وسط تحذيرات أممية، تتفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يحاصر الجوع أكثر من مليوني فلسطيني في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر والقصف اليومي. وعلى وقع تصعيد عسكري وسياسي، تزداد المخاوف من مجاعة واسعة تهدد حياة الآلاف. اعلان

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع في القطاع "ينذر بأزمة جوع وشيكة".

وجاء ذلك في بيان أدلى به راميش راجاسينغهام، مدير قسم التنسيق في المكتب، نيابة عن الأمين العام للمكتب توم فليتشر، خلال إحاطة طارئة أمام مجلس الأمن الدولي.

وقال راجاسينغهام إن "معاناة سكان غزة على مدى الـ22 شهراً الماضية كانت مؤلمة للغاية"، مضيفاً: "إن إنسانيتنا المشتركة تطالب بإنهاء هذه الكارثة غير المقبولة على الفور".

وأشار إلى أن قرار إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة بأكمله "يمثل تصعيداً خطيراً في الصراع الذي تسبب بالفعل في معاناة لا يمكن تصورها"، مؤكداً ضرورة أن توقف إسرائيل الاعتقالات التعسفية للفلسطينيين في الضفة الغربية، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية أُسقطت جواً من الإمارات في دير البلح وسط غزة، 9 آب 2025. Abdel Kareem Hana/ AP ارتفاع حصيلة ضحايا الجوع

يأتي هذا التحذير في أعقاب خطوات إسرائيلية باتجاه إعادة احتلال القطاع بالكامل، بينما يتواصل القصف الجوي وتستمر المجاعة في تهديد الأرواح.

قُتل ما لا يقل عن 42 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية على غزة يوم الأحد، في وقت ارتفع فيه عدد الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 217 منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من 100 طفل، وفق تقديرات السلطات الصحية في القطاع.

وتشير التقديرات إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف شخص أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز توزيع المساعدات.

فلسطينيون يتزاحمون للحصول على الطعام بمدينة غزة، شمال القطاع، الاثنين 4 أغسطس 2025. Jehad Alshrafi/ AP المساعدات غير كافية

نفذت طائرات من الأردن والإمارات وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وبلجيكا عملية إنزال جوي مشتركة، سلّمت خلالها 93 طناً من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية أمس، وفق ما أعلنت القوات المسلحة الأردنية.

ورغم هذه الجهود، تبقى المساعدات أقل بكثير من حجم الاحتياجات، إذ انتقدت حركة حماس إسرائيل لـ"تجويع الفلسطينيين عمداً"، ووصفت ما يجري بأنه "من أكثر فصول الإبادة الجماعية وحشية ضد شعبها". وطالبت بفتح كافة المعابر فوراً ودون قيود لضمان وصول مساعدات كافية وآمنة.

Related اجتماع غير عادي للجامعة العربية.. إدانة عربية وفلسطينية لخطط إسرائيل لفرض السيطرة على غزةغزة: استمرار إسقاط المساعدات جوًا مع تفاقم المجاعةإدانة عربية وأوروبية لقرار إسرائيل السيطرة على غزة خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك

خلال الأسبوعين الماضيين، لم تدخل غزة سوى 1210 شاحنات مساعدات، بينما تشير التقديرات إلى الحاجة لـ8400 شاحنة في الفترة نفسها. ومنذ مطلع آذار/ مارس الماضي، منعت القوات الإسرائيلية أكثر من 90 ألف شاحنة من دخول القطاع عبر إغلاق المعابر بشكل محكم، في خطوة وُصفت بأنها جزء من خطة لتجويع السكان.

وتصف التقارير الاقتصادية الوضع في غزة بأنه "صعب للغاية"، بفعل طول أمد الحرب، ومنع دخول المواد الغذائية، وفقدان معظم العمال لمصادر دخلهم، وأزمة السيولة النقدية، وانتشار سوء التغذية على نطاق واسع.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حركة حماس إيران دونالد ترامب بنيامين نتنياهو إسرائيل غزة حركة حماس إيران دونالد ترامب بنيامين نتنياهو حصار مجاعة قطاع غزة إسرائيل استعمار احتلال فلسطين إسرائيل غزة حركة حماس إيران دونالد ترامب بنيامين نتنياهو فلسطين مجلس الأمن الدولي قناة الجزيرة ألمانيا روسيا الاتحاد الأوروبي أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الأطفال السودانيون محاصرون في إحدى أخطر البيئات في العالم

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، فانيسا فريزر كافة أطراف النزاع على الكف فورا عن استهداف الأطفال المتعمد، بما في ذلك من خلال العنف الجنسي والاختطاف والاحتجاز والهجمات على المدارس والمستشفيات والتهجير القسري الجماعي، مما يحرمهم من السلامة والأمن..

التغيير: الخرطوم

دعت مسؤولة أممية رفيعة كافة أطراف النزاع في السودان إلى اتخاذ إجراءات منقذة للحياة لحماية الأطفال، مؤكدة أن استمرار الانتهاكات والقتال يعرّض مستقبل جيل كامل للخطر، وأن وقف الأعمال العدائية بات ضرورة عاجلة.

وتسبب أكثر من عامين ونصف من القتال الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أسوأ أزمات الإنسانية والحماية في العالم، وكان الأطفال محورها.

وفي بيان تزامن مع اليوم العالمي للطفل، أدانت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، فانيسا فريزر الانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة لحقوق الأطفال التي تلت “الاستيلاء الوحشي” على مدينة الفاشر في 26  أكتوبر بعد “حصار لاإنساني” دام أكثر من 500 يوم، وما تلاه من تقارير عن فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع، وما رافق ذلك من مخاطر مماثلة واجهها الأطفال وعائلاتهم في غرب كردفان.

أخطر البيئات

وحثت الممثلة الخاصة كافة أطراف النزاع على الكف فورا عن استهداف الأطفال المتعمد، بما في ذلك من خلال العنف الجنسي والاختطاف والاحتجاز والهجمات على المدارس والمستشفيات والتهجير القسري الجماعي، مما يحرمهم من السلامة والأمن.

وأشارت إلى أن قتل الأطفال وتشويههم كان من بين أكثر الانتهاكات التي تم توثيقها خلال الأشهر الأخيرة، تلاها الاغتصاب والعنف الجنسي والاختطاف.

وقالت الممثلة الخاصة: “الأطفال السودانيون محاصرون في واحدة من أخطر البيئات في العالم اليوم. إنهم بحاجة إلى الأمان والحماية والغذاء والرعاية الطبية الآن.

ودعت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى التوقف فورا عن استهداف المدنيين، بمن فيهم الأطفال، في هذه الحرب الوحشية، واحترام التزاماتهما بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى المحتاجين، بمن فيهم 15 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية”.

المجاعة وانعدام الأمن الغذائي

ويواجه ملايين الأطفال في السودان الآن المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الحاد، والنزوح، وانعدام فرص الحصول على التعليم، والتعرض للعنف على نطاق واسع. وقد تأكد حدوث المجاعة في الفاشر وكادقلي، وهناك 20 منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة بشكل كبير.

وتؤكد المعلومات الموثقة ارتفاعا في معدل وفيات الأطفال يُعزى إلى الجوع وعدم كفاية الوصول إلى الخدمات الأساسية. ويتعرض الأطفال الفارون من العنف عبر طرق غير آمنة لمزيد من المخاطر الجسيمة، بما في ذلك العنف الجنسي والاختطاف والتجنيد والاستخدام والاحتجاز والمضايقة والنهب.

ملايين الأطفال خارج المدارس

وتشير المعلومات الواردة من الميدان إلى أن المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المدنية الحيوية لا تزال تتأثر، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للخطر.  هناك 16.5 مليون طفل خارج المدرسة في جميع أنحاء البلاد.

ورحبت الممثلة الخاصة ببدء المناقشات مع القوات المسلحة السودانية والخطوات الرامية لإعداد خطة عمل لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.

وجددت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الأطراف إلى وقف فوري للأعمال العدائية. وشددت على أنه “من الملح العمل على إنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.

وأضافت: ينبغي على جميع أطراف النزاع المدرجة في القائمة (المتعلقة بمرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال) والتعاون مع الأمم المتحدة لاتخاذ تدابير حاسمة ومنقذة للحياة لحماية الأطفال، بما في ذلك من خلال وضع خطط عمل”.

وأكدت : “يستحق الأطفال في السودان فرصة النمو والتعلم والازدهار في سلام. وبدون اتخاذ إجراءات فورية، فإن حياة ومستقبل جيل كامل معرض لخطر جسيم”.

الوسومأطفال السودان الأمم المتحدة الحرب حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • “أوتشا” : لا تزال “إسرائيل” تمنع دخول المساعدات لغزة بعد إتفاق وقف إطلاق النار
  • يونيسف: المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة شهدت تحسنا طفيفا
  • ذياب بن محمد بن زايد: ملتزمون بمسؤولياتنا الإنسانية الدولية سيراً على نهج المؤسس
  • الأمم المتحدة: الأطفال السودانيون محاصرون في إحدى أخطر البيئات في العالم
  • مفوضة أوروبية: “إسرائيل” لا تسمح إلا بدخول كمية ضئيلة من المساعدات لغزة
  • آخر الأوضاع بالقطاع.. مصر ترسل القافلة 77 من المساعدات الإنسانية لغزة.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل اقتحام الضفة الغربية
  • آخر التطورات في غزة.. غارات إسرائيلية متواصلة وخسائر بشرية كبيرة ونقص المساعدات
  • غوتيريش: تكثيف المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات المدنيين في غزة
  • جهود مصر متواصلة لتخفيف معاناة سكان غزة عبر القافلة السادسة والسبعين
  • الأمم المتحدة: 17 مليون يمني يعانون الجوع.. والعدد يتزايد