مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي يختتم دورته السابعة بأكثر من 70 ورشة متنوعة
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
اختتم مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي نسخته السابعة التي نظمها البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع البرنامج الوطني للمبرمجين، بهدف إعداد جيل متمكن قادر على مواكبة التحولات الرقمية، ومزود بمهارات المستقبل، ومن أهمها تطوير واستخدام حلول الذكاء الاصطناعي، وتوظيفها في ابتكارات تكنولوجية تسهم في تقدم القطاعات الحيوية واستدامتها.
واختتم المخيم فعالياته، التي نظمت من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس، بأكثر من 70 ورشة معرفية وتفاعلية ضمت 9 ورش افتراضية وهاكاثونات وتحديات ومحاضرات، وشمل مختلف فئات المجتمع، من الصغار وطلبة المدارس والجامعات والشباب إلى خبراء الذكاء الاصطناعي والبرمجة، مقدماً تجربة معرفية شاملة غطت 7 محاور رئيسية، هي: مستقبل الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات وتعلم الآلة، والتطبيقات الذكية في التعليم والرعاية الصحية والقطاع المالي، وتطوير الويب والروبوتات، وحوكمة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والواقعين الافتراضي والمعزز.
ونظم المخيم بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة وكبرى الشركات التكنولوجية الرائدة، ومن ضمنها: لجنة عمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وجمارك أبوظبي، وشرطة دبي، وغرفة دبي للاقتصاد الرقمي، ومختبرات دبي للمستقبل، وفرجان دبي، وشراع، والقيادة العامة لشرطة الفجيرة، و"مايكروسوفت"، و"ميتا"، و"هواوي"، و"دِل تكنولوجيز" وبداية ميديا، وتودا، و"لونش باد"، و"سايبر نت"، وبنك "ستاندرد تشارترد"، واستديو الإبداع العميق، وجيل كود، و"بريني إن برايت"، و"روبولاند"، و"سريو" و" إدروبشن" و"جي تي آر إس"، و"بينانت إديوكيشن"، و"في آر أكاديمي"، و"1 جوف"، ومجتمع "أن ريل إنجين"، و"هيورستك"، و"ماث ووركس"، و"واكا تيك" و"هاوس أوف هايب"، واستديو "نوفا درميرز"، و"دي كودنغ ساينس"، ومتحف اللعب التجريبي "أولي أولي"، و"إنتيجر أيه آي"، و"لوكو بير"، ومختبرات "ثينك ميديا"، و"آي سكاي تيك"، و"فويس إيه آي"، وأكاديمية "إي دي تيك"، و"سبكترم نتووركس" ومؤثرين بارزين.
وأكد صقر بن غالب، المدير التنفيذي لمكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن المخيم يمثل منصة وطنية متقدمة تهدف إلى تطوير القدرات الرقمية لشباب الدولة، عبر توفير بيئة تعليمية مبتكرة تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مشيراً إلى أن المخيم أصبح رحلة ملهمة لصقل العقول، وتمكين الطاقات الوطنية، وغرس ثقافة الابتكار في جيل المستقبل.
وقال صقر بن غالب إن المخيم شكل نقطة انطلاق للمشاركين نحو آفاق أوسع، ممهداً الطريق لفهم أعمق لأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بما يعزز دورهم في رسم ملامح مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، واستكمال مسيرة البناء الرقمي، لافتاً إلى أن مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي يترجم رؤية القيادة بأن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار لمستقبل دولة الإمارات.
وتميزت النسخة السابعة بتنوع ورشها المختلفة التي شملت مواضيع محورية منها؛ الذكاء الاصطناعي الإبداعي وجاهزية الجهات الحكومية للمستجدات العالمية في المجالات الحديثة، مثل وكلاء الذكاء الاصطناعي وترسيخ المهارات القيادية في هذا المجال والذكاء الاصطناعي والمهارات المستقبلية، وكيف يمكن لهذه التقنيات حماية البيئة وتعزيز الاستدامة وتطوير مجالات التعليم ومختلف القطاعات ذات الأولوية.
كما شهد المخيم عقد ورش توعوية في الأمن السيبراني لمختلف الفئات العمرية والأطفال وأولياء الأمور بهدف التوعية بتحدياته وفرصه، وورش عمل في مجالات التقنيات الحديثة وأمن الذكاء الاصطناعي، وأخرى حول الجرائم الإلكترونية، فيما عقد المخيم سلسلة ورش معرفية في مجالات ريادة الأعمال، وأسرار هندسة الأوامر لتحسين الإنتاجية ورفع الكفاءة والأداء.
وركز المخيم على تقديم تجارب تفاعلية وعملية في مجال الذكاء الاصطناعي للمتعلمين الصغار من خلال استخدام مجموعات روبوتية ذكية مزودة بحساسات وكاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعي والمشاركة في تجارب ممتعة تساعدهم في فهم كيفية استجابة الذكاء الاصطناعي للمدخلات من العالم الواقعي وجلسات نشاط ممتعة وتفاعلية مصممة للأطفال بصحبة أولياء أمورهم، تتضمن ألعاباً تفاعلية وأنشطة تعليمية مختلفة مجالات الذكاء الاصطناعي تشمل سرد القصص، والروبوتات، والتصميم وغيرها، ما يعزز مهاراتهم الإبداعية ويُنمّي قدراتهم المستقبلية.
وشهد مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي في رحلته منذ انطلاقه، إقبالا كبيرا ومشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع، إذ استقطب أكثر من 34 ألف مشارك من مختلف المراحل التعليمية والخلفيات الأكاديمية في فعالياته وورشه التدريبية وحلقاته النقاشية المتنوعة، والهادفة إلى تنمية مهارات المنتسبين بأحدث التقنيات التكنولوجية. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
حكماء المسلمين في إندونيسيا ينظِّم ندوة وطنيَّة لمناقشة سبل تعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي
نظَّم مكتب مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا ندوة وطنية بعنوان «حين يلتقي العلماء بالخوارزميات»، وذلك بالتعاون مع جامعة سونان كاليجوغا الإسلامية الحكومية بيوجياكرتا، وذلك بمشاركة نخبة من العلماء وقادة الفكر، في مقدمتهم الدكتور محمد قُريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين؛ والدكتور أمين عبد الله، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة سونان كاليجاغا، والدكتةر نورهايدي حسن، رئيس الجامعة، والدكتور محمد زين المجد، عضو المكتب التنفيذي للمجلس؛ والدكتور مرداني ريساتياوان، خبير الذكاء الاصطناعي من جامعة جاجاه مادا، وشَهِدَت الندوة حضور ما لا يقل عن 700 مشارك من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا.
مجلس حكماء المسلمين يحتفي بالمرأة ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب 2025 "الأمَّة بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف".. ندوة بجناح حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتابوفي كلمته الافتتاحية، أكَّد الدكتور مخلص محمد حنفي، مدير مكتب المجلس في إندونيسيا، أنَّ التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي تفرض أسئلة جوهريَّة حول مستقبل الخطاب الديني وأشكال المرجعية، مؤكدًا أنَّ «الآلة قد تُحسن محاكاة المعرفة، لكنَّها لا تستطيع إنتاج الحكمة»، مشيرًا إلى أنَّ أهمية الندوة تكمُنُ في البحث عن السبل التي تضمن حضورًا رشيدًا للدين في عصر تتنامى فيه سلطة الخوارزميَّات، وأنَّ المجلس ينظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره ملفًا قيميًّا وأخلاقيًّا، لا تقنيًا فحسب؛ وأنَّ التحدي الأكبر هو حماية الكرامة الإنسانية وضمان بقاء التقنية في إطار الضوابط الأخلاقية.
وطرح الدكتور محمد قريش شهاب قراءةً منهجيَّةً للعلاقة بين الفقه الإسلامي والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنَّ التعامل مع الظواهر المستجدة ينبغي أن يجمع بين «النظر الجديد» و«القيم الموروثة الراسخة»، وأنَّ قبول المعلومة -أيًّا كان مصدرها- يجب أن يخضع لمعايير العدالة والضبط كما استقر في علم الحديث، منوِّهًا بأهمية الذكاء الروحي والذكاء الأخلاقي في ترشيد اتخاذ القرار، مع التَّذكير بأن الفتاوى في التراث تتغير بتغيُّر أحوال السائلين وظروفهم، وهو ما لا تستطيع الخوارزميات إدراكه.
من جانبه، أكَّد الدكتور محمد زين المجد أنَّ الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديدًا لجوهر الدين ولا لوظيفة الإنسان كخليفة، لكنَّه قد يربك منظومات السلطة الدينية. وأشار إلى أنَّ القلق من «تفوق الخوارزميات» يجب أن يُجابَه بالوعيِ بأن الإنسان يملك ما لا تملكه الآلة: الحكمة، والبصيرة، والروح. كما ذكَّر بأنَّ التاريخ الإسلامي شهد مرارًا صدمات حضارية عميقة، ومع ذلك ظلَّ العلماء قادرين على الحفاظ على ثوابتهم دون الانغلاق أمام المعارف الجديدة.
وسلط الدكتور أمين عبد الله الضَّوء على التحولات الكبرى في أنماط استهلاك المعرفة الدينية؛ حيث بات الذكاء الاصطناعي والفضاء الرقمي يصنعان «تجزئة في السلطات الدينيَّة» ويعيدان تشكيل الجمهور، محذِّرًا من تراجع القراءة الجادَّة لدى الشباب، ومن تصاعد ظاهرة «تسليع الدين» في المنصات الرقمية، داعيًا المؤسسات الأكاديمية الدينية إلى تطوير مناهجها وإستراتيجياتها لمواجهة هذا الواقع.
واستعرض رئيس جامعة سونان كاليجاغا، الدكتور نورهايدي حسن، آثار الإعلام الرقمي على البنية الدينية، مشيرًا إلى أن تشتت السلطات الدينيَّة قد يُفهم أحيانًا كمساحة لدمقرطة المعرفة، لافتًا إلى أنَّ التحدي الحقيقي أمام العلماء يكمن في فَهْمِ الجمهور الجديد الذي يبحث عن «إسلام جاهز للاستخدام» وليس منظومات معرفية مطولة، مؤكدًا ضرورة إلمام العلماء بـ«لغة الخوارزميات» ومبادئها: الارتباط بالجمهور، التخصيص، الحضور الرقمي، وملاءمة المحتوى.
وقدَّم الدكتور مرداني ريساتياوان رؤية نقدية لتعريف الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة النظر إليه كأداة صنعها الإنسان بكل ما تحمله من محدوديَّات. وأوضح أن قوة الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على «توليد بصيرة» من بيانات ضخمة يزوِّده بها المستخدمون عبر المنصات الرقمية، مشيرًا إلى عدد من المبادرات العالمية لرقمنة التراث التفسيري للأديان، مؤكدًا أهمية مشاركة الجامعات الدينية في هذه الجهود من خلال الرقمنة، والتحكيم، والتوجيه القيمي للبيانات المستخدمة.
وتأتي هذه الندوة في إطار جهود مجلس حكماء المسلمين لتأكيد أهمية الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وضمان توجيه هذه التقنيات الحديثة لخدمة الإنسان وتعزيز قيم الحوار والتعايش والسلام، بما ينسجم مع رسالة المجلس في ترسيخ الحكمة وبناء الوعي في المجتمعات.