في عام 18 ه، شهدت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حولها مجاعة شديدة، اجدبت فيها الأرض، وامتنع المطر، وصار الناس يتضورون جوعا، يأكلون أي شيء لكي يبقوا أحياء. فأرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ولاته على الأمصار يستغيثهم فأرسل إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه عامله على مصر: من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاص: سلامٌ عليك، أمَّا بعد: أفتراني هالكاً وَمنْ قِبَلي، وتعيش أنت منعماً وَمَنْ قِبَلَك؟ فواغوثاه! واغوثاه! فكتب إِليه عمرو: لعبد الله أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلامٌ عليك، فإِنِّي أحمد الله إِليك الَّذي لا إِله إِلا هو، أمَّا بعد: أتاك الغوث، لأبعثنَّ بِعِيْرٍ أوَّلها عندك، وآخرها عندي.

وكذلك فعل ولاة الأمصار. ولكن اليوم، أين عمر أو عمرو مما يجري في غزة هاشم من تجويع وإبادة يدمى لها الحجر؟!! إبادة حذر من خطورتها الخبراء الأمميون، فقالوا على موقع الأمم المتحدة يوم 7/5/2025: "أوقفوا الإبادة الجماعية؛ وإلا شاهدوها تُنهبي الحياة في غزة". وكان من بين المحذرين فرانشيسكا ألبانيز، التي لو كانت من أولي الأمر في الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي لتوقفت الإبادة منذ وقت طويل.

أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) تحذيرًا يؤكد فيه أن أسوأ سيناريو للمجاعة في غزة قد أصبح واقعًا. ويمثل هذا التحذير أقوى تأكيد من التصنيف لظروف المجاعة منذ بداية الحرب، ويأتي في نهاية شهر لقي فيه 82 شخصًا على الأقل حتفهم جوعًا، ليصل إجمالي الوفيات المرتبطة بالجوع إلى 147.وفي هذا المقال نعرض ملامح وأسباب الصرخة الأممية، والأوضاع المؤلمة المحزنة في غزة، وما هي وسائل التأثير على دوتشي وفوهرر القرن الحادي والعشرين: نتنيياهو وترامب. وستكون مصادرنا ما يلي:

1 ـ تومر فيلمر، إجابة الطالب في التربية المدنية: الموت للعرب، يديعوت، 19/1/ 2011.

2 ـ جون ألترمان، استئناف حرب غزة، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، 18/3/2025.

3 ـ الصحة العالمية، الناس في غزة يتضورون جوعا ويمضون ويموتون، الأمم المتحدة، 12/5/2025.

4 ـ خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، المجاعة في غزة، CSIS، 28/5/2025.

5 ـ العفو الدولية، إسرائيل تستخدم التجويع للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، 3/7/2025.

6 ـ إبراهيم دهمان، الفلسطينيون يتضورون جوعا أو تقتلهم القوات الإسرائيلية، CNN، 28/7/2025.

7 ـ كالوم سانرلاند، أكثر من مائة بسبب الجوع بينهم عشرات الأطفال، مجلة تايم، 25/7/ 2025.

8 ـ المقرر الخاص المعني بالتعذيب، تجويع المدنيين في غزة أمر قاتل ولا إنساني ومهين، الأمم المتحدة، 30/7/2025.

9 ـ العفو الدولية، كل صباح يتردد السؤال نفسه في جميع أنحاء غزة: هل سآكل اليوم؟، 23/7/2025.

"غزة الجيدة هي غزة الجائعة وغزةالمدمرة"

تواجه غزة اليوم عدوا بربريا يعتبر "العربي الجيد هو العربي الميت"، وبالتالي، ف"غزة الجيدة هي غزة الجائعة والمدمرة". وهذا ما يعتنقه اليمن المتطرف، وصرح به وزراء حكومة نتنياهو في بداية الحرب، وهذا ما يُربي عليه الناشئة، وهذا ما تحكم به إسرائيل، فوزير الخارجية الحالي جدعون ساعر كان وزيرا للتعليم عام 2011 في حكومة لنتنياهو أيضا، يكتب الطلاب على جدران الفصول "العربي الجيد هو العربي الميت". وفي الحرب الحالية، تحظى سياسات نتنياهو تجاه غزة بشعبية واسعة. فقد أظهر استطلاعان للرأي في مايو/أيار الماضي أن ثلثي الإسرائيليين يعارضون زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن 64.5% غير قلقين إطلاقًا أو كثيرًا بشأن الوضع الإنساني فيها. وبعض أعضاء الحكومة يُعارض بشدة زيادة المساعدات إلى غزة. 

في  غزة حاليًا أسوأ سيناريو للمجاعة

أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) تحذيرًا يؤكد فيه أن أسوأ سيناريو للمجاعة في غزة قد أصبح واقعًا. ويمثل هذا التحذير أقوى تأكيد من التصنيف لظروف المجاعة منذ بداية الحرب، ويأتي في نهاية شهر لقي فيه 82 شخصًا على الأقل حتفهم جوعًا، ليصل إجمالي الوفيات المرتبطة بالجوع إلى 147. هذه الزيادة السريعة في الوفيات المرتبطة بسوء التغذية تصف أشدّ الظروف الإنسانية كارثية التي شهدتها غزة حتى الآن. ويُطبّق التصنيف المرحلي المتكامل معايير ثابتة لتصنيف أزمات انعدام الأمن الغذائي حول العالم، حيث يُصنّف المنطقة على أنها في حالة مجاعة عند بلوغ أو تجاوز ثلاثة عتبات:

1 ـ 20% أو أكثر من الأسر تواجه انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، أو نقصًا حادًا في الغذاء

2 ـ 30% أو أكثر من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد

3 ـ يموت شخصان بالغان أو 4 أطفال على الأكثر من كل 10,000 شخص يوميًا بسبب الجوع أو الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.

في أعقاب حصار إسرائيل للغذاء والوقود على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تدهورت الأوضاع في أجزاء من غزة إلى مستويات تُقارب المجاعة بحلول أبريل/نيسان 2024. وظلت مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في غزة مُزرية. وتفاقمت الأوضاع في أوائل مارس/آذار 2025، عندما منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، وأعلنت عن إنشاء مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيع المساعدات الغذائية. ومنذ ذلك الحين، كانت المساعدات المتدفقة إلى غزة متقطعة وغير فعالة، وفي كثير من الحالات، قاتلة.

سيستمر الجوع في حصد أرواح سكان غزة ما لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام وتدفق غير محدود للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية والصحية وعلاجات سوء التغذية. وحتى لو سُمح بوصول هذه المساعدات، سيظل سكان غزة بحاجة إلى دعم طويل الأمد بعد تقديمها، لأن الجوع الحالي سيُثقل كاهل الأطفال بإعاقات بدنية وإدراكية مدى الحياة.  

كيف انزلقت غزة إلى مجاعة جماعية؟

في 2/3/2025، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع. وبدأت غزة في دوامة الانحدار نحو أسوأ أزمة إنسانية منذ بداية الحرب. وتواجه اليوم مستويات غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية الحاد. ويقدر برنامج الغذاء العالمي أن ثلث سكان غزة لا يأكلون لأيام متواصلة، وسط تقارير مقلقة عن تزايد الوفيات بسبب الجوع. وعقب تزايد الانتقادات، طبقت إسرائيل نظامًا جديدًا للمساعدات الإنسانية يتمحور حول مؤسسة غزة الإنسانية، التي لا تتبع نموذج تقديم مساعداتها المبادئ الإنسانية الراسخة المتمثلة في توزيع المساعدات بطريقة محايدة ومستقلة وغير متحيزة وآمنة. ولطالما انتقدت إسرائيل النظام السابق الذي قادته الأمم المتحدة، مشيرةً إلى تحويل كبير للمساعدات إلى حماس، على الرغم من أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين ينفون وجود أدلة تدعم هذه الاتهامات. وتدير المؤسسة حاليًا أربعة مراكز توزيع، مقابل مئات المراكز في ظل نظام الأمم المتحدة السابق، مما يجبر سكان غزة إلى عبور مناطق نزاع خطرة للحصول على مساعدات لا تتوفر إلا بكميات ضئيلة. وقد نتج عن ذلك ارتفاع حاد في عدد القتلى أثناء البحث عن الطعام بلغ عددهم أكثر من 1000 شخص قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات.

مع تصاعد الغضب الدولي، أعلنت إسرائيل مؤخرًا عن تدابير جديدة لتحسين تدفق المساعدات، بما في ذلك فترات توقف مؤقتة، وإنشاء ممرات، وإنزال جوي. ومع ذلك، فإن هذه التدابير لن تُعالج مشكلة الجوع المُتفشية في غزة. كما أن الإنزال الجوي خطير وغير فعال.ومع تصاعد الغضب الدولي، أعلنت إسرائيل مؤخرًا عن تدابير جديدة لتحسين تدفق المساعدات، بما في ذلك فترات توقف مؤقتة، وإنشاء ممرات، وإنزال جوي. ومع ذلك، فإن هذه التدابير لن تُعالج مشكلة الجوع المُتفشية في غزة. كما أن الإنزال الجوي خطير وغير فعال.

غزة بحاجة إلى أكثر من مجرد الغذاء لمعالجة كارثة صحية

يُعدّ الجوع أشدّ مظاهر الأزمة الصحية المُلحّة في غزة. فقد تضاعفت معدلات سوء التغذية الحادّ لدى الفئات السكانية الأكثر ضعفًا، لتصل إلى ما يقارب 20% لدى الأطفال دون سنّ الخامسة. ويعاني أكثر من 40% من النساء المرضعات والحوامل من سوء تغذية حادّ، مما يزيد من معدلات مضاعفات الحمل الخطيرة ووفيات الرضّع. ولم يبقَ في غزة سوى أربعة مراكز مُتخصصة لعلاج سوء التغذية، ومن المُتوقع أن تنفد إمداداتها بحلول منتصف أغسطس. ولن يُمثّل استئناف المساعدات الغذائية أو وقف إطلاق النار نهايةً للكارثة الصحية ، إذ يُواجه سكان غزة أزمةً مُمتدّة لأجيال.

إن نقص نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية يُضعف جهاز المناعة، مما يجعل سكان غزة اليوم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وغير قادرين على الشفاء بشكل صحيح. لذا، تنتشر الأمراض المعدية، بما في ذلك التهاب الكبد والجرب والقيء والإسهال بسرعة في الملاجئ المكتظة مع تعطل أنظمة المياه والصرف الصحي. وأصيب أكثر من 140 ألف غزي بقذائف الدبابات الإسرائيلية والشظايا والرصاص والقنابل. ستتطلب أعداد هائلة من المرضى المصابين بطلقات نارية وبتر أطرافهم إعادة تأهيل طويلة الأمد. ويتسبب القصف المتكرر والنزوح وفقدان أفراد الأسرة آثاراً نفسية مدمرة على سكان غزة، الذين واجه الكثير منهم بالفعل اضطرابات ما بعد الصدمة مدى الحياة دون الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي.

وقد أثقلت هذه التحديات غير العادية كاهل ما تبقى من البنية التحتية الصحية في غزة. ومنذ بداية الحربب، تم الإبلاغ عن أكثر من 1921 هجومًا على العاملين في مجال الرعاية الصحية والخدمات والبنية التحتية في غزة. وبالمقارنة مع الحرب في أوكرانيا، يواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة معدلات إصابة أعلى بـ 46 مرة ومعدلات وفيات أعلى بـ 143 مرة. وقد تضرر أو دمر ما لا يقل عن 94% من مستشفيات غزة، مع فقدان شمال غزة تقريبًا جميع سبل الوصول إلى الرعاية الصحية. وقد دُفعت أقلية من المرافق الصحية التي لا تزال تعمل جزئيًا إلى حافة الهاوية بسبب النقص الحاد في الإمدادات، وندرة العاملين في مجال الرعاية الصحية، والتهديدات الأمنية المستمرة. ويعاني العاملون في مجال الرعاية الصحية من سوء التغذية والإرهاق. وينهار المرضى والموظفون بشكل روتيني بسبب الجفاف الشديد وسوء التغذية، ويواجهون تناقصًا سريعًا في إمدادات التخدير والمضادات الحيوية وحليب الأطفال وغيرها من الأدوية الأساسية. كما أن أوامر الإخلاء الجديدة ونقص الوقود يُعطّلان الوصول إلى الخدمات القائمة بانتظام.

نتنياهو والضغوط الدولية

أجبر تزايد الإدانة الدولية للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والأزمة الإنسانية في الأسابيع الأخيرة إسرائيل على إعلان "هدنة إنسانية". في 21 يوليو/تموز، بعدما أدانت 30 دولة من دول الشمال العالمي رفض إسرائيل تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وبعد أيام من إعلان 12 دولة من دول الجنوب العالمي عن تدابير لمحاسبة إسرائيل على "سياساتها وممارساتها غير القانونية"، وتحذير 109 منظمة إنسانية من "المجاعة الجماعية" ، إلى جانب تزايد الاستنكار الشعبي حول العالم إزاء الصور الواردة من غزة. كل ذلك أثارت مخاوف نتنياهو من أن إسرائيل تفقد دعم حتى حلفائها التقليديين.

ومع ذلك، فإن الدعم الأمريكي المستمر للحكومة الإسرائيلية خفف من وطأة الضغوط الدولية على إسرائيل. وصرح السيناتور ليندسي غراهام بأن ترامب يعتقد أنه لا سبيل للتفاوض على إنهاء الحرب، وأن على إسرائيل "أن تستعيد السيطرة بالقوة ثم تبدأ من جديد". وبينما يستمر الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل، فمن غير المرجح أن تُغير الحكومة الإسرائيلية أولوياتها الاستراتيجية في غزة.

هل سينجح نتنياهو في تحقيق أهدافه؟

مع بدء حربها في غزة، تعهدت الحكومة الإسرائيلية بتدمير حماس، وأصرت على ألا تحل السلطة الفلسطينية محلها، وشككت في الجهود المبذولة للسماح لحكومة تكنوقراطية بترسيخ جذورها في غزة. وبدلاً من دعم بديل فلسطيني، استخدمت هجومًا عسكريًا لا هوادة فيه لإجبار الفلسطينيين على الاستسلام. وبينما قُتل عشرات الآلاف من مقاتلي حماس، لا توجد مؤشرات تُذكر على قرب الاستسلام. حتى سكان غزة، الذين أصبحوا يكرهون حماس، ليس لديهم أسباب كافية للاعتقاد بأن الاستسلام سيُحسّن حياتهم. في هذه الأثناء، عمّق أعداء إسرائيل الروايات العالمية حول وحشية إسرائيل ولامبالاتها بالمعاناة.

إن التعهد بالقضاء على جماعة ذات روابط سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة في مجتمع غزة والضفة الغربية أمرٌ سهل، لكن تحقيقه صعب. ومثل الأمريكيين في العراق وأفغانستان، يتعثر الإسرائيليون في تحقيق أهدافهم السياسية من خلال الحرب. ولذلك، فالتحدي الذي تواجهه إسرائيل الآن هو كيفية إنهاء الحرب، رغم عدم تحقيق هدفها المعلن. يمكنها أن تدّعي النصر بإطلاق سراح الرهائن، ويمكنها إجبار جزء من قيادة حماس على النفي؛ لكنها في النهاية ستحتاج إلى إيجاد نوع من التسوية، خصوصا وأن تكاليف الحرب ترتفع بشكل حاد بالنسبة لها، وفوائد استمرارها تتضاءل بسرعة.

هل تؤثر الحكومة الأمريكية تؤثر على إسرائيل في غزة؟

يوم الاثنين، 28 يوليو/تموز، وخلال مؤتمر صحفي في اسكتلندا، أقرّ الرئيس ترامب لأول مرة منذ 21 شهرًا بأن غزة تعاني من "مجاعة حقيقية". وسُئل عما إذا كان يتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم وجود مجاعة في غزة، فأجاب: "أقول لا تحديدًا، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين جدًا". وأضاف: "أريده أن يتأكد من حصولهم على الطعام". كما سُئل عن الخسائر المدنية في الحرب، فأجاب: "أخبرت إسرائيل أنه ربما يتعين عليها اتباع نهج مختلف". وتأتي هذه التصريحات في خضم غضب دولي من تصرفات إسرائيل في غزة. ولكن، لا بد من وضعها في سياق التحالف الأمريكي الإسرائيلي القوي على مدار عقود، حيث تُقدم الولايات المتحدة إسرائيل عسكريا وفي المحافل الدولية، واستخدمت حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن التي تستهدفها، بما في ذلك قرارات وقف إطلاق النار في عهد بايدن وترامب. وقد أدّت قوة التحالف والدعم الحزبي لإسرائيل تاريخيًا إلى اتخاذ قرارات يُنظر إليها على أنها ذات دوافع سياسية. ولطالما اعتُبرت هذه المشاركة السياسية عائقًا كأداء أمام الضغط الأمريكي وتغيير سياساته تجاه إسرائيل.

ماذا بقي لي أن أقول؟

الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب متواطئة بشكل علني في المعاناة التي لا توصف في غزة والواقع الحالي المتمثل في تفاقم المجاعة والموت جوعًا. لقد تضررت مصداقية الولايات المتحدة بشدة، وعمليًا، أصبحت الولايات المتحدة في وضع فرضته على نفسها، وضعًا متراجعًا للغاية، يجعلها عاجزة عن مساعدة سكان غزة. ويأتي إعلان الحكومة الإسرائيلية الأخير عن سماحها بهدنات إنسانية ردًا على اشمئزاز المملكة المتحدة وأوروبا، بما في ذلك التهديدات باتخاذ المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي خطوات لزيادة عزلة إسرائيل، مما قد يكون له آثار اقتصادية وأمنية جسيمة. من الحكمة افتراض أن التحول الإسرائيلي على الأرجح خطوة مؤقتة وغير مستدامة.

إن الدعم الأمريكي المستمر للحكومة الإسرائيلية خفف من وطأة الضغوط الدولية على إسرائيل. وصرح السيناتور ليندسي غراهام بأن ترامب يعتقد أنه لا سبيل للتفاوض على إنهاء الحرب، وأن على إسرائيل "أن تستعيد السيطرة بالقوة ثم تبدأ من جديد". وبينما يستمر الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل، فمن غير المرجح أن تُغير الحكومة الإسرائيلية أولوياتها الاستراتيجية في غزة.إذا أرادت الولايات المتحدة استعادة مصداقيتها وتحقيق تأثير هادف ودائم، فعليها إنهاء دعمها لمؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية وأن تضغط على إسرائيل لتفكيكه. كما يتعين عليها أيضا اتخاذ خطوات طارئة لاستعادة الدعم لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) واليونيسيف (UNICEF) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) بشكل مستدام، وضمان امتداد ممرات المساعدات وفترات توقفها إلى جميع أنحاء غزة لتحقيق غايات إنسانية، لا أهداف عسكرية.

كما يتعين على الإدارة أن تتحدث بوضوح عن الصورة الأكبر، وأن تتعمد وضع مسافة أكبر بينها وبين رئيس الوزراء نتنياهو، وتكثيف الضغط من أجل وقف إطلاق النار وتسوية سلمية تُحدد مستقبل الحكم الذاتي الفلسطيني والتعافي في غزة. وعليها الانضمام إلى المداولات الدولية حول الدولة الفلسطينية، لا مقاطعتها. وعليها كذلك إدانة العنف الجيش والشرطة والمستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، واستخدام أصواتها في الأمم المتحدة لزيادة الضغط على إسرائيل. فهل سيفعل ترامب ذلك؟! هذا ما نتمنى؛ ولكن ستبقى إرادة الشعوب والمقاومة فوق إرادة المحتل مهما زاد طغيانه، وإن عودة نتنياهو إلى الحرب في غزة، كما يقول جون ألترمان: "تؤكد متانة حماس، وعجز إسرائيل عن المضي قدما حتى نهاية الصراع، وأنه ليس لدى إسرائيل طريق نحو نتيجة مستدامة طويلة الأجل في غزة أو رؤية لذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير غزة حرب الفلسطينيين فلسطين غزة رأي حرب تداعيات أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مجال الرعایة الصحیة الحکومة الإسرائیلیة الولایات المتحدة الوفیات المرتبطة منذ بدایة الحرب الأمم المتحدة مجاعة فی غزة على إسرائیل سوء التغذیة بما فی ذلک وقف إطلاق سکان غزة إطلاق ا إلى غزة أکثر من هذا ما

إقرأ أيضاً:

الخوف يجتاح إسرائيل بسبب نتائج العدوان على غزة

أشار استطلاع رأي لصحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن  63% من الإسرائيليين يخشون من تهديدات أمنية قد تطالهم داخل بلادهم أو خارجها مع استمرار حرب غزة. 

ويأتي ذلك خشية من تداعيات الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع ضد أهالي القطاع. 

وأصدرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بياناً قالت فيه إنها وثقت استشهاد 1769 شخصا على الأقل من طالبي المساعدات منذ 27 مايو.

وأضاف البيان :"ندعو القوات الإسرائيلية للوقف الفوري للهجمات على الذين يؤمنون المساعدات".

وتابعت الأمم المتحدة بيانها بالقول :"الهجمات الإسرائيلية على من يؤمنون المساعدات فاقمت الفوضى وزادت حدة المجاعة".

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

وزير الخارجية لمسئولة بالاتحاد الأوروبي: نرفض ما يسمى “إسرائيل الكبرى” كلينتون: إسرائيل ليست لديها نية السماح بإقامة دولة فلسطين

قال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، إن إسرائيل ليست لديها أي نية للسماح بإقامة الدولة الفلسطينية. 

 وأضاف كلينتون قائلاً: "نتنياهو يريد الحرب ضد إيران لضمان بقائه في السلطة".

وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى ارتقاء 16 شهيداً من بينهم 5 من منتظري المساعدات جراء قصف الاحتلال مناطق عدة بقطاع غزة منذ فجر اليوم.

ويأتي ذلك استمراراً للعِدوان الإسرائيلي المُتواصل منذ أكتوبر 2023. 

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، حذر في اجتماع المجلس الوزاري المصغر من أن صبر واشنطن على الحرب في غزة بدأ ينفذ. 

وأشارت مصادر مُقربة من البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من نتنياهو تسريع العمليات العسكرية في غزة.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن الولايات المتحدة لم تأت برئيس يدعم إسرائيل مثل ترامب، على حد قوله.

وأضاف مُوجهاً حديثه لنتنياهو :"حان وقت فرض السيادة الإسرائيلية بشكل كامل وكل شيء جاهز".

وتابع قائلاً :"فكرة الدولة الفلسطينية خطر وجودي على إسرائيل ونحن مصممون على إنهائها".

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إن خطة إسرائيل تهدد الفلسطينيين في المنطقة بالإخلاء القسري الوشيك وهو جريمة حرب.

وتابع بيان المكتب الأممي :"قرار إسرائيل بناء مستوطنة جديدة في القدس الشرقية خطوة غير قانونية".

أصدرت وزارة الخارجية الألمانية بياناً، اليوم الجمعة، رفضت فيه بشدة تصريحات إسرائيل بشأن الموافقة على بناء آلاف الوحدات في مستوطنات الضفة الغربية.

ودعت ألمانيا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين :"الأونروا"، اليوم الجمعة، إن ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة يفتقرون إلى الغذاء والرعاية الصحية.

وأضاف بيان الأونروا :" ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة يواجهون تحديات يومية هائلة في الوصول إلى الخدمات الأساسية".

وأصدرت المفوضية الأوروبية في وقت سابق بياناً أدانت فيه ضم إسرائيل أراضي الضفة الغربية في خطوة استفزازية جديدة.

وقالت المفوضية الأوروبية :"هذا الضم غير قانوني ونعارضه".

مقالات مشابهة

  • قتلى في قصف إسرائيلي على غزة والأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
  • الخوف يجتاح إسرائيل بسبب نتائج العدوان على غزة
  • الأمم المتحدة: 1760 قتيلاً في غزة أثناء انتظار المساعدات والكارثة الإنسانية تتفاقم
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بوقف استهداف من يحاولون تأمين قوافل المساعدات في غزة
  • مؤسسة غزة الإنسانية تكشف تلقيها تمويلا من دول أوروبية
  • جالية العالم العربي بإيطاليا تدعم مصر وتدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"
  • أنقرة.. وقفة منددة باستهداف الصحفيين في غزة أمام سفارة "إسرائيل"
  • 102 منظمة دولية تطالب إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة