تلفزيون قطر.. 55 عاما من الإلهام والإبداع
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
يحتفل تلفزيون قطر، الشاشة الرائدة التي أنارت بيوت القطريين والعرب على مدى أكثر من نصف قرن، اليوم الجمعة، بذكرى تأسيسه الخامسة والخمسين، وانطلاق بثه للمرة الأولى في الخامس عشر من أغسطس عام 1970، وذلك بعد عامين تقريبا من انطلاق بث إذاعة قطر عام 1968.
وظل ذلك اليوم محفورا وخالدا في ذاكرة المشاهدين القطريين والعرب، فقد كانوا على موعد مع ميلاد شاشة عربية جديدة تنقل للمشاهدين صورة متكاملة وصادقة عن قطر الدولة الواقعة على ضفاف الخليج في شرق الوطن العربي، وعن تطلعات أبنائها وحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم وطموحاتهم وتقاليدهم وتراث آبائهم وأجدادهم.
وحرص القائمون على المؤسسة القطرية للإعلام على إبقاء شعلة الحماس متقدة بتلفزيون قطر وكوادره المختلفة؛ كي يستمر في عطائه وإبداعه وتألقه مخلصا لرسالته، وفيا لمشاهديه ومتابعيه، متطلعا للمزيد من التطور والتحديث في مضمونه ومحتواه وبرامجه وتواصله مع المشاهدين العرب أينما كانوا خدمة للأهداف الوطنية والعربية والإنسانية.
ولا يعد الاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس تلفزيون قطر احتفالا رمزيا فقط، بل هو احتفال بنجاح التلفزيون الوطني للدولة في حفر مكانته في قلوب الملايين كشاهد أمين على قصة نجاح دولة قطر، وكمنصة ألهمت وأبدعت وما زالت تعطي وتعد بالكثير.
عكس تطلعات الشعب
فمنذ انطلاقته الأولى، شكل هذا الصرح الإعلامي مرآة عكست تطلعات الشعب القطري، ورافدا ثقافيا نقل صوت الوطن إلى العالم، وعلى مدى خمسة وخمسين عاما، كان تلفزيون قطر شاهدا على تحولات الزمن، يوثق إنجازات الوطن ويحتفي بهويته العريقة، فمن البرامج الثقافية التي غذت العقول، إلى الأعمال الدرامية التي جسدت قصص الإنسان القطري، استطاع التلفزيون أن ينسج خيوطا وثيقة تربط بين الماضي العريق والحاضر الطموح، مقدما محتوى يعكس قيم المجتمع وتطلعاته نحو غدٍ أفضل. وخلال سنوات مسيرته الزاخرة والمشرقة أسهم تلفزيون قطر، عبر برامجه وفعالياته المختلفة، في تعزيز الولاء والانتماء والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والقيم الاجتماعية والثقافية للشعب القطري، كما شكل محطة لطلبة الإعلام والصحافة الراغبين في دخول ساحات البث المرئي، وتزويدهم بالخبرات والتدريبات اللازمة التي تزيد كفاءاتهم المهنية، وشكل ساحة ومنصة إعلامية نشطة لتشجيع الكوادر الوطنية وإنتاج الأعمال الدرامية والفنية والبرامج المتنوعة.
منارة إعلامية
ويأتي احتفال تلفزيون قطر بذكرى تأسيسه الخامسة والخمسين، تأكيدا لدوره كمنارة إعلامية لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تمتد لتكون جسرا للتواصل الحضاري والثقافي. فمن خلال تقديم برامج مبتكرة وتغطيات شاملة، واصل التلفزيون دوره في تعزيز الهوية الوطنية ودعم رؤية قطر 2030، ليبقى صوتا صادقا يروي قصة وطن يتطلع إلى العالمية والانتشار بفخر وثقة.
وقد مر تلفزيون قطر بالعديد من المحطات والمراحل فمن الأبيض والأسود إلى الألوان الزاهية، ومن البث الأرضي إلى الفضائيات، ومن الاستوديوهات البسيطة إلى المراكز الإعلامية المتطورة، ومن الجمهور المحلي إلى المشاهدين عبر العالمين العربي والدولي، وكان النجاح بفضل الله حليفه في كل خطواته.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات قطر تلفزيون قطر الأكثر مشاهدة تلفزیون قطر
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يفتح حوار الهوية والإبداع مع فتيات ملتقى أهل مصر للمحافظات الحدودية بالهناجر
120 فتاة من سيناء ومطروح والوادي الجديد والبحر الأحمر وأسوان يلتقين وزير الثقافة ويعرضن قصص نجاحهن
د.أحمد فؤاد هنو: الثقافة المصرية كانت وستظل مِلكًا لأهل مصر فهي التعبير الأصدق عن الهوية المصرية المتفردة التي تصنع كيان الوطن وتميزه
في أجواء حافلة بالتفاعل والمناقشات البنّاءة، وتحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وفي إطار حرص وزارة الثقافة على دعم قيم الانتماء وتعزيز التواصل بين أبناء الوطن في مختلف محافظات الجمهورية، عقد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، لقاءً حواريًا مفتوحًا مع فتيات البرنامج الرئاسي «أهل مصر»، والذي تُنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، حيث شهد اللقاء مشاركة 120 فتاة يُمثلن الملتقى الـ21 لثقافة وفنون الفتاة والمرأة بالمحافظات الحدودية، من محافظات: شمال سيناء وجنوب سيناء والوادي الجديد والنوبة وأسوان والبحر الأحمر ومطروح، وذلك بمسرح الهناجر بساحة دار الأوبرا المصرية.
حيث أعرب وزير الثقافة عن سعادته بلقاء المشاركات في الملتقى من فتيات المحافظات الحدودية، مثمنًا تجربة المشروع وأهميته في تحقيق الدمج الثقافي بينهم وتحقيق أهداف الملتقى، وناقش الوزير مع المشاركات فعاليات الملتقى وما يقدم به من ورش وجولات ولقاءات متنوعة، متمنيًا مزيدًا من الملتقيات الثقافية والفعاليات المكثفة للمحافظات الأكثر احتياجًا للمنتج الثقافي والفني.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، أن الثقافة المصرية كانت وستظل مِلكًا لأهل مصر، فهي التعبير الأصدق عن الهوية المصرية المتفردة التي تصنع كيان الوطن وتميزه، موضحًا أن الثقافة المصرية لا تعرف حدودًا في قدرتها على التميز والتفاعل والتأثير في محيطها العربي والإقليمي، وهو ما يُمثل سر ريادتها التاريخية والمستمرة، وكونها المحرك الأساسي والقائد لكبرى التجارب الثقافية المُلهمة على الصعيدين العربي والإقليمي، بما تحمله من إرث حضاري وقيم إنسانية ومخزون إبداعي يجعلها منارة إشعاع ثقافي وفكري تمتد جذوره عبر العصور، وبما تشمله من مفردات ثرية تشكل عمق هويتنا .
وأوضح وزير الثقافة، خلال اللقاء، أن مشروع «أهل مصر» يعكس إرادة الدولة المصرية في تحقيق العدالة الثقافية ومد جسور التواصل بين أبناء المحافظات الحدودية والمناطق النائية والمؤسسات الثقافية المركزية، ويعزز الهوية الوطنية ويمكّن الفتيات من أدوات الإبداع والتنمية، مشيرًا إلى أن الملتقيات الثقافية والفنية التي تنظمها وزارة الثقافة تُمثل نافذة لإثراء الفكر وتبادل الخبرات، كما تفتح أمام المشاركات آفاقًا جديدة لصقل مهاراتهن الإبداعية والحرفية، بما يتيح لهن فرصًا حقيقية لترك بصمة في عملية البناء والتنمية، وأن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالمناطق الحدودية، إدراكًا منها لأهمية هذه المحافظات في حماية الأمن القومي وتعزيز الهوية الوطنية، وأن تمكين المرأة والفتاة في تلك المناطق يُعد من أدوات المعرفة والفنون فهو استثمار مباشر في بناء الإنسان ودعم قوة مصر الناعمة، مشددًا على أن الوزارة مستمرة في تكثيف أنشطتها وبرامجها وصولًا لكل مواطن على أرض مصر، تحقيقًا لمبدأ أن الثقافة حق أصيل للجميع.
كما استمع وزير الثقافة إلى عدد من فتيات الملتقى حيث أبدين سعادتهن بالمشاركة في فعاليات الملتقى وسردن تجاربهن وقصص نجاحاتهن الملهمة المرتبطة بآليات تعلمهن للحرف والمهن المختلفة من خلال الملتقى، وكذلك صقل القدرات واكتساب المهارات المتعددة، وكيف ساهم الملتقى في مساعدتهن في إنتاج وتسويق منتجاتهن الإبداعية بما يُدر عليهن دخولًا اقتصادية جيدة نتاج هذا التعلم وجراء مشاركتهن في فعاليات وبرامج وورش الملتقى بشتى مجالاتها، كما ثمن وزير الثقافة قصص نجاحاتهن في الملتقى، وحثهن على بذل المزيد من الإبداع والتميز، مؤكدًا أنهن شريكات في بناء الوطن وصون هويته.
كما أعربت المشاركات عن سعادتهن البالغة بانضمامهن لفعاليات الملتقى وكيف انعكست فعالياته على رفع الوعي الثقافي والاجتماعي للمشاركات، وكيف ساهمت فعاليات الملتقى في إذكاء وتعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية، وإكسابهن مهارات فنية وحرفية يمكن استثمارها اقتصاديًا، فضلًا عن دوره الكبير في تعزيز التواصل بين المجتمعات الحدودية والمؤسسات الثقافية المركزية.
كما وجهت الفتيات الشكر والامتنان لجهود وزارة الثقافة المُنفذة والداعمة لفعاليات الملتقى في المناطق الحدودية والنائية، والتي تأتي تفعيلًا لمنهجية الدولة المصرية إزاء تحقيق التنمية المنشودة في المجالات المتعددة ومنها الثقافية والإبداعية بما يحقق مستهدفات الدولة لبناء الإنسان وإحداث التقدم المنشود لبلادنا.
وقال اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة: "إن الملتقى الحادي والعشرين لثقافة وفنون الفتاة والمرأة بالمحافظات الحدودية يأتي ليؤكد أن الثقافة هي خط الدفاع الأول عن الهوية، وجسر التواصل الذي يربط حاضر الوطن بمستقبله، ويثبت أن الفتاة المصرية، أينما وجدت، قادرة على الإبداع والعطاء والمشاركة في صناعة نهضة بلادها"، وأكد أن مشروع "أهل مصر" يهدف إلى دعم الانتماء والاعتزاز بالهوية المصرية، وإبراز ما تزخر به هذه المحافظات من طاقات إبداعية وثقافية.
وأوضح اللبان أن تنوع الأنشطة، ما بين ندوات تثقيفية وورش فنية وحرفية وزيارات ميدانية لأهم المعالم الأثرية والتاريخية، يتيح للمشاركات مزيجًا فريدًا من المعرفة النظرية والتجربة العملية، ويمنحهن أدوات جديدة يمكن أن توظف في مجالات الإبداع أو في مشروعات اقتصادية تعزز قدرتهن على الإنتاج والمساهمة الفاعلة في المجتمع، وأن الهيئة العامة لقصور الثقافة ماضية في رسالتها نحو تحقيق العدالة الثقافية، ومد جسور التواصل بين أبناء المحافظات الحدودية والمؤسسات الثقافية المركزية، إيمانا بأن الثقافة هي الطريق الأصدق لبناء الإنسان وحماية النسيج الوطني.
الجدير بالذكر أن "مشروع أهل مصر" هو برنامج رئاسي، تُنفذه الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ سبتمبر 2018 ويتم بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، كصندوق مكافحة الإدمان، والمجلس القومي للمرأة، وجهاز تنمية المشروعات، البورصة المصرية، مؤسسة أهل مصر للتنمية، جمعية صحة المرأة، إلى جانب الشخصيات العامة والمفكرين، تقام أنشطته بهدف دمج أبناء المحافظات الحدودية وإعلاء روح الولاء لوطنهم الغالي مصر، وتدعيم قيم الانتماء للوطن في نفوس أبناءه، وكذلك بهدف تعزيز القيم الإيجابية بالمجتمع، وتبادل الخبرات، والاهتمام ببناء جيل واع قادر على تحمل المسئولية، كما يهدف البرنامج إلى تحقيق أكثر من بعد وفقاً لبرامج خطة عمل الوزارة، وأيضًا إبراز التنوع والثراء الثقافي لمصر بالإضافة إلى نشر الوعي ومُجابهة التطرف الفكري ومكافحة ونبذ العنف، ويُنفذ لمختلف الفئات العمرية من أطفال وشباب ومرأة.
وتكمن أهمية أهمية المشروع في الارتقاء بوعي المشاركين وخاصةً في المحافظات الحدودية التي تقام بها الملتقيات واكسابهم المعرفة، وتنمية مهاراتها وفتح الآفاق أمامهم للتفاعل مع الوضع الراهن وإدراك التاريخ والتراث الحضاري العظيم لوطننا، وكذلك لارتقاء بوعي المرأة المصرية "التنمية الثقافية" وخاصةً في المحافظات الحدودية والقرى والنجوع التي تقام بها الملتقيات بتمكينها من اكتساب المعرفة، وتنمية مهاراتها وفتح الآفاق أمامها لتفاعل مع معطيات عالمها الراهن وإدراك تاريخها وتراثها الحضاري وهويتها المصرية القومية المتفردة، حتى تكون ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وأساسًا لقوة مصر الناعمة، مع تنمية روح القيادة الفعالة لدى الطفل، العمل على تربية الطفل القائد، العمل على تربية الطفل المبدع، تعزيز روح الانتماء، تنمية روح المواطنة وتقبل الآخر في نفوس الأطفال مما يساعد الطفل على الانتماء للوطن، والحفاظ على الهوية المصرية.
والجدير بالإشارة أن المشروع منذ انطلاقته قد حقق مردودًا إيجابيًا كبيرًا على صعيد الأهداف المرجوة منه، فمنذ بداية المشروع تم تنفيذ (81) ملتقى وأسبوعا ثقافيًا لأطفال وشباب وفتيات وأطفال المحافظات الحدودية من محافظات: البحر الأحمر، "حلايب، الشلاتين، أبو رماد"، شمال سيناء، جنوب سيناء، أسوان، الوادي الجديد، مطروح، وشباب "الأسمرات" من القاهرة، في محافظات جنوب سيناء "شرم الشيخ"، شمال سيناء "العريش، بئر العبد، الشيخ زويد"، بورسعيد، الوادي الجديد، القاهرة، أسوان، الإسكندرية، منهم (٣٨) أسبوع للطفل، (٢٢) ملتقى للشباب، (٢١) ملتقى للفتيات والمرأة، وتتضمن الملتقيات ورشًا فنية وتشكيلية وحرفية وثقافية، كما تتضمن عددًا من الزيارات الميدانية والجولات بالإضافة إلى عدد من اللقاءات والمحاضرات التثقيفية وعروضا فنية ومسرحية.