عضو مركز الأزهر: الشريعة الإسلامية راعت أصحاب الأعذار والمرضى
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
قالت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الشريعة الإسلامية من رحمتها وواقعيتها أنها راعت أصحاب الأعذار والمرضى، وشرعت لهم أحكامًا خاصة تخفف عنهم الحرج والمشقة، وتُمكِّنهم من أداء الصلاة بشكل مجزئ ومقبول عند الله عز وجل، رغم ما يعانون من مرض أو ضعف أو مشقة.
. الإفتاء تجيب
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريح، عن أحكام صلاة أصحاب الأعذار، أن أصحاب الأعذار هم كل من أصيب بعذر دائم أو مؤقت يمنعه من أداء بعض أركان الصلاة أو سننها على وجهها المعتاد، كأن يتعذر عليه القيام أو الركوع أو السجود أو الطهارة بالماء أو نحو ذلك.
وأوضحت أن هؤلاء يدخلون تحت رخصة "أداء الصلاة بحسب الاستطاعة"، لقوله في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، حين اشتكى من مرض البواسير، فقال له النبي: "صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب" [رواه البخاري]، وفي رواية عند النسائي: "فإن لم تستطع فمستلقيا"، مما يدل على مرونة التشريع وتكيفه مع حال المكلف.
وشددت الدكتورة إيمان على أن الصلاة لا تسقط عن المسلم بأي حالٍ من الأحوال ما دام عقله حاضرًا ويُدرك فرضيتها، لأن العقل مناط التكليف. وقالت: "ما دام الإنسان يُعقِل الصلاة ويفهم أنها فرض، فإنه مُطالب بأدائها، لكن ليس على هيئة واحدة ثابتة، بل بما يطيقه من الهيئات التي لا تلحق به ضررًا أو مشقة غير محتملة".
وأكدت أن الشريعة لم تجعل هيئة واحدة ثابتة لأداء الصلاة في حال المرض، بل جعلت الأمر مفتوحًا حسب حال المريض، فالذي لا يستطيع القيام يصلي قاعدًا، والذي لا يستطيع القعود يصلي على جنب، والذي لا يستطيع الحركة يمكنه الصلاة إيماءً بعينيه أو قلبه إن تعذر عليه كل شيء، حتى يُجزئه ذلك بإذن الله.
وأكدت على أن من محاسن الشريعة الإسلامية أنها واقعية وعملية، تراعي أحوال الناس وظروفهم، وتُيسّر عليهم الطاعة دون تفريط أو إفراط، مؤكدة أن كل مريض أو صاحب عذر يُصلي بالطريقة التي تخفف عنه وتتناسب مع حالته، دون أن يشعر بالحرج أو التقصير، فالله تعالى يقول: "يُريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشريعة الإسلام المرضى أصحاب الأعذار الصلاة الأزهر أصحاب الأعذار
إقرأ أيضاً:
مصير تارك الصلاة في أول ليلة بالقبر
قال الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، إن هناك وادى فى جهنم اسمه “ الغي”، وهذا الغي لمن ترك صلاته أو فرط فيها بغير عذر.
وأضاف “ أبو بكر”، فى فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه يجب على من سهى عن صلاته أن يحذر، قال تعالى ((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ))، والويل هذا هو وادى فى جهنم شره كعذابه تستغيث منه جهنم ليس لمن ترك الصلاة كليا ولكن لمن سهى عن صلاته وضيع وقتها بغير عذر، قال النبي صلى الله عليه وسلم من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تتركن صلاة متعمدا فإنه من ترك صلاة متعمداً برئت منه ذمة الله))، ومن أخر الصلاة قال الله عز وجل ((وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا )).
وتابع قائلاً: بعذر كل واحد لا يحافظ على الصلاة لأنه مسكين مش فاهم الصلاة دي معناها ايه، وسألت شيخي ذات مرة يعني ايه صلاة قال لي (( ببساطة لقاءا مع الله قد تحدد لك)).
أما مسألة ترك الصلاة: ثم تكلم رحمه الله تعالى عن حكم تارك الصلاة فقال:" ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺎﺭﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻜﺮا ﻟﻮﺟﻮﺑﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﻣﻠﺔ اﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﻂ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺪﺓ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﻛﻪ ﺗﻜﺎﺳﻼ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﻪ.
المذهب الأول: ﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﻭاﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻭاﻟﺨﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻞ ﻳﻔﺴﻖ ﻭﻳﺴﺘﺘﺎﺏ ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﻭﺇﻻ ﻗﺘﻠﻨﺎﻩ ﺣﺪا ﻛﺎﻟﺰاﻧﻲ اﻟﻤﺤﺼﻦ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ.
المذهب الثاني: ﺫﻫﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﺣﺪﻯ اﻟﺮﻭاﻳﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻮاﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ.
المذهب الثالث: ﺫﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭاﻟﻤﺰﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﻞ ﻳﻌﺰﺭ ﻭﻳﺤﺒﺲ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ.
هل تارك الصلاة كافر ؟هذا وقد اﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻔﺮﻩ ﺑﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭاﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺤﻞ ﺩﻡ اﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ ﺇﻻ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺛﻼﺙ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ، حجة الجمهور على عدم تكفير تارك الصلاة .
واﺣﺘﺞ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء)ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ (ﻻ ﺇﻟﻪ اﻻ اﻟﻠﻪ ﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ) ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﻠﻘﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺑﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻙ ﻓﻴﺤﺠﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟك، ﻭاﺣﺘﺠﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺑﻮا ﻭﺃﻗﺎﻡ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺨﻠﻮا ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ)، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺗﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻟﻮا ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮا اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺆﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺈﺫا ﻓﻌﻠﻮا ﺫﻟﻚ ﻋﺼﻤﻮا ﻣﻨﻲ ﺩﻣﺎءﻫﻢ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻬﻢ).
قال رحمه الله تعالى :ﻭﺗﺄﻭﻟﻮا ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻜﻔﺮ ﺗﺮﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﺘﺮﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﻫﻲ اﻟﻘﺘﻞ .
الخلاصة أن رأي اللجنة العلمية وكذلك كل من يقول إن كل تارك للصلاة كافر كما هو الحال هنا فإنه لم يأخذ برأي الجمهور وكذلك عرضه للمسألة بذكر رأي واحد فقط هو نوع من الخلط على الناس، فمسألة الحبس أو القتل ونحو ذلك كل هذا مرجعه في العصر الحديث إلى القضاء فقط حتى لا تعم الفوضى البلاد.