تراجع الذهب والدولار مع ترقب الأسواق لرسوم جمركية وبيانات التضخم الأمريكية
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
" رويترز " تراجعت أسعار الذهب بأكثر من واحد بالمئة اليوم الأثنين مع ترقب المستثمرين لتوضيح من البيت الأبيض بشأن رسوم جمركية محتملة خاصة بكل دولة على سبائك الذهب، بينما تحول تركيز الأسواق إلى بيانات التضخم الأمريكية للحصول على مؤشرات حول مسار سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).
و تراجع الذهب في المعاملات الفورية 1.1 بالمئة إلى 3362.21 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل يوم الجمعة أعلى مستوى منذ 23 يوليو تموز.
وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب لشهر ديسمبر 2.1 بالمئة إلى 3417.30 دولار بعد أن لامست مستوى قياسيا عند 3534.10 دولار يوم الجمعة عقب تقارير أفادت بأن واشنطن فرضت رسوما على واردات سبائك الذهب وزن واحد كيلوجرام.
وأعلن البيت الأبيض يوم الجمعة أنه سيصدر أمرا تنفيذيا يوضح موقفه من الرسوم الجمركية.
وقال هان تان كبير محللي السوق لدى نيمو موني "الذهب يتراجع في المعاملات الفورية وكذلك في العقود الآجلة، مع بدء الأسواق في التراجع عن رد فعلها المبالغ فيه إزاء الرسوم الجمركية الأمريكية والتي كان يحتمل أن تدفع بتدفقات السبائك إلى حالة من الفوضى".
وينصب التركيز أيضا على بيانات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة المقرر صدورها غدا الثلاثاء، إذ يتوقع المحللون أن يساهم تأثير الرسوم الجمركية في ارتفاع التضخم الأساسي 0.3 بالمئة ليصل المعدل السنوي إلى ثلاثة بالمئة ويبقى بعيدا عن هدف البنك المركزي البالغ اثنين بالمئة.
وعزز تقرير الوظائف الأمريكي الأحدث، الذي جاء أضعف من المتوقع، التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي لأسعار الفائدة في سبتمبر. وتشير الأسواق إلى احتمالية تبلغ 90 بالمئة تقريبا لخفض الفائدة في سبتمبر ، وخفض واحد آخر على الأقل بحلول نهاية العام.
ويميل الذهب إلى الاستفادة من انخفاض أسعار الفائدة.
وتحظى المناقشات التجارية بين الصين والولايات المتحدة أيضا باهتمام كبير مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 12 أغسطس آب لإبرام اتفاق تجاري بين البلدين.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 1.1 بالمئة إلى 37.89 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 1.3بالمئة إلى 1314.73 دولار، في حين ارتفع البلاديوم 0.4 بالمئة إلى 1131.55 دولار.
كما واصل الدولار تراجعه اليوم وسط ترقب المستثمرين لعدد من الأحداث المهمة هذا الأسبوع أبرزها صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر يوليو واقتراب مهلة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب قمة مرتقبة بين واشنطن وموسكو يوم الجمعة.
وانخفض مؤشر الدولار 0.2 بالمئة إلى 98.073 بعد تراجع بنسبة 0.4 بالمئة الأسبوع الماضي.
ونزلت العملة الأمريكية أمام الين الياباني إلى 147.46 ين بانخفاض قدره 0.20 بالمئة عن آخر تعاملات أمريكية في ظل إغلاق الأسواق اليابانية بمناسبة عطلة "يوم الجبل".
وقال تيم كيليهر رئيس قسم مبيعات العملات الأجنبية للمؤسسات في بنك الكومنولث في أوكلاند "لو كنت سأراهن على أمر هذا الأسبوع، فسأراهن على تقلبات السوق"، وأرجع هذا إلى الضبابية المحيطة بالأحداث المرتقبة.
وشهدت أسواق العملات الرقمية ارتفاعات، وصعدت عملة بتكوين ثلاثة بالمئة إلى 121909.06 دولار مقتربة من أعلى مستوى لها على الإطلاق المسجل في 14 يوليوعند 123153.22 دولار، وذلك بعد إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يوم الخميس يسمح باستخدام العملات الرقمية في حسابات التقاعد الأمريكية.
كما ارتفعت عملة إيثريوم 2.1 بالمئة إلى 4307.25 دولار، بعد أن لامست أعلى مستوى لها منذ ديسمبر كانون الأول 2021 في وقت سابق من الجلسة.
وتتجه الأنظار أيضا إلى المحادثات التجارية مع اقتراب مهلة تحل غدا حددها ترامب للتوصل إلى اتفاق مع الصين، لا سيما في ما يتعلق بسياسات تصدير الرقائق الإلكترونية.
وتذبذب اليوان الصيني في الخارج ووصل إلى 7.184 للدولار بعد أن أظهرت بيانات مطلع الأسبوع انخفاض أسعار المنتجين في الصين خلال يوليو بأكثر من المتوقع في حين ظلت أسعار المستهلكين دون تغيير.
أما الدولار الأسترالي فاستقر عند 0.6526 دولار، قبيل قرار مرتقب من البنك المركزي غدا الثلاثاء والذي من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض فيه سعر الفائدة 25 نقطة أساس إلى 3.60 بالمئة بعد أن جاءت بيانات التضخم للربع الثاني دون التوقعات وارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات ونصف.
ولم يشهد الدولار النيوزيلندي تغيرا يذكر وظل عند 0.59545 دولار، فيما ارتفع الجنيه الإسترليني 0.1 بالمئة ليتداول عند 1.3465 دولار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: رسوم الذهب الأمريكية تفجر اضطرابًا في الأسواق العالمية… واستقرار حذر محليًا
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، وذلك بعد أن حققت الأوقية مكاسب أسبوعية بلغت 1% في ختام تعاملات أمس الجمعة، وسط موجة تقلبات سعرية لافتة في الأيام الأخيرة، عقب إعلان الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب، قبل أن تعود وتنفي الأمر.
أسعار الذهب بالأسواق المحلية
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية شهدت حالة من الاستقرار خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بإغلاق أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4615 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 34 دولارًا في ختام التعاملات الأسبوعية، وتستقر عند 3397 دولارًا.
أضاف، إمبابي، أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5274 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3956 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3077 جنيهًا، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 36920 جنيه.
وقال المدير التنفيذي للمنصة، إن السوق المحلية تحركت في نطاق محدود خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث افتتح عيار 21 عند 4615 جنيهًا، ولامس 4620 جنيهًا، قبل أن يغلق عند نفس المستوى، في حين تراوحت أسعار الأوقية عالميًا بين 3380 و3400 دولار قبل أن تغلق عند 3397 دولارًا.
وأضاف أن حالة "التخبط" في الموقف الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية على السبائك السويسرية تظل عاملاً مؤثرًا في اتجاهات السوق، مع احتمالية انعكاس أي مستجدات على الأسعار المحلية بشكل سريع.
اضطرابات أسواق الذهب العالمية
لفت، إمبابي، إلى أن أسواق الذهب العالمية شهدت اضطرابًا كبيرًا بعدما كشفت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، في خطاب بتاريخ 31 يوليو، أن واردات سبائك الذهب بوزني الكيلوجرام و100 أوقية لن تُستثنى من الرسوم الجمركية، لتخضع لضرائب بنسبة 39% على الواردات من سويسرا — أكبر مركز لتكرير الذهب في العالم — ما أثار صدمة في الأسواق وأربك سلاسل الإمداد العالمية.
هذه الرسوم، التي تهدد ما يقارب 24 مليار دولار من صادرات الذهب السويسرية إلى الولايات المتحدة، دفعت بعض المصافي في سويسرا إلى وقف أو تقليص الشحنات مؤقتًا، وسط حالة من الغموض وعدم وضوح مسار التجارة، ورغم أن البيت الأبيض وصف هذه الأنباء بأنها "معلومات مضللة" وأعلن عزمه إصدار أمر تنفيذي لتوضيح الموقف، فإن حالة القلق ظلت مسيطرة على الأسواق.
قفزة في العقود الآجلة للذهب
العقود الآجلة للذهب في نيويورك قفزت إلى مستوى قياسي فوق 3500 دولار للأوقية قبل أن تتراجع وتستقر عند 3497 دولارًا، بينما بقيت الأسعار في لندن شبه مستقرة، ما عكس فجوة سعرية متزايدة بين السوقين.
ويرى محللون أن استمرار هذا الوضع قد يعيد رسم خريطة تدفقات الذهب عالميًا، وربما يقلل من جاذبية بورصة نيويورك أمام المستثمرين الدوليين إذا ظلت الرسوم مطبقة.
وكان الكشف عن الرسوم المحتملة تطورًا مفاجئًا للسوق، التي كانت تأمل في تجنب التعقيدات اللوجستية المترتبة على فرض رسوم الاستيراد.
ارتفع الذهب، الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين، بنسبة 31% منذ بداية العام، مع بحث المستثمرين عن أدوات تحوط وسط الاضطرابات التجارية والجيوسياسية.
ويرى محللون أن فرض رسوم جمركية على السبائك قد يدفع الأسعار إلى مزيد من الصعود، لكنه في المقابل سيشكل عبئًا على سلاسل الإمداد التي يعتمد عليها السوق العالمي.
وتُستخدم سبائك الذهب عالية النقاء لدعم العقود المالية المتداولة في بورصة "كومكس" بنيويورك، والتي تستورد معظم احتياجاتها من سويسرا.
وفي هذا السياق، قال كريستوف وايلد، رئيس جمعية مصنعي وتجار المعادن الثمينة السويسرية: "نشعر بقلق بالغ إزاء تداعيات الرسوم الجمركية على صناعة الذهب والتبادل المادي للمعدن مع الولايات المتحدة، الشريك التاريخي طويل الأمد لسويسرا".
وكانت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد أوضحت أن سبائك الذهب بوزني الكيلوجرام و100 أونصة ليست مستثناة من الرسوم الجمركية على الواردات السويسرية، وهو ما أكدته أيضًا الرابطة السويسرية للمعادن الثمينة. وسبق للجمعية أن حذرت من أن هذه الرسوم "قد تؤثر سلبًا على التدفق الدولي للذهب المادي".
وأشارت الجمعية إلى أن القرار لا ينطبق على سويسرا وحدها، بل يشمل جميع السبائك المستوردة بهذه الأوزان من أي دولة أخرى.
ووصف وايلد هذه الخطوة بأنها "صفعة جديدة" للعلاقات التجارية بين برن وواشنطن، محذرًا من انعكاساتها على قدرة السوق العالمية على تلبية الطلب المتنامي على المعدن النفيس.