عين ليبيا:
2025-10-12@11:43:03 GMT

الوطن مختبر للسموم!

تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT

نحن لا نكتب اليوم عن أزمة دقيق، ولا عن شحنة أرز مسوس وصلت من الهند، ولا حتى عن سمك “بلا رأس” في ثلاجات الموانئ، بل نكتب عن كارثة صحية صامتة، يتحدث عنها الأطباء خارج الحدود، بينما داخلها… الجميع يبيع ويشتري: أدوية، مبيدات، أكل، وحتى حياة الناس.

طبيب تونسي ــ وليس ليبيًا طبعًا، لأن أطباءنا أغلبهم يداوم من المقهى ــ قالها بصراحة على إذاعة تونسية: “المرضى القادمون من ليبيا يعانون أمراضًا غريبة، غير معتادة، بعضها مزمن وبعضها خطير، ولا نعرف مصدره”.

غريبة؟

غير معتادة؟

سرطانات بالجملة؟

فشل كلوي بالجملة؟

أمراض معدية ومعوية وتنفسية لا تُفهم؟

أين؟ من أين؟ وكيف؟

الإجابة لا تحتاج إلى دكتوراة في الصحة العامة، ولا إلى لجان أزمات تعقد اجتماعات طارئة في فنادق ذات خمس نجوم: نحن بلد أصبح فيه الماء مشبوه، الدواء مشكوك فيه، الغذاء مشكوك فيه، وحتى الهواء إن استطعت أن تتنفسه دون رائحة زبالة فهو معجزة.

نحن نأكل الموت بالتقسيط

مبيدات زراعية مجهولة المصدر، تُرشّ على الطماطم وكأننا في حرب بيولوجية.

أدوية بشرية تُستورد من تركيا والهند وباكستان، تمرّ عبر المعبر مثلها مثل شحنة دجاج مثلج، ولا أحد يراقب.

أعلاف للحيوانات تُباع بالكيلو، مجهولة التركيب، نتيجتها أن البقرة تسمن في أسبوع، والإنسان يُدفن بعد شهر.

ماء تُعبّئه شركات بلا ترخيص، وتبيعه في السوق على أنه “مياه معدنية”، بينما هو صالح فقط لري شجرة صبار.

نحن في دولة لا تموت فيها فقط من رصاصة، بل من كأس شاي، أو وجبة عشاء، أو دواء اشترته أمك من صيدلية “ع الواجهة”.

الكارثة؟ الجميع يعرف… لكن الصمت سيّد الموقف

الصحة؟

وزارة تحولت إلى “بريد سريع” لتبادل التهم.

الرقابة؟

مركز أصبح يتفرج على السوق السوداء وهي تحتفل بنجاحها.

البيئة؟

تحتاج أولًا إلى نظافة أخلاقية قبل نظافة أرضية.

الجمارك؟

يفتشون عن “الخمور” في الحقائب، ولا يفتشون عن السموم في الشاحنات.

ماذا نريد؟

نريد لجنة وطنية؟ نعم.

نريد شراكة مع منظمة الصحة العالمية؟ نعم.

نريد طوارئ، ونريد تقارير، ونريد مساءلة.

لكن قبل كل هذا، نريد شيئًا بسيطًا جدًا: أن يعامل المواطن الليبي كإنسان… لا كـ”فأر تجارب”.

أيها الليبي… إذا مرضت، لا تذهب إلى الطبيب

اسأل أولًا:

هل شربت ماءً اليوم؟

هل أكلت طعامًا من السوق؟

هل اشتريت دواءً مستوردًا؟

هل تنفست هواء مدينة مزروعة بمكب نفايات؟

إن أجبت بـ”نعم”… فربما المرض ليس خطأ جسدك، بل خطأ دولة قررت أن تجعل من جسدك “ساحة حرب كيميائية”.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

العاهل المغربي: يجب تغليب مصلحة الوطن والمواطنين

قال العاهل المغربي الملك محمد السادس، إنه يجب تغليب مصلحة الوطن والمواطنين ونؤكد أهمية إعطاء أهمية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة.


وبحسب ما نشرته فضائية القاهرة الإخبارية، أكد العاهل المغربي، ضرورة وجود تنمية متسارعة تخلق الثروة وفرص العمل.


وأضاف العاهل المغربي، أن مستوى التنمية المحلية هو المرآة لمقياس تقدمنا.

 وندعو لتطبيق العدالة الاجتماعية باعتبار ذلك توجها إستراتيجيا يحكم كل الاتجاهات التنموية.


وشدد العاهل المغربي، يجب تعزيز تحسين الخدمات للمواطنين وعلى البرلمان العمل بجدية دفاعًا عن قضايا المواطنين.

مقالات مشابهة

  • بكين ترد على تهديدات ترامب: لا نريد حرباً تجارية لكننا لا نخافها
  • كايو كانيدو: نريد الذهاب إلى كأس العالم
  • الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها
  • علي حسن خليل: لا سلام للبنان بدون سلام جنوبه
  • العاهل المغربي: يجب تغليب مصلحة الوطن والمواطنين
  • الشيباني من لبنان: نريد تجاوز عقبات الماضي
  • استعراض التجربة المصرية في الحماية الاجتماعية بورش مختبر الابتكار الإبداعي
  • غوتيريش: نريد مسارًا للسلام مبنيًا على "حل الدولتين"
  • نيروبي.. من عاصمة السافانا إلى مختبر المستقبل الرقمي
  • أكاديمية السلطان قابوس البحرية تفتتح مختبر الواقع الافتراضي