لن تكون قمتا الجولة الثالثة لدوري نجوم بنك الدوحة، اختبارا للأربعة الكبار وهم الدحيل والريان والسد والغرافة، لكنه سيكون اختبارا مهما أيضا لجماهيرهم الغفيرة التي غاب معظمها عن مباريات الجولتين الأولى والثانية، وهو أمر لم يكن متوقعا مع إقامة المباريات على الملاعب المونديالية، ومع الندية والإثارة التي ظهرت منذ صافرة البداية في أول لقاء.

مباراتا القمة تستحقان اهتماما أكبر من الأندية الأربعة، وتستحقان استعدادات مختلفة، من أجل جذب أكبر عدد من الجماهير لاثنتين من أهم مباريات الدوري بشكل عام والجولة بشكل خاص.
وقد لا تكون المباراتان حاسمتين في الوقت الحالي، لكن من المؤكد أن نتيجتهما سيكون لها تأثير كبير على مسيرة الفرق الأربعة خاصة الدحيل والريان (المتعثرين)، والسد الذي لم يكن مرضيا، والغرافة أيضا الذي يطالبه جمهوره بإثبات كفاءته وقدرته على المنافسة بالدوري، وعدم تكرار السقوط والخسارة أمام الزعيم، خاصة وأن لقاء الفريقين يعتبر لقاء سوبر للكرة القطرية كون الغرافة بطل كأس الأمير المفدى، والسد بطل الدوري.  القمتان يجب أن تحظيا باستعدادات ضخمة من جانب الفرق الأربعة، والتي يجب عليها أن تبذل جهدا كبيرا لجذب أكبر عدد من الجمهور، من خلال العملية الترويجية، ومن خلال الفعاليات التي يمكن إقامتها والتي تسعد جماهيرهم، وتسعد أيضا الجماهير القطرية بشكل عام.  ومن المؤكد أن هاتين المباراتين ستكونان مقياسا حقيقيا للاهتمام الجماهيري القطري بدوري نجوم الدوحة الذي أثبت بما لا يدع مجالا للشك امتلاكه لمواصفات الدوريات القوية والمنافسة المثيرة والصراع الشرس ولا ينقصه سوى الحضور الجماهيري وهي مهمة الأندية الأربعة. 
القمتان فيهما من الإثارة ما يكفي لامتلاء استاد أحمد بن علي الذي يستضيف قمة الريان والدحيل، وجاسم بن حمد الذي يستضيف مباراة السوبر ومباراة القمة بين السد والغرافة.
الثأر شعار القمتين
لعل أهم ما يزيد من الإثارة المتوقعة ويجعل قمة الريان والدحيل فوق صفيح يغلي، أن المباراتين ترفعان شعار (الثأر) خاصة الريان والغرافة.  
فالريان سقط برباعية في القسم الأول أمام الطوفان في الموسم الماضي، وأخفق في التعويض بالقسم الثاني وتعادلا سلبيا. 
والغرافة مهمته أكثر صعوبة لأنه لم يخسر فقط في مباراتي الموسم الماضي أمام السد، لكنه خسر رباعية في المباراتين أي أن شباكه اهتزت 8 مرات بأقدام مهاجمي السد الذين يعرفون الطريق جيدا إلى مرمى الفهود.  سقوط الريان والدحيل في الخسارة أمام الشمال والوكرة الجولة الماضية، وهو ما أثار غضب وحزن جماهير الأمة الريانية، وجماهير الطوفان، ويزيد من قوة المواجهة التي لا بديل فيها عن النصر لإرضاء الجماهير، حيث تطالب جماهير الناديين فريقيهما بتعويض هذه الخسارة، كما تطالب جماهير الطوفان فريقها بأول انتصار، وجماهير الريان بتأكيد قدرته على المنافسة.
 
سوبر قطري
القمة الثانية ستكون أكثر اشتعالا لأنها أول مواجهة بين الفريقين منذ لقائهما الأخير بربع نهائي كأس الأمير المفدى، وهي المباراة التي شهدت تفوق الغرافة ونجاحه في حرمان الزعيم من الثلاثية بعد فوزه بالدوري وكأس قطر، وهو ما يجعل السد أيضا يخوض المواجهة بشعار الثأر.
المواجهة تزداد قوة وحرارة وتصل إلى درجة الغليان كون الغرافة على الصدارة ويرفض التنازل عنها والزعيم يريد الوصول إليها حتى يؤكد لجماهيره غير الراضية أنه قادر على الاحتفاظ بلقبه للموسم الثالث على التوالي.  اللقاء يعتبر بمثابة (مباراة السوبر القطري) الذي توقف منذ عدة مواسم بسبب ضغط الروزنامة، وهو ما يمثل هدفا إضافيا لكل فريق للتربع على عرش الكرة القطرية، والمضي قدما نحو المنافسة بقوة على اللقب.

قطر دوري نجوم بنك الدوحة

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات قطر دوري نجوم بنك الدوحة الأكثر مشاهدة

إقرأ أيضاً:

تحت المطر والنار.. يوم فلسطيني ثقيل من المعاناة والانتظار

غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:

في يومٍ شتويّ ثقيل، تداخلت فيه أصوات المطر مع أصداء القصف، استيقظ الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، اليوم ، على مشهدٍ مركّب من المأساة الإنسانية، والقلق الأمني، والانتظار السياسي. فبين منخفضٍ قطبيٍّ كشف هشاشة الإيواء، وخروقات عسكرية لاتفاق وقف إطلاق النار، وأزمة صحية تتفاقم بصمت، ظلّت حياة المدنيين معلّقة بين السماء والأرض.

لم يكن المنخفض القطبي «بيرون» مجرد حالة طقس عابرة، بل تحوّل في غزة إلى عامل قتلٍ جديد، حين هطلت الأمطار الغزيرة على أحياء سبق أن حُوّلت إلى ركام بالقصف، فانهارت مبانٍ متصدّعة، وغرقت خيام لا تقي بردًا ولا مطرًا. ومع كل ساعة، كانت تتكشّف طبقات جديدة من الكارثة، خصوصًا في مناطق النزوح شمالي القطاع وجنوبه.

في الوقت ذاته، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته الميدانية، عبر إطلاق نار وغارات وعمليات نسف، ما بدّد آمال السكان بهدوءٍ مستقرّ بعد الهدنة، وكرّس شعورًا بأن وقف إطلاق النار لا يزال هشًّا، وقابلًا للانهيار في أي لحظة.

أما في الضفة الغربية، فقد اتّخذ العنف شكلًا آخر، تمثّل في اعتداءات المستوطنين المتواصلة، وتجريف الأراضي، واقتحام القرى، في مشهدٍ يوميٍّ يعمّق الإحساس بانعدام الحماية، ويقوّض أسس الحياة الزراعية والاجتماعية للفلسطينيين.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان صحفي، اليوم، إن المنخفض القطبي «بيرون» فاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، متسببًا بخسائر بشرية ومادية واسعة، في ظل أوضاع إيواء هشة ناجمة عن الدمار الواسع والحصار المستمر. وأوضح أن الأحوال الجوية القاسية ضربت مناطق سبق استهدافها بالقصف، ما حوّل المنخفض إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين، ولا سيما النازحين.

وبحسب البيان، أسفر انهيار منازل وبنايات متضررة سابقًا عن استشهاد 11 فلسطينيًا، مع استمرار البحث عن مفقودين، إضافة إلى انهيار ما لا يقل عن 13 منزلًا في محافظات القطاع. كما أدّت الأمطار والرياح إلى انجراف وغرق أكثر من 27 ألف خيمة، وتضرر نحو 53 ألف خيمة بشكل كلي أو جزئي، ما أثّر على أوضاع أكثر من 250 ألف نازح يعيشون في مراكز إيواء وخيام تفتقر لأدنى مقومات الحماية.

وقدّر المكتب الإعلامي الحكومي الخسائر المادية الأولية بنحو 4 ملايين دولار، تركزت في قطاع الإيواء، نتيجة تلف الخيام ومواد العزل والفرشات والمستلزمات الأساسية، إلى جانب أضرار واسعة في الطرق المؤقتة والبنية التحتية، وتعطّل شبكات المياه والصرف الصحي، الأمر الذي صعّب وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني، ورفع مخاطر التلوث وانتشار الأمراض.

وأضاف البيان أن الأضرار امتدت إلى تلف مواد غذائية ومساعدات وُزّعت مؤخرًا، وغرق أراضٍ زراعية ودفيئات يعتمد عليها نازحون كمصدر دخل، فضلًا عن تضرر نقاط طبية متنقلة، وفقدان أدوية ومستلزمات إسعاف، وتعطّل وسائل إنارة وطاقة بديلة في مراكز النزوح.

وحمّل المكتب الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة، معتبرًا أن منع إدخال الخيام والبيوت المتنقلة ومواد الطوارئ يشكّل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل للضغط من أجل فتح المعابر، وتوفير إيواء وحماية فورية، تفاديًا لتكرار المأساة مع أي منخفضات جوية قادمة.

ويروي أحمد الزعانين، أحد أفراد الدفاع المدني الفلسطيني، تفاصيل الساعات الثقيلة التي أعقبت انهيار منزل عائلة بدران في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، جراء العاصفة. قائلًا إن أصوات المطر لم تكن الأعلى في ذلك المكان، بل صرخة طفل محاصر تحت الخرسانة والحديد.

يوضح الزعانين لـ«عُمان»: «كنا نعمل بمعدات بسيطة جدًا، والمكان كان شبه غارق بالمياه، والركام غير مستقر. فجأة سمعنا صوت طفل يصرخ من خلف الأسياخ الحديدية: «فين أبوي؟». حاولنا طمأنته، كنا نكرر عليه: «أبوك بخير، إحنا معك»، بينما كنّا نعلم جيدًا أن والده قد استُشهد تحت الأنقاض».

ويضيف أن الطفل وسام بدران كان الناجي الوحيد بعد انهيار المنزل، الذي كان متضررًا بشكل كبير جرّاء القصف السابق. «وسام كان محاصرًا بين الجدران الخرسانية وحديد التسليح لفترة طويلة، ومع استمرار الأمطار كان الخطر يتضاعف. ورغم شحّ المعدات ووعورة المكان، تمكّنت طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية من انتشاله حيًّا، فيما جرى انتشال خمسة شهداء من أفراد عائلته».

هدنة مثقوبة.. خروقات لا تتوقف

ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، شهد اليوم، خروقات ميدانية متواصلة من قبل جيش الاحتلال. فقد ارتقى الشاب محمد صبري الأدهم (18 عامًا) برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة جباليا النزلة شمالي قطاع غزة.

كما أطلقت مروحيات إسرائيلية النار شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف ضخمة في المنطقة ذاتها، وسلسلة غارات جوية على مدينة رفح جنوبًا، إضافة إلى إطلاق نار من الآليات العسكرية شرقي خان يونس.

يقول فروانة لـ«عُمان»: «الأوضاع الحالية تؤكد هشاشة الهدنة بشكل واضح، فاستمرار خروقات الاحتلال يعكس عدم وجود إرادة حقيقية للالتزام بالاتفاقيات، ويجعل أي استقرار مرحلي هشًا وسريع الزوال».

ويضيف: «هذا الواقع يضع الفلسطينيين أمام معادلة صعبة، بين الصمود تحت القصف والمطر، وبين الضغوط الدولية المحدودة التي لم تُفرِض على الاحتلال أي التزام فعلي».

إلى ذلك أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في تقريرها الإحصائي الصادر اليوم، بوصول 3 شهداء إلى مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية، بينهم شهيدان جديدان، وشهيد واحد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، إضافة إلى 16 إصابة.

ومنذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر2025، بلغ إجمالي الشهداء 386، والإصابات 1018، فيما وصل عدد المنتشلين إلى 628. أما الحصيلة التراكمية منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، فقد ارتفعت إلى 70,654 شهيدًا، و171,095 إصابة.

وأشارت الوزارة إلى أن انهيارات المباني الناتجة عن البرد القارس والمنخفض الجوي أسفرت عن وفاة 10 أشخاص خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر، كما جرى اعتماد وإضافة 277 شهيدًا إلى الإحصائية التراكمية بعد استكمال بياناتهم.

مقالات مشابهة

  • صراع النقاط الأوروبية.. نوتينجهام فورست يواجه توتنهام هوتسبر في اختبار صعب بالبريميرليج
  • ريال مدريد في اختبار صعب أمام ألافيس وسط غيابات وضغوط في الليجا
  • مانشستر سيتي في اختبار صعب أمام كريستال بالاس
  • الحباشنة يكتب..مجلس النواب أمام اختبار ضبط الخطاب وحماية استقرار الدولة
  • تحت المطر والنار.. يوم فلسطيني ثقيل من المعاناة والانتظار
  • تراجع السيولة النقدية في العراق يضع الرواتب والمصارف أمام اختبار صعب
  • بيراميدز أمام اختبار برازيلي ناري في كأس القارات للأندية.. تفاصيل المواجهة المرتقبة
  • لبنان.. الجدار الإسرائيلي يضع «اليونيفيل» أمام اختبار صعب
  • مصر القومي: قرار فلوريدا يضع لندن في اختبار حقيقي أمام الإخوان
  • زيلينسكي: إجراء انتخابات في أوكرانيا يتطلب وقف إطلاق النار