أعلنت كاثلين هيكس، نائب وزير الدفاع الأمريكي، في كلمة ألقتها يوم الاثنين الماضي أن الجيش الأمريكي يعتزم البدء في استخدام الآلاف من أنظمة الأسلحة ذاتية التحكم خلال العامين المقبلين في محاولة لمواجهة القوة المتنامية للصين.

 

وبحسب تقرير من The Conversation فإن الجيش الأمريكي يعمل على تطوير الآلاف من الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم ضمن مبادرة تسمى "Replicator" تهدف إلى العمل مع شركات الدفاع وشركات التكنولوجيا الأخرى لإنتاج كميات كبيرة من  الروبوتات العسكرية ذات الأسعار المعقولة لجميع فروع الجيش.

 

 

عصر الروبوتات العسكرية على الأبواب 

وتحدثت هيكس في خطابها عن الحاجة الملحة لتغيير الطريقة التي تُخاض بها الحروب. وأعلنت أن مشروع Replicator الجديد سيفعل ذلك. 

ويوضح إعلان الولايات المتحدة المعني بتطوير الآلاف من الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم والتشغيل أن مستقبل الصراع قد تغير، وبدأ ظهور هذا التغير مع الحرب الروسية الأوكرانية الذي أثبتت بالدليل القاطع أن التكنولوجيا أصبحت جاهزة لأن تنتشر في ميدان المعركة. 

وتم استخدام أنواع مطورة من المركبات الجوية الآلية، على نطاق واسع للعثور على المركبات المدرعة والمدفعية ومهاجمتها. كما تسببت الطائرات بدون طيار التابعة للبحرية الأوكرانية في إصابة الأسطول الروسي في البحر الأسود بالشلل، مما أجبر السفن الحربية المأهولة على البقاء في الميناء. 

 

الروبوتات العسكرية على الأرض وفي البحر وفي الجو 

ويمكن توجيه الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم إلى نطاق يصل إلى عدة آلاف، وفي مجالات متعددة، خلال الـ 18 إلى 24 شهرًا القادمة، ويمكن لهذه الروبوتات تنفيذ مهام عسكرية معقدة دون تدخل بشري. 

كما تتميز بأنها رخيصة بدرجة كافية بحيث يمكن تعريضها للخطر وفقدانها إذا كانت المهمة ذات أولوية عالية، حيث أن الروبوتات ليست مصممة للاستخدام مرة واحدة، ولكنها أيضا ستكون في المتناول إلى حد معقول بحيث يمكن شراء الكثير منها وتعويض الخسائر القتالية.

ويمكن أيضا لهذه الروبوتات بالعمل على الأرض وفي البحر وفي الجو وفي الفضاء. باختصار، الروبوتات في كل مكان للقيام بجميع أنواع المهام. 

 

الروبوتات العسكرية أمل الولايات المتحدة في حروبها الكبرى 

بالنسبة للجيش الأمريكي، تمثل روسيا "تهديدًا قويا" لكن الصين تمثل "تحدي السرعة" الذي يمكن من خلاله قياس قدراتها العسكرية.

ويُنظر إلى جيش التحرير الشعبي الصيني على أنه يتمتع بميزة كبيرة من حيث "الكتلة": فهو يمتلك المزيد من الأشخاص، والمزيد من الدبابات، والسفن، والصواريخ، وربما تمتلك الولايات المتحدة معدات أفضل جودة، لكن الصين تفوز بالكمية. 

ومن خلال البناء السريع للآلاف من "الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم "، سيوفر برنامج Replicator للولايات المتحدة الأرقام التي تعتبر ضرورية للفوز في الحروب الكبرى في المستقبل. 

وتعد الحرب المستقبلية الأكثر إثارة للقلق هي معركة محتملة أو افتراضية من أجل تايوان، والتي يفترض البعض أنها قد تبدأ قريباً. أشارت المناورات الأخيرة إلى أن أسرابًا كبيرة من الروبوتات يمكن أن تكون العنصر الحاسم للولايات المتحدة في هزيمة أي غزو صيني كبير. 

تقول هيكس: " إنه يجب علينا أن نضمن أن القيادة الصينية تستيقظ كل يوم، وتأخذ في الاعتبار مخاطر العدوان، وتخلص إلى أن "اليوم ليس هو اليوم المناسب للحرب" - وليس اليوم فقط، ولكن كل يوم، من الآن إلى عام 2027، ومن الآن إلى عام 2035، ومن الآن إلى عام 2049. ، وما بعدها". 

 

الروبوتات العسكرية ومعضلة قوانين النزاع المسلح 

وتعد أحد المخاوف الكبيرة بشأن الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم هو ما إذا كان استخدامها يتوافق مع قوانين النزاع المسلح.

ويقول المتفائلون إن الروبوتات يمكن برمجتها بعناية لاتباع القواعد، وفي خضم القتال والارتباك قد تطيع الروبوتات بشكل أفضل من البشر، فيما يرد المتشائمون بالإشارة إلى أنه لا يمكن توقع جميع المواقف، وقد تسيء الروبوتات الفهم وتهاجم عندما لا ينبغي لها ذلك. 

ووعدت هيكس باتباع "نهج مسؤول وأخلاقي تجاه الذكاء الاصطناعي والأنظمة ذاتية التحكم " في خطابها - مما يشير إلى أن أي نظام قادر على قتل الأهداف سيظل بحاجة إلى إذن رسمي من الإنسان للقيام بذلك.

 

الروبوتات العسكرية والتغيير العالمي القادم 

قد تكون الولايات المتحدة الدولة الأولى التي تنتج أعدادًا كبيرة من الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم ، لكن الدول الأخرى ستكون قريبة من الركب. والصين مرشح واضح، حيث تتمتع بقوة كبيرة في كل من الذكاء الاصطناعي وإنتاج الطائرات بدون طيار المخصصة للقتال. 

ونظرًا لأن الكثير من التكنولوجيا المستخدمة في الطائرات العسكرية بدون طيار قد تم تطويرها لأغراض مدنية، فهي متاحة على نطاق واسع ورخيصة نسبيًا. 

وتعد الأنظمة العسكرية المستقلة ليست مخصصة للقوى العظمى فحسب، بل يمكن أيضاً أن يتم نشرها قريباً من قبل العديد من القوى المتوسطة والصغيرة.

وفقا لـ The Conversation فإن ليبيا وإسرائيل، من بين دول أخرى، قد نشرت أسلحة ذاتية التشغيل. كما أثبتت الطائرات بدون طيار التركية الصنع أهميتها في حرب أوكرانيا. 

أستراليا هي دولة أخرى مهتمة بشدة بإمكانيات الأسلحة ذاتية التحكم، حيث تقوم قوات الدفاع الأسترالية اليوم ببناء مركبة جوية نفاثة سريعة الحركة ذاتية القيادة تسمى “MQ-28 Ghostbat”، ومركبات مدرعة، وشاحنات لوجستية، وغواصات آلية، ما تستخدم بالفعل المركب الشراعي الآلي Bluebottle لمراقبة الحدود البحرية. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجيش الأمريكي نائب وزير الدفاع الأمريكي الطائرات بدون طيار الولايات المتحدة الصين روسيا الحرب الروسية الأوكرانية الولایات المتحدة من الروبوتات بدون طیار کبیرة من إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصر ترفض أي تغيير جغرافي في غزة

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، يوم الخميس، الرفض القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية والديموغرافية لقطاع غزة.

جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه عبد العاطي من أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الدولية المبذولة لدعم مسار التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية، وذلك وفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية تميم خلاف.

وقال المتحدث، في بيان صحفي، إن عبد العاطي استعرض خلال الاتصال الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 وتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، متناولا المشاورات الجارية لنشر قوة الاستقرار الدولية.

 كما شدد  بدر عبد العاطي على أهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، معربا عن أهمية العمل المشترك لزيادة حجم المساعدات الإنسانية بما يلبّي احتياجات القطاع، ومؤكداً حرص مصر على مواصلة التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وحذر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية، في ظل التصاعد المقلق لعنف المستوطنين واستمرار سياسات مصادرة الأراضي، مؤكدا أن هذا النهج ينذر بتوسيع دوائر التوتر ويفرض مسؤولية عاجلة على المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات ومنع تدهور الأوضاع على الأرض.

 كما شدد عبد العاطي على الدور الذي تضطلع به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في دعم اللاجئين، مؤكداً أن هذا الدور غير قابل للاستبدال ولا يمكن الاستغناء عنه.

وثمن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بتجديد ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية، بما يعكس الثقة الدولية في الدور الحيوي الذي تؤديه الوكالة وضرورة استمرار مهامها.

وأشار الوزير المصري إلى تلقيه اتصالا هاتفيا من فيليب لازاريني، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأونروا، جرى خلاله تناول دور الوكالة المحوري في توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات للفلسطينيين، خاصة في هذه الظروف الدقيقة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأميركي يعترض شحنة عسكرية كبيرة في طريقها لإيران
  • ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية
  • بري: تصريحات الموفد الأمريكي عن ضم لبنان لسوريا غلطة كبيرة
  • بري: تصريحات المبعوث الأمريكي عن ضم سوريا إلى لبنان غلطة كبيرة غير مقبولة
  • نساء إيران يدخلن بقوة إلى الصناعات العسكرية!
  • للمتوجّهين إلى خلدة... طلبٌ من غرفة التحكم المروريّ للمواطنين
  • روسيا تحدّث روبوتات “كورير” العسكرية وتزودها بأسلحة جديدة
  • الذهب يستقر محليًا رغم تراجع الأوقية عالميًا بعد خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة
  • مصر ترفض أي تغيير جغرافي في غزة
  • أسعار الذهب عالميًا ومحليًا مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم