كيف يمكن للبريطانيين التغلب على الحر دون الإدمان على المكيفات؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
نشر موقع "كونفيرزيشن" مقالا للباحثة في الطاقة والكربون، في جامعة شرق لندن، مهري خسروي، قالت فيه إن من المتوقع أن يرتفع الطلب على مكيفات الهواء بشكل ملحوظ في بريطانيا مع ازدياد موجات الحر وتواترها.
ومع ذلك، قالت خسروي إنه إذا استجابت المملكة المتحدة والدول المماثلة لفصول الصيف الحارة بمجرد تركيب المزيد من مكيفات الهواء، فإنها تخاطر بخلق مستقبل مكلف، ويستهلك كميات كبيرة من الطاقة، ويعاني من تفاوت أكبر.
ووجد استطلاع أجرته الجامعة لأكثر من 1600 منزل في جميع أنحاء المملكة المتحدة، أن ثلثيهم استخدموا المراوح في صيف 2022، وأن واحدا من كل خمسة استخدم مكيفات الهواء، وقد تم شراء الغالبية العظمى من وحدات تكييف الهواء هذه خلال أو بعد موجة الحر التي بلغت 40 درجة مئوية في ذلك العام، مما يُظهر مدى سرعة تغير العادات.
وفي الاستطلاع، أفادت 80% من منازل المملكة المتحدة بارتفاع درجة حرارتها في صيف عام 2022، أي أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل عقد من الزمان. وبحلول نهاية هذا القرن، من المتوقع أن تتجاوز درجة الحرارة في المملكة المتحدة 40 درجة مئوية كل بضع سنوات. فلا عجب أن الاستطلاع نفسه وجد زيادة قدرها سبعة أضعاف في استخدام مكيفات الهواء في العقد الذي سبق عام 2022.
وقد يبدو الاعتماد الكبير على مكيفات الهواء تكيفا طبيعيا، لكنه يأتي بتكاليف خفية. يتطلب التبريد كميات هائلة من الطاقة في اللحظات التي يكون فيها الطلب مرتفعا بالفعل.
في عامي 2022 و2023، اضطرت المملكة المتحدة إلى إعادة تشغيل محطة طاقة تعمل بالفحم لفترة وجيزة للحفاظ على تشغيل الأضواء ومكيفات الهواء.
كما أن مكيفات الهواء تُعمّق التفاوتات، فبالنسبة للأسر الأكثر ثراء، يُعدّ حلا سريعا، أما بالنسبة للآخرين، وخاصة الفئات الاجتماعية والاقتصادية الأدنى، فهو يمثل فجوة خطيرة في الحماية.
التبريد السلبي أولا
لدينا بالفعل نموذج لمعالجة الطلب على الطاقة في الشتاء ، "العزل أولا". ذلك لأن تدفئة المنزل أصعب بكثير من منع تسرب الحرارة من الأساس، وينطبق مبدأ مماثل في الصيف - "قلل الطلب على التبريد أولا".
لدى الدول ذات المناخ الحار، مثل تلك الواقعة في جنوب أوروبا، تجارب عديدة، ويمكننا التعلم منها، هذا يعني البدء بتدابير التبريد السلبي التي تقلل الحاجة إلى التبريد الميكانيكي في المقام الأول.
تشمل هذه التدابير:
التظليل والستائر لحجب أشعة الشمس قبل دخولها إلى المبنى
التهوية الطبيعية للسماح بتسرب الحرارة في ساعات البرودة
الأسطح العاكسة والفاتحة الألوان لانحراف الإشعاع الشمسي
تصميم المباني لتقليل اكتساب الحرارة
الأشجار والبنية التحتية الخضراء لتبريد الأحياء.
أكدت خسروي، أن العديد من هذه التدابير منخفضة التكلفة وسريعة التركيب وطويلة الأمد. في روما، على سبيل المثال، تنتشر مصاريع النوافذ لدرجة أنك بالكاد تلاحظها، ومع ذلك فهي تقلل بشكل كبير من الحاجة إلى التبريد الميكانيكي.
بمجرد انخفاض الطلب، يمكن تلبية الاحتياجات المتبقية بواسطة مكيفات الهواء أو مضخات الحرارة القابلة للعكس.
في إسبانيا، تُعدّ ساعات القيلولة الأكثر حرارة، حيث تُوقَف الأنشطة الخارجية مؤقتا، ويكون الناس أكثر نشاطا في الصباح والمساء، ويدركون ثقافيا أن إبقاء الستائر مغلقة خلال النهار وفتح النوافذ ليلا يمكن أن يمنع ارتفاع درجة حرارة المنازل.
في المملكة المتحدة، لا يزال يُنظر إلى الحرارة ثقافيا على أنها "طقس جيد". تُحفّز عطلات نهاية الأسبوع المشمسة على رحلات الشاطئ وحفلات الشواء والمزيد من الأنشطة الخارجية، حتى عندما يكون الجو حارا بشكل خطير. يُشكّل هذا التفاوت بين الإدراك والمخاطر تحديا كبيرا للصحة العامة.
حتى مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، لا تزال سياسة الطاقة في المملكة المتحدة مُصمّمة للشتاء، وليس الصيف. غالبا ما تتجاهل برامج كفاءة الطاقة خطر احتجاز حرارة الصيف داخل المنازل المعزولة جيدا. تحتاج المملكة المتحدة إلى تضمين خطر ارتفاع درجة الحرارة في سياسة الإسكان، وتحتاج إلى خطة واضحة لإزالة الكربون من التبريد إلى جانب التدفئة.
يجب أيضا أن تُواكب التوعية العامة بالمخاطر هذا التطور. تُعدّ أنظمة الإنذار المبكر، مثل التحذيرات الحمراء والصفراء والبرتقالية، بداية رائعة، لكنها غير كافية في بلد لا يزال الكثير من الناس يعتبرون فيه 30 درجة مئوية طقسا مثاليا للنزهات. نحن بحاجة إلى حملات مُوجّهة لتغيير العقليات وتشجيع اتخاذ إجراءات استباقية قبل حلول الحر.
وختمت الباحثة بالقول، إن مكيفات الهواء سيظل لها دورٌ خلال الحر الشديد، ولكن يجب أن تكون الملاذ الأخير، وليس الخيار الأول.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الطاقة بريطانيا الحرارة بريطانيا الطاقة الحرارة التكييف حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المملکة المتحدة مکیفات الهواء
إقرأ أيضاً:
عاجل | موجة حارة تواصل تأثيرها على المملكة وتحذيرات من أمطار وغبار
صراحة نيوز- تواصل الموجة الحارة تأثيرها على أجواء المملكة خلال الأيام المقبلة، حيث تستمر الأجواء الحارة فوق المرتفعات الجبلية، وتبقى شديدة الحرارة في باقي المناطق، وسط توقعات باستمرار درجات الحرارة أعلى من معدلاتها العامة لمثل هذا الوقت من العام.
وبحسب توقعات الأرصاد الجوية، يُحتمل تساقط زخات محلية من المطر اعتبارًا من بعد ظهر يوم الثلاثاء، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية من المملكة، وقد تكون الزخات غزيرة أحيانًا ومصحوبة بالرعد في بعض الفترات، ما قد يتسبب في تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة.
كما يُتوقع أن تشهد بعض مناطق البادية أجواء مغبرة نتيجة الغبار المعلّق، الأمر الذي قد يؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية، خصوصًا خلال ساعات النهار، مما يستدعي الحذر عند القيادة على الطرق الصحراوية.
وتُظهر التوقعات استمرار الموجة الحارة من يوم الثلاثاء وحتى الخميس، حيث تتراوح درجات الحرارة العظمى في العاصمة عمّان يوم الثلاثاء بين 40 و42 درجة مئوية، وترتفع يوم الأربعاء لتتراوح بين 41 و43 درجة مئوية، فيما تبقى الأجواء حارة يوم الخميس مع درجات حرارة تتراوح ما بين 39 و41 درجة مئوية.
ومن المنتظر أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي اعتبارًا من مساء الجمعة، حيث تسجل العظمى ما بين 35 و37 درجة مئوية، على أن تعود إلى معدلاتها الاعتيادية يوم السبت، لتتراوح بين 32 و34 درجة مئوية، مع أجواء صيفية معتدلة في أغلب مناطق المملكة.
ودعت الجهات المعنية إلى ضرورة اتباع إجراءات السلامة خلال فترة تأثير الموجة الحارة، محذّرة من التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس، خاصة خلال ساعات الظهيرة، والحرص على شرب كميات كافية من المياه والسوائل لتجنب حالات الإجهاد الحراري أو الجفاف.
كما نبهت إلى خطورة ترك الأطفال أو المواد القابلة للاشتعال داخل المركبات المغلقة، إضافة إلى ضرورة تجنب إشعال النيران أو رمي أعقاب السجائر في المناطق الحرجية، تفاديًا لخطر اندلاع الحرائق.
وتأتي هذه التوصيات ضمن الحملة التوعوية “احمِ نفسك من الحر”، التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة موجات الحر وطرق الوقاية منها، خاصة مع تزايد تأثيرات التغير المناخي على المنطقة.