب منظومات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة من الجنوب والبقاع.إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.انسحاب الجيش الإسرائيلي من خمس نقاط تمركز في جنوب لبنان، لم يكشف عنها بالتحديد بعد.بدء ترتيبات أمنية بديلة، يفترض أن تشارك فيها قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) بالتنسيق مع الجيش اللبناني.الجدل داخل الحكومة اللبنانيةتمت مناقشة المقترح خلال جلسة لمجلس الوزراء اللبناني صباح الخميس، إلا أن الأجواء سرعان ما توترت مع اعتراض وزراء "حزب الله" وحلفائه من الطائفة الشيعية، ما دفعهم إلى الانسحاب من الجلسة، وفقًا لثلاثة مصادر سياسية تحدثت إلى "رويترز".
وفيما لم تصدر الحكومة اللبنانية أي تعليق رسمي على المقترح حتى لحظة إعداد هذا التقرير، كما لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب للتعليق، فإن مصادر مقربة من رئاسة الحكومة قالت إن النقاش لا يزال في مراحله الأولية، وإن "بيروت تدرس الأبعاد السياسية والأمنية للمبادرة الأمريكية بعناية".
حزب الله: صمت رسمي وغضب ضمنيحتى الآن، لم يصدر عن "حزب الله" أي موقف رسمي، لكن مصادر قريبة من الحزب قالت إن المقترح يمثل "إملاءً مرفوضًا" يتجاهل التوازنات الداخلية اللبنانية ويستهدف دور المقاومة في مواجهة إسرائيل. وأضافت أن الحزب يعتبر هذا الطرح امتدادًا لضغوط خارجية بدأت منذ نهاية حرب 2024، التي خلفت دمارًا واسعًا في الجنوب والبقاع.
خلفيات المشهد: ما بعد الحربيأتي هذا التطور بعد عام من الحرب الدامية بين إسرائيل وحزب الله، والتي اندلعت في يونيو 2024 واستمرت أكثر من شهرين، وأسفرت عن مئات القتلى وآلاف المهجرين، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية في جنوب لبنان.
منذ ذلك الحين، تصاعدت الضغوط الدولية، وخاصة من واشنطن وباريس، لنزع سلاح الحزب، معتبرة أن الوضع الأمني لا يمكن أن يستقر دون دمج قرار السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها.
ردود فعل مرتقبةيتوقع مراقبون أن تحدث المبادرة الأمريكية شرخًا داخليًا في الساحة السياسية اللبنانية، خاصة في ظل انقسام مواقف الكتل النيابية حول مستقبل سلاح "حزب الله" وسبل التعامل مع الضغوط الإقليمية.
كما ينتظر أن تثير الخطة رد فعل حاد من طهران ودمشق، حليفتي الحزب الإقليميتين، اللتين تعتبران أن المقاومة المسلحة ضد إسرائيل جزء لا يتجزأ من معادلة الردع في المنطقة.
بينما تحاول الولايات المتحدة تقديم نفسها كوسيط لإنهاء المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل و"حزب الله"، يبدو أن مقترح نزع السلاح قد يفتح جبهة سياسية جديدة داخل لبنان، تتداخل فيها الاعتبارات الوطنية مع الاستقطابات الإقليمية والدولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حزب الله نزع السلاح لبنان جنوب لبنان إسرائيل جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
لبنان: مصير سلاح حزب الله على طاولة الحكومة.. وقاسم يشترط
بدأت الحكومة اللبنانية، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، جلسة بالقصر الرئاسي في بعبدا، لحسم مصير سلاح "حزب الله" وحصره بيد الدولة، في ظل ضغوط تقودها واشنطن لتحديد جدول زمني لنزع سلاح حزب الله.
اقرأ ايضاًفي ضوء ذلك الاجتماع، علّق الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم بأن الحزب "لا يوافق على أي اتفاق جديد إلا إذا قامت إسرائيل بتنفيذ الاتفاق القديم"، ميدانيا حلّقت مسيّرات إسرائيلية فوق عدد من المناطق جنوب البلاد.
وبحسب الوكالة الوطنية "اللبنانية" للإعلام، فقد ترأس رئيس لبنان جوزيف عون اجتماعا للحكومة الذي سيبحث "بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصرا"، إضافة إلى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف" إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وخلال الأيام الماضية، تم تكثيف الاتصالات للتوصل إلى صيغة توافقية بين القوى السياسية كافة لكيفية مقاربة موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وقبيل اجتماع اليوم التقى عون رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام.
وفي ضوء الاجتماع، علّق الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم قائلاً إن "الحزب لا يوافق على أي اتفاق جديد وأن على إسرائيل تنفيذ الاتفاق القديم".
ونقلت وكالة الصحافة اللبنانية عن مصدر لبناني -دون الكشف عن هويته- مطلّع على مضمون المباحثات الجارية بشأن هذا الموضوع قوله "تضغط واشنطن على لبنان ليسلّم حزب الله سلاحه ضمن جدول زمني".
وبحسب المصدر اللبناني، فإن "حزب الله لن يقدم على تسليم سلاحه بلا مقابل، وهو ما يدركه الجانب الأميركي جيدا"، وفق تعبيره، ودون أن يذكر تفاصيل إضافية عن المقابل.
وفي سياق متصل، نقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله عما وصفها بـ"المصادر المطلعة" أن "الطلب الأميركي باختصار هو استسلام لبناني كامل أمام العدو الإسرائيلي، من دون أي ضمانات تلزمه بالتقيد" باتفاق وقف إطلاق النار، مما يوحي بإصرار الحزب على موقفه برفض تسليم سلاحه دون ضمانات أو مقابل.
هذا، ويتمسك حزب الله بانسحاب إسرائيل من 5 نقاط تقدمت إليها خلال الحرب الأخيرة العام الماضي، وأن توقف الضربات التي تنفذها رغم وقف إطلاق النار، وأن تعيد عددا من أسرى الحزب الذين اعتقلتهم خلال الحرب، وبدء عملية إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب، قبل أن يُناقش مصير السلاح.
اقرأ ايضاًوفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 266 قتيلا و563 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
المصدر: وكالات + الجزيرة
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن