أكد المشاركون في مؤتمر "المشهد الثقافي في مصر: التحديات والفرص"، أن الثقافة والفنون تمثلان قوة دافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في مصر، وأن التعاون بين المؤسسات الثقافية الأوروبية والمصرية يفتح مسارات جديدة لتمكين الشباب وتوسيع دائرة الحوار والإبداع، مشددين على ضرورة الاستثمار في بناء القدرات، وتوفير منصات مستمرة للحوار، ودعم المهرجانات والفعاليات باعتبارها شرايين أساسية لإحياء المشهد الثقافي.


جاء ذلك اليوم /السبت/ في ختام فعاليات مؤتمر "المشهد الثقافي في مصر: التحديات والفرص"، الذي نظمته EUNIC (اتحاد المعاهد الوطنية الأوروبية للثقافة) بالتعاون مع أكاديمية الفنون، والمعاهد الثقافية الأوروبية في مصر، وسط مشاركة واسعة من الفنانين والباحثين ومديري المهرجانات والخبراء الثقافيين. 
واختتم المؤتمر أعماله بالتأكيد على أن الثقافة والفنون تمثلان قوة دافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في مصر، وأن التعاون بين المؤسسات الثقافية الأوروبية والمصرية يفتح مسارات جديدة لتمكين الشباب وتوسيع دائرة الحوار والإبداع. 
كما شدد المشاركون على ضرورة الاستثمار في بناء القدرات، وتوفير منصات مستمرة للحوار، ودعم المهرجانات والفعاليات باعتبارها شرايين أساسية لإحياء المشهد الثقافي.
وأكد المنظمون أن ما شهده المؤتمر من تفاعل وحوار معمق يمثل إضافة نوعية لمبادرة "انضموا للحوار" التي تتبناها يونيك مصر، ويعكس التزامها بترسيخ التنوع الثقافي وتعزيز جسور التواصل بين مصر وأوروبا من أجل مشهد ثقافي أكثر حيوية وتأثيرًا.
وخلصت أعمال المؤتمر إلى جملة من التأكيدات والرؤى المستقبلية التي تُبرز حجم التوافق بين مختلف الأطراف المشاركة، حيث شدد المتحدثون والمشاركون على ضرورة إعادة الاعتبار للمهرجانات الموسيقية والفنية بوصفها منصات أساسية لدعم المواهب الشابة وإبراز الطاقات الإبداعية الكامنة، باعتبارها أيضًا أحد جسور التواصل مع الجمهور ووسيلة لإحياء المشهد الفني المصري على نحو أكثر تنوعًا وحيوية. كما تم التأكيد على أهمية إتاحة المزيد من المساحات والبنى التحتية للعروض الفنية، بما يضمن وصول الفنانين الشباب إلى جماهير أوسع، ويمنحهم فرصًا حقيقية للتجريب وتقديم أشكال مبتكرة من الفنون المعاصرة.
وفي هذا السياق، أبرز المؤتمر الحاجة الماسة إلى بناء منظومة متكاملة لدعم الأجيال الجديدة من الفنانين من خلال برامج للتدريب، والإقامات الفنية، وتنمية القدرات، بما يؤهلهم للانخراط في سوق إبداعي تنافسي يتسم بالاحترافية والقدرة على التفاعل مع المتغيرات المحلية والدولية. 
وأكد المشاركون أن الفن لم يعد مجرد وسيلة للترفيه أو التعبير الجمالي فحسب، بل أصبح أداة مؤثرة لمعالجة القضايا العالمية الكبرى، وعلى رأسها التغير المناخي والحفاظ على البيئة، وقضايا العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، بما يعزز من دور الثقافة والفنون كقوة دافعة للتنمية المستدامة.
كما خلصت النقاشات إلى أن تعميق التعاون بين المؤسسات الثقافية المصرية ونظيراتها الدولية يشكل ركيزة أساسية لفتح آفاق جديدة من الشراكات وتبادل الخبرات، مع ضرورة تبني رؤى مبتكرة تتيح دمج قيم التنوع والتعددية في الحراك الثقافي، وهو ما من شأنه أن يعزز الحضور المصري إقليميًا ودوليًا ويجعل من الثقافة جسرًا متجددًا للتواصل والتأثير.
وشكّل المؤتمر على مدار جلساته الأربع منصة حيوية للحوار حول حاضر ومستقبل الثقافة والفنون في مصر، مؤكدًا أهمية دعم المواهب الشابة وتوسيع آفاق التعاون المصري الأوروبي وضرورة ترسيخ التعاون لدعم الإبداع المصري.
حيث ناقش المتحدثون بالجلسة الثانية أبعاد وأسباب تراجع المهرجانات الموسيقية في مصر، وطرحوا رؤى متعددة حول أثر السياسات الثقافية والتمويل والتوزيع على استمرارية المهرجانات، مؤكدين ضرورة توفير بيئة مستدامة للإنتاج الموسيقي المستقل، وأدارت الحوار نيفين قناوي التي ركزت على أهمية تنويع أنماط الدعم وتشجيع المبادرات الشبابية في هذا المجال.
والجلسة الثانية أدارَتها نيفين قناوي، مؤسسة مهرجان "هي للفنون"، بمشاركة سعيد قابيل مدير البرامج بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والمنتج الموسيقي محمود رفعت، والموسيقي أيمن مبروك، وإسراء صالح رئيسة المشروعات بمركز كرومة الثقافي بأسوان.
أما الجلسة الثالثة، فقد تناولت التحديات التي يواجهها الفنانون الشباب في الوصول إلى أماكن العرض؛ حيث أكد المشاركون أهمية التغلب على معوقات البنية التحتية وضعف المنصات المستقلة وندرة التمويل، داعين إلى تفعيل دور المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص في فتح مساحات جديدة للتجارب المسرحية والفنية، مع أهمية خلق آليات مبتكرة لدعم الفنانين الناشئين وتعزيز حراك العروض.
وشهدت الجلسة الثالثة مشاركة رموز المسرح المصري بإدارة سامي داوود، مدير البرامج والثقافة؛ حيث شارك فيها: المخرج عادل حسن، مدير المركز القومي للمسرح، والدكتور محمود فؤاد مدير مسرح نهاد صليحة، والمصمم عزت عزت.
وجاءت الجلسة الرابعة الختامية لتؤصل لدور الفنون في مقاربة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والحفاظ على البيئة؛ حيث أبرزوا خلالها أهمية الفنون البصرية والسينما والموسيقى في إذكاء الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية والإنسانية، وأهمية النقاش للتأكيد على أن الفنون تمثل أداة عالمية للتواصل وبناء مستقبل أكثر استدامة، وقد ركزت الجلسة على ترسيخ دور الفن في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي، والحفاظ على البيئة، وتعزيز الحوار بين الشعوب.
وأدارتها إيزابيلا بوماريتو مديرة مشروعات البرنامج الثقافي الأوروبي- المصري، بمشاركة المخرج السينمائي عمروش بدر، وتيريزا سفاشكوفا مسئولة المشاريع الثقافية بالسفارة التشيكية، وهبة الشيخ نائب الملحق الثقافي.
 

طباعة شارك الثقافة والفنون المؤسسات الثقافية الأوروبية والمصرية المهرجانات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الثقافة والفنون المهرجانات الثقافیة الأوروبیة المؤسسات الثقافیة الثقافة والفنون المشهد الثقافی فی مصر

إقرأ أيضاً:

عبد العاطي يؤكد أهمية وقف إطلاق النار بالسودان وتهيئة الظروف لعملية سياسية شاملة

بحث الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم السبت، مع يوسف توجار، وزير خارجية جمهورية نيجيريا الاتحادية، على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، سبل تعزيز العلاقات الثنائية وأبرز القضايا الإقليمية في القارة الإفريقية.

واستهل الوزير عبد العاطي اللقاء بالتعبير عن اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة مع نيجيريا، مشيراً إلى أن الزيارة التي قام بها إلى أبوجا في يوليو 2025 شكّلت نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات الثنائية، وأسهمت في التوصل إلى مخرجات مهمة، معرباً عن التطلع إلى عقد الجولة المقبلة من آلية المشاورات السياسية بين البلدين في أبوجا خلال العام القادم، مشدداً على أهمية تعزيز التعاون الأمني والعسكري في ضوء التهديدات التي تواجه القارة، مؤكداً استعداد مصر لنقل خبراتها في مكافحة الإرهاب من خلال تكثيف الدورات التدريبية للكوادر العسكرية والأمنية النيجيرية ودعم المقاربة الشاملة التي تشمل الجوانب الفكرية عبر جهود الأزهر الشريف.

وزير الخارجية يبحث ونظيره النيجيري

وفي سياق متصل، أكد الوزير عبد العاطي أهمية تعزيز الاستثمارات المصرية والنيجيرية في قطاعات الزراعة والدواء والطاقة والإنشاءات وتكنولوجيا المعلومات، مشيراً إلى أهمية مواصلة متابعة تنفيذ مخرجات منتدى الأعمال المصري- النيجيري الذي انعقد في أبوجا شهر يوليو الماضي بما يعزز التبادل التجاري ويحقق مصالح البلدين الشقيقين.

كما تناول اللقاء فرص تعزيز التعاون الزراعي من خلال مذكرات التفاهم الموقعة بين الشركات المصرية والنيجيرية خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى الإشادة بالتعاون المتنامي في قطاع النفط والغاز والتعدين.

وتبادل الوزيران الرؤى حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث أكد وزير الخارجية أهمية تنفيذ اتفاق شرم الشيخ، وبدء خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكداً أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بغزة وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة للاضطلاع بمسئوليتها ومهامها.

واستعرض الترتيبات الخاصة باستضافة مصر للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.

وفيما يتعلق بالسودان، أكد وزير الخارجية على أهمية وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته واستقراره، مشيراً إلى نتائج زيارته الأخيرة إلى الخرطوم يوم 11 نوفمبر الجارى.

ودعا الوزير إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب السوداني ومساندة مؤسساته الوطنية.

واتفق الوزيران على مواصلة التنسيق والتشاور في الإطار الثنائي والمتعدد بما يحقق المصالح المشتركة.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يشيد بما وصلت إليه العلاقات بين مصر وإسبانيا

عبد العاطي يؤكد لمستشار الأمن القومي البريطاني أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق شرم الشيخ

وزير الخارجية يجري لقاءات إعلامية على هامش «قمة العشرين» ويستعرض رؤية مصر تجاه قضايا إفريقيا

مقالات مشابهة

  • الدراسات العربية والتفاعل الثقافي في اللغة والأدب والترجمة في مؤتمر بألسن عين شمس
  • وزير خارجية مصر يشدد على أهمية ترسيخ وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • وزير البيئة يؤكد أهمية إدارة البطاريات الكهربائية للتوجه نحو النمو الأخضر
  • وزير الخارجية يبحث مع وزير الثقافة اللبناني دعم المبادرات الثقافية والحوار الحضاري
  • «الخريف» يؤكد أهمية تعزيز الحوار الدولي لتحقيق تنمية صناعية شاملة ومستدامة في الدول الأقل نموًا
  • عبد العاطي يؤكد أهمية وقف إطلاق النار بالسودان وتهيئة الظروف لعملية سياسية شاملة
  • مهرجان أبوظبي يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات في مشهد الثقافة العالمية
  • قائد اللواء 76 مشاة بحلفا يؤكد على أهمية المسؤولية الوطنية والاستعداد الدائم لأداء الواجب
  • محمد خليفة المبارك: متحف التاريخ الطبيعي نقلة نوعية في مسيرة الاستثمار الثقافي والمعرفي
  • الرئيس الإيراني يؤكد ضرورة نقل العاصمة من طهران