لا تعرف الملل ..التحطيب لعبة فرعونية تزدهر فى أفراح وموالد الصعيد | صور
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
الملل لا يعرف لها طريقاً، فعشاقها وروادها لا يملون من البحث عن حلقات التحطيب التي تحتضنها موالد أولياء الله الصالحين أو المناسبات السعيدة والأفراح الشعبية التي يحرص منظموها إقامتها لعدة أيام متواصلة ويحرصون على دعوة رموز التحطيب وفرق المزمار التى تعد من ضروريات حلقات التحطيب، وتعد محافظة قنا من أبرز المحافظات التى تشتهر بتنظيم حلقات التحطيب على مدار العام.
"التحطيب" كما صورتها جدران المعابد المصرية، لعبة فرعونية عتيقة، تحولت على مر العصور إلى عادة شعبية صعيدية، خاصة في محافظات الجنوب، يمارسها لاعبوها في الأفراح والمناسبات السعيدة، إضافة إلى موالد أولياء الله الصالحين، دون كلل أو ملل منها، بل أن محترفوها يبحثون عن أماكن تنظيمها في المحافظات المجاورة لإمتاع أنفسهم بحركاتها وفنونها المختلفة واستعراض مهاراتهم أمام منافسيهم من اللاعبين.
عمائم بيضاء
البعض يطلق على" التحطيب" لعبة وآخرين يسمونها عادة شعبية، لكن يتفق الجميع على أنها لعبة للرجال فقط، فأغلب من يحترفونها تزين رؤوسهم عمائم بيضاء، ولا يشذ عن قاعدتهم إلا قليل من الشباب المحترفين لضربات العصا، والقادرين على إتقان آدابها وسط أعمامهم الكبار، الذين توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، فضلاً عن بعض الصغار المواظبين على حضور حلقات التحطيب مع آبائهم.
متعة مجانية
تعد لعبة التحطيب أو العصا، من أكثر المظاهر جذباً للكبار والصغار، في الأماكن التي تقام بها، سواء موالد أو أفراح، للاستمتاع بضربات العصا وأداء اللاعبين داخل حلقات التحطيب، كونها مشاهدة مجانية ممتعة لا تستدعى قطع تذاكر أو تحمل أعباء مالية، فضلاً عن روادها الذين يأتون خصيصاً للمشاركة في اللعب، ومتابعة أصدقائهم من اللاعبين، الذين يقطعون مئات الكيلومترات بحثاً عن هذه اللعبة التي تعود جذورها للفراعنة، وفقاً لما جسدته جدران بعض المعابد.
قال جمال محمد خليل، لاعب تحطيب، تكاد تكون لعبة التحطيب الوحيدة التي لم تدخلها السيدات، فهى لعبة تحتاج مهارات وخبرات خاصة لا يتقنها إلا الرجال، كما أنها تتم وسط حلقات يحيطها المشاهدين وأكثرهم رجال من كافة الجهات، وأحياناً يكون من بين المتفرجين سيدات، لكنها تظل الوحيدة التي لم تشارك بها السيدات حتى الآن، كما أن دخول حلقات التحطيب، لا يتم بشكل عشوائى، حتى لا يتسبب فى ضرر للاعب أو للآخرين، فضلاً عن تمتع لاعبوها بصفات وأخلاق حميدة وسعة صدر.
وأشار عمران حسن "لاعب تحطيب"، إلى أن لديه شغف كبير لمتابعة اللعبة ومشاهدة من يلعبونها فى المناسبات المختلفة، ومن كثرة تعلقه بها، بدأ يشارك فى حلقاتها ويسافر لأماكن بعيدة تنظم بها حلقات التحطيب، حتى تمكن من احترافها وهو بعمر ٢٠ عاماً، ومازال على ذلك حتى الآن لا يترك مناسبة إلا ويشارك فيها كلاعب أو مشاهد.
قواعد اللعبة
وأضاف حسن، بأن المشاركة فى حلقات التحطيب يكون وفق قواعد يجب تعلمها قبل مسك العصا ودخول حلقة تحقق له اللعبة المتعة المنشودة من وراء لعبها والمشاركة فيها، بدلاً من الخروج مصاباً جراء ضربة خاطئة، والتى تتخلص فى الحفاظ على النفس وإتقان مواجهة أى ضربات تواجه اللاعب من الخصم، فضلاً عن تعلم مواطن الضرب وأماكن توجيه الضربات، مع إجادة صد الضربات من الخصم.
فيما قال بحبح الحباظى، باحث فى التراث، تعد قنا من المحافظات التى مازالت تحافظ بقوة على هذه اللعبة العريقة، لذلك تناولت هذه اللعبة الفرعونية التى توارثها الأحفاد جيلاً بعد جيل فى أكثر من كتاب من أبرزها، التحطيب وأعلامه بقنا 1900 حتى 2019، سلسلة أعلام التحطيب في صعيد مصر فى محافظات" قنا، أسوان، سوهاج، الأقصر"، لما لها من أهمية كبيرة في الصعيد، ولكثرة روادها ومحبيها.
وأضاف الحباظى، لعبة التحطيب ليست مجرد حركات عشوائية يؤديها اللاعبين كما يعتقد البعض، لكنها حركات مدروسة لها قواعد وأصول، يجب أن يجيدها من يمسك العصا، قبل دخول حلقات التحطيب، كما أن لها آداب وأخلاقيات أهمها التحية بالعصا كبديل للمصافحة باليد، يجب أن يلتزم بها جميع اللاعبين، كما أن مخاطرها لابد أن يتحملها من يدخل حلقة اللعب، حتى وإن كانت فيها حياته، كما غيرها من الألعاب القتالية، وإن كانت هذه الأمور محدودة للغاية بل لا تكاد تذكر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا حلقات التحطيب التحطيب لعبة فرعونية حلقات التحطیب کما أن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: عندما تصبح الحرب لعبة يديرها الذكاء الاصطناعي
في تقييم معمّق للمشهد العسكري العالمي، يحذر مجلس تحرير صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم مقبل على مرحلة جديدة تتقاطع فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي والهندسة البيولوجية والروبوتات المتقدمة وأنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل لتعيد رسم حدود الأمن القومي.
ويفتتح المجلس مقاله بمشهد لافت من اجتماع عُقد في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ. فبعد انتهاء الغداء، شوهد أحد مرافقي شي وهو يرش جميع الأسطح التي لمسها الزعيم الصيني، حتى بقايا الحلوى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيلlist 2 of 2صحف عالمية: أكثر من 40 ألف فلسطيني بغزة يعانون من إصابات بالغةend of listواستنتج المسؤولون الأميركيون الذين شاهدوا ما حدث أن الغرض من ذلك كان إزالة أي أثر للحمض النووي للرئيس الصيني، في خطوة فهمها المسؤولون الأميركيون على أنها تعكس قناعة بكين بأن خصومها قد يحاولون جمع مادته الجينية وتطوير مرض يستهدفه شخصيا.
وقال أحد الحاضرين: "هذه هي الطريقة التي يفكرون بها، وهي أنه يمكن تصنيع مرض لا يصيب إلا شخصا واحدا".
تعميق الشك والخوف
بالنسبة للمسؤولين الأميركيين الذين حضروا ذلك اللقاء، كانت هذه اللحظة بمثابة "خاتمة رصينة" للقمة، حيث تسلّط الضوء على أنه حتى مع استمرار الدبلوماسية، فإن وتيرة التغيير التكنولوجي تعمق الشك والخوف بين الجانبين، وتعيد تشكيل الجغرافيا السياسية.
فمنذ عصور الحروب التي تطورت من العربات إلى القوس والنشّاب وصولا إلى القنبلة النووية، بقي التطور العسكري مرتبطا بالاكتشاف العلمي.
أسرع تقدم في التاريخ
يؤكد المقال أن البشرية تشهد حاليا ما قد يكون "أسرع تقدم في التسلح على الإطلاق". فالحرب الحديثة تتطور بسرعة تتجاوز المعدلات التقليدية.
ويشير الخبراء إلى العديد من التقنيات الناشئة المرعبة، فهناك الآن أسراب من الطائرات المسيّرة القادرة على العمل في تناغم لرصد الأهداف والقضاء عليها دون تدخل بشري، وأسلحة سيبرانية متقدمة تشلّ حركة القوات المسلحة وتُغلق شبكات الكهرباء وتدمر البُنى الحيوية لدولٍ بأكملها، وأسلحة بيولوجية يصممها الذكاء الاصطناعي لاستهداف أشخاص ذوي بصمة جينية محددة.
إعلانبعض هذه التقنيات لا يزال في طور النظرية، لكنّ كثيرا منها يقترب سريعا من الاستخدام العملي. فالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وعلم الأحياء التركيبي بدأت تعيد تعريف آليات الحرب نفسها.
وبينما تتفوق الولايات المتحدة في بعض المجالات، لا سيما في الذكاء الاصطناعي بفضل ريادة قطاعها الخاص، فإن الصين وروسيا تستثمران بكثافة في الجامعات والمختبرات والمنشآت العسكرية لدمج الاكتشافات الجديدة مباشرة في جيوشهما.
مسؤول سابق في البنتاغون أعرب عن اعتقاده أن السرعة التي تتطور بها الحروب ستتجاوز قريبا قدرة البشر على السيطرة عليها
دعوة إلى تحول جوهريولمواكبة سباق التسلح بين الدول في القرن الحالي، ينصح مجلس تحرير الصحيفة الحكومة الأميركية، أن تُظهر "إرادة سياسية وتنسيقا وطنيا بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات البحثية". وهذا-في رأيه- يستلزم تحولا جوهريا في نهج وزارة الحرب (البنتاغون)، وتوسيع مبادرات تمويل البحث العلمي، وإشراك القطاع الصناعي الخاص في المهمة.
ويقارن المجلس هذا الوضع بما حدث في الحرب العالمية الثانية، عندما سبقت العلوم الأميركية نظيرتها الألمانية في تطوير السلاح الذري، وفازت بالحرب بفضل التعاون بين المسؤولين الحكوميين الأميركيين والباحثين الأكاديميين والشركات الخاصة.
وتعتبر الحاجة إلى هذا التعاون ماسّة، خاصة في الذكاء الاصطناعي، نظرا لأن هذه التكنولوجيا ذات الآثار العميقة على الأمن القومي قد طوّرها القطاع الخاص في المقام الأول، وليس الحكومة.
والأهم من ذلك، يحث مجلس التحرير على أن يخضع هذا التعاون لإشراف صارم من الكونغرس والمحاكم لضمان أنه يخدم المصلحة العامة، وليس مصلحة أي شركة أو إدارة واحدة.
برنامج مافنويستعرض المقال أمثلة على التحول الجاري داخل الجيش الأميركي، حيث تقود وكالة الاستخبارات الجغرافيا المكانية الوطنية، جهود تطوير نظام الاستهداف العسكري بالذكاء الاصطناعي المعروف باسم برنامج "مافن".
ويُجمع هذا البرنامج كميات هائلة من البيانات من الأقمار الصناعية وطائرات التجسس بكفاءة ويحللها، ويحدد مواقع راجمات الصواريخ وتشكيلات الجنود والسفن، ويضع علامات على المواقع المحظور استهدافها مثل المستشفيات.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز، إن برنامج "مافن" ساعد في توجبه ضربات أميركية في العراق وسوريا واليمن، وفي عمليات أوكرانية ضد روسيا.
وقد دفع هذا النهج الذي يعتمد على البرمجيات في الحروب، البنتاغون إلى الاعتماد بشكل كبير على القطاع الخاص وفي طليعته شركات مثل "بالانتير" و "أندرويل".
منافسة شرسةفي الوقت ذاته، يحقق خصوم أميركا تقدما سريعا خاصا بهم. فقد نشرت الصين لقطات فيديو لما يبدو أنه اختبار لطائرة روبوتية مرافقة. كما تستخدم روسيا تكنولوجيا رخيصة وفعالة، مثل المسيرة الروسية " في تو يو" (V2U) التي استولت عليها القوات الأوكرانية، والتي يمكنها تعقّب الأهداف والانقضاض عليها دون أي توجيه بشري، رغم أنها مكوّنة من قطع تجارية بسيطة.
غير أن مجلس تحرير نيويورك تايمز يحذر من أن اعتماد الولايات المتحدة على أنظمة "فائقة التطور" يجعلها أكثر هشاشة أمام الهجمات السيبرانية والتشويش وتعطيل الأقمار الصناعية، وهي مجالات تركز عليها الصين بشدة.
ويستشهد المقال في هذا السياق بتصريح لروبرت وورك، نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، الذي قال فيه إن "كل نظام اتصالات لدينا تغطيه أجهزة تشويش صينية… ويسأل قائدهم: كيف أحطم الشبكة القتالية الأميركية؟".
التهديد الأخطرلكن التهديد الأخطر -بحسب المقال- يتمثل في تلاقي الذكاء الاصطناعي مع البيولوجيا. فقد حذرت شركتا "أوبن إيه آي" و "أنثروبيك" من أن الذكاء الاصطناعي قد يُمكّن أفرادا عاديين من تصميم مسببات أمراض فتاكة. وقد أظهر طلاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مدى سهولة ذلك عندما استخدموا روبوتات محادثة لإعداد وصفات لأربعة فيروسات وبائية خلال ساعة واحدة فقط.
إعلانودعا مجلس تحرير نيويورك تايمز واشنطن إلى قيادة الابتكار ووضع القيود بصياغة معاهدات للحد من انتشار الأسلحة الذاتية التشغيل، وتشديد الرقابة على المواد البيولوجية، وإعادة الاستثمار طويل الأمد في الجامعات، وفرض رقابة على تصدير الشرائح المتقدمة للذكاء الاصطناعي.
وقد أعرب مسؤول سابق في البنتاغون عن اعتقاده أن السرعة التي تتطور بها الحروب "ستتجاوز قريبا قدرة البشر على السيطرة عليها". ولمنع ذلك، تنصح الصحيفة أميركا بأن تربح سباق الأسلحة الذاتية وفي الوقت نفسه تقود العالم نحو السيطرة عليها.