لأول مرة عربيًا.. 200 حافلة مدرسية تحت المجهر لحماية الطلاب بالشرقية

كشف كرسي أرامكو للسلامة المرورية عن نتائج دراسة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، استهدفت تحليل سلوكيات سائقي وطلاب 200 حافلة مدرسية في المنطقة الشرقية، وذلك بالتزامن مع انطلاقة العام الدراسي الجديد.
واعتمدت الدراسة على أسلوب علمي مبتكر عبر المراقبة بالفيديو، لوضع حلول عملية تستند إلى بيانات واقعية دقيقة.

أخبار متعلقة بدعم حكومي.. ورشة تستعرض آليات تمويل وتطوير مشاريع الحمام اللاحمنائب أمير الشرقية يشيد بجهود رجال مكافحة المخدرات في حماية الشبابوأوضح المشرف العام على الكرسي، الدكتور عبد الحميد المعجل، أن هذه الدراسة النوعية تمثل نقلة في أساليب البحث الميداني، حيث تم من خلالها تحليل مقاطع فيديو مسجلة من داخل الحافلات لرصد وتحديد السلوكيات الخطرة بشكل منهجي. في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز أمان الرحلة المدرسية اليومية.
استخدام السائق للهاتف المحمول
وشمل الرصد سلوكيات محددة مثل استخدام السائق للهاتف المحمول أثناء القيادة، ومعدلات الالتزام بالسرعات المقررة، بالإضافة إلى مراقبة حركة الطلاب داخل الحافلة ومدى التزامهم بالجلوس في مقاعدهم، وغيرها من الممارسات التي قد تشكل خطرًا مباشرًا أو غير مباشر على سلامتهم.
وجاءت هذه المبادرة كجزء من الدور التنفيذي الذي يلعبه الكرسي كذراع بحثي للجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، حيث تركز دراساته على تقديم حلول عملية للمشاكل القائمة.
وأكد المعجل أن هذا النهج الاستباقي يتيح معالجة الأسباب الجذرية للمخاطر قبل أن تتحول إلى حوادث، على عكس الأساليب التقليدية التي تعتمد غالبًا على تحليلالدكتور عبد الحميد المعجلالحوادث بعد وقوعها. فالهدف هو الانتقال من رد الفعل إلى الفعل الوقائي، وتأسيس ثقافة سلامة متجذرة لدى جميع أطراف منظومة النقل المدرسي.
ويستند هذا الإنجاز إلى شراكة استراتيجية ناجحة تمتد لأكثر من 13 عامًا بين جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وشركة أرامكو، والتي أثمرت عن تنفيذ ما يزيد على 70 دراسة بحثية متخصصة حظيت بإشادة دولية، بما في ذلك تقرير منظمة الصحة العالمية الذي نوّه بمستوى السلامة في المملكة.
وأشار إلى أن هذه الشراكة أثمرت عن تأسيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية، وقسم هندسة النقل والمرور، إضافة إلى إنشاء كرسي أرامكو للسلامة المرورية الذي يمثل الذراع البحثية للجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية.
تطوير مشاريع البنية التحتية
وأشار إلى أن الكرسي ساهم خلال هذه السنوات في تقديم الاستشارات والدراسات المتخصصة للجهات المعنية بالنقل والمرور، مما انعكس على تطوير مشاريع البنية التحتية المرورية وتحسين مستويات الأمان على الطرق.
وبيّن المعجل أن الشراكة مع أرامكو لم تقتصر على الجانب البحثي فقط، بل امتدت إلى تنفيذ مبادرات توعوية وتدريبية تستهدف رفع كفاءة الكوادر الوطنية في مجال النقل والسلامة المرورية، مؤكداً أن هذه الجهود تعكس التزام الجامعة وأرامكو بمسؤولياتهما تجاه المجتمع وتعزيز مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومن المتوقع أن تترجم مخرجات هذه الدراسة الفريدة إلى حزمة من الإجراءات الملموسة؛ إذ ستشكل أساسًا لتطوير برامج تدريبية متخصصة وموجهة لسائقي الحافلات، وصياغة أدلة إرشادية جديدة للمشغلين والمدارس، بالإضافة إلى تصميم حملات توعوية مبتكرة للطلاب وأولياء أمورهم. وبهذا، لا يقتصر أثر الدراسة على المنطقة الشرقية فحسب، بل يطمح القائمون عليها إلى أن تكون نواة لنموذج وطني شامل يهدف إلى وضع معايير جديدة ومستدامة لسلامة النقل المدرسي في جميع أنحاء المملكة.

المصدر: صحيفة اليوم