موقع 24:
2025-05-22@08:42:56 GMT

المسافة بين عوار الصحوة و"باربي"!

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

المسافة بين عوار الصحوة و'باربي'!

كنا نقطع المسافات إلى خارج السعودية لنعيش متعة السينما حتى أمطرتنا الرؤية بخيرها العميم

من أسوأ مترتبات زمن الصحوة الكالح، أنه زرع في روع المجتمع حالة من الارتياب والتردد والخوف حيال خطوات التقدم والتطور ومواكبة العالم، وصنع من مفردة "البدعة" ومستنسخاتها، من زواجر الكلمات ومعنّفات الأوصاف والخرافات فزّاعات تمنع أي خروج عن "الصندوق" العقلي، الذي استطاعت في غفلة أن تجعله السائد وسط مجتمعنا، وتحتفظ بمفاتيحه، فكانت المحصلة مجتمعاً يرتاب حيال أي مباح، ويتردد أمام كل جديد.


متأخر الخطوة عن طرح المبادرة التي تُحسّن من سبل حياته بشكل يوافق ثقافة الفرح، ويجافي ثقافة الموت والفناء.
ولعل السينما كانت هدفاً لفتاواهم المضحكة، فلا يجوز لمسلم أن يبني سينما، ولا يدير أعمالها له أو لغيره، وقر في عقولهم المريضة أن السينما تدعو للمجون وفساد الأخلاق "وأنها كلها مفاسد وضلال".
وتتابعت فتاواهم لتصل إلى تحريم أجرة العمل بدار السينما، والمال الذي يؤخذ مقابلها يكون حراماً، وحجتهم أنها من الأعمال المحرمة اعتماداً على باب سد الذرائع، كنا نرتاد الأحوشة وأسطح العمائر، نتخفى لمشاهدة فيلم يراه غيرنا معروضاً في قاعة مريحة، يقتلنا الخوف ويذبحنا الذُل، نسدل الستائر ونحكم إغلاق المنافذ ونضع الحراس ونوصيهم باليقظة والحذر.
وأراد الله عز وجل الخير لهذا الوطن ومن عليه، فكانت رؤية ولي العهد الأمين "محمّد الخير"، تلك الرؤية الجريئة والطموحة والمتفائلة، والمنسجمة مع روح العالم، والمدركة لإمكانات المملكة، وقدرتها على تفجير طاقاتها، وتسخير مواردها في اتجاه يخص تعمير الحياة ورفاهية الإنسان، بما يعكس مكانة المملكة الحقيقية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، كللتها وثيقة برنامج جودة الحياة التي تجعل من وطني أفضل وجهة للعيش.
فبعد التحريم والتجريم والتفسيق لكل من نادى بإنشاء دور للسينما للتعرف على ثقافة العالم ومشاهدة آخر أفلامه وتجسيد أحداثه واستعادة تاريخه كغيرنا من البشر.
كنا نقطع المسافات إلى خارج الوطن فرادى وعائلات لنعيش لحظات من متعة السينما ومشاهدة الأفلام، حتى أمطرتنا الرؤية بخيرها العميم، فأصبحت السينما واقعاً ملموساً وحقيقة قائمة على أرض الواقع، شُيدت قاعات فخمة مريحة بلغت في عددها 66 صالة، تحوي 63 ألف مقعد موزعة على 20 مدينة سعودية، ترتادها العوائل لمشاهدة آخر الإبداعات في عالم الأفلام بكل تقدير واحترام.
وتعدى الأمر إلى أن أصبحت المملكة قبلة لعرض آخر مستجدات السينما على مستوى العالم، فشاهدنا العديد من دول الجوار تشد رحالها قاصدة أرض المملكة لمشاهدة فيلم (باربي)، بعد أن تم منع عرضه في أوطانهم.
وهنا لا بد لنا من وقفة تأمل، فبعد أن كنا نسافر إليهم لمشاهدة (فيلم ما)، غيرت الرؤية المفاهيم وصححت ما كان خطأ جسيماً ارتكبته الصحوة بمفهومها السقيم.
وإيماناً بأهمية صناعة السينما وأثرها في دعم رؤية المملكة تم ابتكار استثمارات نوعية ومتميزة تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب.
طُرحت الكثير من المبادرات دعماً لهذا القطاع الحيوي الهام وتسخيرها لصالح مشاريعه الفكرية والثقافية والرؤيوية،
فقد أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا التعاون مع معهد "كريتيف ميديا سكيلز"، لاستضافة مخيّم إبداعي يشرف عليه نخبة من محترفي وخبراء صناعة السينما، وذلك بهدف تدريب الجيل الجديد من المواهب السينمائية السعودية، وتزويدها بالخبرات اللازمة للإسهام في تطوير صناعة السينما في المملكة.
كما أطلقت هيئة الأفلام السعودية مبادرة فيلماثون، لدعم الحراك السينمائي وتعزيز نمو صناعة الأفلام وتحفيز إنتاج تقنيات مبتكرة وتطويرها.
وتستقبل الرياض منتدى الأفلام السعودي، وهو حدث سينمائي الأول من نوعه يجمع أكبر صانعي الأفلام والمنتجين والمخرجين والمستثمرين ووسائل الإعلام العالمية.
ويستثمر الصندوق الثقافي السعودي في قطاع الأفلام 300 مليون ريال، ويطلق شراكة عالمية وتدشين مرحلة جديدة من الاستثمار في صناعة الأفلام.
كما أقر الصندوق برنامج الإقراض لتمويل قطاع الأفلام لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، ويعلن مهرجان تورونتو السينمائي الدولي مشاركة 3 أفلام سعودية، في سابقة هي الأولى من نوعها، إضافة إلى الكثير من المبادرات والإنجازات على مستوى الداخل والخارج، بعد أن قال صاحب الرؤية كلمته، وأزال ما ران من الإجحاف والنظر الضيق لرؤية بعض العقول في المشروعات الترفيهية، أنها خروج على الثوابت، ومجافاة للخصوصية، ودعا حفظه الله إلى التفكير خارج "الصندوق القديم"، الذي صدئت مفاصله وبان عوار صنعته، مدركاً لروح العصر، ومتفهماً لماهية المواكبة، والساعي نحو إحداث تغيير جذري في المفاهيم بكنس أوضار الفترة الصحوية البالية إلى غير رجعة، وهو جهد يستوجب الشكر والتقدير والامتنان لصاحب الرؤية ومبدعها، الذي جعل للحياة معنى مؤسساً لجيل يتعايش مع الحياة بتوازن نفسي وانفتاح عقلي ومرونة ترعى الثوابت، ولا تجعل منها حجراً في الطريق، وتضع المملكة في المكانة التي تستحقها بين دول العالم المتقدم، فوق ما هي عليه من سمو المكانة ورفعة الشأن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فيلم باربي

إقرأ أيضاً:

الدكتور الربيعة: المملكة في طليعة الدول الداعمة للعمل الإغاثي والمشاركة الفعالة في حل الأزمات الإنسانية

نوّه المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بتقدير المجتمع الدولي للدور الريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في حل الأزمات الإنسانية، والجهود الحثيثة التي بذلتها قيادة المملكة لرفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية التي أسهمت في تهيئة المُناخ لاستجابة إيجابية من الولايات المتحدة الأمريكية، وسيكون لها الأثر - بإذن الله - في تحسين إيصال المساعدات الإنسانية وتوفير حياة أفضل للشعب السوري الشقيق.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه أمس في الندوة الحوارية: الأزمات في الشرق الأوسط: تحدي حماية الأرواح واحترام القانون الإنساني الدولي" ضمن أعمال المنتدى الإنساني الأوروبي لعام 2025م، في مدينة بروكسل، بحضور سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الاتحاد الأوروبي هيفاء بنت عبدالرحمن الجديع.

وعبر الدكتور عبدالله الربيعة عن تقديره للمفوضية الأوروبية لتركيزها نحو الأزمات الإنسانية حول العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط إذ تستمر النزاعات وتتفاقم موجات النزوح وتنهار البنى التحتية، مبينًا أن أكثر من 65 مليون شخص في الشرق الأوسط اليوم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مفيدًا أنه وفقًا لمصادر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) فلم يموّل سوى أقل من 30% من خطط الاستجابة الإنسانية، مؤكدًا أن المنطقة تشهد أزمة نزوح هائلة تتجاوز 28 مليون نازح.

وأضاف أن العالم العربي يشهد العديد من أشد الأزمات الإنسانية إلحاحًا على مستوى العالم، نتيجة الصراعات المستمرة وحالات عدم الاستقرار في دول مثل اليمن وسوريا والسودان ولبنان وفلسطين، وتسبب العنف والافتقار للضروريات الأساسية إلى حدوث الوفيات المبكرة لآلاف الأشخاص، وخاصة الأطفال، متطرقًا لاستجابة مركز الملك سلمان للإغاثة الذراع الإنساني للمملكة لهذه التحديات بتنفيذه أكثر من 3.400 مشروعًا إنسانيًا في 107 دول.

وأشار الدكتور الربيعة إلى أن الاحتياجات الإنسانية العالمية لاتزال الأكثر إلحاحًا حيث تتمحور حول الأمن الغذائي، والمياه والإصحاح البيئي، والرعاية الصحية، والإيواء، والتعليم، ومن التحديات المباشرة في المناطق التي تشهد معدلات عالية من حركة السكان والنزوح هو كيفية إيصال المساعدات إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، فضلًا عن التحديات التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في الميدان، مثل اعتقال بعضهم وتعرضهم للتهديد الجسدي أو الإصابة أثناء أداء واجباتهم، أو تزويدهم بمعلومات غير دقيقة حول تقييم الاحتياجات، إضافة إلى حرق ونهب ومصادرة شاحنات الإغاثة والمستودعات.

وعرج على أهمية معالجة فجوة التمويل لتفادي الكوارث الإنسانية ومنع المزيد من الأشخاص من الاعتماد على المساعدات الإنسانية، عن طريق انضمام المزيد من المانحين لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وإنشاء شراكات إستراتيجية لدعم المزيد من المشاريع الإنسانية، منوهًا بتحقيق المملكة العربية السعودية نجاحًا ملحوظًا من خلال حملات منصة "ساهم" الإلكترونية، التي تشجع الأفراد على التبرع، فضلًا عن المساهمات الكبيرة للقطاع الخاص السعودي في تلبية النداءات الإنسانية الدولية.

كما دعا الدكتور عبدالله الربيعة إلى أهمية الوقوف إلى جانب المجتمعات المتضررة والمحتاجة، انطلاقًا من الرسالة السامية للمملكة في مدّ يد العون دون تمييز، وتجسيدًا لدورها المحوري في تعزيز العمل الإنساني عالميًا، مؤكدًا ضرورة تشجيع الحوار والتعاون لتعزيز الاستقرار والسلام حول العالم.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • السمدوني: 80% من تجارة العالم تتم عن طريق البحر وصناعة السفن تمثل عصب الحياة
  • "جمعية السينما" تُبرز كنوز السلطنة في "يوم التنوع الثقافي العُماني" بـ"إكسبو اليابان"
  • المملكة تُشارك في منتدى سراييفو للأعمال الـ14
  • الدكتور الربيعة: المملكة في طليعة الدول الداعمة للعمل الإغاثي والمشاركة الفعالة في حل الأزمات الإنسانية
  • «دبي للإعلام» يضيء على صناعة الفيلم والألعاب الإلكترونية
  • “وزير الصناعة” في منتدى قطر الاقتصادي: نتقدم بوتيرة متسارعة لتوطين صناعة السيارات ونُعِد مركزًا محوريًّا لإعادة تصديرها
  • البدر: القطاع غير الربحي في المملكة قصة نجاح تتجاوز مستهدفات الرؤية وتؤسس مستقبلًا تنمويًا مستدامًا
  • نائب وزير الثقافة يزور الجناح السعودي في مهرجان كان ويلتقي صناع الأفلام السعوديين
  • الكشف عن سبب غياب عوار في مواجهة الشباب السعودي
  • الكشف عن حقيقة غياب عوار عن مواجهة الشباب السعودي