وصفة إيمانية من حكم وحكمة للتحرر من اليأس والإحباط
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
وفي حلقة جديدة من برنامج "حكم وحكمة" بُثت بتاريخ (2025/9/8) وحملت عنوان "اليأس والإحباط"، قدّم الداعية الدكتور عمر عبد الكافي وصفة إيمانية عميقة للتحرر من هذا المرض الصامت الذي يتسلل إلى القلوب، مشددا على أن قوة اليقين هي السلاح الأنجع لمواجهة الإحباط.
وأوضح عبد الكافي أن مصطلحات مثل الاكتئاب والهم والضيق لم تكن شائعة في حياة الأجيال الماضية، لكنها صارت اليوم جزءا من لغة الشباب والشيوخ على حد سواء.
ولفت إلى أن الغرب يلجأ إلى معالجة الأزمات النفسية بالأدوية والعقاقير، باعتبار الجسد آلة منفصلة عن الروح، بينما يعلّم الإسلام أن العلاج يبدأ بإصلاح القلب وإعادة الصلة بالله، الذي وضع للإنسان منهج الإصلاح ومفاتيح الطمأنينة.
وضرب مثلا بقصة يعقوب عليه السلام الذي ازداد يقينه بقرب الفرج كلما اشتدت الكربة، قائلا إن المؤمن لا يعرف اليأس لأن روح الله قريبة، وإن لحظات الحزن يجب أن تدفع المسلم للعودة إلى الصلاة والدعاء وقراءة القرآن.
وفي حوار مفتوح مع الشباب، طرح أحد المشاركين تساؤلا عن دور الإيمان في مواجهة الاكتئاب، فأجاب عبد الكافي بأن الاستعجال واللهاث وراء متطلبات الحياة العصرية يغذي القلق، بينما الاطمئنان يأتي من الثقة بأن الرزق مقسوم، مستشهدا بقول الحسن البصري: "علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي".
ركائز الإيمانوأشار إلى 4 ركائز تحمي المؤمن من الإحباط: الثقة بأن الرزق مقدر، والاجتهاد في العمل، ومراقبة الله في كل لحظة، والاستعداد للقاء الموت، مؤكدا أن من استحضر هذه المعاني عاش مطمئن القلب بعيدا عن القلق.
وتطرق الحوار إلى دور القصص القرآني في بث الأمل، حيث أكد عبد الكافي أن كل قصة في القرآن تنتهي بفرج ونصر للمظلوم وهلاك للظالم، وأن إدراك هذه السنن يعصم المسلم من الاستسلام لليأس مهما اشتدت الأزمات.
إعلانكما شدد على أن الخوف الحقيقي ليس من ضيق الرزق أو المرض أو خسارة الدنيا، بل من أن يصاب الإنسان في دينه، موضحا أن التوبة باب مفتوح دائما لاستعادة الأمل والرجوع إلى الله.
وأورد أمثلة من حياة الأنبياء، مثل آدم وموسى عليهما السلام، وكيف تحولت كلمات لهم إلى دروس في الأمل بالتوبة، مؤكدا أن الإسلام لا يعرف كلمة "إحباط"، بل يربط المؤمن دائما بالرجاء والتفاؤل.
ورأى عبد الكافي أن الاعتماد على الله هو الركن الركين الذي يبدد الخوف والقلق، مذكرا بقول الله تعالى: ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾، وأن المؤمن حين يستحضر معية الله تزول عنه مشاعر العجز واليأس.
كما أوضح أن الفشل أو الخسارة في الدنيا ليست مصيبة، لأن الحياة بطبيعتها تتقلب بين الفرح والحزن، والغنى والفقر، والصحة والمرض، مؤكدا أن استحضار نعم الله المتعددة، من البصر والسمع والحركة، يبعث في النفس طمأنينة ويمنعها من السقوط في الإحباط.
إبليس "أبو اليأس"وفي الجزء الثاني من الحلقة، استضاف البرنامج الداعية المغربي الدكتور ياسين العمري الذي رأى أن إبليس هو "أبو اليأس"، وأن مهمته الأساسية قطع صلة القلب بربه.
وأوضح أن المقارنات المبالغ فيها بين الناس، ورفع سقف التطلعات في الدنيا مع خفضه في العلاقة مع الله، من أبرز أسباب الإحباط في عصرنا.
وحذر العمري من التمني الفارغ الذي لا يصحبه عمل، معتبرا أن الرجاء المبني على السعي والاجتهاد عبادة قلبية عليا تؤسس للعمل وتمنع الاستسلام للأوهام.
كما لفت إلى أن التربية الإيمانية هي الحصن الذي يحمي الشباب من الانكسار، مشيرا إلى أن الإيمان بالله واليوم الآخر ركيزتان يجب تفعيلهما في الحياة اليومية لا حفظهما كمعارف ذهنية فقط.
واستشهد العمري بقصة غزوة الأحزاب حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يبث الأمل في نفوس أصحابه رغم الحصار، معتبرا أن الأمل هو القاعدة في الإسلام وأن اليأس طارئ لا يستقر في قلب المؤمن.
وفي ختام الحلقة، شدد الدكتور عمر عبد الكافي على أن الإسلام دين التفاؤل، وأن المؤمن لا يعرف الإحباط إلا كزائر عابر سرعان ما يطرده نور اليقين بالله، داعيا الشباب إلى إعادة الصلة بربهم وتقديم خطاب دعوي يزرع الأمل بدلا من الاستسلام لليأس.
Published On 8/9/20258/9/2025|آخر تحديث: 18:02 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:02 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات عبد الکافی مؤکدا أن
إقرأ أيضاً:
يوم المعلم.. جامعة أسوان تحتفي بصناع الأمل وقادة المستقبل
احتفلت جامعة أسوان بيوم المعلم العالمي، الذي يُوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، وذلك خلال احتفالية نظمتها كلية التربية تحت رعاية الأستاذ الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس الجامعة، وبحضور لفيف من القيادات الأكاديمية والتربوية والخريجين والطلاب.
شهد الحفل مشاركة كل من الدكتور أشرف إمام عبد الراضي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور خيري أحمد حسين، عميد كلية التربية،الدكتور سعيد محمد صديق وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ،ونخبة من الأساتذة والضيوف من مختلف المؤسسات التعليمية والدينية.
وأكد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت في كلمته، على المكانة الرفيعة لمهنة التعليم، مشددا على أن رسالة المعلم هي امتداد لرسالات الأنبياء، حيث لا تقتصر على نقل المعرفة، بل تشمل بناء الشخصية وصناعة المستقبل.
وأضاف أن كليات التربية تعد الركيزة الأساسية في إعداد كوادر تعليمية قادرة على التكيّف مع مستجدات العصر ومواكبة متطلبات سوق العمل، محليا وإقليميا.
وتابع "نصرت " ان جامعة أسوان تضع ضمن أولوياتها تخريج معلمين يمتلكون مهارات القرن الحادي والعشرين، قادرين على إحداث نقلة نوعية في منظومة التعليم، من خلال برامج أكاديمية وتربوية مواكبة للتطوير الشامل الذي تشهده مصر في قطاع التعليم.
يوم المعلموتضمن الاحتفال فقرات فنية متنوعة وكلمات تقديرية تعبر عن العرفان بدور المعلمين، و تسلط الضوء على إسهاماتهم في تعزيز قيم المعرفة وبناء الإنسان، بما يرسّخ من دورهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وعلى هامش الفعالية، نظمت الكلية منتدى خريجي كليات التربية واحتياجات سوق العمل، حيث تناول المنتدى جلسة نقاشية موسعة ترأسها الدكتور سعيد محمد صديق وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأدارها كل من الدكتور حاتم فرغلي، والدكتورة سارة عبد السميع، والدكتور أحمد خليل، لمناقشة معايير إعداد المعلم في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين، وسبل تطوير المناهج وبرامج إعداد المعلم لتواكب التحولات في سوق العمل التربوي.
كما شهدت الاحتفالية حضور عدد من القيادات التعليمية البارزة، من بينهم الدكتور أحمد كامل الرشيدي، و الدكتور حسن علام، والدكتور راضي عدلي، عمداء كلية التربية السابقين وعدد من رواد العمل التربوي بمحافظة أسوان، إلى جانب مشاركة متميزة من الخريجين والباحثين والطلاب، الذين عبروا عن امتنانهم لأساتذتهم ودورهم في تشكيل وعيهم وبناء مستقبلهم.
يُذكر أن هذا الحدث يأتي تأكيدًا على التزام جامعة أسوان برسالتها التربوية، وحرصها الدائم على دعم المعلم وتكريمه، بوصفه حجر الزاوية في نهضة الأمم وركيزة التنمية البشرية.