حاخام يهودي: ندمت لتأخري في وصف ما يجري في غزة بالإبادة
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
يواجه مايكل زوسمان، الحاخام الذي يوصف بالصهيوني التقدمي، عزلة ونبذا من مجتمعه اليهودي بعدما وصف ما تفعله إسرائيل في غزّة بالإبادة الجماعية، حيث تحول من مناضل محبوب اشتهر بوقوفه ضد عقوبة الإعدام إلى منبوذ يُتّهم بالخيانة لمجرد دفاعه عن الضحايا الفلسطينيين.
وقال زوسمان، في مقاله الذي نشره موقع كاونتر بانش الأميركي، إنه بدأ باستخدام كلمة "إبادة جماعية" علنا في يوليو/تموز 2025 لوصف أفعال الحكومة الإسرائيلية في غزة.
وكشف أن كثيرا من زملائه وأصدقائه ممن أشادوا به عقب منحه جائزة "بطل حقوق الإنسان الحاخامي" لجهوده في تعبئة المجتمع اليهودي ضد عقوبة الإعدام، شيطنوه بدعوى تكراره اتهامات معادية للسامية، بينما وصفه آخرون بالمجنون أو المريض النفسي.
وأشار الكاتب إلى أنه تعرّض لسنوات لهجمات لفظية شنيعة من مؤيدي عقوبة الإعدام، لكن شيئا لم يهيئه لهذا الكمّ من الكراهية والسخرية التي انهالت عليه من مختلف الأوساط اليهودية خلال الشهر الماضي.
وأضاف أنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه في كثير من التجمعات التي كانت ترحب به كرجل ديني يهودي مرخّص له، وأصبح أصدقاؤه وزملاؤه يعاملونه كشخص منبوذ اجتماعيا.
وبحسب الكاتب، فقد يتساءل الناس عن سبب تعريض نفسه لهذا الوضع، ويجيب بأنه يفعل ذلك أولا، من أجل أطفال غزة الذين ما زالوا تحت القصف والجوع، وأيضا من أجل أطفاله، الذين يرى في وجوههم صور الأطفال تحت الأنقاض في غزة.
وأضاف أن الأطفال سيتساءلون عن موقف أسلافهم بينما كانت الإبادة الجماعية تجري أمام أعينهم، وسيتذكرون شخصيات مثل عضو الكنيست عوفر كاسيف الذي طُرد هذا الأسبوع من الكنيست لوصفه حملة الحكومة في غزة بأنها إبادة جماعية، أو الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان الذي استخدم المصطلح نفسه.
مايكل زوسمان حزين للطريقة التي ستنظر بها الأجيال القادمة إلى أولئك الذين لم يستطيعوا أو لم يرغبوا في رؤية حقيقة الإبادة الجماعية
وأوضح الكاتب أنه يختلف مع الرأي القائل بأن المصطلحات لا تهم عند التعامل مع الفظائع التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، ويشدد على أن الكلمات مهمة، حيث يمكنها أن تشعل الحروب أو تصنع السلام، كما يمكنها أن تحرض على القتل أو تنقذ الأرواح.
إعلانوذكر أنه مع تصاعد رد الحكومة الإسرائيلية العسكري بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، اختار كلماته بعناية، حيث بدأ بالحديث عن "الانتقام"، ثم "التطهير العرقي"، والآن يستخدم عن قصد كلمة "إبادة جماعية".
وأكد مايكل زوسمان أنه حزين للطريقة التي ستنظر بها الأجيال القادمة إلى أولئك الذين لم يستطيعوا أو لم يرغبوا في رؤية حقيقة الإبادة الجماعية.
كما أعرب عن ندمه العميق على تأخره كثيرا في استخدام هذه الكلمة، آملا أن يغفر له أحفاده تأخر إدراكه لانتهاكات حقوق الإنسان الواضحة في غزة، وأن تكون رحلته درسا لهم للتحلي بالشجاعة للالتزام بالقيم رغم الانتقاد اللاذع.
ويعرف مايكل زوسمان نفسه بأنه ممارس معتمد للرعاية الروحية لدى الجمعية الكندية للرعاية الروحية، وقد حصل على صفته من المعهد اللاهوتي اليهودي الأميركي عام 2008.
وهو عضو في اللجنة الاستشارية في منظمة "مناهضة عقوبة الإعدام"، ومؤسس مشارك لمنظمة "يهود ضد عقوبة الإعدام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات عقوبة الإعدام فی غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا قال الذين صوروا غزة المنكوبة من داخل طائرات المساعدات؟
نقلت مجلة "سي جي آر" الصحفية الأميركية رسائل صحفيين أجانب قاموا بتصوير قطاع غزة المنكوب من داخل الطائرات التي تلقي مساعدات جوية على السكان المجوّعين، متجاوزين الحظر الإسرائيلي تصوير مشاهد الدمار خلال رحلات الإنزال الجوي.
وهددت إسرائيل بوقف عمليات إسقاط المساعدات من الجو في حال نُشرت فيديوهات أو صور توثق حجم الكارثة في القطاع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"غزة فاضحة العالم".. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشونlist 2 of 2إقالة مدير إذاعة صوت أميركا بعد رفضه تولي منصب أدنىend of listبدون صور.. لا توجد ذاكرةونقلت المجلة التابعة لكلية الصحافة في جامعة كولومبيا عن المصور المستقل دييغو إبارا سانشيز، الذي يعمل لحساب صحيفة نيويورك تايمز، ظروف التقاطه للصور التي كانت من بين عدد قليل من الصور التي التقطت من ارتفاع 15 ألف قدم وكشفت عن آثار عامين من القصف، ولقيت انتشارا واسعا خلال الأسبوع الفائت.
حيث لم يكن أمام إبارا سوى دقيقة واحدة تقريبا لالتقاط صور للمناظر المحاصرة أسفل منه، أثناء وجوده على متن طائرة عسكرية أردنية كانت تلقي مساعدات جوية على غزة نهاية الشهر الماضي.
ويقول إبارا، وهو مصور إسباني، وأظهرت صوره تحول أحياء بأكملها إلى أنقاض، "أحاول تصوير عواقب الحرب.. بدون صور، لا توجد ذاكرة".
وتقول إيما مورفي، المحررة الدولية لقناة "آي تي في نيوز" البريطانية، والتي سافرت على متن إحدى طائرات الإغاثة، ”كان المشهد جحيما، بدا الأمر وكأنه من عالم آخر.. ومع ذلك، لم يكن من عالم آخر، فقد كان على بعد رحلة قصيرة جدا من الأمان".
تجاوزنا الحظر الإسرائيلي دعما لزملائنا في غزةوكانت مورفي قد سجلت لقطات لواقع القطاع الكارثي باستخدام هاتفها الآيفون، وعلقت على عدم التزامها بحظر إسرائيل نشر الصور بالقول "شعرنا أن طلب الإسرائيليين بعدم تصوير الأضرار في الأسفل كان طلبا مريبا للغاية، وشعرنا أن هناك التزاما مطلقا علينا بإظهار ما تبدو عليه غزة".
وأضافت مورفي "أظن أن إسرائيل لا تريد أن ترى وسائل الإعلام العالمية ما يحدث هناك لأنها تعلم أن ذلك سيثير تساؤلات جدية للغاية"، وزادت: "لقد صورنا ذلك من أعلى، وأعتقد أن هذا مهم لدعم زملائنا في غزة والعمل الذي يقومون به".
إعلانونقلت المجلة الأميركية عن أحد الصحفيين المشاركين بتوثيق المساعدات الجوية قوله إن الإسرائيليين يهتمون بالتركيز فقط على الطبيعة الإنسانية للمساعدات، وليس على المكان الذي يتم إسقاط المساعدات فيه.
كارثة علاقات عامة لإسرائيلوقال جيريمي بوين، محرر الشؤون الدولية في "بي بي سي" في تقريره من طائرة المساعدات، إنه تمكن من النظر من النوافذ ولكن لم يتمكن من التصوير.
ووصف المشاهد: "أستطيع أن أقول لكم إن المجتمعات في شمال غزة أصبحت أرضا مستوية، لم يتبق منها شيء"، وفي تصريح خاص للمجلة الأميركية، قال بوين "أعتقد أن الأمر كان كارثة علاقات عامة بالنسبة للإسرائيليين".
ولم يرد المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي على أسئلة الصحفيين حول هذه القيود الواضحة على وسائل الإعلام.
تاريخيا.. الصور أكثر تأثيراوتقول ماري أنجيلا بوك، الأستاذة في جامعة تكساس، والباحثة في مجال التصوير الصحفي، إن هناك تاريخا طويلا من الصور التي تخترق الوعي العام، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالصراعات والكوارث الدولية، مضيفة: "نميل إلى استيعاب المعلومات المرئية بسرعة أكبر، ونستجيب للصور بشكل أكثر عاطفية".
واستشهدت بوك بالصورة الشهيرة لـ"فتاة النابالم" من حرب فيتنام، وصورة إيلان الكردي، الطفل السوري ذي الثلاثة أعوام، والذي دفع البحر جثمانه إلى شاطئ بتركيا بعد أن توفي أثناء محاولته الهجرة إلى اليونان عام 2015.
ووفقا لكارين كابلان، الأستاذة الفخرية في جامعة كاليفورنيا، يمكن أن يكون للصور الجوية لمناطق الحرب تأثير ملحوظ على الجمهور، مشيرة إلى أنه وخلال الحرب العالمية الثانية، ساهمت الصور الجوية للدمار الذي لحق بلندن جراء الحملة الجوية الألمانية، في زيادة استعداد الأميركيين للانخراط في الصراع، على حد قولها.
وفي وقت لاحق -تتابع كابلان- ساعدت الصور التي تظهر تأثير القنابل الذرية في اليابان على إثارة الحركة المناهضة للأسلحة النووية.
وتقول كابلان إن الصور الأخيرة لغزة تذكرها بالصور من الحرب العالمية الأولى التي تظهر الأرض المدمرة في أوروبا.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وطوال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يُسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول المنطقة لتوثيق الأحداث وآثار الحرب، في حين سُمح لعدد محدود من الصحفيين بالانضمام إلى وحدات عسكرية إسرائيلية، مع قيود صارمة على ما يمكنهم رؤيته وعرضه.
وحتى اليوم، استشهد 232 صحفيا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، مما يجعلها أكثر الحروب دموية في تاريخ الصحافة.