أكد مدير مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود جوناثان داغر أن "جرائم إسرائيل المستمرة" في استهداف الصحفيين في قطاع غزة تتفاقم بسبب سياسة الإفلات من العقاب.

وكشفت الإحصاءات المتوفرة لدى المنظمة عن استشهاد أكثر من 110 صحفيين على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي السياق، أطلقت المنظمة حملة دولية واسعة النطاق تضم أكثر من 250 وسيلة إعلامية في 50 دولة، بهدف ممارسة ضغط مكثف على القوات الإسرائيلية لوقف الاستهداف المنهجي للصحفيين الفلسطينيين.

وتمثل هذه المبادرة الخطوة الأخيرة في مساعي طويلة لتعبئة الرأي العام الدولي ضد ما وصفه داغر بـ"التعتيم الإعلامي" المفروض على القطاع.

وفي تفصيل أهداف هذه الحملة الطموحة، شدد المسؤول الإقليمي على أن المطالب الأساسية تتركز حول حماية الصحفيين في قطاع غزة ووضع حد نهائي لسياسة الإفلات من العقاب التي تسهل استمرار هذه الجرائم.

إلى جانب ذلك، تطالب الحملة بفتح قطاع غزة أمام الصحافة العالمية والعربية للسماح بالتغطية الحرة للأحداث.

وبالإضافة إلى هذه المطالب الأساسية، كشف داغر عن مطلب إنساني إضافي يتعلق بضرورة استقبال الدول للصحفيين الذين يحتاجون للخروج من القطاع المحاصر، سواء لتلقي العلاج أو مواصلة عملهم الإعلامي، وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الصحفيين في غزة محاصرون تماما ولا يستطيعون الخروج أو الدخول.

جهود التوثيق

وعلى المسار القانوني المتوازي، أوضح مسؤول المنظمة أن جهود التوثيق انطلقت منذ الأيام الأولى للحرب وتتواصل بشكل مستمر ومنهجي.

وفي إطار هذه الجهود، تقدمت المنظمة بـ4 شكاوى رسمية أمام المحكمة الجنائية الدولية، مطالبة بتحقيق العدالة للصحفيين الذين سقطوا في القطاع.

ونتيجة لهذا العمل، نجحت المنظمة في جمع أدلة موثقة ودامغة لحوالي 56 صحفيا وصحفية، تؤكد وجود استهداف مباشر ومقصود للإعلاميين أثناء قيامهم بمهامهم المهنية.

إعلان

ولتوضيح خطورة هذا النمط، أشار داغر إلى الهجوم الذي وقع في 25 من الشهر الماضي واستهدف بشكل مقصود 5 صحفيين في مجمع مستشفى ناصر، بينهم صحفي قناة الجزيرة محمد سلامة وزملاؤه من وكالة رويترز ووسائل إعلام غربية أخرى.

كما استعرض في السياق نفسه هجوما مماثلا وقع في العاشر من أغسطس/آب، استهدف فيه الجيش الإسرائيلي 6 صحفيين من قناة الجزيرة، من بينهم المراسل أنس الشريف وزملاؤه، وتؤكد هذه الحوادث المتكررة وجود نمط منهجي ومقصود لاستهداف الإعلاميين.

وانطلاقا من هذه الأدلة الدامغة، حدد المسؤول الإقليمي آليات الضغط المستقبلية، مؤكدا أن الحملة تسعى أولا إلى التعبير عن تضامن وسائل الإعلام العالمية مع الصحفيين الفلسطينيين.

وفي الوقت ذاته، تهدف إلى دحض البروباغندا الإسرائيلية التي تحاول تشويه سمعة هؤلاء الصحفيين، والتي أشار داغر إلى أنها "فشلت ولم تنجح" في تحقيق مآربها.

وعلى صعيد التحرك القانوني الدولي، تتنوع أوراق الضغط التي تستخدمها المنظمة، حيث تطالب أعضاء مجلس الأمن الدولي بتطبيق القرارات الأممية التي تنص صراحة على حماية الصحفيين في مناطق النزاع.

وفي هذا الصدد، شدد داغر على أن الصحفي يعتبر مدنيا بحسب القوانين الدولية، مما يجعل استهدافه جريمة حرب بكل المقاييس القانونية.

وأكد المدير الإقليمي أن الضغط سيستمر دون توقف بكل الوسائل المتاحة، سواء كانت قانونية أو إعلامية أو دبلوماسية، وذلك حتى تتوقف نهائيا هذه المجازر المستمرة منذ عامين ضد الصحفيين في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الصحفیین فی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: ترامب لا يتوقع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها جنوب سوريا

قالت مصادر سياسية لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يتوقع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في جنوب سوريا.

ويقول مسؤولون إسرائيليون كبار ومصدر مقرب من البيت الأبيض إن ترامب ليس لديه توقعات بانسحاب إسرائيلي من المنطقة العازلة، وحتى الآن على الأقل لم تصل مثل هذه الرسالة.

وأوضحت الصحيفة، أنه بعد لقائه ترامب في البيت الأبيض قبل عشرة أيام، اشترط الرئيس السوري أحمد الشرع للاتفاق مع إسرائيل انسحابها من المناطق التي سيطرت عليها بعد سقوط الأسد. بل إنه زعم في مقابلات مع وسائل إعلام أمريكية أن الولايات المتحدة تدعم موقفه.

وأمس الجمعة، توغلت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، في انتهاك هو الثاني خلال يومين.

وذكرت قناة "الإخبارية" السورية (رسمية) أن قوة إسرائيلية توغّلت في محيط قرية صيدا الحانوت بريف القنيطرة، ونصبت حاجزا في المنطقة يفصل بين القرية ومزرعة المغاترة، دون مزيد من التفاصيل.

والخميس، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بتوغل قوة إسرائيلية مؤلفة من 3 آليات عسكرية غرب قرية صيدا الحانوت ونصبت حاجزاً للتفتيش بين القرية ومزرعة المغاترة.

ولم يصدر على الفور تعليق من دمشق بشأن تلك التوغلات وما نتج عنها، إلا أنها تدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة لسيادتها، وتؤكد التزامها باتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين عام 1974، التي أعلنت تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.

والأربعاء زار رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوات المحتلة المنتشرة في جنوب سوريا، ما أثار تنديدا شديدا من الحكومة في دمشق التي اعتبرت الزيارة انتهاكا للسيادة.

ووسعت دولة الاحتلال وجودها العسكري في جنوب سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في واستولت على مواقع إلى الشرق من المنطقة العازلة التي تراقبها الأمم المتحدة وتفصل هضبة الجولان المحتلة عن الأراضي السورية.

وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي أن التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية غير شرعية وغير قانونية وتقوض جهود الحكومة السورية في حماية الاستقرار والأمن الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر يلغي 2900 وظيفة بسبب نقص الميزانية
  • برنامج أممي: الشتاء يفاقم من المخاطر التي تواجهها العائلات في قطاع غزة
  • “رايتس ووتش” تحذر من تكرار “إسرائيل” التهجير في الضفة الغربية كما حصل عام1948
  • منظمة «أطباء بلا حدود» تدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المواد الضرورية لغزة
  • سوريا التي أربكت إسرائيل
  • هيومن رايتس: تهجير إسرائيل مخيمات الضفة تطهير عرقي وجريمة حرب
  • إعلام عبري: ترامب لا يتوقع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها جنوب سوريا
  • جوزيف عون: الجيش اللبناني جاهز لتسلم النقاط الخمس التي تحلتها إسرائيل
  • حسام داغر يكشف تفاصيل ارتباطه: «10 سنين من عمري ضاعت بسبب الفن»
  • خاتمي يُحذر من انهيار النظام بسبب تفاقم الأزمات والتهديدات التي تواجهها إيران