الأعلى للآثار: الموسيقى النوبية مرآة تعكس تاريخًا ووجعًا وحلمًا
تاريخ النشر: 12th, September 2025 GMT
قالت وهيبة صالح، كبيرة الباحثين ومديرة عام بالمجلس الأعلى للآثار، إن الموسيقى والرقصات النوبية تتميز بسحر خاص يأسر القلوب ويخطف الأبصار، حتى لمن لا يفهم لهجتها أو يمتلك معلومات وافية عن تراثها، موضحة أنها لغة تتجاوز الكلمات، لتصل مباشرة إلى الوجدان عبر إيقاعات غنية وانسيابية فريدة.
وأضافت "صالح"، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، أنه لا يمكن فصل الموسيقى عن الهوية النوبية، فهي جزء أصيل من نسيج الحياة اليومية، ويميل النوبيون إلى الغناء والموسيقى بشكل فطري، وتعتبر هذه الفنون وسيلتهم للتعبير عن الفرح والسعادة، وفي الأفراح النوبية تسيطر حالة من البهجة الجماعية حيث يتحول الجميع إلى راقصين، فلا تجد كراسي للمدعوين، فالجميع من شيوخ وشباب ونساء وأطفال يرقصون ويشاركون في الاحتفال.
وأوضحت أنه يعتمد الكثير من الموسيقى النوبية على السلم الخماسي، الذي يمنحها طابعًا مميزًا، ومن أبرز الآلات الموسيقية المستخدمة هو الطمبور، وهو الآلة الجد الأكبر للسمسمية، ويُصنع من جلد الحيوان وتُشد عليه الأوتار، مشيرة إلى أن شغف النوبيين بالموسيقى يصل إلى درجة أن البعض يصنع آلاته بنفسه، مثلما فعل أحد الآباء الذي قام بصنع طنبور خاص به، ليعزف عليه ألحانًا تعبر عن حنينه الدائم.
ولفتت إلى أنه رغم طابعها الإيقاعي الذي يدعو للرقص، إلا أن الأغاني النوبية تحمل في طياتها الكثير من الشجن والحنين، وغالبًا ما تدور كلمات الأغاني حول الحنين إلى النوبة القديمة والرغبة في العودة إليها، وحتى في المقدمات الموسيقية الصاخبة التي تلهب الحماس، نجدها تحمل طابع الموال النوبي، الذي يتغنى بجمال النوبة ويحلم بعودتها، موضحة أن هذا المزيج من الفرح والشجن هو ما يمنح الموسيقى النوبية عمقًا خاصًا، فهي ليست مجرد أغانٍ للترفيه، بل هي مرآة تعكس هوية شعب، وتاريخًا مليئًا بالذكريات، وحلمًا دائمًا بالعودة إلى الجذور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للآثار الموسيقى الهوية النوبية
إقرأ أيضاً:
تكرار الموسيقى المزيفة بالذكاء الاصطناعي يثير جدلًا حول سياسات سبوتيفاي
على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها سبوتيفاي للحد من انتشار المحتوى الصوتي المولّد بالذكاء الاصطناعي على منصتها، فقد فشلت المنصة مؤخرًا في كشف نسخة مزيفة من موسيقى فرقة الروك التجريبية الأسترالية الشهيرة "كينج جيزارد آند ذا ليزارد ويزارد".
تأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه الصناعة الموسيقية جدلاً متصاعدًا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الفنانين وحقوق الملكية الفكرية.
فرقة "كينج جيزارد آند ذا ليزارد ويزارد" لطالما انتقدت سبوتيفاي، وكانت واحدة من عدة فرق فنية اختارت إزالة موسيقاها من المنصة خلال الصيف، احتجاجًا على استثمارات الرئيس التنفيذي المستقيل دانيال إيك في شركة تعمل على أسلحة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، ظهر مؤخرًا على قائمة تشغيل "رادار الإصدارات" على المنصة منشور على ريديت يبدو أنه نسخة مولّدة بالذكاء الاصطناعي من إحدى أغاني الفرقة، وكان اسم الفنان المزيف "كينغ ليزارد ويزارد"، وتضمن ألبومه جميع أغاني الفرقة الأصلية بنفس العناوين والكلمات.
التقط موقع "فيوتشريزم" لقطات شاشة للصفحة المزيفة قبل أن تُحذف، لكن البحث عن اسم الفرقة أو الفنان المزيف لا يزال يظهر الصفحة الأصلية للفرقة فقط، يشير هذا إلى أن النسخة المولّدة بالذكاء الاصطناعي تمكنت من المرور على أنظمة الرقابة في سبوتيفاي لأسابيع قبل أن يتم اكتشافها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبرز هذا الحدث مشكلة أكبر تتعلق بمدى فعالية سياسات سبوتيفاي للكشف عن المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي وانتحال شخصيات الفنانين، ففي سبتمبر الماضي، كشفت سبوتيفاي عن تطوير مُرشّح لرصد الرسائل غير المرغوب فيها، بالإضافة إلى سياسات جديدة لكشف المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي ومعالجة الانتحال، ورغم هذه الإجراءات، يظهر أن هناك ثغرات كبيرة يمكن أن يستغلها المحتالون لخداع المستمعين بنسخ مزيفة لأعمال فنية شهيرة.
تؤكد هذه الحالة على تحديات تواجه صناعة الموسيقى الرقمية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضاعف المخاطر المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والتزييف الصوتي، ويثير تساؤلات حول حماية الفنانين، خاصة من يغادرون المنصات احتجاجًا على ممارسات الشركات. كما تشير الواقعة إلى أن مراقبة المحتوى المولّد آليًا ليست كافية إذا لم تتضمن أدوات فعالة لرصد الانتحال والتحقق من هوية الفنانين الحقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط هذا الحدث الضوء على تحديات المستهلكين الذين قد يتم خداعهم بالاستماع لأعمال مزيفة يعتقدون أنها أصلية، مما قد يؤثر على تجربة المستخدم وسمعة المنصة نفسها. ويعكس ذلك ضرورة تطوير بروتوكولات أكثر صرامة، تشمل تقنيات التعرف على الصوت ومراجعة المحتوى قبل إدراجه في قوائم التشغيل العامة، لضمان حماية حقوق الفنانين والمستهلكين على حد سواء.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول مدى استعداد المنصات الموسيقية الكبرى لمواجهة موجة المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي مستمرًا. وتعد هذه الحادثة بمثابة تحذير للشركات حول الحاجة إلى أدوات أكثر ذكاءً ودقة لحماية حقوق الفنانين ومنع الانتهاكات التي قد تنتشر بسرعة على نطاق عالمي.
تؤكد الواقعة أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده في الابتكار والإنتاج، قد يشكل تحديًا كبيرًا للمنصات الرقمية، ويعيد فتح النقاش حول مسؤولياتها في التحقق من صحة المحتوى وحماية الفنانين، خاصة في بيئة تتسم بازدياد الإنتاجية الرقمية وسهولة إنشاء نسخ مزيفة لمحتوى موسيقي أصلي.