الحاجز المرجاني العظيم يسجل أكبر خسارة منذ عقود
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
شهد الحاجز المرجاني العظيم شمال شرق ساحل كوينزلاند بأستراليا العام الماضي أكبر خسارة سنوية للشعاب المرجانية الحية في معظم مساحته خلال 4 عقود، وهو ما يشير إلى خطورة الاحتباس الحراري وزيادة حرارة المحيطات وحموضتها.
وذكر مسح سنوي للمرجان أجراه المعهد الأسترالي للعلوم البحرية أن إجمالي كمية المرجان لم يتغير بشكل كبير بسبب نمو الغطاء المرجاني الجديد، لكن حجم المرجان المفقود غير مسبوق ومثير للقلق، ما يؤكد مستوى جديدا من التقلبات في الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وقال مايك إمسلي، الذي يرأس برنامج المراقبة طويل الأمد في وكالة أبحاث البيئة البحرية الاستوائية، إن "هذه تأثيرات كبيرة ودليل على أن التكرار المتزايد لابيضاض المرجان بدأ بالفعل في إحداث تأثيرات ضارة على الحاجز المرجاني العظيم".
وتقسم الوكالة الحاجز المرجاني العظيم، الذي يمتد لمسافة 1500 كيلومتر على طول ساحل ولاية كوينزلاند، إلى 3 مناطق متشابهة الحجم: الشمالية والوسطى والجنوبية.
وذكر التقرير أن الغطاء المرجاني الحي، الذي يعد الأكبر في العالم، ويضم أكثر من 350 نوعا من المرجان، انكمش بنحو الثلث في الجنوب خلال عام، وبنحو الربع في الشمال، وبنحو 14% في المنطقة الوسطى.
وبسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية القياسية في عامي 2023 و2024، لا يزال العالم يشهد أكبر حدث ابيضاض مرجاني جماعي على الإطلاق والرابع خلال العقد الأخير.
وتؤثر الضغوط الحرارية على ما يقرب من 84% من مساحة الشعاب المرجانية في العالم، بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم، وفقا لتقرير مراقبة الشعاب المرجانية الصادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية، وتأثرت بذلك المناطق البحرية لـ83 دولة على الأقل.
وبدأت ظاهرة الابيضاض في يناير/كانون الثاني 2023، وتم إعلانه أزمة عالمية في أبريل/نيسان 2024. وتجاوزت هذه الظاهرة أكبر حدث ابيضاض مرجاني عالمي سابق، من عام 2014 إلى عام 2017، عندما عانت 68.2% من الشعاب المرجانية من الظاهرة بسبب الإجهاد الحراري.
إعلانوفي شهر مارس/آذار، بدأت أستراليا عمليات مسح جوي لـ281 من الشعاب المرجانية عبر مضيق توريس والحاجز المرجاني العظيم بأكمله في الشمال، ووجدت ابيضاضا واسع النطاق للشعاب المرجانية. ومن بين 281 من الشعاب المرجانية، كان 78 منها مبيضا بنسبة تزيد على 30%.
ويواجه المرجان صعوبة في النمو وفي بعض الأحيان حتى في البقاء على قيد الحياة في الماء الساخن لفترة طويلة، فبمجرد تجاوز عتبات معينة من الأسابيع ودرجات الحرارة المرتفعة، يتحول لون المرجان إلى الأبيض، لأنه يطرد الطحالب التي تعيش في الأنسجة وتعطي المرجان ألوانه.
ولا تعد الشعاب المرجانية المبيضة ميتة، لكنها تكون أضعف وأكثر عرضة للأمراض. وقد تتعافى الشعاب المرجانية إلى حد ما من آثار ابيضاضها العالمي الشامل، لكنها غالبًا لا تعود بنفس قوتها السابقة.
وتعتبر الشعاب المرجانية "نظاما فريدا ومهددا" بسبب زيادة حرارة وحموضة المحيطات، وهي معرضة بشكل خاص للاحتباس الحراري الذي يتجاوز 1.5 درجة مئوية منذ العصور ما قبل الصناعية، وفقا لما أعلنته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة في عام 2018.
ويطلق على الشعاب المرجانية مصطلح "غابات البحر المطيرة"، نظرا لدورها الأساسي في النظام البيئي، فهي توفر موائل لآلاف الأنواع البحرية، وتمتص ثاني أكسيد الكربون الزائد في المياه، كما تشكل حواجز طبيعية تحمي السواحل القريبة من الأمواج وتآكل السواحل، وتوفر موارد رزق لعشرات الملايين.
وحسب تقرير للأمم المتحدة فإن 70% من الشعاب المرجانية في العالم معرضة للتهديد بشكل ما، حيث إن 20% قد تم تدميرها بالفعل دون أمل في نموها من جديد، و24% معرضة لخطر الانهيار الوشيك، و26% إضافية معرضة لخطر التهديدات على المدى الأبعد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تغي ر المناخ الحاجز المرجانی العظیم من الشعاب المرجانیة
إقرأ أيضاً:
عاجل: 25 ألف ريال غرامة صيد سمكة نابليون.. تعرّف على عملاقة الشعاب المهددة بالانقراض
حذر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بشأن المخاطر الوجودية التي تواجه سمكة ”نابليون“، المعروفة محليًا باسم ”الطرباني“، مؤكدًا أنها مصنفة ضمن الكائنات البحرية المهددة بالانقراض والمدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
وشدد المركز على أن صيد هذه السمكة يُعد محظورًا تمامًا بموجب الأنظمة البيئية في المملكة، وأن المخالفين يعرضون أنفسهم لغرامة مالية كبيرة تصل إلى خمسة وعشرين ألف ريال.
أخبار متعلقة ظاهرة فلكية نادرة.. سماء المملكة والعالم القديم بلا بدر هذا الشهرتربية القطط والكلاب.. تكاليف مرتفعة وتحذيرات طبية من المبالغةوأوضح المركز أن هذه السمكة، التي تنتمي لعائلة ”اللبراداي“ وتُعد من أضخم أسماك الشعاب المرجانية بطول قد يتجاوز المترين، تواجه خطرًا متزايدًا بسبب خصائصها البيولوجية الفريدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 25 ألف ريال غرامة صيد سمكة نابليون.. تعرّف على عملاقة الشعاب المهددة بالانقراضكائن فريدوبين أن إلى مرحلة النضج الجنسي يستغرق خمس سنوات على الأقل، وهو ما يجعل معدل تكاثرها بطيئًا جدًا ويجعلها أكثر حساسية تجاه الصيد الجائر مقارنة بالكائنات البحرية الأخرى التي تتكاثر في عمر مبكر.
وتتميز سمكة نابليون ببروز لافت في مقدمة رأسها يزداد حجمًا مع تقدمها في العمر، بالإضافة إلى قدرتها على تغيير لونها وجنسها خلال دورة حياتها، ما يجعلها كائنًا فريدًا ومؤشرًا حيويًا على صحة النظم البيئية البحرية.
وأشار المركز إلى أن القدرة الإنجابية المحدودة للإناث، والتي ترتبط بوجود الذكور، تعني أن أي نقص في أعدادها يشكل تهديدًا مباشرًا لتوازن الشعاب المرجانية التي تعيش فيها.
وفي هذا السياق، دعا المركز إلى ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية حماية هذه الكائنات البحرية النادرة، وطالب بالتعاون التام مع الجهات المختصة عبر الإبلاغ عن أي أنشطة صيد غير مشروعة تستهدفها، وذلك للحفاظ على التنوع البيولوجي في مياه المملكة.