انقسام داخل إسرائيل بعد إعلان الموافقة على مقترح هدنة وتبادل أسرى
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
أثار إعلان حركة “حماس” موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حالة من الانقسام الحاد داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، بين مؤيدين يرون في الاتفاق فرصة لإعادة الأسرى ووقف الحرب، ومعارضين يرفضون ما وصفوه بـ”اتفاق جزئي” يمنح الحركة الفلسطينية فرصة للنجاة.
وأكدت “حماس” أنها قبلت مقترحًا قدم لها قبل يوم واحد، يتضمن هدنة مدتها 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًا، إضافة إلى تسليم جثامين أسرى قُتلوا، وفق ما نقلت مصادر دبلوماسية.
وبحسب دبلوماسي عربي، فإن المقترح قدمه كبير مفاوضي “حماس” خليل الحية إلى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ويشبه إلى حد كبير المبادرة الأمريكية التي طرحت في وقت سابق، حيث تبدأ المفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار مع انطلاق الهدنة المؤقتة، على أن تُستكمل التفاهمات النهائية خلال الشهرين.
في الجانب الإسرائيلي، انقسمت الآراء حول المقترح. وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وجه رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال فيها: “ليس لديك تفويض للموافقة على اتفاق جزئي. يجب تدمير حماس وليس منحها فرصة أخرى”.
من جهته، أكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن “حماس” خففت شروطها نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي، معتبراً أن أي اتفاق في هذه المرحلة سيمنح الحركة “شريان حياة”، مطالباً بالمضي قدمًا حتى تحقيق النصر الكامل وإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة.
وعلى منصة “أكس”، أرفق سموتريتش منشورًا له بصورة لمنشور للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يؤكد فيه أن السبيل الوحيد لإعادة الأسرى هو “مواجهة حماس وتدميرها”.
كما حذر أعضاء في حزب “الصهيونية الدينية”، مثل زفي سوكوت، من أن الاتفاق الجزئي قد يؤدي إلى التخلي عن نصف الأسرى، ويعرض الجنود لمزيد من المخاطر، ويضعف الموقف الدولي لإسرائيل.
في المقابل، دعا زعيم حزب “أزرق أبيض-الوحدة الوطنية” المعارض بيني غانتس الحكومة إلى المضي قدمًا في الاتفاق، مشددًا على أن “هذه لحظة اتخاذ قرارات حاسمة من أجل شعب إسرائيل وأمنه”.
كما أعربت الأحزاب الحريدية المشاركة في الائتلاف عن دعمها للاتفاق، حيث قال موشيه غافني من حزب “يهدوت هتوراه”: “إطلاق سراح الأسرى واجب ديني وإنساني، ويجب إنهاء معاناة العائلات”.
وأكد “منتدى عائلات الأسرى والمفقودين” في بيان له: “نطالب رئيس الوزراء ببدء مفاوضات جادة ومتواصلة لإطلاق سراح جميع الأسرى والمختطفين”.
ورغم تسلم إسرائيل المقترح الجديد من حركة “حماس”، مساء الاثنين، فإن رئيس الوزراء نتنياهو ألمح إلى استمرار العمليات العسكرية، مؤكدًا أن “حماس تحت ضغط هائل”، دون الإعلان عن موقف نهائي من المبادرة.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن تل أبيب ما زالت ترفض الاتفاقات الجزئية، وتصر على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، إلى جانب تلبية الشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب.
ويرى الوسطاء العرب أن تصلب الموقف الإسرائيلي يضعف فرص نجاح المساعي الدبلوماسية، ويعملون حاليًا على تسويق المبادرة كـ”مسار نحو اتفاق شامل” يمهّد لإنهاء الحرب بشكل نهائي.
قبرص ترسل 1200 طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر ميناء أسدود
أعلنت وزارة الخارجية القبرصية، اليوم، عن إرسال شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بلغ وزنها 1200 طن، وذلك عبر ميناء أسدود في إسرائيل، في إطار الجهود الدولية المستمرة لدعم سكان القطاع.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الشحنة غادرت مساء أمس من ميناء ليماسول، وتضم مواد غذائية أساسية، بما في ذلك وجبات مخصصة للأطفال. وقد ساهمت قبرص بـ700 طن من هذه المساعدات، فيما قدمت حكومة مالطا 500 طن إضافية.
وأشار البيان إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورًا محوريًا في دعم عملية الإرسال، التي تتم تحت رعاية آلية التسليم التابعة للأمم المتحدة. وأكدت الخارجية القبرصية أن البنية التحتية لجمع وفحص وتأمين المساعدات متاحة أمام المجتمع الدولي، وتُستخدم كمعبر إنساني إضافي لدعم سكان غزة.
ووفقًا لوكالة “رويترز”، فإن الشحنة التي خضعت للفحص المسبق لن تتطلب إجراءات أمنية إضافية عند وصولها إلى ميناء أسدود، على أن تتولى مؤسسة “وورلد سنترال كيتشن” الدولية توزيعها داخل القطاع.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن تسجيل ثلاث حالات وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، بسبب الجوع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع في القطاع إلى 266 شخصًا، من بينهم 112 طفلًا.
كما أفادت الوزارة أن إجمالي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفع إلى 62,064 قتيلًا، بالإضافة إلى 156,573 مصابًا.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحداث غزة أطفال غزة يموتون جوعا إسرائيل وغزة اتفاق جديد في قطاع غزة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رئیس الوزراء إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل خرقها لخطة ترامب “السلام في غزة”
آخر تحديث: 23 نونبر 2025 - 11:54 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- توقفت الحرب على قطاع غزة لكنها لم تنتهِ، هذه ليست أحجية ولا لغزاً، إذ مضى 40 يوماً على إعلان اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، وفقاً للخطة الأمريكية، لكن الجيش الإسرائيلي ما زال يواصل خروقاته شبه اليومية للاتفاق، ويعطل الدخول إلى المرحلة الثانية، لا بل إن قادة إسرائيل عادوا للتهديد والوعيد بشن عملية عسكرية واسعة على غزة، ما لم تلقِ حركة حماس سلاحها، وتتراجع عن محاولات إعادة بناء قدراتها العسكرية. 400 خرق لوقف إطلاق النار على مدار 40 يوماً، سقط على إثرها ضحايا جدد، ودمرت أشباه منازل، ونسفت مربعات سكنية، وتضاعفت خلالها القبضة الإسرائيلية الحديدية، التي تمنع آلاف النازحين من العودة إلى منازلهم وأماكن سكناهم، وتفرض إجراءات معقدة لدخول المساعدات الإنسانية، ما ينتهك البروتوكول الإنساني الملحق بإعلان وقف الحرب، ناهيك عن الواقع الديموغرافي الصعب الذي أنتجته تلك الإجراءات، وطالت أجزاء واسعة من قطاع غزة.وتنشر موجات التصعيد المفاجئ التي تعاقبت منذ توقيع اتفاق التهدئة، الرعب والهلع، في نفوس الغزيين، وقد أسفرت الخروقات المتواصلة عن سقوط أكثر من 300 فلسطيني من المدنيين العزل، غالبيتهم نساء وأطفال، فضلاً عن أكثر من 700 جريح، بينما اعتقل الجيش الإسرائيلي ما يزيد على 40 مواطناً خلال توغله في مناطق عدة، ما خلق واقعاً دموياً على التهدئة.وفي منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، أصبح تعرض النازحين لإطلاق النار العشوائي أمراً مألوفاً، ويرقب الأهالي بقلق طائرات الاستطلاع، وهي تحلق في سماء المنطقة، فيلتزمون خيامهم، وسط مشاعر من القلق تسيطر عليهم، وتخلو شوارع قطاع غزة من المارة، مع كل موجة تصعيد.ويروي النازح أحمد زعرب، من خان يونس، أن خروقات وقف إطلاق النار لا تقتصر فقط على منطقة المواصي، إذ تسمع أصوات القذائف والغارات في كل مكان من قطاع غزة، مبيناً أن موجات التصعيد الأخيرة، نقلت بالفعل تجربة لبنان إلى قطاع غزة.ويضيف لـ«البيان»: «لم نشعر بالهدوء منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، والغارات مستمرة بشكل شبه يومي، الجيش الإسرائيلي يتذرع بإطلاق النار على قواته بالقرب من الخط الأصفر، ويرد بقصف مكثف وعنيف، ونحن كنازحين من يدفع الثمن.. نحن في قلب النار».