كيف نحيي ذكرى المولد النبوي.. الإفتاء تكشف عن الطريقة الشرعية
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، تتجدد الأسئلة حول العادات والسنن المرتبطة بهذه المناسبة المباركة، ومنها عادة قراءة المولد النبوي وما يصاحبها من إنشاد ومدائح.
هذا التساؤل طرحه البعض على دار الإفتاء المصرية التي أوضحت الحكم الشرعي في ذلك.
أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن المسلمين اعتادوا منذ القرن الرابع والخامس الهجري على إحياء ليلة المولد النبوي بوجوه متعددة من الطاعات، مثل الصيام والقيام وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى، وكان من أبرزها اجتماع الناس لقراءة كتب المولد الشريف التي تتناول قصة مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكدت الدار أن قراءة المولد ومدائح النبي صلى الله عليه وآله وسلم عُرفت في كتب كبار المؤرخين والعلماء مثل الحافظ ابن الجوزي، وابن دحية، وابن كثير، وابن حجر، والسيوطي، وغيرهم ممن أقروا بمشروعيتها ودوّنوا ذلك في مؤلفاتهم.
كما بيّنت أن جماهير العلماء قديمًا وحديثًا أجمعوا على استحباب قراءة المولد، واعتبروه من القربات المشروعة التي تُظهر محبة النبي وتُحيي ذكره، مشيرةً إلى أن العديد من الفقهاء والمحدثين خصصوا مؤلفات مستقلة في هذا الباب، تضمنت نصوصًا وسيرًا تصف مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحداث قدومه الشريف من البداية إلى النهاية.
هل احتفل الصحابة بمولد النبي
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمونة:"قالوا هل أنتم أشدُّ حبًّا للنبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة حتى تحتفلوا بالمولد مع أنهم لم يحتفلوا به وهم أكثر الناس حبًّا للنبي؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: إن محبة النبي فرض ولا يكمل إيمان العبد إلا بها، ولا يستطيع أحد أن يزايد على غيره في محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتلك المحبة شعور قلبي يترجم عنه السلوك، وهذا السلوك يختلف من شخص لآخر، وَلِكُلٍّ التعبير عن ذلك بما يوافق الشرع الشريف؛ ومن سلوك المحبين تذكُّر المحبوب في ذاته، فإذا كان المحبوب هو النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، كان تذكُّرُه عبادةً يؤجر المرء عليها.
وأشار الى انه شرع لنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنس تذكر النبي والفرح به؛ ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني أنه خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ وَهُمْ جُلُوسٌ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَنُمَجِّدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ، قَالَ: «اللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟» قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المولد النبوي دار الإفتاء قراءة المولد الاحتفال بالمولد كتب المولد مشروعية المولد صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی قراءة المولد دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم أخذ الأحكام الشرعية من الكتب دون الرجوع للعلماء.. الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز للعامي أن يعتمد على الكتب الدينية في استنباط الأحكام الشرعية دون الرجوع إلى العلماء وأهل الاختصاص في الفتوى، مشيرة إلى أن الشرع الحنيف أمر غير المتخصصين بسؤال أهل العلم، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43]، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83].
وأوضحت الدار أن الإمام القرطبي ذكر في تفسيره الجامع لأحكام القرآن أن العلماء أجمعوا على وجوب تقليد العامة لعلمائها، مؤكدًا أن المقصود بقول الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ﴾ هم العلماء الذين يُرجع إليهم في الفتوى.
وأضافت دار الإفتاء أن السلف الصالح كانوا يتبعون هذا النهج في حياتهم العلمية والعملية، مستشهدة بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسألة الجد: "إني رأيت في الجد رأيًا، فإن رأيتم أن تتبعوه فاتبعوه"، فرد عليه عثمان رضي الله عنه قائلاً: "إن نتبع رأيك فإنك رشد، وإن نتبع رأي الشيخ قبلك فنعم ذو الرأي كان"، وهو ما رواه عبد الرزاق في المصنف والدارمي في السنن وغيرهما من كتب الحديث.
كما نقلت الدار عن حميد الطويل أنه قال لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "لو جمعت الناس على شيء؟"، فأجابه: "ما يسرني أنهم لم يختلفوا"، ثم كتب إلى الأمصار قائلاً: "ليقضِ كل قوم بما اجتمع عليه فقهاؤهم"، وهو ما ورد في سنن الدارمي.
واختتمت دار الإفتاء بيانها مؤكدة أن الفقهاء قرروا بالإجماع أن العامي لا مذهب له، وإنما يتبع مذهب بلده ومفتيه، لأنه غير مؤهل للنظر في الأدلة أو استنباط الأحكام بنفسه، وبالتالي فإن عليه إذا أراد معرفة حكم شرعي أن يرجع إلى المختصين في علوم الشريعة، لا إلى الكتب مباشرة.