غروندبرغ في مجلس الأمن: الحوثيون أصدروا قرارات أحادية تعمق الإنقسام الاقتصادي في اليمن
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، الثلاثاء، أن جماعة الحوثي تعقد المناقشات المستقبلية لتوحيد الاقتصاد اليمني، من خلال إصدارها قرارات أحادية وتصعيدية تهدد بتعميق الانقسام الاقتصادي في البلاد الغارقة بالحرب منذ أكثر من عشر سنوات.
جاء ذلك خلال إحاطة جديدة قدمها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ لمجلس الأمن الدولي مساء اليوم.
وقال غروندبرغ، بأنه وخلال الشهر الماضي صدرت قرارات أحادية وتصعيدية تهدد بتعميق الانقسامات بين مؤسسات الدولة وهياكلها، مشيرا إلى أن من بين هذه الأمثلة إصدار جماعة الحوثي عملات معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً وأوراق نقدية من فئة 200 ريال، مما يفاقم تجزئة الريال اليمني ويعقّد المناقشات المستقبلية لتوحيد الاقتصاد.
وأضاف: "هذه خطوات في الاتجاه الخاطئ. وبدلاً من ذلك، أحث على الحوار بين الأطراف".
وأوضح المبعوث الخاص أن "الاضطرابات الإقليمية لا تزال تقوّض فرص إحلال السلام والاستقرار في اليمن"، داعيا إلى "اتخاذ تدابير استباقية وبراغماتية تمهّد الطريق للسلام".
وأعاد التأكيد على الأولويات الثلاث التي عرضها الشهر الماضي في جلسة مجلس الأمن المتمثلة بدعم خفض التصعيد على خطوط المواجهة، وإرساء مسار للمحادثات وفق خارطة الطريق، ومواصلة العمل مع المنطقة والمجتمع الدولي من أجل استقرار اليمن ودعمه.
وأعرب غروندبرغ عن القلق إزاء الهجوم الكبير على جبهة العلب في محافظة صعدة شمال اليمن، وتعزيز المواقع حول مدينة الحديدة غرب البلاد، مشيراً إلى أن هذه التطورات تبرز الحاجة إلى تهدئة فعّالة، مشددا على الدور الحيوي للجنة التنسيق العسكري التي تيسّرها الأمم المتحدة في خفض التصعيد والتحضير لوقف إطلاق نار شامل.
ورحّب بالتقدم المتواصل في فتح الطرق، بما في ذلك الطريق بين البيضاء وأبين، وحث على خطوات إضافية لتسهيل حركة الأشخاص والأنشطة التجارية، مؤكدا أن استمرار التصعيد والتشرذم الاقتصادي لا يصب في مصلحة أحد، في الوقت الذي أشاد بخطوات البنك المركزي والحكومة لمعالجة انخفاض قيمة العملة واستقرار أسعار السلع الأساسية.
وفي الشأن الإقليمي، أشار غروندبرغ، إلى ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة قبالة ساحل البحر الأحمر، داعيا إلى الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن بشأن حظر الأسلحة، في الوقت الذي شدد على ضرورة وقف الضربات ضد السفن المدنية، والهجمات الصاروخية على إسرائيل، والهجمات الإسرائيلية اللاحقة على اليمن، مشيراً إلى أن هذا التصعيد أدى إلى التدمير شبه الكامل لمرافق موانئ الساحل الغربي لليمن وفرض ضغطاً هائلاً على البنية التحتية الحيوية.
وجدّد المبعوث الأممي، الدعوة للإفراج الفوري ودون قيد أو شرط عن 23 موظفاً من الأمم المتحدة وآخرين من منظمات غير حكومية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية لدى جماعة الحوثي، قائلاً: "هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً".
وأعرب عن شكره لمجلس الأمن على دعمه المتواصل، مؤكداً أن "التوصل إلى حل مستدام للوضع في اليمن ليس ممكناً فحسب، بل هو ضرورة ملحّة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: مجلس الأمن غروندبرغ اليمن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: مركز التجارة يعكس الدور المحوري لمصر في دعم التكامل الاقتصادي الأفريقي
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء إن اليوم يشهد محطة تاريخية مهمة في مسار الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية وبنك التصدير والاستيراد الأفريقي «أفريكسيم بنك»، وهي شراكة راسخة تقوم على الثقة المتبادلة، وتوحّد الرؤى، والعمل المشترك من أجل تحقيق نهضة اقتصادية شاملة للقارة الأفريقية.
جاء ذلك خلال كلمته في مراسم وضع حجر الأساس لمركز التجارة الأفريقي لبنك أفريكسيم «AATC» بالعاصمة الجديدة، بحضور الدكتور جورج إيلومبي، رئيس البنك ورئيس مجلس إدارته، وعدد من كبار المسؤولين والسفراء وممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن إنشاء مركز التجارة الأفريقي لبنك أفريكسيم في العاصمة الإدارية الجديدة يعكس بوضوح الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في دفع جهود التكامل الاقتصادي القاري وتيسير التجارة البينية الأفريقية، مشيرًا إلى أن استضافة مصر للمقر العالمي لبنك أفريكسيم تمثل مصدر فخر واعتزاز.
وتؤكد الثقة الدولية والإفريقية في مكانة الدولة المصرية ومؤسساتها. وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا الصرح الجديد يُعد منشأة استراتيجية متكاملة، ستعمل كمركز إقليمي للتجارة، ومعلومات الأسواق، وبناء القدرات، والابتكار، وتعزيز الربط القاري، بما يسهم في دعم حركة التجارة والاستثمار داخل القارة، ويعزز من قدرات الدول الأفريقية على تحقيق التنمية المستدامة.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على أن التكامل الاقتصادي الأفريقي يمثل ركيزة أساسية لمستقبل القارة وازدهارها وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية، موضحًا أن هذا التكامل يهدف إلى إنشاء سوق أفريقية موحدة قادرة على زيادة معدلات التجارة والاستثمار البيني بشكل كبير، وتسريع وتيرة التصنيع، وتطوير سلاسل القيمة الإقليمية، بما يساعد القارة على تجاوز الاعتماد التاريخي على تصدير المواد الخام.
وأضاف أن الاندماج القاري يعزز كذلك من القوة التفاوضية الجماعية لأفريقيا في النظام الاقتصادي العالمي، ويزيد من جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية المباشرة، فضلًا عن دوره المحوري في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الحد من الفقر، وتوفير فرص العمل للشباب، وتطوير البنية التحتية العابرة للحدود، مثل شبكات الطرق والطاقة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن تعزيز التحالفات الاقتصادية الأفريقية يمثل أولوية استراتيجية لمصر، لما له من انعكاسات مباشرة على تحقيق النمو المستدام وتنويع مصادر الدخل وتعزيز الصادرات المصرية إلى أسواق أفريقية واعدة، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام حركة السلع والخدمات والاستثمار.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن القارة الأفريقية تمثل مجالًا واسعًا لفرص استثمارية واعدة للشركات المصرية في قطاعات استراتيجية مثل التشييد والبناء، والطاقة، والاتصالات، إلى جانب ما توفره الشراكات مع المؤسسات المالية القارية من تمويل حيوي للمشروعات الكبرى، مؤكدًا أن هذه الشراكات تعزز أيضًا من دور مصر كمحور يربط أفريقيا بالشرق الأوسط وأوروبا.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن أفريكسيم بنك يُعد أحد أهم الشركاء الماليين لمصر، حيث لعب دورًا محوريًا في دعم الأولويات الوطنية في مختلف القطاعات، لا سيما خلال الفترات العالمية الصعبة، بما في ذلك برنامج الإصلاح الاقتصادي، وجائحة كورونا، وتداعيات الأزمة الروسية-الأوكرانية.
وأشار إلى أن التعاون بين مصر وبنك أفريكسيم يمتد ليشمل دعم مشاركة الشركات المصرية في مشروعات الهندسة والمشتريات والإنشاءات في أكثر من 15 دولة أفريقية، إلى جانب توفير التمويل اللازم لمشروعات صناعية متنوعة في مجالات السكر، والبتروكيماويات، وصناعة الإطارات، والصلب.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن البنك أسهم بدور بارز في دعم قطاع الطاقة من خلال تمويل تجارة البترول، ومشروعات التخزين، ومشروعات الربط العابرة للحدود، بما في ذلك خطوط الأنابيب وتطوير البنية التحتية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
كما ثمّن الدكتور مصطفى مدبولي الدور الحيوي الذي قام به بنك أفريكسيم في تعزيز الأمن الصحي لمصر وأفريقيا، من خلال توفير 26 مليون جرعة لقاحات ضمن المبادرة القارية لتجميع وشراء اللقاحات، بما دعم القدرات الوطنية والقارية في مواجهة الأوبئة.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن البنك، بالتعاون مع مصر، اضطلع بدور المشتري الرئيسي في برنامج قاري يهدف إلى زيادة الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي وتعزيز تجارة الغذاء داخل أفريقيا، بما يعزز من دور مصر كمورد رئيسي للأسمدة والسلع الأساسية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مركز التجارة الأفريقي لبنك أفريكسيم يُعد منصة متميزة ستحتضن خدمات التجارة والمعلومات والاستخبارات السوقية، إلى جانب برامج التدريب والبحث والابتكار، كما سيشكل مقرًا رئيسيًا لأكبر الفعاليات والمعارض والمؤتمرات التجارية والاستثمارية على مستوى القارة، بما يتماشى مع أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
واختتم رئيس مجلس الوزراء تصريحاته بالتأكيد على أن اختيار العاصمة الإدارية الجديدة مقرًا لهذا المركز يعزز من هوية مصر كبوابة قارية للاستثمار والتجارة والدبلوماسية، ويكمل دورها كمقر رئيسي لبنك أفريكسيم، ودولة مؤسسة له، وداعم رئيسي لتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما يخدم مصالح شعوب القارة كافة.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يعرب لنظيره الباكستاني عن التقدير للعلاقات الوثيقة بين البلدين
مدبولي: إقامة مركز التجارة الإفريقي في العاصمة الجديدة يعكس دور مصر في دعم التكامل الاقتصادي بالقارة
عبد الغفار: مشروع مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة تجاوزت تكلفته 2.175 مليار جنيه