فضل سقيا الماء في الحر الشديد.. الإفتاء تعدد ثوابها ومكانة فاعلها عند الله
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن من أعظم أبواب البر، وأجمل صور الرحمة، وأفضل الصدقات في أيام الحر الشديد، أن يُسقى العطاش من البشر والدواب، ويُروى ظمؤهم بالماء البارد النقي.
وأكدت أن وضع إناء في الظل أمام البيت مليئًا بالماء لحيوانات الشارع والطيور، أو توزيع الماء على المارة، هو من العمل الصالح الذي يحبه الله، ويضاعف أجره.
دار الإفتاء استشهدت بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي في قصة الرجل الذي اشتد به العطش، فنزل بئرًا فشرب، ثم وجد كلبًا يلهث من العطش، فنزل مرة أخرى فملأ خفه ماءً وسقاه، فشكر الله له فغفر له.
وعندما سأل الصحابة: "يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرًا؟" قال :"في كل كبد رطبة أجر".
هذا المبدأ النبوي يتجاوز حدود التعامل مع الإنسان، ليشمل الرحمة بجميع المخلوقات، حتى تلك التي لا تملك إلا أن تلهث بحثًا عن قطرة ماء.
وفي نصوص السنة، تتكرر الإشارة إلى أن سقي الماء من أحب الأعمال إلى الله، وأنه من أعظم أبواب الصدقة الجارية التي لا ينقطع ثوابها، سواء كانت عن النفس أو عن الوالدين أو عن من تحب.
النصوص القرآنية تُذكّر بأن الجنة فيها أنهار من ماء غير آسن، وأن أهل النار يُحرمون الماء فيكون ذلك من أشد عذابهم، مما يبرز قيمة هذا النعمة في الدنيا، وفضيلة بذلها لغيرك. بل ورد أن الله يسقي في الجنة من الرحيق المختوم من سقى مسلمًا على ظمأ.
التجارب المروية عن السلف تشير إلى أن حفر بئر أو توفير ماء نقي في مكان يحتاجه الناس قد يكون سببًا في رفع البلاء والشفاء من الأمراض بإذن الله، كما حدث مع ابن المبارك الذي نصح رجلًا مريضًا بحفر بئر، فكان ذلك سبب شفائه.
وسائل سقيا الماء كثيرة: من حفر الآبار، وتركيب مضخات، ووضع برادات في المساجد والأسواق، وتوزيع الماء على المسافرين والعمال، وحتى سقي الطيور والبهائم في الطرقات.
وفي كل ذلك يتحقق المعنى العظيم: “فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر”، ليظل سقي الماء علامة على إنسانية صاحبه ورحمته، وبابًا واسعًا للأجر والبركة.
سقيا الماء
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه إذا سقى الرجل زوجته من الماء فله ثواب، ويعد صدقة.
واستشهد «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بما ورد في مسند الإمام أحمد، عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر»، قال: فأتيتها، فسقيتها، وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجدير بالذكر أنه وردت أحاديث تؤكد أن أفضل صدقة للرجل لقمة يضعها في فم زوجته أو مال ينفقه على أولاده، وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة».
وروى الإمام مسلم في صحيحه أيضا روى حديثا عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله».
فضل سقى الماء
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سقي الماء من أفضل الصدقات، التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
واستشهد «جمعة» عبر صفحته على «الفيس بوك»، بما ورد في سنن ابن ماجه، عن سعد بن عبادة قال: قلت: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟، قال - صلى الله عليه وسلم-: «سقي الماء».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سقي الماء الحر الشديد الصدقة الجارية الرحمة بالحيوان صلى الله علیه وسلم الصدقة الجاریة رسول الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز إطعام الطعام ونحر الماعز والخراف في المولد النبوي .. الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية عبر موقعها الإلكتروني، أن ما يقوم به بعض المسلمين عند دخول شهر ربيع الأول من نحر الماعز والخراف، وإقامة الولائم، وإطعام الطعام، تعبيرًا عن الفرح بذكرى مولد النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، أمرٌ مشروع شرعًا، بل هو من قبيل الطاعات التي تدل على محبة النبي وتعظيمه، وهذه المحبة ركن أصيل من أركان الإيمان.
وأوضحت الدار أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو مظهر من مظاهر التعظيم والاحتفاء بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أمر مقطوع بمشروعيته لما فيه من إظهار الفرح بمن أرسله الله رحمة للعالمين.
وجاء في نص الفتوى ما نقله الحافظ السخاوي في كتابه الأجوبة المرضية (1/1116، ط. دار الراية): ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وآله وسلم، ويشرّفونه ويكرمونه، ويقيمون الولائم البديعة المشتملة على مظاهر البهجة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في أعمال الخير، ويقرؤون المولد الشريف، وتظهر عليهم من بركاته كل فضيلة، وقد ثبت ذلك بالتجربة.
وأضافت دار الإفتاء أن العلماء نصوا على أن الصدقة في هذه المناسبة من العبادات المحبوبة، مستشهدة بما قاله الإمام الحافظ أبو شامة المقدسي في كتابه *الباعث على إنكار البدع والحوادث* (1/23، ط. دار الهدى): البدع الحسنة متفق على جواز فعلها واستحبابها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، ومن أحسن ما استحدث في زماننا من هذا الباب: ما كان يُفعل بمدينة إربل كل عام في اليوم الموافق لمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من الصدقات وأعمال المعروف، وإظهار الزينة والفرح، فإن ذلك – مع ما فيه من الإحسان للفقراء – يدل على محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ويجسد الشكر لله تعالى على بعثه رحمة للعالمين.
وبذلك، شددت الفتوى على أن مثل هذه الأعمال ليست بدعًا مذمومة، وإنما تدخل في إطار البدعة الحسنة التي أقرها العلماء، وأن إظهار السرور في ذكرى المولد النبوي عبر إطعام الطعام، والولائم، والصدقات، هو سلوك محمود يجمع بين محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفعل الخير للمحتاجين.