في تقرير نشره موقع "فلسطين كرونيكل"، سلط الكاتب والمُخرج الوثائقي البريطاني الفلسطيني روبرت إنلاكيش الضوء على صفقة أسلحة ضخمة بين الحكومة البريطانية وشركة السلاح الإسرائيلية "إلبيت سيستمز"، وما يكشفه ذلك من تواطؤ سياسي وأمني في جرائم الحرب على غزة.

وأوضح الكاتب أنه تم الكشف يوم الجمعة عن أن الحكومة البريطانية تستعد لتوقيع عقد ضخم بقيمة 2.

7 مليار دولار مع أكبر شركة أسلحة إسرائيلية "إلبيت سيستمز".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: مريم أبو دقة وثقت الحرب وسقطت شهيدة العدسةlist 2 of 2هآرتس: تعنت نتنياهو ينسف جهود وقف إطلاق النارend of list

وأفاد الكاتب بأن الحكومة البريطانية، استجابة للضغط الشعبي الكبير للتحرك ضد حملة التجويع المستمرة التي تشنها إسرائيل على غزة والتي صنفتها الأمم المتحدة الآن مجاعة، أعلنت عن نيتها الانضمام إلى فرنسا وكندا وأستراليا للاعتراف بفلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر انعقاده في سبتمبر/أيلول المقبل.

وفي العام الماضي، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن حكومته ستعلق 30 رخصة لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرا إلى وجود "خطر واضح" من أن المكونات المبيعة قد تُستخدم في انتهاك القانون الدولي.

ومع ذلك، اختارت الحكومة عدم تعليق 320 رخصة تصدير أسلحة أخرى، تشمل مكونات لطائرات مقاتلة من طراز إف-35، وواجهت بشأن ذلك دعاوى قضائية، لكنها حصلت في النهاية على الموافقة لمواصلة بيع هذه المكونات.

دليل إدانة

وذكر الكاتب أن ديفيد لامي وقع الآن على رسالة مشتركة مع حلفاء بريطانيا الغربيين، مؤكدا أن قرار اللجنة العليا للتخطيط الإسرائيلية بالموافقة على خطط بناء المستوطنات في منطقة "إي1" شرق القدس أمر غير مقبول ويعد انتهاكا للقانون الدولي".

واعتبر الكاتب أن هذا الأمر مهم، ليس لإظهار موقف بريطانيا الرافض لإسرائيل، بل لأنه يُعد دليلا يدينها، إذ يكشف عن علمها بانتهاكات إسرائيل المتكررة للقانون الدولي أو على الأقل نواياها في القيام بذلك. ومع ذلك، تستمر بريطانيا في دعم إسرائيل والإسهام في استمرار جرائم الحرب التي ترتكبها.

ستارمر وحكومته أمام لاهاي

وقال الكاتب إن رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر شجع بشكل ملحوظ على تكتيكات الحصار الإسرائيلية التي تشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي قبل توليه منصبه.

إعلان

فقد صرح ستارمر قائلا إن "لإسرائيل هذا الحق"، ردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن تل أبيب ينبغي أن تكون قادرة على قطع المياه عن غزة، وذلك خلال مقابلة مع إذاعة "إل بي سي" في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتبين أنه عند تولّي حزب العمال السلطة، كان نصف أعضاء حكومة ستارمر ممولين من اللوبي الإسرائيلي. وليس هذا فحسب، بل إن شركة "كوادراتشر كابيتال"، التي قدمت لحزب العمال البريطاني أكبر تبرع له على الإطلاق بقيمة 5.4 ملايين دولار، تمتلك أيضا أسهما بقيمة 121 مليون دولار في مجموعة من شركات الأسلحة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية، التي أسهمت في دعم الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.

وتستثمر كوادراتشر كابيتال في شركات تنتج مكونات لطائرات إف-35 الإسرائيلية. لذلك، ليس من المستغرب أن الحكومة البريطانية خاضت معركة قضائية للسماح ببيع هذه المكونات للجيش الإسرائيلي رغم علمها باستخدام الطائرات في ارتكاب مجازر ضد المدنيين في "المناطق الإنسانية".

عند تولي حزب العمال السلطة، كان نصف أعضاء حكومة ستارمر ممولين من اللوبي الإسرائيلي تعاون في الإبادة

أما في ما يتعلق بأكبر شركة أسلحة إسرائيلية، إلبيت سيستمز، فتزداد القصة سوءا. فقد تعاونت الحكومة البريطانية مع الشركة طوال فترة الإبادة في غزة.

وفي وقت سابق من هذا العام، حصلت "ديكلاستد يو كيه" على وثائق كشفت أن حكومة حزب العمال البريطانية عقدت اجتماعا خاصا مع شركة إلبيت سيستمز في ديسمبر/أيلول 2024، بعد أشهر قليلة فقط من استخدام طائرات مسيرة من إنتاج إلبيت ضد 3 من قدامى المحاربين البريطانيين الذين كانوا يحمون قافلة مساعدات إنسانية.

وردا على القتل المتعمد لمواطنين بريطانيين، حضرت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، الاجتماع الخاص مع ممثلي شركة إلبيت سيستمز، وقد تم إخفاء محتوى الاجتماع عمدا.

خلية استخبارات خاصة

وأشار الكاتب إلى أن "إلبيت سيستمز" حثت السلطات البريطانية على قمع النشاط المؤيد لفلسطين. ووفقا لملفات مسربة، تمتلك الشركة "خلية استخبارات خاصة بها وتشارك المعلومات مع الشرطة في جميع أنحاء بريطانيا على أساس نصف شهري".

وأضاف الكاتب أنه تبيّن لاحقا أن شركة "إلبيت سيستمز" ضغطت على وزارة الداخلية البريطانية لإعادة محاكمة ناشطي ومؤسسي حركة "فلسطين أكشن" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بهدف معاقبتهم قانونيا.

ورغم غياب الأدلة على دعم "فلسطين أكشن" للعمل المسلح أو تلقيها تمويلا من إيران، سرّبت وزارة الداخلية لصحيفة تايمز البريطانية مزاعم بهذا الشأن، مما أدى إلى تصاعد التقارير الإعلامية من دون تحقق أو أدلة، التي شوهت سمعة الحركة واعتبارها كيانا مدعوما من الخارج.

تورط مباشر

واختتم الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن الحكومة البريطانية، بينما تواصل قمع أصوات المعارضة، تتيح لشركة "إلبيت سيستمز" أن تجني أرباحا هائلة ارتفعت بشكل ملحوظ طوال عام 2025 نتيجة استفادتها من الإبادة الجماعية، مضيفا أن "شركاءها في الجريمة" هم كير ستارمر وفريقه الممول من الشركات، الذين يتحملون مسؤولية مباشرة عن التورط في تلك الإبادة.

وشدّد الكاتب على أن اعتراف بريطانيا بحق فلسطين في الوجود داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة لن يبرّر استمرار مساعيها لمحو فلسطين من الخريطة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات أن الحکومة البریطانیة إلبیت سیستمز الکاتب أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يشعل خلافا جديدا مع صادق خان.. وعمدة لندن يرد: مهووس بي

أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة جديدة من السجال مع عمدة لندن صادق خان، بعد تصريحات حادة اتهمه فيها بمحاولة "تغيير هوية" العاصمة البريطانية، ما دفع خان للرد بوصف ترامب بأنه "مهووس" به، في مواجهة سياسية امتدت أصداؤها إلى الحكومة البريطانية.

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها في لندن، كارلا آدم، قالت فيه إنه في ظل التوتر القائم بين الولايات المتحدة وأوروبا، أشعل الرئيس دونالد ترامب من جديد فتيل الخلاف مع عمدة لندن صادق خان، الذي اتهمه زورا بمحاولة فرض الشريعة الإسلامية في العاصمة البريطانية، واصفا إياه بأنه "فظيع، شرير، ومثير للاشمئزاز".

وأضافت أنه سرعان ما ردّ خان، واصفا ترامب بأنه "مهووس" به، ووجّه إليه انتقادا لاذعا آخر، مشيرا إلى أن عددا قياسيا من الأمريكيين ينتقلون للعيش في بريطانيا.

وأشارت أن الحكومة البريطانية تدخّلت للدفاع عن خان، موجّهة توبيخا نادرا للإدارة الأمريكية، التي سعت جاهدة للحفاظ على تحالفها معها رغم عدم استقرار ترامب السياسي والمزاجي.

وبينت أن رحى الحرب الكلامية بين ترامب وخان دارت بشكل رئيسي في موقع مجلة "بوليتيكو" الذي نشر مقالة مع ترامب هذا الأسبوع وصف فيها رئيس بلدية لندن، وهو مسلم ذو ميول يسارية ومن أصول باكستانية بريطانية، بأنه "رئيس بلدية فظيع، وحشي، ومثير للاشمئزاز"، وزعم أن لندن "مكان مختلف" عما كانت عليه يوما ما.

وقال ترامب في المقابلة: "أحب لندن... أكره أن أرى هذا يحدث"، مشيرا إلى أن "جذوري أوروبية". فقد وُلدت والدة ترامب في اسكتلندا، وهاجر جده لأبيه من ألمانيا.

وقالت إنه عندما طُلب من خان الرد، قال لموقع "بوليتيكو" إن ترامب "مهووس" به، وأشار إلى المفارقة في تدفق الأمريكيين إلى بريطانيا.

وأوضَحَت أنه خلال فترة الاثني عشر شهرا المنتهية في أيلول/ سبتمبر، تقدم أكثر من 8,000 أمريكيا بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية، وهو رقم سنوي قياسي، بزيادة قدرها 41 بالمئة عن الاثني عشر شهرا السابقة، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.

وذكرت أن خان قال، مستخدما عبارة ترامب: "لندن تتحول إلى مكان مختلف. نحن أعظم مدينة في العالم."
وأضاف: "أظن أن هذا أحد أسباب توافد أعداد قياسية من الأمريكيين إلى هنا لقضاء العطلات، أو للإقامة، أو للاستثمار، أو للدراسة".

وبيّنت أنه لطالما تحفظت الحكومة البريطانية على توجيه انتقادات علنية لإدارة ترامب. ويوم الثلاثاء، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن داونينغ ستريت نفت تقصيرها في دعم خان، وأكدت أن رئيس الوزراء كير ستارمر يتمتع بعلاقات متينة مع الرجلين.

ولكن بحلول يوم الأربعاء، ازداد موقف داونينغ ستريت وضوحا. وصرح المتحدث باسم ستارمر للصحافيين قائلا: "هذه التصريحات خاطئة."

وقال المتحدث: "يقوم عمدة لندن بعمل ممتاز في لندن، حيث يوفر وجبات مدرسية مجانية في المدارس الابتدائية، ويساهم في تنقية هواء لندن من خلال أكبر منطقة هواء نظيف في العالم، وبدأ ببناء أعداد قياسية من المساكن الاجتماعية.. رئيس الوزراء فخور للغاية بإنجازات عمدة لندن، ويفخر بأن يعتبره زميلا وصديقا"، وأضافت أن وزراء الحكومة رددوا هذا الدفاع، وأن وزيرة الخارجية، إيفيت كوبر، صرحت بأن خان "يقوم بعمل ممتاز لصالح لندن بأكملها".

وأن وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، قالت لشبكة "سكاي نيوز" إن وصف ترامب لخان "خاطئ". وأضافت ناندي: "صادق يقوم بعمل رائع للغاية لصالح لندن. نحن فخورون برؤساء بلدياتنا".

وقد تصادم ترامب وخان لسنوات، وبلغت حدة الخلاف ذروتها خلال ولاية ترامب الأولى، بحسب التقرير.

فقبل لحظات من هبوط طائرته في بريطانيا في أول زيارة دولة له عام 2019، استخدم ترامب وسائل التواصل الاجتماعي ليصف خان بأنه "خاسر محض يجب أن يركز على الجريمة في لندن". ووصف المتحدث باسم خان هذه التصريحات بأنها "إهانات صبيانية".

وفي وقت سابق من هذا العام، وفي خطاب ألقاه في الأمم المتحدة، ادعى ترامب أن لندن تريد "التحول إلى تطبيق الشريعة الإسلامية". ورد خان واصفا ترامب بأنه "عنصري" و"متحيز جنسيا" و"كاره للنساء" و"معاد للإسلام".

وقالت إنه خلال مؤتمر صحافي عقد في اسكتلندا هذا الصيف، ظهر ترامب إلى جانب ستارمر، ووصف خان بأنه شخص "بغيض"، ما دفع رئيس الوزراء إلى التدخل قائلا: "إنه صديق لي في الواقع".

وقد توخت بريطانيا الحذر في ردّها على استراتيجية الأمن القومي التي أصدرتها إدارة ترامب مؤخرا، والتي حذّرت من أن أوروبا تواجه "محوا حضاريا".

وأشارت إلى أن متحدثا باسم 10 داونينغ ستريت امتنع، يوم الثلاثاء، عن التعليق على أكثر الادعاءات استفزازا في الوثيقة، قائلا إنها "استراتيجية وضعتها الولايات المتحدة للولايات المتحدة، وهم من يجب أن يعلقوا عليها".

وأنه خلال جلسة استجواب رئيس الوزراء في البرلمان يوم الأربعاء، ضغط إد ديفي، زعيم الديمقراطيين الليبراليين الوسطيين، على ستارمر بشأن الاستراتيجية "المقلقة للغاية"، مشيرا إلى أنها "تردّد شعارات اليمين المتطرف حول "محو الحضارة"، وحذر من أن الحكومة الأمريكية "ستُنمّي المقاومة في أوروبا".

كما حث ديفي ستارمر على "الاتصال بالرئيس ترامب وتوضيح أن أي محاولات للتدخل في ديمقراطيتنا غير مقبولة بتاتا".

وأجاب ستارمر: "أرى أوروبا قوية، متحدة خلف أوكرانيا ومتحدة خلف قيمنا الراسخة في الحرية والديمقراطية، وسأظل دائما مدافعا عن هذه القيم وهذه الحريات".

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • معتقلو فلسطين أكشن يواصلون إضرابهم عن الطعام في السجون البريطانية
  • ترامب يشعل خلافا جديدا مع صادق خان.. وعمدة لندن يرد: مهووس بي
  • مقتل جندي بريطاني بأوكرانيا | الخارجية الروسية: لندن متورطة في الأعمال المتطرفة
  • الحكومة اللبنانية تطلق عملية «إعادة ضبط وطنية»!
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • ستارمر يرد على هجوم ترامب: أوروبا «متحدة خلف أوكرانيا»
  • بريطانيا ترد.. أوروبا قوية وسنبقى خلف أوكرانيا
  • الحكومة تُوقع اتفاقية تسوية استراتيجية مع شركة جنوب الوادي للأسمنت لدعم مناخ الاستثمار