وزارة الداخلية السورية تتخذ أول إجراء بحق الفاعلين في الفيديو المسرب من مشفى السويداء
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
أعلنت وزارة الداخلية السورية متابعتها للفيديو المؤلم المنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، والذي يُزعم أنه صور داخل المشفى الوطني في محافظة السويداء، وأعربت عن إدانتها واستنكارها الشديد لهذا الفعل الشنيع.
وأكدت الوزارة أنها ستقوم بمحاسبة جميع الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بغض النظر عن انتماءاتهم.
كما كُلف اللواء عبد القادر الطحان، المعاون للشؤون الأمنية، وبتوجيه من وزير الداخلية، بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق لضمان توقيف الجناة بأسرع وقت ممكن.
ويأتي هذا في أعقاب انتشار مشاهد صادمة تُظهر عملية إعدام ميداني رمياً بالرصاص لأحد أفراد طاقم مستشفى السويداء الوطني، ما أثار غضباً واسعاً في سوريا.
وتظهر اللقطات أفراد الطاقم الطبي جاثين على الأرض أمام عدد من المسلحين يرتدون زيّاً عسكرياً، بينهم من يظهر بزي قوات الأمن الداخلي، ووقع عراك بين أحد أفراد الطاقم الطبي وأحد المسلحين، تبعه إطلاق نار من قبل مسلحين آخرين أدى إلى مقتل الشاب، حيث جُرّت جثته خارج الممر، مع وجود آثار دماء على أرض المستشفى.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الأمن العام السويداء سوريا حرة سوريا وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
محمد المفتي الجزايرلي بك.. قصة الالتزام والوفاء الوطني
محمد المفتي الجزايرلي بك كان واحد من الشخصيات اللي تركت بصمة واضحة في تاريخ وزارة الأوقاف المصرية، واللي اسمها دايما مرتبط بفكرة الاستقرار والحفاظ على حيادية المساجد.
فترات ولايته المتقطعة من 1949 إلى 1952 كانت بمثابة تجربة حقيقية في إظهار كيف يقدر الإنسان المخلص لوطنه يحافظ على مؤسسات دينية بعيدة عن الصراعات الحزبية والمناكفات السياسية، وده مش كلام نظري، ده واقع ثبتته منشوراته وتعليماته الرسمية اللي وضعت المساجد في مكانها الطبيعي، كبيت للهداية والإيمان، مش ساحة للصراع السياسي.
اللي يلفت النظر في شخصية الجزايرلي بك إنه كان بيقدر قيمة المسجد في حياة المصريين اليومية، وكان شايف إن أي محاولة لاستغلاله سياسيا هي خيانة لرسالة المسجد الحقيقية.
في نوفمبر 1949، أصدر المنشور العام رقم 49، واللي أكد فيه على منع استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية، وده موقف مش بسيط، خصوصا في الوقت اللي كانت فيه البلاد مليانة اضطرابات سياسية وحركات حزبية كتيرة، المبادرة دي كانت علامة على حرصه على أن تبقى المساجد ملجأ للعبادة فقط، ومكانا يوحد الناس بدل ما يفرقهم.
المفتي الجزايرلي بك ما كانش مجرد وزير عادي، لكنه كان رمزا للوعي الديني المسئول، واللي بيقدر يمزج بين العمل الإداري والحرص على القيم الروحية.
فترات ولايته المتعددة على مدار ثلاث حكومات مختلفة بتدل على الثقة الكبيرة اللي كانت موجودة فيه، وفي قدرته على إدارة وزارة الأوقاف بطريقة توازن بين السياسة والدين، من غير ما يسمح لأي طرف إنو يستغل المؤسسات الدينية لمصالحه الخاصة.
الفترة الأولى من ولايته كانت مع وزارة حسين سري باشا في أواخر 1949 وبداية 1950، وبعدها عاد مرة تانية في مارس 1952 مع وزارة أحمد نجيب الهلالي باشا، وأخيرا لفترة قصيرة في يوليو 1952، وكانت كل فترة من فترات ولايته شاهدة على حرصه على مبدأ حيادية المساجد وتأكيده على أن الدين فوق كل الصراعات السياسية.
أكثر حاجة كانت تميز عمله هي البساطة الواضحة في قراراته، رغم أهميتها الكبيرة، القرارات اللي كان بيصدرها مش مجرد أوراق رسمية، لكنها كانت رسائل قوية لكل من يحاول استغلال الدين لمصالحه الشخصية، وكأن الجزايرلي بك بيقول بصوت عالي: "المسجد بيت الله، ومكانش لأي حد الحق يستغله لمصالحه".
الرسائل دي، رغم بساطتها الظاهرية، كانت بمثابة حماية للمجتمع المصري من أي تأثير سلبي للصراعات السياسية على الدين، وكان فيها دفء وصدق حقيقي يعكس حب الجزايرلي بك لوطنه وللشعب المصري.
اللي يجذب الانتباه كمان في شخصيته هو أنه كان بيشتغل بإيمان راسخ بضرورة أن يكون لكل مؤسسة دينية قيمتها الخاصة، ومش شرط إنها تتأثر بالسياسة ولا تتحول لمكان للنزاعات.
وده درس مهم جدا لأي وزير أو مسؤول في أي وقت، لأنه بيأكد على إن الالتزام بالمبادئ والوعي العميق بالدين ممكن يحمي المجتمع كله من الانزلاق في صراعات ضارة.
الجزايرلي بك كان نموذج للمسؤول اللي يعرف قيمة دوره ويعرف حدود سلطته، وفي نفس الوقت مش بيقبل إن أي طرف يعبث بالدين أو يستخدمه كأداة ضغط أو نفوذ.
وفي النهاية، محمد المفتي الجزايرلي بك مش بس كان وزير أوقاف، لكنه كان شخصية وطنية بمعنى الكلمة، قدم نموذج للعمل المخلص اللي بيوازن بين السياسة والدين، بين السلطة والمسؤولية، وده اللي خلاه يترك أثر دائم في تاريخ مصر الحديث.
فترات ولايته المتقطعة، وإن كانت قصيرة، لكنها كانت مليانة بالوعي والحكمة والوفاء للقيم اللي بيؤمن بيها الشعب المصري، وكلنا لما نفكر في أهمية المساجد ودورها، لازم نفتكر جهود شخصيات زي الجزايرلي بك اللي ضحوا واشتغلوا بضمير علشان يحافظوا على رسالة المسجد، ويحموها من أي تأثيرات خارجية، ويخلوها دايما بيتا للهداية والنور، مش للصراعات الحزبية والسياسية.