الغارديان: الصحفيون الإسرائيليون مصطفون إلى جانب الجيش
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
تناولت صحيفة الغارديان البريطانية تجاهل وانحياز الصحافة الإسرائيلية المتواصل لما يجري من كوارث إنسانية في قطاع غزة، عازية الأمر إلى أن الصحفيين الإسرائيليين يعتبرون أنفسهم لواء آخر على خط المواجهة إلى جانب الجيش الإسرائيلي، وأن الإعلام الإسرائيلي يتعرض إلى رقابة وتهديدات مستمرة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبحسب الصحيفة لطالما زعم مسؤولون سياسيون وعسكريون إسرائيليون أن الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، يعملون لصالح حركة حماس، وتعزيز روايتها، من دون تقديم أي دليل، جاعلين ذلك ذريعة لاستهدافهم وقتلهم، حتى بلغ عدد الصحفيين الشهداء 246 صحفيا.
اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1إسرائيل تواصل قتل الشهود على جرائمها في غزةend of listوقال الكاتب الإسرائيلي في الغارديان روي شوارتز، إنه ليس مستغربا أن قلة قليلة فقط من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي ترغب في تقديم حقائق غير مرضية ليس فقط لحكومة نتنياهو، بل للمجتمع الإسرائيلي أيضا. واستشهد شوارتز باستطلاع نُشر في يونيو/حزيران الماضي، أظهر أن 64% من الإسرائيليين يعتقدون أن تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية غزة كانت متوازنة، لافتا إلى أن من المشاركين الذين صوتوا للأحزاب المتطرفة في الائتلاف اليميني الحاكم، أيد 89% هذا الرأي.
كيف تعامل الإعلام الإسرائيلي مع إعلان المجاعة بغزة؟وبيّن شوارتز وهو محرر أول، ويشارك في كتابة افتتاحيات صحيفة هآرتس، كيف تجاهلت نشرة الأخبار المسائية للقناة 13 الإسرائيلية، الجمعة الماضية، خبر إعلان الأمم المتحدة المجاعة رسميا في قطاع غزة، في حين تناولت برامج إخبارية أخرى الإعلان بحذر شديد، بينما كانت النبرة العامة هي عدم التصديق، مع قليل من السخرية.
وعند الإشارة إلى نتائج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وصف مقدم نشرة الأخبار المسائية على القناة 12 هذه النتائج بأنها "مثيرة للجدل"، على الرغم من أن التصنيف منظمة معترف بها عالميا، وتعمل منذ عقدين على تصنيف درجة خطورة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
إعلانفي حين زعمت قناة "كان" العامة، أن تقرير المجاعة اعتمد على معلومات من مصادر مرتبطة بحماس، ولم يأخذ في الاعتبار "الأرقام الحقيقية" التي قدمها الجيش الإسرائيلي. وذهبت "كان" إلى أبعد من ذلك، زاعمة "تفضيل الأمم المتحدة تكرار الحملة الكاذبة عن الجوع التي أطلقتها حماس وتجاهل أولئك الذين يعانون فعلا من الجوع، الرهائن الإسرائيليين في غزة".
ويعلق الكاتب أن سلوك الصحفيين والمذيعين الإسرائيليين خلال هذه الحرب كان متجانسا بشكل لافت، مع الجيش الإسرائيلي، ورد ذلك جزئيا إلى حقيقة أن العديد من الصحفيين، قد أتموا الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال.
ويقول شوارتز إن أخبار المساء لا تزال مؤثرة في المجتمع الإسرائيلي، حيث تعتمد كل قناة على مجموعة من المشاركين في البرامج الحوارية، منهم جنرال متقاعد واحد، إلى جانب معلقين ومحللين مبتدئين، يناقشون عددا كبيرا من القضايا، باستثناء قضية واحدة، السكان المدنيون في غزة.
وفي الشهر الماضي فقط -يتابع الكاتب- تسربت محادثة داخل مجموعة "واتساب" خاصة بالأخبار في القناة 12، وكشفت أن بعض الصحفيين انتقد عدم تغطية الكارثة الإنسانية، لكن الرئيس التنفيذي لشركة الأخبار رفض انتقاداتهم، واقترح عليهم مشاهدة الأخبار بدلا من اقتراح ما يجب تناوله.
وقبل أيام، أنكر نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- المجاعة في غزة، زاعما أن سياسة إسرائيل هي تجنب المجاعة في غزة، وقال آنذاك: "الجوعى الوحيدون هناك هم الأسرى الإسرائيليون".
وفي محادثة لصحيفة هآرتس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال صحفي يعمل في قناة كان "إنهم حريصون في الأخبار على عدم التطرق إلى القضايا الساخنة، وإذا فعلوا ذلك، فإنهم يفعلونه بطريقة متملقة وخائفة"، مضيفا "يؤلمني أن أرى كيف يحاول المكان الذي أعمل فيه جاهدا أن يسير في اتجاه يميني، في حين أن الحكومة تتهمه بأنه يساري".
ضغوط وعقوبات
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن الصحفيين يواجهون ضغوطا أخرى، أولها الخوف، إذ يخشون من التعبير عن "رأي خاطئ" أو يبدون مثيرين للجدل، فيطردون، مشيرا إلى أن هناك عدة حالات طُلب فيها من الصحفيين التوضيح أو الاعتذار عن التعبير عن آرائهم، كما حدث عندما دعا محرر الأخبار الخارجية في القناة 12 إلى إنهاء القتال في غزة في اليوم المئة من الحرب، وادعى أنه بعد تصريحه، لم يُدعَ مرة أخرى إلى بث الأخبار عاما كاملا.
وفي أحد البرامج المسائية على القناة 13 الشهر الماضي، حاولت ضيفة البرنامج، الصحفية إيمانويل الباز- فيلبس، لفت الانتباه إلى المشاهد في غزة، لكن المذيع قاطعها سريعا وطلب منها ألا تتطرق إلى الموضوع.
وخلص الكاتب إلى أن ذلك لا يبرر حقيقة أن الصحافة الإسرائيلية، من خلال تغطيتها، ساهمت في التجاهل المتعمد للكارثة في غزة، وللحقائق غير المواتية التي تتحدى الرواية الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الإعلام الإسرائیلی فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ثوران براكين في القرن 14 ساهم في انتقال الطاعون إلى أوروبا
شكّل ثوران براكين أدى إلى مجاعة وزيادة في واردات الحبوب عاملا ساهم في العصور الوسطى في انتقال الطاعون من آسيا إلى أوروبا، وفي تمدد الجائحة الأكثر فتكا في تاريخ البشرية في مختلف أرجاء القارة، وفق دراسة جديدة.
وأظهرت أحدث الأبحاث أن الجائحة التي أودت بحياة قسم كبير من البشر في القرن الـ14 الميلادي، وعُرفت أيضا بالطاعون الأسود أو الموت الأسود أو الطاعون العظيم، نشأت على الأرجح قرابة عام 1338م عند سفوح جبال تيان شان القاحلة، بالقرب من بحيرة إيسيك كول، أي في قيرغيزستان الحالية، ثم وصلت سلالة مختلفة جينيا من هذه البكتيريا إلى شواطئ البحر الأسود عبر طرق التجارة.
وكانت البراغيث تحمل بكتيريا "يرسينيا بيسيس" في أمعائها، وتنقلها بلسعاتها للفئران أو القوارض التي كانت تنشرها، قبل أن تبدأ بلسع البشر عندما لم يعد عدد الفئران كافيا.
ووصلت البراغيث المصابة بالطاعون إلى الموانئ الأوروبية على متن سفن محمّلة بالحبوب، ونقلت معها المرض والموت إلى القارة اعتبارا من عام 1347.
وفي غضون ست سنوات، قضى الطاعون على ما بين 30% و60% من سكان أوروبا، أي نحو 25 مليون شخص.
وتناولت دراسة أجراها فريقا البروفيسورين أولف بونتغن من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة ومارتن باوخ من جامعة لايبزيغ الألمانية، ونُشرت هذا الأسبوع في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، سبب تفشّي المرض بشدة وعلى نطاق واسع في كل أنحاء أوروبا في ذلك الوقت تحديدا.
واعتمد الباحثون في دراستهم على ما يُعرف بعلم التأريخ الشجري، القائم على مورفولوجيا (المظهر الخارجي) حلقات الأشجار، لدراسة غابات جبال البيرينيه الإسبانية، واكتشفوا نقصا في تخشيب جدران خلاياها على مدى سنوات متتالية.
إعلانوالتخشيب هو العملية التي تُحوّل خلايا النبات إلى خشب، ويندر حصول نقص فيه لسنوات متتالية. واستنتجت الدراسة أن ذلك النقص يعود إلى أن درجات الحرارة والضوء في العامين 1345م و1346م كانت أقل بكثير من المعتاد.
تدمير المحاصيل
ثم أعاد الباحثون بناء البيانات المناخية لتلك الفترة قبل مقارنتها بالروايات المعاصرة لإثبات أن هذه النواقص نتجت على الأرجح عن ثوران بركاني واحد أو أكثر عام 1345م لم تُحدد أماكن وقوعها.
وتسبّب هذا التغير المناخي الناجم عن ثوران البراكين بعواقب كارثية، إذ ضرب المحاصيل، مما أدى إلى بداية المجاعة.
وذكّر البروفيسور مارتن باوش في بيان أصدرته جامعة كامبريدج بأن المدن الإيطالية القوية كالبندقية وجنوة وبيزا أنشأت منذ أكثر من قرن "طرقا تجارية بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود".
وأضاف أن هذه الطرق مكّنتها من "مكافحة المجاعة بفاعلية كبيرة، لكنّ أدّت في النهاية إلى كارثة أكبر بكثير".